Raising my Fiancè with Money - 19
لدى الكونت بلودين قاعة بمثابة غرفة اجتماعات.
إنه مكان يجتمع فيه الضيوف المهمون لعقد اجتماعات مهمة عند الحاجة، لذلك لم يكن مفتوحاً منذ فترة طويلة.
تحت الثريا الضخمة، هناك ثلاثة أشخاص فقط.
جلس الكونت بلودين على حافة الطاولة الطويلة، وعلى يمينه الكونتيسة فيوليت، وعلى يساره هاينلي.
كانت غرفة الإجتماعات وكأنها قاعة جنازة.
بمجرد النظر إلى الجو وحده، يبدو كما لو أن هناك أزمة هائلة حدثت في العائلة.
كسر الإبن الأكبر هاينلي الصمت الطويل، وفتح فمه.
“إذن سأبدأ الإجتماع.”
نهض هاينلي من مقعده، ثم وقف أمام اللوح ذو العجلات. الكونت وفيوليت استدارا ونظرا إلى هاينلي.
كان لكل شخص تعبير وجه جاد ولا يمكن رؤية ابتسامة واحدة.
“جدول أعمال اليوم هو…”
أخرج هاينلي قلماً وكتب بعض الحروف على قطعة الورق التي تم تثبيتها على اللوح.
“هذا هو حبيب إيليا الجديد.”
{كارهان إيفانثيون}
تغير تعبير وجه الكونت قليلاً عند رؤية الحروف الموجودة على الورقة البيضاء.
“لا أحب رؤية هذا الإسم منذ البداية.”
“أعتقد أنه من التفكير الضيق أن يحكم شخص ما من اسم، لكنني أتفق معك هذه المرة.”
أومأت فيوليت برأسها من تمتمة الكونت، ثم وضع هاينلي القلم جانباً بحركة سريعة.
في الواقع، كان هاينلي آخر من سمع أن إيليا لديها حبيب جديد، ولم يعلم بالأمر إلا عندما أخبره والديه.
وسمع شخصياً أنها أجلت حفل زفافها مع ريهارت، لكنه لم يكن يعلم أنها كانت تفكر في إلغاء الزواج.
حتى أنها وجدت حبيباً جديداً.
كان رأسه يؤلمه بمجرد التفكير في الأمر.
“أولاً وقبل كل شيء، هذه هي البيانات التي جمعتها من بحثي. هناك الكثير من أوجه القصور فيه لأنه كان تحقيقاً عاجلاً.”
قام هاينلي بتوزيع مجموعة من الأوراق على الكونت والكونتيسة.
راجعا الكونت وفيوليت المكتوب على الورق بسرعة.
معظمها معلومات عن دوقة إيفانثيون. من الجيد الحصول على مزيد من المعلومات حول كارهان إيفانثيون، لكن حياته الخاصة مغطاة بإحكام.
على وجه الخصوص، قبل أن يصبح وريث، لم تكن هناك أي بيانات عنه تقريباً لدرجة أنهم تساءلوا أين عاش.
“من وجهة نظري، يبدو أن الدوق الشاب يختلف عن الشخص العادي. يمكنكما رؤية ذلك من الطريقة التي أُرسل بها إلى ساحة المعركة وهو في الرابعة عشرة من عمره.”
على الرغم من أنه الإبن الثاني، كانت هناك حالات قليلة حيث تم إرسالهم إلى ساحة المعركة طالما أنه وُلد في عائلة الدوق.
يمكنه المشاركة بناءاً على طلبه، لكن لن يدخل أحد إلى ساحة المعركة إلا إذا كان مجنوناً.
ثم رفعت فيوليت يدها بعد سماع رأي هاينلي.
“بقدر ما أستطيع أن أقول، تم إرساله للمحاربة في ساحة المعركة لوضع الأساس للإبن الأكبر.”
توقعت الكونتيسة أنه لم يشارك ليحقق طموحه، بل قيل له أن يفعل.
“كان هناك مقولة أنه شارك لأنه يحب الذبح.”
أصبح الجو هادئاً في لحظة.
كان ذلك لأن الجميع سمعوا الشائعات المحيطة بدوق إيفانثيون الشاب.
{قاتل بلا دم ولا دموع.}
{رجل طرد أخاه بسبب طمعه.}
{مبتذل.}
شائعات الدوق الشاب التي سُمعت حتى الآن مرت عبر رؤوس الجميع.
“لماذا تحب إيليا رجلاً مثله؟”
تمتم الكونت لنفسه.
ولكن لا أحد استطاع الإجابة على سؤاله.
قام بتقسيم وقته المزدحم وعقد الإجتماع، لكن الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بقيت على الطاولة.
“هل رأى أحد وجه الدوق الشاب؟”
هزا هاينلي والكونت رؤوسهما عند سؤال فيوليت.
شبكت فيوليت يديها ووضعتهما على الطاولة. تمتمت وهي تسند ذقنها على يديها.
“سيتعين علينا أن نجعلهما ينفصلان على أي حال، أليس كذلك؟”
“هل يجب أن أعطيه قصر وأطلب منه أن ينفصل عن ابنتي؟”
سرعان ما أعطى الكونت رأيه.
ثم أجاب هاينلي وهو يضع نظارته ذات الإطار الفضي.
“الخصم هو إيفانثيون. حتى لو لم تكن ثروتهم جيدة مثل عائلتنا، فأنا متأكد من أن لديه ما يكفي من المال.”
أغلق الكونت فمه بتجهم.
“ماذا عن الكشف لإيليا عن الشخصية الحقيقية لدوق إيفانثيون الشاب؟”
هزت فيوليت رأسها موافقة على رأي هاينلي.
“إنها تعرف بالفعل ولا توجد سوى شائعات عنه دون أدلة مناسبة…”
بينما تنهدت فيوليت، صمت هاينلي بتعبير وجه كئيب. ومنذ ذلك الحين، تم ذكر العديد من الآراء من الجميع.
كيفية جعلها تشعر بالسوء، أو إيقافها عن طريق الإضراب عن الطعام، وما إلى ذلك.
ومع ذلك، كان لإيليا تاريخ في مواجهة قمامة ضخمة تسمى ريهارت.
إنهم يعرفون أفضل من أي شخص آخر إلى أي مدى تكون عمياء بالحب.
وبينما كانت جميع الآراء تخرج، الكونت، الذي كان هادئاً، فتح فمه فجأة.
“ماذا لو أجبرتها على الإنفصال وطلبت منها أن تجتمع مع ريهارت؟”
صمت الجميع.
إنها نهاية سيئة للغاية.
إن الأمر سيء للغاية لدرجة أنهم فكروا للحظة قصيرة جداً أن دوق إيفانثيون الشاب قد يكون أفضل.
في صمت، أرخت فيوليت أصابعها.
“إذا اتخذنا قراراً هنا، فلن نتمكن من فعل أي شيء لاحقاً. من الأفضل أن نراقب في الوقت الحالي.”
لو كان لدي القدرة على جعل إيليا تستمع إلى إقناعي، لم تكن لتخطب ريهارت.
أمسكت فيوليت بمجموعة الأوراق التي سُلمت لها سابقاً وضربتها على المكتب.
“ومع ذلك، سيكون من الجيد أن نتمكن من معرفة المزيد عن حقيقته.”
إذا كان رجلاً سيئاً، فسيهددونه بالإنفصال عنها.
أومأ كل من الأب والإبن من رأيها.
قال هاينلي وهو يدفع الورق المنظم بعيداً.
“إذن سأذهب وألتقي بالدوق الشاب.”
“نعم، إذن سوف أثق بك في ذلك.”
نظرا الكونت وزوجته إلى هاينلي بنظرات مليئة بالثقة به.
وهكذا انتهى اجتماع عائلة بلودين بدون إيليا.
**********
بعد تناول وجبة الإفطار، تُركت إيليا وحدها في المنزل.
والدها مشغول بالتحضير لمعرض في غضون أسابيع قليلة، بينما خرجت والدتها لبعض الأعمال وذهب أخيها إلى القصر الإمبراطوري في الصباح الباكر.
بدأت إيليا يومها بعد أن ارتدت ملابس بسيطة.
بعد فرز جميع الرسائل التي وصلت إليها، فكرت فيما ستفعله لهذا اليوم.
نظرت من النافذة بهدوء، ولاحظت أن الطقس يبدو جيداً جداً.
تمتمت إيليا لنفسها وهي تراقب السحب الطافية في السماء الزرقاء العميقة.
“هل أشرب الشاي في الحديقة الخلفية؟”
تفكيرها لم يدم طويلاً.
ثم قررت إيليا الخروج إلى الحديقة الخلفية.
عندما غادرت القصر ووصلت إلى المدخل رأت أشجار ماغنوليا.
مرت عبر المكان الذي زُرعت فيه أشجار ماغنوليا، وذهبت مباشرة إلى الحديقة الخلفية حيث أشجار الوستارية متصلة مثل النفق.
سارت إيليا ببطء تحت شجرة الوستارية.
انتشرت غصون شجرة الوستارية التي لم تتفتح أزهارها بعد في كل الإتجاهات.
عثرت على طاولة خشبية مستديرة في المكان الذي توقفت فيه.
بينما جلست إيليا أمام الطاولة، قام أحد الموظفين بإعداد إبريق الشاي.
عندما يصل الماء إلى درجة الحرارة المناسبة، يتم سكبه وتنتشر رائحة شاي الزهور بنعومة.
“إن رائحته جيدة.”
ابتسم الموظف بصمت من كلمات إيليا.
إنه موظف استأجرته من قبل عندما اشترت مقهى.
بعد اختفاء المقهى بسبب إعادة التطوير، جاء إلى القصر للعمل عندها.
على الرغم من أنه لا يستطيع السماع، إلا أن مهاراته في تحضير الشاي ممتازة.
وإذا تكلموا معه ببطء فلن تكون هناك مشكلة في التواصل معه لأنه يفهم بمجرد النظر إلى شكل فم الشخص.
وضعت إيليا فنجان الشاي جانباً.
في هذه الأيام، أصبحت إيليا تتمتع بمزيد من وقت الفراغ وأصبحت أكثر استرخاءاً من أي وقت مضى.
حتى الآن، كانت دائماً عالقة مع ريهارت، ولكن بعد الإنفصال عنه، أصبح لديها المزيد من وقت الفراغ.
بالإضافة إلى ذلك، ليس لديها أي أصدقاء لتلتقي بهم وكان معظمهم من أقارب ريهارت.
في ذلك الوقت كانت تتفاعل معهم على مضض بسبب ريهارت. ومع ذلك، ليس لديها أي نية لتكوين صداقات الآن.
كان ذلك لأن إيليا، التي كانت تتفاعل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص منذ الطفولة، فكرت أنها أكثر راحة بمفردها.
خاصة هذه المرة، تمكنت من تصفية ذهنها تماماً بسبب حادثة ريهارت.
‘ماذا سأفعل في المستقبل…’
لم تفكر إيليا كثيراً في المستقبل حتى الآن.
كان ذلك لأنها اعتقدت أنها ستصبح بطبيعة الحال سيدة تيرسيان.
لكن خطوبتها مع ريهارت قد انتهت بالفعل.
لذلك كانت ستفكر فيما ستفعله في المستقبل بعد فسخ الخطوبة.
في الواقع، إنها في السن الذي تكون فيه السيدات الشابات العاديات قد تزوجن بالفعل.
ومع ذلك، اختفت فكرة الرغبة في إقامة علاقة بسبب ريهارت.
على هذا المعدل، لا تعرف ما إذا كانت ستعيش بمفردها إذا فاتها الزواج.
إذا كان الأمر كذلك….
طرحت إيليا بحذر الفكرة التي كانت متجذرة بعمق في ذهنها حتى الآن.
‘أريد أن أقود العمل.’
إن عائلة الكونت بلودين عائلة تجارية ناجحة.
منذ أن كانت طفلة، اتبعت إيليا بشكل طبيعي والديها في العمل.
على الرغم من أن حظها المالي جيد جداً لدرجة أنه غالباً ما يؤدي إلى النجاح دون بذل الكثير من الجهد، إلا أنها استمتعت باللحظات التي شاركت فيها وخططت للعمل شخصياً.
ومع ذلك، ليس هناك أي عمل قامت به بنفسها حتى الآن، والإبن الأكبر هاينلي سيرث أعمال العائلة.
إنه وريث قوي عندما تتيح له الظروف المختلفة.
بالطبع، قال إنه لا يريد إدارة الأعمال ويعمل بدلاً من ذلك في القصر الإمبراطوري.
سيكون من الأفضل فسخ الخطوبة أولاً ثم التفكير في المشكلة مرة أخرى. التقطت إيليا فنجانها مرة أخرى لتشرب الشاي.
في ذلك الوقت، اتجه موظف نحوها. وهو يحمل باقة كبيرة من الزهور.
“ماذا…؟”
حدقت بها لأنها تساءلت عما إذا كان شخص ما قد أرسل لها هدية، لكن الموظف توقف وقال.
“سيدتي، وصلت رسالة وهدية من ماركيز تيرسيان.”
بمجرد أن سمعت الإسم، عبست إيليا. سلم الموظف الرسالة وسكين ورق.
لم تستلم إيليا سوى الرسالة، ثم فتحت المظروف وأخرجت الرسالة.
{من فضلكِ قومي بزيارة ملكية ماركيز لأنني أريد أن أتحدث عن بعض الأشياء التي لم أستطع قولها في المرة السابقة. سأنتظركِ في أي وقت. هذه الباقة من الزهور من قلبي إليكِ.}
بدا الأمر سخيفاً جداً لدرجة أنها ضحكت.
هل كسرت ساقك؟
أم أنه مصاب بمرض سيقتله إذا أتى لرؤيتها شخصياً؟
ثم استلمت إيليا الزهور من الموظف وألقتها على الأرض دون تردد.
وبينما تخطو عليها بحذائها، تم سحق الورود الجميلة بلا رحمة.
حدقت إيليا في الباقة التي تدمرت بتلاتها.
“الآن يبدو هذا أشبه بما يشعر به قلبي.”
ثم قالت إيليا للموظف الذي كان يشاهد بوجه مرتبك.
“احرقه في المحرقة.”