Resetting lady - 3
الفصل الثالث:
ما الذي علي فعله هذه المرة؟
كانت كارين مستلقية على السرير ، تحدق في الفراغ.
لقد سبق لها و ان جربت منح كل ثروتها الى سكان المنطقة ، و امضت ايامها في قراءة الكتب ، و الاستمتاع بحياة زاهية مع الرجال – أوه ، لكنها تعرضت للطعن حتى الموت في ذلك الوقت. كما أنها سبق و ان شاهدت بالفعل زواج ريموند وإيزيلا بينما تزوجت هي من دولان دون اي هاجس.
+ ايزيلا هي خطيبة ريموند في الرواية و التي كانت كارين تعمل وصيفة لها.
و من ناحية أخرى، فان معظم الأماكن التي ذهبت إليها على مر كل تلك السنين قد كانت محصورة في منطقة هير وفيلا إيزيلا وقصر ريموند. و حتى قصر ريموند فقد كان مكانًا مكثت فيه لفترة قصيرة فقط ففي ذلك الوقت ، قاربت الرواية على الانتهاء. و حتى مع عيش أكثر من مائة عام ، الا ان الوقت الذي أمضته و هي مستلقية على سرير مريح لم يكن طويلاً على الإطلاق.
كانت الأماكن التي بامكان النساء الذهاب اليها في هذا العصر محدودة جدا ، لذا فقد كان الامر ممل. خطر على بال كارين ان تحث إيزيلا على السفر معها بعيدا هذه المرة ، لكنها تخلت عن تلك الفكرة.
امرأتان بمفردهما في رحلة. سيرافقهما على الاقل خمس خدم ، ومن الواضح أن الرجال البالغين الذين سيرافقانهما سيكونان رايموند ودولان. و قد كان ذلك امرا مقلقا. فحينها من سيكون مسؤولاً عن من؟
رتبت كارين بفظاظة ملابس دولان المتساقطة ، ثم قالت.
– ” فلترافقني بشكل صحيح.”
فلا يزال يجب عليهما أن يرقصا على ثلاث أغنيات أخرى. و حينها ، فهو سيتعثر بقدم احد الخدم ، و سيغضب منه ، و يقوم بسكب النبيذ على رأسه ، ثم يسخر منه ، و عندئذ ستصدم هي من مدى عنفه. ( هذه كانت احداث الرواية التي قراتها )
_”…أوه.”
– “ضع بعض القوة في ساقيك.”
_ “……”_صمت _
و بدلاً من ذلك ، فقد كانت كارين هي من رافقته لأن ساقيه كانتا لا تزالان ترتعشان كالهلام ، و قد قامت بتنبيهه من خلال النقر بلسانها. الا ان ، دولان قد تعثر بقدم الخادم كما هو مقرر ، وسقط على الأرض ، وغضب من الخادم ، لكنه لم يستطع صب النبيذ على رأسه.
* * *
٠”ما الذي تفعلينه ، يا انستي؟”
– “لا شيء ، انا فقط قلقة على مستقبلي.”
تنهدت نانسي وهي تراقب كارين ، التي لم تستطع التركيز على وجبة الإفطار الموضوعة أمامها. كرهت نانسي كيف كانت كارين غارقة دوما في أفكارها.
٠ “لا تفكرِ في الأمر كثيرًا. ألن يضيع فعل ذلك وقتك فقط؟ كل شيء سيصبح على ما يرام بمرور الوقت ، لذا يجب عليك فقط ان تستمتعي . هممم (اليس كذلك ) ؟ “
لقد مرت حوالي مائة عام و ما زالت الامور لم تصبح افضل.
-“بالتأكيد…”
٠ “ما الذي تحملينه في يدك؟”
– “هذه؟”
أخفت كارين العملة التي كانت تعبث بها ، لكن و بما انها لم تكن مضطرة لإخفائها ، فقد قامت بأظهارها مرة أخرى. فبعد كل شيء ، فكارين وحدها من تعلم المعنى وراء هذه القطعة. فهي لا تساوي شيئا في نظر الآخرين.
– “إنها مجرد شيء أحب حمله معي. شيء مثل التميمة “.
٠ “إذا كان من الصعب الاحتفاظ بهذه العملة ، فما عليك سوى التخلص منها . و الأمر نفسه بالنسبة للأمور التي تفكرين فيها لفترة طويلة؟ الآن ، فلتتخلصي من القلق و لتقومي بتناول طعامك . لكن لا تاكلي كثيرا ، لانه يجب علينا شد مشدك مرة أخرى.”
سيكون ذلك على ما يرام ، ربما؟ أمسكت كارين بالعملة. لقد كانا معًا فقط ل.. ، أوه ، ل 117 عامًا. من الصعب اتخاذ قرار بشأن الامر الذي ستفعله هذه المرة ، لذا قد لا يكون أمرًا سيئًا ان تقرر ما تفعل على هذا النحو. إذا ظهر الوجه الذي يحمل الرقم بعد رمي العملة ، فستبقى كارين بجانب دولان هذه المرة. و لربما تدرس علم اللاهوت ؟
و إذا ظهر الوجه الاخر … اختطفت نانسي العملة وقلبتها.
٠ “حسنا ، لقد ظهر الوجه الخلفي. انطلقِ وتناولِ طعامك “.
اذا ظهر فهي ، ستفعل شيئًا سيئًا هذه المرة.
بما ان كارين قد قررت السير في مسار معوج في هذه الحياة ، فقد كانت تبني امالا عالية و هي تشاهد فنجان الشاي الممتلئ بالماء الساخن.
اوشكت كارين على ان تجن لانها سئمت العيش. بعد عشرات المحاولات ، و عندما كانت لا تزال مقتنعة بأن الزواج من ريموند هو الحل ، جربت امورا عديدة . و قد كان القيام بالأعمال الصالحة احد هذه الأمور ، فقد قامت ببيع لقبها النبيل و قامت بحملات عدة لجمع التبرعات.
الا ان ، النتائج قد بقيت نفسها. لا ، بل و حتى اسوء من ذلك. فقد قتلت في احدى تلك المرات على يد رجل متشرد سبق و ان ساعدته.
كما ان ، الأعمال الصالحة من شانها ان تسبب الإدمان. و قد استسلمت اخيرا بعد ان ادركت انها لم تكن حل مشكلتها ، لكن و لفترة من الوقت ، فقد اعتقدت كارين أن مساعدة الآخرين قد تجعلها سعيدة. لذا فقد كانت تتجول ليلا و نهارا ، دون اي نوم ، لكن الجزاء الذي حصلت عليه كان لا شيء.
لذا فإنْ كان القيام بالامور الصالحة ممتعا ، فإن القيام بالامور السيئة سيكون بالتأكيد اكثر متعة.
أرادت أن تفعل شيئًا سيئًا للغاية لدرجة ان يتم اعتباره شرا مطلقا. ما الامر الذي قد يكون مناسبا ؟ ضحكت كارين وهي تتخيل نفسها تغزو العالم. لكن ، و بالنظر إلى الأماكن التي يجب عليها أن تذهب إليها والأموال التي تحتاج أن تنفقها لفعل ذلك ،فقد ادركت انه يجب عليها ان تتخلى عن ذلك الحلم.
ستحتاج إلى حوالي عشرين خادمًا ، و الذين كانوا يطيعون أوامر والدها اكثر من اوامرها . و لم يكونوا مخلصين لها بما يكفي لارتكاب جريمة قتل من أجلها. كما يجب عليها كذلك ان تبذل الكثير من الجهد لجعل بقية الاشخاص يقفون في صفها.
نقرت كارين بلسانها لمجرد التفكير في عدد الخادمات والخدم والفرسان في القصة ، و الذين قد اعتادوا التخلي عن حياتهم حتى و ان لم يفعلوا شيئًا خاطئًا.
كان الوقت المتبقي لها هو عام واحد فقط. في النهاية ، فحتى و ان قررت التسبب في المتاعب ، فإن أكبر شيء يمكنها فعله هو الخيانة الزوجية ، وأصغر شيء قد تفعله هو التنمر على الخدم. و قد كان كلاهما امرا تافها.
أرادت أن تفعل شيئًا اكبر . لقد سبق و ان حاولت إضرام النار عمداً ، لكن البستانيين قد سارعوا لإخمادها . وبفضلهم ، فإن العديد من محاولاتها لإفتعال حريق – بقصد الانتحار – قد آلت دائمًا بالفشل.
كما انها لن تجني اي فائدة من إيذاء نفسها. فهي لن تموت ، الا بعد ان يحل اليوم الذي تصل فيه إلى الفصل الأخير من الرواية . فقد قامت في احدى المرات بألقاء نفسها من الدرج ، مما أدى إلى إصابة جسدها بالكامل بالشلل. و على الرغم من تقرحات جسمها ( بسبب النوم على الفراش دون حراك ) ، فقد شعرت بالارتياح حين ماتت وهي مستلقية دون أن تنبس بحرف.
التفكير في ذلك الوقت، جعلها تشعر بطعم لاذع في فمها. فلا أحد سيعتتي بطيب خاطر بشخص في حالة شلل تام دون ان يكره ذلك . عندما فتحت عينيها مرة أخرى في العام التالي ، اعتقدت أنها ستنتقم من الأشخاص الذين قتلوها ، لكنها تخلت عن تلك الفكرة لانه لم يكن هناك اي معنى من فعل ذلك ايضا .
فلم يكن هناك مبرر لمعاقبة الأشخاص الذين لم يقوموا بذلك في هذا الجدول الزمني ، وحتى و ان ارادت الانتقام ، فسيكون هنالك الكثير من الاهداف المعنية . فحتى نانسي قد قامت مرة بلي (كسر ) رقبتها.
لكن في تلك اللحظة. قطعت كارين حبل افكارها.
الانتقام؟ الانتقام ، الانتقام.
– “…آه.”
لفترة من الوقت ، اعتقدت أنها قد فعلت بالفعل كل شيء ، و قد كان ذلك افتراضا خاطئا. فهناك خيارات لا حصر لها لم تفكر فيها بعد ، تمامًا مثل عدم قيامها بذلك الامر مع دولان في اليوم الاول من قبل.
وبينما كانت تمدح الغموض الموجود في الحياة ، تساءلت عن عدم محاولتها الانتقام من قبل ابدا. ربما لانها كانت تعتقد أن الحب هو الذي بوسعه تغيير طبيعة الناس و الحياة.
في البداية ، فعلت مثل ما قرات في الرواية ، التقت بشخص ما ، ماتت ثم عادت الى البداية مرة اخرى . كان المطلوب هو الحب. لذا فقد تجولت باحثة عن الحب لمائة عام. و قد كانت تلك أيام مملة ، خالية من اي معنى .
الحب لم يكن الجواب.
لقد سئمت وتعبت من تحمل هذه الشخصيات المزعجة.
حان وقت الانتقام.
الشخصيات غير المثيرة للاهتمام ، الشخصيات التي لم تكن الحل لمشكلتها – يجب عليهم أن يحصلوا على انتقام القارئ.
“آه!”
شيء لم تفعله من قبل!
أتت كارين بشيء جديد لكي تفعله. و قد غرقت في الفرح حينها.
لماذا لم تفكر في هذا من قبل؟
لم يكن الحب هو من يملك التأثير الأكبر على الناس.
بل الموت.
عندما رحبت بعيد ميلادها الـ 117 ، قررت كارين هير أن تصبح قاتلة.
* * *
أعطت الخطة الجديدة كارين دفعة من الحماس.
كانت متحمسة للغاية لدرجة أنها لم تستطع فهم سبب عدم قيامها بالقتل من قبل. لماذا يجب عليها ان تهرب أولاً و هي من كانت على حافة الموت لاكثر من قرن؟ دائما ما كانت هي من تموت أولا.
لكن و بعد التفكير بجدية في المهمة التي تنتظرها ، فقد وجدت ان الامر ليس سهلا .
‘ ومع ذلك ، فأنا سعيدة بما قررته. الم يقولوا اصلا أن المصاعب تجعل الناس يلمعون (ناجحين ) أكثر.’
قد تكون ذراعيها النحيفتين غير قادرتين حتى على لي رقبة دجاجة. و لعلها لم ترفع من قبل أبدًا شيئًا أثقل من كتاب. كما انها كانت تركب العربة دائما عندما تذهب إلى الكنيسة. و عندما كانت تحتاج لصعود درجات كثيرة ، فقد كان الخدم موجودين هناك لمساعدتها.
كل ما تملكه هو سنة واحدة. و إذا استخدمت هذا الوقت لبناء العضلات فقط ، فسينتهي بها الامر دون فعل اي شيء.
إذا بدأت برضيع ، فسيكون الامر سهلاً. لكن ، لم يكن هناك اي رضع في القصر. فلم يُسمح للخادمات الحوامل بمواصلة العمل ، لذا لم يكن هناك أي واحد منهم هنا. و أصغر طفل في القصر كان طفل البستاني ، لكنه قد كان بالفعل أقوى بكثير من كارين.
كانت مكتبة القصر شاسعة ، لكن لم يساعدها اي كتاب في ارتكاب جريمة قتل. كما ان آخر جريمة قتل حدثت في هذه المنطقة قد وقعت في قرية صغيرة ، و قد كانت قبل ميلاد كارين.
في النهاية ، شعرت كارين بالإحباط لبعض الوقت لأنها أدركت أن قتل شخص ما بيديها سيكون أمرًا صعبًا للغاية. لكن سرعان ما بدأت تستمتع بذلك الاحباط.
كانت هناك طرق لا حصر لها للقتل . و قد كان عدد الوفيات التي عانت منها يتكون بالفعل من ثلاث ارقام( 117). كانت هي المرجع . كانت هي الدليل الحي . كانت هي الجواب .
لم تكن كارين خائفة من أي شيء غير الملل. كامرأة خالدة ، فحتى و ان تم القبض عليها ، فان كل ما تحتاجه هو أن تبدأ من جديد. لقد شهدت جميع أنواع العادات والتفضيلات السابقة لأنها عاشت معهم لفترة طويلة مرعبة.
كان تملك الكثير من الاقتراحات . فمن يجب ان تختاره اولا ؟ تأملت كارين بقلب ينبض بشدة.
يتبع…