Raising my Fiancè with Money - 39
تناولت إيليا وجبة إفطار بسيطة مع الشاي، الخبز، والفواكه. وعندما جلست أمام المكتب مرتدية فستاناً خفيفاً، وضعت إحدى الخادمات صندوقاً يحتوي على رسائل.
إن فحص الرسائل كل صباح أحد روتينها. الرسائل تنهال عليها كثيراً كل يوم، لذلك لم تكن تستطيع التعامل معهم إذا تخطت يوم دون قرائتهم. وتراوحت الرسائل بين رسائل تسأل عن حالها وطلبات منها، لكن معظمها كانت حفلات أعياد ميلاد، مآدب، ودعوات إلى التجمعات.
كان الجميع حريصين على التواصل مع إيليا ولو قليلاً. فقط لأنهم إذا اعتُبروا مُقربين من عائلة بلودين، فإن مكانتهم ستتغير. لذلك يرسلون رسائل بغض النظر عن المكانة، لكن معظمها تكون تافهة.
قد يبدو الأمر قاسي، لكن إيليا حالياً محبطة من بناء علاقات مع الناس. كان ذلك لأنها لاحظت كيف يتغير الناس فجأة عندما يسمعوا اسمها.
‘هل هناك أي شخص يمكنني أن ألتقي به وأكوّن معه صداقة حقيقية؟’
ابتسمت إيليا بمرارة.
في الماضي، كانت تعتقد أنها تريد أن تكون صديقة لشخص يعجبها. لكنها تعلم جيداً أنها لا تستطيع فعل ذلك الآن.
بغض النظر عمن كانت تربطها به علاقة، كانت نهاية العلاقة هي الخيانة. حتى ريهارت تظاهر بأنه يحبها من أجل المال. وبسبب ذلك، كانت إيليا مترددة في الإنخراط بعمق مع الآخرين.
حتى لو تمكنت من تكوين صداقة مع شخص لديه نوايا حقيقية لصداقة نقية، فإنها ستشك فيهم في النهاية.
عندها ستتساءل، هل هي صداقة حقيقية بينهما أم أن ذلك الشخص كوّن صداقة معها من أجل المال؟
إنها تفضل أن تكون العلاقة بسيطة كسيد وخادم. ولاءهم مرتبط بالمال منذ البداية. لذلك، تتعامل إيليا معهم بشكل مختلف عن الأشخاص الذين لا يعملوا لديها.
كان الأشخاص داخل حدود إيليا هم العائلة والخدم. أي شخص آخر سواهم يكون موجود خارج حدودها.
ومع ذلك، في هذه الأيام، كان من الصعب تحديد مكان هذه الحدود. كان ذلك بسبب كارهان إيفانثيون. لقد علق بشكل غامض على الحدود الذي صنعته إيليا. علاقتهما ليست علاقة سيد وخادم، لكن من الصعب القول إنه صديق.
إنها علاقة تعاقدية، لكن عندما رأته، أرادت مساعدته بنوايا حقيقية. لم تكن تعرف ما إذا كان ذلك لأنه ذكّرها بنفسها من الماضي، أو إذا كان ذلك بسبب الشفقة. ومع ذلك، من الواضح أنها لا تريد الإبتعاد عنه حتى لو انتهت الصفقة.
“لا أعرف كيف أصف ذلك.”
العائلة، الأصدقاء، الخدم، الحبيب…… أولاً وقبل كل شيء، إنه حبيب مزيف. في البداية، لم تفكر كثيراً، لكن بعد أن أدركت ذلك، شعرت أن كلمة حبيب غريبة بلا سبب.
إيليا، التي كانت تُصنف الرسائل، توقفتا يداها لفترة من الوقت. رأت اسم وشعار منقوش مألوفين في أسفل المظروف. لقد أرسله كارهان. فتحت إيليا المظروف وقرأت الرسالة.
【يريد والداي رؤيتكِ. إذا لم يكن لديكِ مانع، أود أن أدعوكِ إلى الدوقية.】
وضعت إيليا الرسالة جانباً. الآن جاء دورها.
**********
لقد أتى اليوم الذي ستزور فيه دوقية إيفانثيون.
أكملت إيليا زينتها بهدوء. وأيضاً، ركزت بشدة على الفستان، الإكسسوارات، والأحذية الواحدة تلو الأخرى. حتى لا يتمكن أحد من تجاهل مظهر إيليا.
عندما اتجهت إلى الباب الأمامي، رأت شخصين مألوفين أحدهما شعره أزرق والآخر شعره أزرق داكن. إنهما فرانسيس ومالك يرتديان ملابس أكثر أناقة عن المعتاد.
عبرت العربة التي صعدت عليها إيليا الحديقة الكبيرة وخرجت من القصر. بينما كانت تفكر في هذا وذاك، أخبرها مالك بهدوء.
“سيدتي، إنها دوقية إيفانثيون.”
“هل وصلنا بالفعل؟”
عادت إيليا إلى رشدها ونظرت لخارج النافذة. إنها حديقة كبيرة، على الرغم من أنها أصغر من حديقة عائلة بلودين، إلا أنها أعطت شعوراً بالهدوء والوحدة.
توقفت العربة في الحديقة. بمساعدة مالك، إيليا، التي نزلت من العربة، نظرت ببطء إلى الأعلى.
رأت دوقية إيفانثيون التاريخية. القصر المهيب يتمتع بعمق بقوة الزمن. أثناء النظر إلى القصر، رأت إيليا رجلاً يقف عند الباب الأمامي.
“شكراً لكِ على الحضور.”
عندما رحب بها كارهان أولاً، ردت إيليا بباقة زهور كبيرة.
“شكراً لك على دعوتي.”
حمل كارهان باقة الزهور بين ذراعيه بذهول. بدت مناسبة تماماً لأنها باقة مصنوعة وفقاً لحجمه. نظر كارهان إلى الباقة بغرابة. بدا غريباً، لكن لا يبدو أنه يكرهها.
“الزهور…… إنها المرة الأولى التي أتلقاهم فيها.”
“إنها المرة الأولى لي أيضاً التي أقدم فيها هدية لرجل.”
جفل كارهان قليلاً من كلماتها عندما قالت إنها المرة الأولى لها.
“عندما أتيت إلى منزلي في المرة الأخيرة، أعطيتني باقة زهور. لذلك أردت شكرك بإعطائك باقة زهور أنا أيضاً.”
شكرها كارهان أثناء لمسه لباقة الزهور.
“سأرشدكِ، لذلك يرجى الدخول.”
تبعت إيليا كارهان إلى الداخل. صعدا درج القاعة الرئيسية وسارا في الممر. النوافذ في الممر صغيرة وضيقة، لذلك لا يدخل الكثير من ضوء الشمس. وبسبب ذلك، بدا المكان في الداخل مظلماً بعض الشيء، وورق الحائط والديكورات أيضاً ألوانهم هادئة.
بدا قصر إيفانثيون وكأنه يعطي شعور بالهيبة والوحدة، على عكس قصر بلودين المشرق واللافت للنظر. سألت إيليا وهي تسير في الممر الهاديء للغاية.
“ماذا عن تيسيون؟”
“…… إنه يعمل في غرفتي.”
واصل كارهان، الذي أجاب متأخراً قليلاً.
“ووالدي في الخارج لأنه لديه عمل عاجل. أعتقد أنكِ سترين والدتي فقط اليوم.”
اعتذر كارهان لعدم إخبارها مسبقاً. فكرت أنه سيكون من الصعب بعض الشيء التعامل مع الدوق والدوقة في نفس الوقت، لذلك اعتقدت أنه من الأفضل أنها ستقابل والدته فقط.
بينما كانا يسيران في الممر، توقفا أمام غرفة. قال كارهان، وهو يضع يده على مقبض الباب.
“أمي تنتظر هنا.”
كان صوته متيبساً وكأنه متوتر. بل إنه بدا غريباً لأنه أكثر توتراً مما كان عليه عندما جاء إلى قصر بلودين. نظرت إيليا إلى الباب المغلق لبعض الوقت، ثم زفرت ببطء. كانت متوترة لمقابلة الدوقة.
في الواقع، إنها في موقف لا يمكن الترحيب بها. كان الأمر أشبه بفسخ الخطوبة قبل حدوثها مباشرة.
‘لا أعتقد أنها ستصفعني على وجهي لأنني أغويت ابنها الصالح……’
ماذا لو سلمتها حزمة من المال وطلبت منها الإنفصال عنه؟ فهل يجب أن تقول لا لأنها لديها ما يكفي بالفعل؟ كتبت إيليا رواية في عقلها. على أي حال، كان الوقت قد فات للمغادرة.
“سندخل.”
عندما أدار كارهان مقبض الباب، رأت الجزء الداخلي من غرفة الإستقبال. جلست امرأة في وسط غرفة الإستقبال المُرتبة بدقة. إنها امرأة أنيقة ذات شعر بني داكن مربوط على شكل كعكة.
استطاعت إيليا أن تعرف أنها دوقة إيفانثيون دون أن يخبرها أحد. بشكل عام، لم تتعرف عليها، ولكن عندما نظرت إلى ملامحها، رأت أن هناك الكثير من أوجه التشابه مع كارهان. عندما نظرت بسرعة، التقت أعينهما.
“مرحباً بكِ.”
وكأنها انتظرت طويلاً، وقفت الدوقة بابتسامة كبيرة. ذهبت مباشرة إلى إيليا.
“هل كان من الصعب الوصول إلى هنا؟”
كان من المدهش جداً أنها سألت بلطف. رمشت إيليا بدهشة من كرم الضيافة غير المتوقع.
‘إذا كان الأمر لا يتعلق بالصفع، أعتقد أنها كانت ستسكب الشاي عليّ……’
هل هي لطيفة معها لأنه بجانبها؟ وإلا، لم تستطع التفكير في أي سبب يجعلها لطيفة معها إلى هذا الحد. كان الأمر غريباً، لكن إيليا قبلته دون إظهار دهشتها.
“بفضلكِ، تمكنت من الوصول بشكل مريح. هذا هو لقاءنا الأول، أنا إيليا بلودين.”
“لقد سمعت عنكِ. أنا ليفيتا إيفانثيون.”
نظرت ليفيتا بسرعة إلى إيليا. فستانها غير ملون، لكنها ترتدي أجود أنواع الملابس.
توقفت نظراتها لفترة وجيزة عند عقد إيليا الماسي. كان عقداً تم بيعه سابقاً بأعلى سعر في مزاد. بعد التأكد من قيمة إيليا، اتسعت ابتسامتها.
“لنجلس هنا.”
عندما اقترحت ليفيتا عليها الجلوس، جلست إيليا في الجهة المقابلة لها. ومع ذلك، على الرغم من أنهما جلستا، لم يجلس كارهان. شعرت إيليا بالغرابة، ونظرت إلى كارهان.
“اجلس أنت أيضاً.”
فقط بعد ذلك جلس كارهان.
‘هل هذا لأنه متوتر؟’
بالنظر إليه، بدا مختلفاً قليلاً عن المعتاد. نظرت إيليا بعيداً عن كارهان وحدقت في الطاولة. رأت مرطبات عالية الجودة على الطاولة. من الواضح أنهم يهتمون بفنجان الشاي والأطباق.
وضعت إيليا صندوقاً طويلاً على الطاولة. تم تزيين الصندوق الخشبي بشرائط من المخمل وخيوط ذهبية.
“إنها هدية صغيرة، لكنها في مقابل الدعوة.”
عندما أبدت ليفيتا اهتمامها بالصندوق، فتحت إيليا فمها.
“إنه نبيذ أنتجته عائلتي، وقد مر 100 عام بالضبط هذا العام منذ إنتاجه. كنت أخطط في الأصل لتسليمها للعائلة الملكية، لكنني أردت أن أعطيها لشخص أكثر أهمية.”
ازدادت ابتسامة ليفيتا عمقاً عند كلمات إيليا. كانت هدية لا تُقدر بثمن. أوصت ليفيتا بالشاي بعد أن أخبرت الخادمة أن تحافظ على الهدية جيداً.
“سمعت أنكما تتواعدان.”
نظرت ليفيتا بهدوء إلى إيليا وهي تحمل فنجان شاي.
“كيف التقيتِ به؟”
“لقد وقعنا في الحب من النظرة الأولى في حفلة المأدبة.”
ضيقت ليفيتا عيناها عندما سمعت إجابتها. كانت عينيها تركزان على قياس قيمتها. بالنسبة لها، كانت بحاجة إلى معرفة ما إذا كانت هذه العلاقة حقيقية. من أجل الترحيب بإيليا، عليها أن تترك ستيلا، أفضل سمكة اصطادتها.
بدا أنها تواجه صعوبة في خداعها. أدارت إيليا رأسها نحو كارهان. في ذلك الوقت، مد كارهان يده بحذر نحو إيليا.
كانت أطراف أصابعه ترتجف قليلاً. أمسكت إيليا يده على الفور. تشابكت الأصابع شيئاً فشيئاً. نبض قلبه بقوة بسبب أيديهما المتشابكة. كان ينبض بقوة لدرجة أنه شعر وكأنه يسمع صوته.
‘إنها دافئة……’
اتجهت كل حواسه نحو أيديهما. ظلت يد كارهان متشابكة مع يد إيليا. بالتفكير في الأمر، لقد تقاطعا ذراعيهما حتى الآن، لكنهما لم يمسكا أيدي بعضهما البعض أبداً. كان الأمر غريباً. على الرغم من أنها علاقة تعاقدية، إلا أنه شعر وكأنهما يتواعدان حقاً.