“هل أخطأت؟ أعتقد أنني قد أكون مكروهاً من قِبل عائلة السيدة الشابة…”
يبدو أنه لا يزال يشعر بالقلق.
نظرت إيليا إلى كارهان وابتسمت.
“لا. على العكس من ذلك، كانت عائلتي متعجرفة، أليس كذلك؟ أنا آسفة جداً.”
لقد توقعت أن يتسبب ريهارت في جعلهم حساسين، لكن ذلك كان لا يزال أكثر من اللازم.
“لا بأس. لم يكن الأمر غير مريح… ويبدو أن الجميع كانوا قلقين على السيدة الشابة. “
‘هل أنت ملاك…؟’
عندما سمعت إجابته، أقسمت لنفسها أنها ستُحذر عائلتها، للتأكد من أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى في المستقبل.
“ولكن بفضلك، أعتقد أننا نجحنا دون أدنى شك.”
لحسن الحظ، يبدو أن عائلتها لم تلاحظ أنها علاقة تعاقدية.
وبثناء إيليا، ارتخت جبهة كارهان المجعدة ببطء. عينيه اللتان بدتا شرستان لانتا عندما قالت إيليا ذلك.
عندما أصبح الجو أكثر لطفاً، بدا وكأنه قد تغير من وحش بري إلى جرو لطيف كبير.
حاولت إيليا التربيت على كتفه دون وعي، لكنها توقفت.
لقد كادت تتصرف بشكل طبيعي تقريباً.
بعد فترة وجيزة، أتى الخدم بالملابس والطعام.
بينما كان كارهان يغير ملابسه، أعادت إيليا ترتيب الأطباق التي تركها الخدم.
نقلت اللحم والنبيذ المصاحب للوجبة أمامها، ونقلت الخضراوات إلى أمام كارهان.
كارهان لا يشرب الكحول، لذلك وضعت مشروب الفاكهة الحلوة أمامه بدلاً من النبيذ.
جلسا الإثنان في مواجهة بعضهما البعض، وبدآ في تناول الطعام مرة أخرى.
نظرت إيليا إلى كارهان وهو يأكل السلطة وسألت عما يثير فضولها.
“هل يمكنك الحفاظ على جسدك من خلال تناول الخضراوات فقط؟”
“أنا عادة آكل ما يُعطى لي….”
أجاب كارهان بأنه لا يأكل الكثير من اللحوم لأنه كان يتم إعطاؤه الخضراوات فقط.
ولهذا السبب كارهان، الذي أكل السلطة، بدا سعيداً إلى حد ما.
كان من الغريب رؤيته يبتهج بمثل هذه الأشياء الصغيرة.
لقد أعجب ريهارت عندما قالت إنها ستمنحه منزلاً….
بالنظر إلى بساطته، تساءلت عما إذا كان إيفانثيون هو الدوق الشاب حقاً.
عندما انتهت الوجبة، جاء أحد الخدم لإبلاغهما بأن عائلة إيليا قالوا إنهم يريدون التعبير عن امتنانهم.
عندما رأت إيليا أن كارهان يشعر بعدم الإرتياح، قالت إنه لا بأس وأنه ليس عليهم الحضور، فغادر الخادم.
قررا إيليا وكارهان التجول حول القصر. بينما كانا يسيران في الممر، سار تيسيون نحوهما بسرعة من بعيد.
توقف الاثنان اللذان نسياه تماماً للحظة.
اقترب تيسيون والدموع في عينيه.
“القصر كبير جداً، وكان عليّ أن أسأل عن الإتجاهات وصادف أنني وجدتكما معاً.”
“آسفة.”
في وقت سابق، كانت مشغولة للغاية بكارهان لدرجة أنها لم يكن لديها الوقت لأخذه معها.
“كنت سأذهب إلى الحديقة الخلفية مع الدوق الشاب، لكنني سعيدة لأننا التقينا ببعضنا البعض.”
عند ذكر الحديقة الخلفية، جفل تيسيون لأنه رأى حديقة ضخمة خلال النهار.
“القصر واسع للغاية، من المدهش أن الجميع لا يضيعون.”
“حسناً…… هذا ليس صحيح.”
أوضحت إيليا أن الجميع يحملون مشاعل للطواريء.
إذا ضللت داخل القصر، فيمكنك الإمساك بأي شخص والسؤال عن الإتجاهات، ولكن إذا ضللت خارج القصر، فلن يكون هناك من تسأله. لذلك، يتم استخدام المشاعل في حالة ضياع شخص ما في الحديقة أو إذا كان في محنة بسبب تعطل العربة.
“هناك خدم يقومون بإيجاد الخدم المفقودين.”
أصبح تيسيون عاجزاً عن الكلام.
بدآ إيليا وكارهان في المشي مرة أخرى.
تبعهما تيسيون من مسافة حتى يتمكنا الإثنان من إجراء محادثة على انفراد.
عندما غادرا القصر، كان الغسق قد حل بالفعل.
كان كارهان بشكل غير متوقع هو من فتح فمه أولاً بينما كان الصمت يلفهما بهدوء مثل بطانية.
“…… قبل بضعة أيام، أتت السيدة الشابة ديلوتا إلى منزلي.”
“نعم؟ ما العذر الذي استخدمته؟”
“لقد سألت عنا.”
تجمدت إيليا للحظة.
بالتفكير في الأمر، لم يكن لدى ستيلا ديلوتا أي معلومات، لذلك ربما تكون قد سمعت هذه الإشاعة.
“إذن ماذا قلت؟”
بالنظر إلى شخصية كارهان، يبدو أن ديلوتا هي من أثارت الموضوع.
ربما لم يستطع أن يقول أي شيء…
كانت تخمن فأجاب كارهان.
“طلبت منها أن تُفكر في الأمر كشيء لم يحدث أبداً.”
اندهشت إيليا ورفعت رأسها.
هل يمكن للشخص الذي هرب لأن ستيلا كانت مخيفة أن يقول شيئاً كهذا؟
“بالطبع، لم أقبل السيدة الشابة ديلوتا.”
“من المهم أنك تحدثت!”
أثنت عليه إيليا لقيامه بعمل جيد.
بصراحة، لن تقتنع ستيلا بهذه السهولة.
“و… لم أتحدث مع عائلتي بعد.”
“فقط تحدث عن ذلك بشكل طبيعي. سأرحب بهم.”
والآن جاء دور إيليا.
ستلتقي بعائلة كارهان وتدعوهم إلى جانبها.
سيكون من الأسهل التعامل مع ريهارت بمجرد أن تتعرف عليها عائلة كارهان.
بينما كانت إيليا غارقة في أفكارها، تمتم كارهان.
“يبدو أن عائلة السيدة الشابة على علاقة جيدة مع بعضهم البعض.”
أخفض كارهان عينيه وكأنه يفكر فيما حدث من قبل.
“يبدو أنكم جميعاً تثقون ببعضكم البعض كثيراً… لقد بدوتم جيدين جداً معاً.”
اليوم دخل كارهان إلى عالم غير مألوف.
كان في عائلة متناغمة. لقد كان شيئاً لم يختبره من قبل.
عائلة لا تتشاجر ولكن تحترم بعضها البعض. كان التواجد بينهم بمثابة الدخول في مكان دافيء.
كان بارداً مثل الجليد، لكنه في نفس الوقت دافيء جداً لدرجة أنه شعر وكأنه على وشك الذوبان.
عرف كارهان أن هذا ليس المكان الذي ينتمي إليه. هذا عالم مختلف عن عالمه، وكان منظراً طبيعياً لا ينبغي له أن يعتاد عليه أبداً.
إذا تراجع خطوة إلى الوراء واستدار نحو عائلته، فسوف يشعر وكأن الرياح الثلجية الباردة هبت عليه مرة أخرى.
نظرت إليه إيليا بعناية دون أن تنطق بكلمة واحدة.
للوهلة الأولى، شعرت وكأنه وحيد إلى حد ما.
خمنت إيليا أن الأمر يتعلق بعائلته.
في الواقع، لم تكن إيليا دائماً على علاقة جيدة مع عائلتها.
خيبت إيليا آمال الجميع أثناء مواعدة ريهارت.
في ذلك الوقت، استاءت من عائلتها لعدم تفهمهم لها.
مؤخراً فقط، بعد أن ندمت وفكرت، أصبحوا أقرب لبعضهم البعض.
سارا الإثنان بصمت للحظة.
وعندما وصلوا إلى الحديقة الخلفية، رأوا بركة بها زهور الزنبق منتشرة فيها.
انعكس ضوء القمر على سطح الماء.
أعجب كارهان وتيسيون بالمناظر الطبيعية الخلابة.
“إنه أحد الأماكن المفضلة لدي.”
اقتربت إيليا من البركة.
كان جمالها والضوء الساطع على البركة متناغمين مع زهور الزنبق المتفتحة. بدا مثل مشهد من تحفة فنية.
شاهد كارهان المشهد بصمت.
فكر أنها جميلة جداً.
لم يكن يعرف ما إذا كان المشهد جميل أم أن إيليا هي الجميلة.
إيليا، التي نظرت إلى البركة، فتحت فمها بهدوء.
“أنا بخير الآن، ولكن… كانت هناك أوقات كنت أشعر فيها بالخوف بمجرد النظر إلى الماء.”
رفعت إيليا رأسها.
وعندما التقت عينيها بعينيّ كارهان، همست.
“في السابق، وقعت في بركة وكدت أموت.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 31"