Raising my Fiancè with Money - 31
ذهبت إيليا إلى المطبخ القريب من قاعة المأدبة.
توقف الطهاة المشغولون عما كانوا يفعلونه ونظروا إليها.
“آنسة؟”
“أحتاج إلى الكثير من الماء البارد.”
بناءاً على كلمات إيليا، أحضر الطباخ جرة ماء.
“انزع سترتك وأدخل ذراعك فيه.”
بينما كارهان يبرد ذراعه في الماء البارد، طلبت إيليا من الخادم الذي تواصلت معه بالعين معروفاً.
“هل يمكنك الاتصال بالطبيب؟”
“نعم، سيدتي.”
وبعد تبريد ذراعه بشكل معتدل بالماء البارد، غادرا إيليا وكارهان المطبخ وانتقلا إلى غرفة أخرى ليجلسا فيها وينتظرا وصول الطبيب.
بنظرها إلى كمه المبلل، تمتمت إيليا باعتذار.
“…… آسفة.”
كانت مسؤولة عن أخطاء الخدم.
ولأنه تأذى من أجل حمايتها، كان قلبها مثقلاً بالذنب.
“أنا لست مريضاً.”
همس كارهان بهدوء ونظر في وجه إيليا.
“أنت تبدو أكثر مرضاً.”
لم تستطع إيليا معرفة تعبير الوجه الذي كانت تضعه. لذلك، لعقت شفتيها، وانفتح الباب ودخل الطبيب وهو يحمل حقيبة.
“سيدتي، أين تأذيتِ؟ منذ متى وأنتِ مريضة، ما هي الأعراض…!”
تحدث الطبيب على عجل.
“إنه هو الشخص الذي تأذى.”
“هيك.”
أدار الطبيب رأسه وشهق.
بدا كارهان أكبر بثلاث مرات على الأقل عن الطبيب النحيف مثل غصن جاف.
“أعتقد أنه أصيب بحروق.”
“هذا… يرجى نزع قميصك أولاً.”
لم يقم الطبيب حتى بالاتصال بالعين مع كارهان.
عندما استدارت إيليا، كارهان، الذي كان قد شمر عن سواعده فقط، بدأ في نزع قميصه.
بعد أن نزع قميصه وأسقطه على الأرض، انكشف جسده.
جسده العضلي جميل ومليء بالحياة، كما لو أن النحات قد نحته بكل قوته.
يتمتع بجسد جيد ليس به أي عيوب. في الواقع، إذا كانت هناك مشكلة واحدة، فهي أنه بدا أكثر وحشية بعد نزع قميصه.
ارتجف الطبيب وهو يفحص ذراعه المحمر وقام بالتشخيص.
“يبدو وكأنه حرق خفيف. ولحسن الحظ، لن تكون هناك ندوب متبقية…”
ألقى الطبيب نظرة على جسد كارهان.
حتى لو ترك الحرق ندبة، فهناك بالفعل العديد من الجروح الخطيرة على جسده، لذلك لن تكون ملحوظة.
“… سأعطيك بعض الدواء على الفور.”
أخرج الطبيب علبة مرهم من حقيبته. ومع ذلك، حتى فتح غطاء المرهم بدا صعباً بالنسبة له.
كانت يده ترتجف رغم أنه لم يكن يعاني منها عادة.
قال كارهان الذي كان ينظر إلى الطبيب.
“سأفعلها بنفسي.”
عند كلماته، قالت إيليا التي استدارت بسرعة.
“لا. أنا سأفعل ذلك لك.”
قد يكون من الصعب على كارهان وضع الدواء بدقة بنفسه.
لقد تأذى بسببها، فأرادت أن تتحمل المسؤولية.
أدركت إيليا متأخرة أنه نزع قميصه لكنها لم تستطع استعادة الكلمات التي قالتها بالفعل.
“… هل يمكنني؟”
رداً على سؤال إيليا، صمت كارهان للحظة.
“…. إن لم يكن لديكِ مانع.”
وجاءت إجابته بعد فترة بصوت خافت.
تلقت إيليا الدواء من الطبيب.
“أحسنت. سأقوم بالباقي بنفسي، لذلك فلتعد.”
“نعم آنستي!”
غادر الطبيب الغرفة.
وفي لحظة، أصبحت الغرفة هادئة، ورأت إيليا جسد كارهان.
‘الجروح……’
رأت الندوب على جسده. بدت العديد من الندوب متقاطعة.
بدا مثل تمثال حجري به خدوش كثيرة وليس جسداً.
“قد يؤلمك قليلاً.”
عندما فتحت إيليا غطاء المرهم، استدار كارهان قليلاً وجلس. شم رائحة الدواء المريرة.
أمسكت إيليا معصمه ووضعت الدواء بلطف على حروقه. في كل مرة تلمس أصابعها ذراعه، ترتجف عضلات ذراعه.
“هل أنت مريض؟ لقد انتهيت الآن.”
ظل كتفيه العريضان يرتجفان.
تركت إيليا يده للتأكد من وضعها للدواء بدقة.
وفي الوقت نفسه أدار كارهان رأسه. في لحظة، قلّت المسافة بين الإثنين والتقت عيونهما.
عيونهما الصافية عكست وجوه بعضهما البعض. بدا الأمر وكأنه استمر إلى الأبد، وكأنهما يواجهان مرآة.
لم تستطع أن تُبعد عينيها عنه.
كان كارهان هو من أدار رأسه أولاً.
“شكراً لكِ.”
أعرّب عن امتنانه لها.
وكانت أذنه التي ظهرت من خلال شعره الأسود القصير حمراء.
نظر كارهان إلى معصمه الذي كانت قد لمسته والتقط القميص الذي سقط على الأرض.
وعندما حاول ارتداء ملابسه مرة أخرى، أوقفته إيليا.
“سأطلب منهم أن يحضروا لك بعض الملابس الجديدة. ولا يمكننا العودة إلى قاعة الطعام… لماذا لا نتناول وجبة سريعة هنا؟”
أومأ كارهان.
لم يكن يريد العودة إلى قاعة المأدبة وشعر بالإرتياح.
استدعت إيليا الخادم وطلبت منه مطالب مختلفة. وأثناء انتظار الخادم لإحضار الملابس والطعام، سأل كارهان،
“… هل أنتِ بخير مع ما حدث اليوم؟”
رفعت إيليا رأسها ونظرت إلى كارهان.
لقد بدا قلقاً بعض الشيء.
“هل أخطأت؟ أعتقد أنني قد أكون مكروهاً من قِبل عائلة السيدة الشابة…”
يبدو أنه لا يزال يشعر بالقلق.
نظرت إيليا إلى كارهان وابتسمت.
“لا. على العكس من ذلك، كانت عائلتي متعجرفة، أليس كذلك؟ أنا آسفة جداً.”
لقد توقعت أن يتسبب ريهارت في جعلهم حساسين، لكن ذلك كان لا يزال أكثر من اللازم.
“لا بأس. لم يكن الأمر غير مريح… ويبدو أن الجميع كانوا قلقين على السيدة الشابة. “
‘هل أنت ملاك…؟’
عندما سمعت إجابته، أقسمت لنفسها أنها ستُحذر عائلتها، للتأكد من أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى في المستقبل.
“ولكن بفضلك، أعتقد أننا نجحنا دون أدنى شك.”
لحسن الحظ، يبدو أن عائلتها لم تلاحظ أنها علاقة تعاقدية.
وبثناء إيليا، ارتخت جبهة كارهان المجعدة ببطء. عينيه اللتان بدتا شرستان لانتا عندما قالت إيليا ذلك.
عندما أصبح الجو أكثر لطفاً، بدا وكأنه قد تغير من وحش بري إلى جرو لطيف كبير.
حاولت إيليا التربيت على كتفه دون وعي، لكنها توقفت.
لقد كادت تتصرف بشكل طبيعي تقريباً.
بعد فترة وجيزة، أتى الخدم بالملابس والطعام.
بينما كان كارهان يغير ملابسه، أعادت إيليا ترتيب الأطباق التي تركها الخدم.
نقلت اللحم والنبيذ المصاحب للوجبة أمامها، ونقلت الخضراوات إلى أمام كارهان.
كارهان لا يشرب الكحول، لذلك وضعت مشروب الفاكهة الحلوة أمامه بدلاً من النبيذ.
جلسا الإثنان في مواجهة بعضهما البعض، وبدآ في تناول الطعام مرة أخرى.
نظرت إيليا إلى كارهان وهو يأكل السلطة وسألت عما يثير فضولها.
“هل يمكنك الحفاظ على جسدك من خلال تناول الخضراوات فقط؟”
“أنا عادة آكل ما يُعطى لي….”
أجاب كارهان بأنه لا يأكل الكثير من اللحوم لأنه كان يتم إعطاؤه الخضراوات فقط.
ولهذا السبب كارهان، الذي أكل السلطة، بدا سعيداً إلى حد ما.
كان من الغريب رؤيته يبتهج بمثل هذه الأشياء الصغيرة.
لقد أعجب ريهارت عندما قالت إنها ستمنحه منزلاً….
بالنظر إلى بساطته، تساءلت عما إذا كان إيفانثيون هو الدوق الشاب حقاً.
عندما انتهت الوجبة، جاء أحد الخدم لإبلاغهما بأن عائلة إيليا قالوا إنهم يريدون التعبير عن امتنانهم.
عندما رأت إيليا أن كارهان يشعر بعدم الإرتياح، قالت إنه لا بأس وأنه ليس عليهم الحضور، فغادر الخادم.
قررا إيليا وكارهان التجول حول القصر. بينما كانا يسيران في الممر، سار تيسيون نحوهما بسرعة من بعيد.
توقف الاثنان اللذان نسياه تماماً للحظة.
اقترب تيسيون والدموع في عينيه.
“القصر كبير جداً، وكان عليّ أن أسأل عن الإتجاهات وصادف أنني وجدتكما معاً.”
“آسفة.”
في وقت سابق، كانت مشغولة للغاية بكارهان لدرجة أنها لم يكن لديها الوقت لأخذه معها.
“كنت سأذهب إلى الحديقة الخلفية مع الدوق الشاب، لكنني سعيدة لأننا التقينا ببعضنا البعض.”
عند ذكر الحديقة الخلفية، جفل تيسيون لأنه رأى حديقة ضخمة خلال النهار.
“القصر واسع للغاية، من المدهش أن الجميع لا يضيعون.”
“حسناً…… هذا ليس صحيح.”
أوضحت إيليا أن الجميع يحملون مشاعل للطواريء.
إذا ضللت داخل القصر، فيمكنك الإمساك بأي شخص والسؤال عن الإتجاهات، ولكن إذا ضللت خارج القصر، فلن يكون هناك من تسأله. لذلك، يتم استخدام المشاعل في حالة ضياع شخص ما في الحديقة أو إذا كان في محنة بسبب تعطل العربة.
“هناك خدم يقومون بإيجاد الخدم المفقودين.”
أصبح تيسيون عاجزاً عن الكلام.
بدآ إيليا وكارهان في المشي مرة أخرى.
تبعهما تيسيون من مسافة حتى يتمكنا الإثنان من إجراء محادثة على انفراد.
عندما غادرا القصر، كان الغسق قد حل بالفعل.
كان كارهان بشكل غير متوقع هو من فتح فمه أولاً بينما كان الصمت يلفهما بهدوء مثل بطانية.
“…… قبل بضعة أيام، أتت السيدة الشابة ديلوتا إلى منزلي.”
“نعم؟ ما العذر الذي استخدمته؟”
“لقد سألت عنا.”
تجمدت إيليا للحظة.
بالتفكير في الأمر، لم يكن لدى ستيلا ديلوتا أي معلومات، لذلك ربما تكون قد سمعت هذه الإشاعة.
“إذن ماذا قلت؟”
بالنظر إلى شخصية كارهان، يبدو أن ديلوتا هي من أثارت الموضوع.
ربما لم يستطع أن يقول أي شيء…
كانت تخمن فأجاب كارهان.
“طلبت منها أن تُفكر في الأمر كشيء لم يحدث أبداً.”
اندهشت إيليا ورفعت رأسها.
هل يمكن للشخص الذي هرب لأن ستيلا كانت مخيفة أن يقول شيئاً كهذا؟
“بالطبع، لم أقبل السيدة الشابة ديلوتا.”
“من المهم أنك تحدثت!”
أثنت عليه إيليا لقيامه بعمل جيد.
بصراحة، لن تقتنع ستيلا بهذه السهولة.
“و… لم أتحدث مع عائلتي بعد.”
“فقط تحدث عن ذلك بشكل طبيعي. سأرحب بهم.”
والآن جاء دور إيليا.
ستلتقي بعائلة كارهان وتدعوهم إلى جانبها.
سيكون من الأسهل التعامل مع ريهارت بمجرد أن تتعرف عليها عائلة كارهان.
بينما كانت إيليا غارقة في أفكارها، تمتم كارهان.
“يبدو أن عائلة السيدة الشابة على علاقة جيدة مع بعضهم البعض.”
أخفض كارهان عينيه وكأنه يفكر فيما حدث من قبل.
“يبدو أنكم جميعاً تثقون ببعضكم البعض كثيراً… لقد بدوتم جيدين جداً معاً.”
اليوم دخل كارهان إلى عالم غير مألوف.
كان في عائلة متناغمة. لقد كان شيئاً لم يختبره من قبل.
عائلة لا تتشاجر ولكن تحترم بعضها البعض. كان التواجد بينهم بمثابة الدخول في مكان دافيء.
كان بارداً مثل الجليد، لكنه في نفس الوقت دافيء جداً لدرجة أنه شعر وكأنه على وشك الذوبان.
عرف كارهان أن هذا ليس المكان الذي ينتمي إليه. هذا عالم مختلف عن عالمه، وكان منظراً طبيعياً لا ينبغي له أن يعتاد عليه أبداً.
إذا تراجع خطوة إلى الوراء واستدار نحو عائلته، فسوف يشعر وكأن الرياح الثلجية الباردة هبت عليه مرة أخرى.
نظرت إليه إيليا بعناية دون أن تنطق بكلمة واحدة.
للوهلة الأولى، شعرت وكأنه وحيد إلى حد ما.
خمنت إيليا أن الأمر يتعلق بعائلته.
في الواقع، لم تكن إيليا دائماً على علاقة جيدة مع عائلتها.
خيبت إيليا آمال الجميع أثناء مواعدة ريهارت.
في ذلك الوقت، استاءت من عائلتها لعدم تفهمهم لها.
مؤخراً فقط، بعد أن ندمت وفكرت، أصبحوا أقرب لبعضهم البعض.
سارا الإثنان بصمت للحظة.
وعندما وصلوا إلى الحديقة الخلفية، رأوا بركة بها زهور الزنبق منتشرة فيها.
انعكس ضوء القمر على سطح الماء.
أعجب كارهان وتيسيون بالمناظر الطبيعية الخلابة.
“إنه أحد الأماكن المفضلة لدي.”
اقتربت إيليا من البركة.
كان جمالها والضوء الساطع على البركة متناغمين مع زهور الزنبق المتفتحة. بدا مثل مشهد من تحفة فنية.
شاهد كارهان المشهد بصمت.
فكر أنها جميلة جداً.
لم يكن يعرف ما إذا كان المشهد جميل أم أن إيليا هي الجميلة.
إيليا، التي نظرت إلى البركة، فتحت فمها بهدوء.
“أنا بخير الآن، ولكن… كانت هناك أوقات كنت أشعر فيها بالخوف بمجرد النظر إلى الماء.”
رفعت إيليا رأسها.
وعندما التقت عينيها بعينيّ كارهان، همست.
“في السابق، وقعت في بركة وكدت أموت.”