Raising my Fiancè with Money - 36
ألقى ريهارت الصحيفة المشهورة بعيداً. لم يُكتب صراحةً أنه خانها، ولكن بعناوين كهذه، يمكن بسهولة استنتاج ذلك. من الواضح أن إيليا هي التي نشرت هذا المقال. بما أنها استخدمت الرأي العام أولاً بهذه الطريقة، فقد أصبح في وضع غير مؤاتي.
لقد حاول حل الأمر بشكل جيد، ولكن كيف أصبح الأمر هكذا……؟
أخذ ريهارت نفساً عميقاً.
“أرشدني إلى حيث يكون والدي.”
تقدم كبير الخدم. ريهارت، الذي يتبعه، كان مستعداً للتصرف بجنون بسبب كبريائه المجروح. لم تقبل إيليا التصالح أو المغفرة. طالما رفضته، ليس هناك سوى طريقة واحدة لحل هذه المسألة. ليس أمامه خيار سوى اللجوء إلى الأساليب القسرية.
توقفت كبير الخدم في مكانه. وعندما طرق على الباب بخفة، سمع صوتاً يأمره بالدخول. فُتح الباب، ودخل ريهارت إلى الداخل بمفرده. قال الماركيز تيرسيان، الذي يقرأ الجريدة في مكان مظلم، دون أن ينظر إلى ريهارت.
“أنت هنا.”
“…… نعم.”
في جو غير مريح، شعر ريهارت بعدم الإرتياح. والد ريهارت، ماركيز تيرسيان، أرستقراطي نموذجي. يُعطي الأولوية للسلطة وفخور بكونه نبيل.
عندما كان صغيراً، كان والده يتذمر كثيراً بشأن تقدمه السيء في الحصص الدراسية حول كيفية أن يصبح ماركيز، ولكن بعد خطوبته مع إيليا، تركه وشأنه. ومع ذلك، لأنه هو وإيليا على وشك الانفصال، أصبح ريهارت متوتراً من ردة فعل والده. بعد وقت طويل، ترك الماركيز الجريدة وخلع نظارته.
“ماذا حدث؟”
كان ريهارت قادراً على معرفة ما يقصده دون صعوبة.
“لقد دار بيننا شجار صغير…… لا بد أنها غاضبة.”
تصرف ريهارت كما لو أنه لم يرتكب أي خطأ.
“هل تقصد أنهم كتبوا مقالاً بسبب شيء صغير كهذا؟”
ضرب الماركيز تيرسيان المكتب بقبضته. عند سماع الصوت، جفل ريهارت، لكنه سرعان ما نظر له بثقة. إذا كان مخطئاً في خيانتها، فإن إيليا أيضاً مخطئة لأنها حصلت على حبيب جديد قبل فسخ خطوبتهما.
إن كارهان إيفانثيون مصدر إزعاج، لكنه لم يعتقد أن عليه أن يتحدث عنه بعد. لم يمر وقت طويل منذ أن التقى الإثنان، ولكن إذا تقدم والده للشكوى، فيمكن حل المشكلة بطريقة ما.
“أبي، أرجوك ساعدني.”
“وغد مثير للشفقة. لا تستطيع حتى تحريك قلب فتاة……”
نقر الماركيز على لسانه.
“هل تحدثت مع عائلة بلودين؟”
هز ريهارت رأسه. قال الماركيز عندما تذكر هاينلي بلودين الذي يعمل عنده.
“سأتحدث مع هاينلي بلودين.”
**********
افترق كارهان عن إيليا وعاد إلى المنزل. كان يحمل في إحدى يديه حقيبة حلوى من إيليا وكتاب قاموس سميك عن الفن في اليد الأخرى. لقد تساءل متى سيتمكن من قراءتها كلها، لكنه كان قد قرأ بالفعل أكثر من نصفها كلما أتيح له الوقت.
لقد درس بجد بمساعدة تيسيون، لكن تيسيون كان قلقاً من أن الكتاب وحده لن يكون كافياً، لذلك طلب تيسيون من كارهان الذهاب إلى المعرض وإجراء بعض الأبحاث.
لم تكن نصيحة سيئة، لكن كارهان قد يلفت الإنتباه كثيراً. بمجرد دخوله، سيصل الأمر إلى الكونت بلودين. لذلك لم يكن لديه خيار سوى حفظ الكتاب.
عندما نزع كارهان سترته، أخذها تيسيون على الفور. في الآونة الأخيرة، بدا تيسيون مشرقاً للغاية، خاصة اليوم، حيث بدا وكأنه يمشي على الهواء.
“لم أكن أعلم أنك تستطيع أن تقول لا بشكل جيد هكذا.”
كان تيسيون فخوراً به.
“يبدو الأمر وكأنه حدث بالأمس عندما تم إرسالك للحراسة ليلاً لمدة ثلاثة أيام متتالية لأنك لم تستطع الرفض……”
قال وكأنه متأثر وتظاهر بمسح دموعه. التقى تيسيون بكارهان لأول مرة في ساحة المعركة، وكان في ذلك الوقت يراقبه عن كثب.
لقد كانت سلسلة من الأشياء المخيبة للآمال. كم كان الأمر محبطاً له أن المُنقذ الذي أنقذ حياته تبين أنه شخص سهل المنال. في ساحة المعركة، حيث الطعام ثمين، تم أخذ طعامه منه، وفي المقابل تم إرساله للمشاركة في المعركة……
لو لم يتدخل تيسيون، لكان كارهان قد مات من الجوع أو الإرهاق في ساحة المعركة.
“لو لم تقابل السيدة الشابة بلودين……”
ارتجف كتفيّ تيسيون. بدا وكأنه لا يريد حتى أن يتخيل. لم يمضي وقت طويل منذ التقى كارهان بإيليا، لكن تيسيون شعر بالإمتنان العميق. إلى أي مدى قد تغير منذ أن التقى إيليا؟
منذ أن التقيا لأول مرة، استمرا فرانسيس ومالك في مدح إيليا، لذلك اعتقد أن السبب في ذلك هو أنها من عائلة بلودين، ولكن الآن أصبح تيسيون يمدح إيليا أيضاً.
نظر كارهان إلى تيسيون وهو يتصرف بهذه الطريقة، ثم فك أزرار قميصه. وفجأة تذكر ما قالته إيليا.
[لذلك من فضلك كن شريراً.]
لا يزال من الصعب عليه معرفة ماذا يعني شرير. لكن إيليا طلبت منه أن يكون شريراً، لذلك فكر أنه يتعين عليه القيام بذلك.
تذكر ابتسامتها المشرقة. لان تعبير وجه كارهان قليلاً عندما تذكر أنها سعيدة بجهوده.
لم يكن يريد أن يخيب أملها. أرادها أن تبتسم في كل مرة تنظر إليه. للقيام بذلك، عليه أن يعمل بجد.
بعد أن غيّر ملابسه، وضع كارهان حقيبة الحلوى على الطاولة. رائحتها حلوة، لكنه لم يستطع أكلها لأنه شعر أنها ستكون مضيعة. جلس ببطء على السرير. في الغرفة الهادئة، لا يمكن سماع سوى صوت دقات قلبه.
كان لا يزال قلبه ينبض. اللفظ النابي الذي نطق به ظل عالق في عقله. قالت إيليا إن الكلمة ليست إهانة كبيرة، لكنها قالت إنها كانت تجربة جديدة وغريبة بالنسبة له.
لم يعتد كارهان على استخدام الألفاظ النابية، وأيضاً كانت المرة الأولى التي يرفض فيها طلب أو عرض شخص ما بهذه الطريقة.
قالت إيليا إن السبب في ذلك هو أنه لديه قلب طيب، لكن كارهان يعرف الأمر بشكل أفضل. على عكس ما قالت، فهو ليس لطيفاً. لقد كان يحاول فقط أن يبدو كشخص لطيف. تذكر كارهان ذكريات باهتة حدثت منذ فترة طويلة.
[السيد الصغير لطيف جداً.]
عندما كان طفلاً، قال ذلك أحدهم له كتعليق عابر. ربما كانت بلا معنى، لكنها كانت أول مجاملة سمعها على الإطلاق. بالنسبة له، الذي كان خجولاً وسلبياً، ومتعطشاً لمودة والديه، أصبح المديح بالنسبة له عبارة عن صندوق صغير جداً.
ومنذ ذلك الحين، أجبر كارهان نفسه على ذلك الصندوق. لم يكن يهتم إذا كان الصندوق ضيقاً أو غير مريح…… لقد حاول أن يتأقلم.
لكي يصبح شخصاً جيداً، حاول كارهان أن يكون متفهم، هاديء، ولطيف. حتى لو تكبد خسائر، أراد أن يظل شخصاً جيداً للآخرين.
مثل طفل عطش أصبح مهووساً بالماء بعد شرب رشفة واحدة فقط. من كان يعلم أن كلمة واحدة فقط ستتحكم في حياته كلها؟ ولكن إيليا قالت له.
[ليس عليك أن تكون لطيفاً مع الجميع.]
هل يمكنني ألا أظل فتى جيد بعد الآن؟
لقد أراد أن يجيب شخص ما على ذلك السؤال، وحصل أخيراً على إجابة من إيليا. لم يعد كارهان متردداً وخرج من الصندوق. الحياة خارج الصندوق الذي قمع نفسه فيه ليست سيئة كما كان يعتقد.
دفن كارهان المجاملات البالية بعمق لأنه سمعها آلاف المرات. هناك الآن شخص بجانبه ويمدحه.
نهض كارهان من مقعده. نظر له تيسيون.
“هل تحتاج لأي شيء؟”
“يجب أن أرى والدتي.”
“نعم……؟”
سأله تيسيون بدهشة. لم يتراجع كارهان عن كلماته وارتدى زي رسمي. كان الأمر كما لو أنه سيلتقي بشخص غريب، وليس والدته.
بعد مغادرة الغرفة، أمسك كارهان خادم وسأله. أرشده الخادم الذي كان متوتر إلى المكان الذي تتواجد فيه الدوقة.
على الرغم من أنهما يعيشان في نفس المنزل إلا إنه نادراً ما يذهب إليها عندما يكون مضطر فقط. أخذ كارهان نفساً عميقاً ثم طرق على الباب.
“من؟”
رنّ صوت هاديء في أذنيه. تصلب جسده من التوتر من الشخص الذي أجاب خلف الباب. بالكاد أخرج كارهان صوته.
“لدي شيء لأخبركِ به.”
“قله من عندك.”
لم تسمح لكارهان بالدخول.
“…… إنه أمر مهم.”
حتى بعد سماع كلمات كارهان، لم يكن هناك إجابة من الداخل لفترة طويلة. بعد مرور الكثير من الوقت، فُتح الباب.
“ما الأمر؟”
نظرت دوقة إيفانثيون إلى كارهان الأطول منها بكثير. لم يعد طفلاً، لكن نظراتها بدت وكأنها تنظر إلى شيء متعب ومثير للإشمئزاز.
شدد كارهان على قبضته دون أن يدرك ذلك. لم يستطع حتى أن يتذكر متى بدأت تنظر إليه هكذا. منذ زمن طويل، كان كارهان يعتبر ابنها الذي لا يمكن إعادة تأهيله. إذا كان هناك أي خطأ ارتكبه، أراد تصحيحه، لكنه شعر بالظلم لأنه لا يعرف السبب.
حاول كارهان استعادة ثقة والدته. لكنه شعر أنه يبتعد أكثر فأكثر. الشيء الوحيد الذي يربط بينهما هو اسم عائلة إيفانثيون.
حدق بها كارهان بصمت. اخترقته عيناها، لكن بطريقة ما لم يتألم كما كان من قبل.
هل اعتدت على ذلك أم أصبحت أقوى قليلاً؟
اعتقد كارهان أنه السؤال الثاني. من المستحيل أن يعتاد على تلك النظرات.
“لقد أصبح لدي حبيبة.”
تصلب وجه الدوقة. قبل أن تصفعه، تابع كارهان.
“إنها إيليا بلودين.”
تجمدت في مكانها. نظر كارهان إلى والدته بصمت. إنه ليس متوتر كما كان يعتقد أنه سيكون. شعر كما لو أن إيليا بجانبه وتهمس له بأنه يستطيع فعل ذلك.
“بلودين……”
نظرت له الدوقة. لا يوجد أحد في الإمبراطورية لا يعرف عائلة بلودين. مثلما العائلة الإمبراطورية في قمة السلطة، عائلة بلودين في قمة الثروة.
تمتلك عائلة ديلوتا أيضاً ثروة هائلة، لكنهم اضطروا إلى الإنحناء عدة مرات أمام عائلة بلودين.
“أخيراً لقد فعلت شيئاً مفيداً.”
وجه الدوقة، الذي كان بارداً منذ لحظات، لان قليلاً. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها كارهان تعبير الوجه هذا.
إنها امرأة على استعداد لبيع كارهان لصالح ابنها الأكبر بلير. ابتسمت وهي تقارن بين ستيلا ديلوتا وإيليا، وهي تخطط بشأن كيفية الحصول على أكبر قدر من المال. ثم فتحت الدوقة فمها.
“أريد أن أُرحب بها، لذلك أحضرها لي قريباً.”