Raising my Fiancè with Money - 2
لم تستطع أن تتذكر حقاً كيف وصلت إلى المنزل.
عندما عادت إلى رشدها، كانت تبكي بينما تستلقي على بطنها في السرير.
[لا أعرف ما الذي تفكرين فيه، لكن الأمر كله سوء فهم.]
[لا يوجد شيء حدث.]
كانت ضيفة أخته، لكنها كانت عارية لأنها سكبت مشروبها على ملابسها.
قدم ريهارت عذراً لن يصدقه حتى طفل.
عندما لم تعطي إيليا، التي كانت في حالة صدمة، أي إجابة. تنهد ريهارت بصوت عالي واستدار فجأة.
[بغض النظر عن كم مرة تناديني بها بخطيبكِ، فمن غير السار بالنسبة لي أن تأتي دون أن تتصلي بي مسبقاً.]
[لا أصدق أنكِ دخلتِ غرفة شخصاً ما دون أن تطرقي. لماذا لا تكونين مهذبة أولاً؟]
بدلاً من الإعتذار، ألقى ريهارت اللوم على إيليا.
دفنت إيليا وجهها في وسادتها وبكت.
اخترقت الكلمات التي نطق بها جسدها مثل السهم.
أشعر أن قلبي تحطم.
شعرت بألم شديد لدرجة أنها لم تستطع حتى أن تبكي.
كان ريهارت أول حب لإيليا.
ظنت أن القدر جعلهما معاً، لأنها كانت معجبة به أيضاً. بعد كل جهودها، أُقيمت حفلة الخطوبة.
حاولت إيليا جاهدة أن يحبها.
عندما سمعت أن ريهارت يحب الأشخاص اللطفاء والودودين، غيرت شخصيتها.
تبتسم دائماً، تحاول أن تكون خطيبة لطيفة وودودة.
حتى أنها غيرت أذواقها وهواياتها من أجل الإقتراب من النوع المثالي الذي ذكره ريهارت.
أخذ ريهارت جهود إيليا كأمراً مفروغاً منه.
على الرغم من خيبة أملها، إلا أنها أقنعت نفسها أنه رجل هاديء، ويعاني من صعوبة في التعبير عن نفسه.
لو لم يكن يحبها، فلم يكونا ليتمكنا من إقامة حفلة الخطوبة.
لكن كان كله مجرد وهم.
لقد كان حباً كانت تعتز به بعد أن بذلت كل جهدها.
اعتقدت أنه يريد جانباً مختلفاً منها، لكن اتضح أنه ليس مهتماً، وكانت الوحيدة التي تكافح.
من ذلك اليوم فصاعداً، ذرفت إيليا الدموع كل ليلة.
حاولت أن تتذكر كل ذكرياتهما معاً، لكن في النهاية كان الشيء الوحيد الذي استطاعت أن تتذكره هو وجهه عندما انتقدها.
بعد أسبوع، لم تعد حتى قادرة على البكاء بعد الآن.
بمجرد أن تخلصت من عواطفها، خطر لها شيء واحد في عقلها، واحداً تلو الآخر، كل يوم تلو الآخر.
كنت أنت دائماً من ينتظر أن أتحدث.
كان يبحث عني دائماً فقط عندما يحتاج إلى ذلك.
لم يكن حتى يقول الكلمات ‘أنا أحبكِ’ دون أن يتم سؤاله.
مر شهر، وكل ما تبقى بعد حرق عواطفها هو بقايا من الكراهية.
“كان يجب أن أصفعه.”
كانت مستلقية، لكن الحمى ارتفعت لأنها تذكرت ذلك الوقت.
ندمت على العودة إلى المنزل مثل حمقاء دون حتى التفكير مرتين.
مزقت إيليا الزهور على الوسادة.
كم سيكون جميلاً لو كان شعر ريهارت ما أمزقه.
إذا تمكنت من العودة بالزمن إلى الوراء، فستحاول تدمير كل ما تبقى في ذلك المكان.
رمت إيليا الوسادة ووقفت أمام المرآة.
عكست المرآة شعرها الأشقر اللامع وعينيها البنفسجيتان الصافيتان.
ألقت إيليا نظرة فاحصة على نفسها.
كان من الغريب أن ترى نفسها هزيلة.
فقدت وزناً وبدت مريضة بسبب نقص الدماء.
كان ذلك طبيعياً لأنها بالكاد تناولت الطعام، ناهيك عن الخروج.
نظرت إيليا مرة أخرى في وجهها.
عينيها جميلتان جداً.
كان هناك عدد غير قليل من الأشخاص الذين اعتقدوا أن إيليا شخصاً سهلاً لأنها كانت تبتسم دائماً.
ومع ذلك، على عكس ما سبق، إيليا المنعكسة في المرآة بوجه بلا تعبير.
شعرت بأنها غير مألوفة للغاية لنفسها لأنها لم تكن تضحك كعادة لها.
“هذا يكفي الآن.”
كم من الوقت عاشت متظاهرة بأنها لطيفة.
على الرغم من أنها كانت غاضبة، إلا أنها ضحكت كثيراً لدرجة أن هذا قتل شخصيتها.
لكنها لن تكون تلك الخطيبة اللطيفة بعد الآن.
“كم خسرتِ بسببه؟”*
(*: هي تحادث انعكاسها في المرآة)
لم تفقد قلبها فحسب، بل فقدت مالها أيضاً.
ربما هو لعب بفتيات وأموالهن.
“لم يكن بدافع الإهتمام بل مصلحة.”
دخلت إيليا غرفة الملابس بينما كانت تشتم نفسها على ماضيها الغبي.
بعد شهر من وجودها في غرفة نومها، كانت ترتدي بيجامتها.
عبست إيليا، وهي ترى الفستان المُعلق أمامها.
كانت الفساتين التي ملأت الغرفة الضخمة من ذوق ريهارت.
“… لا بد لي من تغيير ملابسي أولاً.”
اختارت إيليا الملابس التي بدت مريحة للإرتداء وخرجت من غرفة الملابس.
عندما فتحت باب غرفة نومها، اقتربت منها عاملة كانت تنتظر بجوار الممر بإحباط.
“آنسة…”
بدت العاملة وكأنها على وشك البكاء. بعد أن ظلت في الغرفة لفترة طويلة، كانت قلقة.
“آسفة لجعلكِ تقلقين. أنا بخير الآن.”
ابتسمت إيليا قليلاً ونظرت حولها.
“لكن ماذا عن والديّ؟ هل أخي في القصر الإمبراطوري؟”
“خرج الجميع.”
“هل هذا صحيح؟”
بالتفكير في الأمر، لقد مرت فترة منذ أن رأت وجوه عائلتها بشكل صحيح. كانت تهمل عائلتها أثناء اهتمامها بريهارت.
فكرت إيليا في ماضيها وتحدثت بهدوء.
“سأخرج الآن، هل يمكنكِ مساعدتي في الإستعداد؟”
ارتدت إيليا ملابسها بمساعدة خادمة.
بعد استعدادها، نزلت على الفور إلى الباب الأمامي. كان الممر كبير بما يكفي لإستيعاب عشرات الأشخاص في وقت واحد.
هناك، رجلان ينتظران إيليا بجوار عربة فاخرة.
كانا فرانسيس ومالك، فارسيها المرافقان.
“سيدتي…!”
في اللحظة التي تواصلا فيها بالعين مع إيليا، ظهرت عليهما الصدمة.
بدا أن لديهما الكثير ليقولاه.
وبتردد شديد، سألها مالك بحذر.
“هل أنتِ بخير؟”
“أنا بخير.”
“ألا تتألمين؟”
أومأت إيليا برأسها على سؤال فرانسيس.
فتح فرانسيس باب العربة بتردد دون سؤالها أكثر.
“دعونا نتوجه إلى منطقة وسط المدينة أولاً.”
أبلغتهما إيليا ودخلت العربة.
غادرت القصر ذو الحديقة الكبيرة.
نظرت إيليا من النافذة وكانت في تفكير عميق.
أرادت أن ترى ريهارت يبكي ويعاني كما شعرت هي.
لكن قبل ذلك، عليها أن تلغي زواجهما…
مرت كل أنواع الأفكار في رأسها، وتذكرت العرافة التي نسيتها.
[لدي خطيب.]
[ليس لوقت طويل إذن.]
إذا فكرت في الأمر، كانت العرافة هي فاعلة الخير لإيليا.
لولاها، لكانت تزوجت ريهارت بدون معرفة أي شيء.
[لن آخذ أي مال اليوم. بدلاً من ذلك، ادفعي لي لاحقاً إذا كنتُ محقة.]
قالت إيليا لفرانسيس الذي يجلس مقابلها.
“يجب أن أتوقف عند البنك أولاً.”
سارت العربة بسلاسة، وتوقفت أمام مبنى كبير.
إن المبنى المصنوع من الرخام أكثر البنوك قابلية للمال في العاصمة.
عندما دخلت إيليا مع فارسها المرافق، ركض نحوهما رجل في منتصف العمر يرتدي ملابس زاهية.
إنه مدير البنك.
“لقد مر وقت طويل، آنسة ليليا بلودين. كيف يمكنني مساعدتكِ؟”
“أحتاج إلى سحب بعض المال.”
“تعالي من هذا الطريق، من فضلكِ.”
قام الرجل على الفور بإرشاد إيليا إلى غرفة.
كانت غرفة استقبال لا يمكن دخولها إلا الضيوف المميزين.
بدا أنه تم تزيينه بعناية، لكنه أسوأ من غرفة تخزين الكونت.
جلست إيليا على أريكة ناعمة.
بينما أحضر العامل الآخر بعض المرطبات، سلمها رجل ورقة.
“من فضلكِ اكتبي المبلغ الذي تريدين سحبه.”
الرجل الذي أكد المبلغ نادى على الفور على عامل.
أثناء الإنتظار، ارتشفت إيليا الشاي.
بعد فترة، نهضت من مقعدها عندما تم إبلاغها بأن جميع الأموال المسحوبة قد تم وضعها في العربة.
“شكراً جزيلاً لكِ على اليوم.”
عندما غادرت البنك، وقف الموظفون في طابور وودعوها بأدب.
لقد كان لطفاً مرهقاً، لكنه ليس كثيراً أبداً بالنسبة لمكانة البنك.
كان ذلك لأن الطوابق من الثالث إلى السابع من القبو كلها ملك عائلة بلودين.
نظر الضيوف الآخرون إلى إيليا في رهبة من مظهرها.
“من هذه؟”
“هي من عائلة بلودين الشهيرة.”
“ماذا، بلودين؟ عائلة بلودين التي ظلت غنية حتى بعد ثلاثة أجيال؟”
أصبح الضيوف مندهشين.
بعيون الكثيرين عليها، دخلت إيليا العربة.
توجهت العربة مباشرة إلى المتجر التي تديرها العرافة.
بعد وقت قصير من وصولها لأمام المتجر.
فتحت إيليا الباب وأمرت السائقان بإحضار الأكياس.
تدفق ضوء الشمس إلى الداخل في المكان المظلم.
عندما أغلقت الباب، حل الظلام مرة أخرى.
تردد صدى صوت خطوات قدميها في الفراغ الهاديء.
مشت إيليا للأمام ورفعت الستار.
في الداخل، العرافة الجالسة أمام الطاولة شعرت بوجود إيليا ورفعت رأسها.
“العمل مغلق الآن… آنسة؟”
اتسعت عينا العرافة التي رفعت رأسها لترى من أتى.
دخلت إيليا على الفور في الموضوع دون تفسير.
“كنتِ محقة حينها.”
رفعت إيليا رأسها.
حملا فرانسيس ومالك حقيبة ضخمة على أكتافهما وتقدما إلى الأمام.
أدارا الكيس رأساً على عقب وهزوه.
كانت العملات الذهبية في الكيس تتساقط مثل الشلال.
بينما يحدث هذا، العرافة التي ذُهلت، لم تعرف ماذا تفعل، ورددت مراراً وتكراراً ‘أوه يا إلهي’.
بينما العرافة نصف مدفونة في الذهب، تحدثت إيليا.
“انظري إلى حظي في الحب مرة أخرى.”