Raising my Fiancè with Money - 35
في هذه الأثناء، واجه كارهان ورجل يُفترض أنه متدين بعضهما البعض. لو كنا مثل الأشخاص الآخرين الذين يسهل خداعهم، لكنا قد وقعنا في هذا الفخ، لكن هذا الشخص ذو الخبرة مختلف أيضاً عن المُخادعين الآخرين.
“إذا أمهلتني لحظة، فسأخبرك بشيء جيد لن تسمعه في أي مكان.”
تحدث الرجل. كان كارهان في حيرة من أمره، ثم نظر إلى إيليا. أومأت إيليا بخفة. أُجبر على الدفاع عن نفسه بمفرده، أخذ كارهان نفساً عميقاً ببطء ثم فتح فمه.
“…… لست مهتماً.”
كما تعلم كارهان سابقاً، فقد رفض بهدوء. إلا أن الرجل أصبح أكثر نشاطاً تجاه أسلوب كارهان المهذب.
“لا، أنا لست من النوع الذي يمسك بأي شخص. من المحزن أنك تراني كشخص غريب الأطوار.”
وبخ الرجل كارهان. جفل كارهان للحظة، لكنه رفض بعناد أكبر.
“نحن مشغولان، لذلك يجب أن نذهب.”
تجاهل الرجل كارهان تماماً ونظر إلى إيليا. بحكمه على مظهرها، يبدو أنه قرر أن مهاجمة إيليا أسهل بكثير. وبينما كان يتقدم نحو إيليا، أوقفه كارهان.
الرجل الذي كان يبتسم بلطف اختفت ابتسامته. وفي اللحظة التي رفع فيها رأسه التقت عيناه بعينيّ كارهان الذي بدا عابساً. تجمد الرجل للحظة من الهالة الشريرة. وبعد فترة وجيزة، تراجع الرجل وكأنه خائف.
“لا، ولكن لماذا تمنعني؟”
كما توقعت، إنه رجل غير عادي. هذه هي المرة الأولى التي لا يهرب فيها شخص ما على الرغم من أن كارهان يحدق به. ربما ذلك لأن كارهان كان مهذباً في البداية. ربما لاحظ أنه سهل المنال لأنه تعامل مع جميع أنواع الناس في الشارع.
‘إنه أكثر إصراراً مما كنت أعتقد.’
شعرت إيليا بالقلق بشأن قدرة كارهان على القيام بعمل جيد. مهاراته مماثلة لمهارات مبتديء، لكنها لم تتوقع أنه سيواجه مستوى صعب منذ البداية. تردد كارهان، عندما أدرك أن حتى تحديقه لم ينجح.
“سيدتي، من فضلكِ تحدثي معي……”
اقترب الرجل من إيليا. أمسك كارهان معصمه بينما تراجعت إيليا بدهشة. ابتلع الرجل صرخة من قوة القبضة الهائلة. اتجهت نظراته المخيفة نحو الرجل وبدا وكأنه على وشك البدء في مذبحة.
“اغرب عن وجهي.”
رنّ صوت منخفض النبرة في أذنيّ الرجل. ترك كارهان يد الرجل المرتجفة. تراجع الرجل الخائف ثم استدار على الفور وهرب. وبعد فترة وجيزة، سقط كارهان على الأرض كما لو أن ساقيه قد فقدتا القوة.
“……”
إيليا، التي شاهدت كل شيء، لم تقل أي شيء للحظة. كان الأمر كما لو أنه لم يكن كارهان الذي تعرفه. عندما أدارت رأسها ببطء لتنظر إلى كارهان، الذي كتفيه منحنيان واسترخت.
“هل فعلت ذلك بشكل صحيح……؟”
الشيء الذي لفت انتباهها هو أن هذا هو كارهان الذي تعرفه، وهو الذي تراه كثيراً. قالت إيليا بابتسامة
“بالطبع.”
تنهد كارهان بارتياح. ثم نظر إلى إيليا. انعكس وجه إيليا في عيناه الزرقاوان وكأن وجهها ينعكس في سطح ماء هاديء. كانت عيناه تبحثان عن الثناء. لقد بدا وكأنه جرو، وانفجرت إيليا في الضحك.
“لقد قمت بعمل أفضل بكثير مما كنت أعتقد. أنت جيد في الإختبارات الحقيقية.”
أعطته إيليا الكثير من الثناء. لقد استوعب كل ما قالته له إيليا في وقت سابق. كونه طالب جيد، كانت فخورة جداً كمعلمة.
إيليا، التي أثنت عليه، أدارت رأسها ونظرت في اتجاه هروب الرجل. لقد اختفى بالفعل في مكان ما. مستحيل، هل ذهب لإستدعاء الحراس، لكن إيليا استدارت نحو كارهان.
“……”
في تلك اللحظة نسيت إيليا ما كانت ستقوله.
لا، لقد تم مسح كل أفكارها من رأسها. لأن كارهان يبتسم. أصبحت نظراته دافئة، وتراخت شفتيه اللتين كانتا متيبستين بلطف. زوايتا شفتيه مرتفعتان قليلاً. ليس هناك انطباع شرس أو وجه خالي من التعبير.
تغير الجو الذي حوله تماماً وكأن الرياح الشمالية العاتية توقفت بعد سقوط آخر ندفة ثلج ثم أتى الربيع. شعرت إيليا بالغرابة بسبب نظراته الدافئة.
السبب غير معروف. لقد شعرت وكأن البتلات التي أزهرت في الربيع قد تطايرت في قلبها. الإبتسامة التي أظهرها كارهان لأول مرة رائعة للغاية.
“كارهان، أنت……”
نادراً ما تتلعثم إيليا في كلماتها.
“أنت تبتسم.”
بسماع تلك الكلمات، اختفت الإبتسامة من وجه كارهان. عندما عاد إلى تعبير وجهه المعتاد، شعرت إيليا بالأسف لأنها قالت ذلك. ما الذي كان يفكر فيه لدرجة أنه ابتسم هكذا؟
‘لقد كان يبتسم بشكل غريب عندما تدرب على الإبتسام……’
رؤيته يبتسم هكذا، لن يخاف أحد من كارهان.
“بماذا كنت تفكر؟”
رداً على سؤال إيليا، تجمد كارهان للحظة قبل أن يتحدث. لقد أحب الثناء تجاهه، وكان وجه إيليا المبتسم جميلاً، لذلك ابتسم دون أن يدرك ذلك. شعر بالإرتباك، وكذب للمرة الأولى.
“عندما كنت طفلاً…… ربيت جرو ففكرت به……”
“آه!”
صفقت إيليا. إنها فرصة ذهبية لإظهار تعبير وجهه بشكل طبيعي. حددت إيليا الموقف بصوت متحمس قليلاً.
“تخيل أنك تركض في الحقل مع الجرو الذي كان لديك عندما كنت طفلاً.”
لم يفكر كارهان في الجرو، بل لم يتذكر الجرو، بل الثناء الذي قدمته له إيليا منذ لحظات. تراخى تعبير وجهه وأصبح أكثر ليونة. صرخت إيليا داخلياً، وهي ترى ابتسامته الخافتة التي أظهرها للتو.
‘ممتاز.’
كان الوجه الخالي من التعابير دائماً هو الأمر الأكثر إزعاجاً، ولكن لقد تم حله. فكرت أنه سيكون من السهل استخدام هذه الطريقة في المرة القادمة التي سيحتاج فيها إلى أن يبتسم.
“من الآن فصاعداً، عندما أقول جرو، سوف تتخيله وتبتسم، حسناً؟”
“…… نعم.”
لم يتمكن كارهان من حل سوء التفاهم وأومأ في النهاية. أُعجبت إيليا بذلك، واعتقدت أن هذه الطريقة أفضل.
“النتائج جيدة اليوم.”
ابتسمت إيليا بارتياح. سيكون أمراً رائعاً لو استمر الأمر على ما هو عليه.
تذكرت إيليا المشهد الذي شتم فيه كارهان منذ فترة قصيرة. إن الأمر أكثر فاعلية مما اعتقدت، لذلك أرادت منه أن يتعلم المزيد.
“لا يمكنك أن تتدبر أمرك بمجرد قول أشياء مهذبة، من الآن فصاعداً…… أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تتعلم كيف تشتم.”
نظرت إيليا إلى فرانسيس. أدرك فرانسيس أن دوره قد حان وتقدم للأمام. كما تعلمت إيليا منه، ليس هناك أحد أفضل في الشتائم أكثر من فرانسيس.
فرانسيس، الذي حظى بانتباههم، بدأ بالتحدث. تساقطت كل أنواع الألفاظ النابية مثل المطر، تحدث بكلمات لا تناسب وجهه الطفولي. تساءل كارهان عن كيف سيكون شعوره إذا تعرض للضرب بهذه الكلمات. نظرت إيليا إلى كارهان وتيسيون المصدومين، وهزت كتفيها بخفة.
“هل كان قوياً جداً عليك من البداية؟”
“هناك ألفاظ نابية أخرى أيضاً!”
عندما حاول فرانسيس فتح فمه مرة أخرى، أمسك مالك كتفه وسحبه إلى الخلف. قالت إيليا، وهي تنظر إلى كارهان وتيسيون اللذين ما زالا مصدومين.
“من فضلك انسى كل ذلك. سأُعلمك ببطء.”
**********
فرك ريهارت جبهته بسبب شعوره بالصداع. ذلك لأنه تذكر بالأمس أن أخته الكبرى، سيونا، أتت إلى قصر الماركيز في حالة من الغضب.
[إيليا بلودين مجنونة.]
صرخت سيونا بكل كلماتها البذيئة. أنها أذلتها أمام الناس، أنها لن تتركها وشأنها في المرة القادمة، وأنها لن تبقى ساكنة. ثم سألت.
[لقد قالت إنها سوف تفسخ الخطوبة. من المستحيل أن هذا صحيح، أليس كذلك؟]
[الأمر ليس كذلك، لقد تشاجرنا فقط وهي غاضبة مني.]
قدم ريهارت عذراً سريعاً. سيونا، التي كانت تضايقه، طلبت منه سداد ديونها على الفور. لقد اشترت بعض منتجات الأطفال، وعندما اكتشف زوجها الأمر تشاجر معها.
ومع ذلك، كان من الصعب على ريهارت جمع مثل هذا المبلغ الكبير من المال على الفور. لقد كان ينفق المال الذي يأتيه ببذخ لأنه يستطيع الحصول عليه من إيليا كلما احتاج إليه على أي حال. ولكن، بعد أن انفصلت عنه إيليا، لم يعد لديه أي أموال.
في هذا العمر، ليس بإمكانه حتى أن يطلب من والديه مصروف، لذلك انتهى به الأمر ببيع ما كان لديه. فقط لتهدئة سيونا وجعلها تغادر، قال لها ريهارت أنه سيتصالح مع إيليا لاحقاً ثم سيدفع لها المبلغ.
“ومع ذلك فإن الوضع ما زال غير جيد.”
إذا تشاجرا سيونا وإيليا مرة أخرى، فسيصبح الأمر أسوأ.
“تباً، ماذا عليّ أن أفعل؟”
كلما فكر في الأمر أكثر، كلما زاد الصداع أكثر. لقد كان دائماً الأفضل عندما يتعلق الأمر بالمواعدة، لذلك أصبح في حيرة من أمره بشأن كيفية الوصول إليها.
حتى عائلته تثق فقط في عائلة بلودين. الرفاهية أمر أساسي لهم، ووالدته تستخدم علاقات أهل إيليا لإدارة أعمالها.
جميعهم يعتمدون على ريهارت. لذلك قبل أن تكتشف عائلته هذا الأمر، على إيليا أن تغير رأيها. لكن في الوقت الحالي، لا يمكنه سوى إخفاء ذلك عن عائلته.
فكر ريهارت أنه يجب أن يحصل على بعض الهواء، لذلك غادر الغرفة وسار في الممر. نظر إليه الخدم ثم اقتربوا وهمسوا لبعضهم البعض. شعر أن هناك شيء ما غريب، لكن شيئاً ما من بعيد لفت انتباهه. كان كبير الخدم يسير نحوه بخطى سريعة.
“السيد الشاب. السيد يبحث عنك.”
“أبي؟”
رفع ريهارت أحد حاجبيه، متسائلاً عما إذا كان قد فعل شيئاً يستحق الإستدعاء. كما لو أنه يعرف شيئاً، نظر كبير الخدم حوله ثم رفع ورقة بهدوء.
“أعتقد أن هذا هو سبب بحثه عنك.”
الورقة الصفراء البرتقالية التي قدمها كبير الخدم هي صحيفة مشهورة. إنها صحيفة للمعلومات رخيصة الثمن وتُشكل إحراجاً لإسم الصحف، وتستخدم لتوصيل أخبار عن فضائح المشاهير أو اهتمامات المشاهير، لكنها تُحقق نجاح جيد بشكل مدهش.
أخذ ريهارت الصحيفة المشهورة التي أعطاها له كبير الخدم. نظر بسرعة ثم توقفت نظراته عند الزاوية السفلية.
{صدمة! تريد إيليا بلودين فسخ خطوبتها مع ريهارت تيرسيان.}
{الإنفصال قبل الزفاف بثلاثة أشهر!}
{السيدة إيليا من عائلة بلودين، تمتليء عيناها بالدموع كل يوم. السبب هو……؟}
ارتجفت يدا ريهارت اللتين تمسكان الصحيفة.
“إيليا بلودين……!”