أرجوكَ قُمْ بإنقاذِ طفلتي - 4
منذ ذلك الحين، كانت الفتاة ذات الشعر الأبيض، آستل، تلحق رينا بشكلٍ خاص.
نظرًا لأن رينا كان لديها ابنة في مثل عمرها، وكانت رينا هي المفضلة لدى آستل و التي قد احبتها اكثر من غيرها، فقد عهد بها الدوق إلى رعاية رينا.
ربما لم تكن رينا على علم بذلك، لكن آستل شعرت بدغدغة في صدرها من موقف رينا الودي الذي لم يتغير حتى بعد رؤية شعرها الأبيض والكلمات القليلة الودية التي قالتها بهدوء.
“آمل أن تعتني بي في المستقبل.”
“نعم…!”
لقد أحبت آستل رينا أكثر من الخادمات الأخريات، ربما لأنها كانت أول شخص بالغ لطيف تقابله.
ربما كان ذلك بسبب أن أول حلوى تناولتها على الإطلاق كانت ذات مذاق مميز للغاية.
**التفسير: رينا تم تشبيهها باول حلوى اكلتها آستل و هذا الشيء ترك اثر عليها و صارت شي مميز لها
لم تكن آستل بحاجة إلى الخادمات الأخريات، لقد أرادت فقط أن تكون رينا بجانبها.
لقد كانت ميزة غير مسبوقة. كان كل الخادمات العاملات في قلعة الدوقية هذه على الأقل من عائلات أفضل من رينا أو تم التوصية بهن من قبل عائلات نبيلة أخرى.
لقد كان من حسن الحظ أنها، التي لم تعمل كخادمة من قبل، حصلت على مكان في قلعة الدوقية، وهي الآن الخادمة الأولى للسيدة الوحيدة.
لقد أُعطي هذا المنصب المشرف لرينا، وقد أعجب بها كثير من الناس.
كانت رينا بمثابة حجر متدحرج وعملت في هذه القلعة الدوقية لمدة تزيد عن عام تقريبًا.
كان خدم آستل يقولون بشكل هزلي انها حصلت على المقعد بجانب الانسة الشابة، لكن مجتمع البالغين كان أكثر تطوراً وقسوة من مجتمع الأطفال.
نوع خفي من التنمر، وليس النوع العلني. خلال كل ذلك، ابتسمت رينا بجانب آستل و تحملت كل شيء.
* * *
“رينا، هل تعلمين ماذا؟”
“نعم.”
“لدي طعام مفضل جديد.”
قالت آستل ذلك بينما تبدو كطفلة واقعة في الحب. ضحكت رينا بصوت عالٍ لأنها كانت جميلة جداً.
“ما هو؟”
“اقتربي قليلاً.”
بدت آستل محرجة من قول ذلك بصوت عالٍ ، فأومأت.
عندما كانت أذن رينا قريبة، همست الطفلة بهدوء شديد.
“البودنغ والكاكاو.”
كان الهمس يتخلله أنين آستل القلقة،”ربما أنا فقط أحب الأطعمة باهظة الثمن لأنها حلوة؟ ماذا لو اكتشف الدوق ذلك ولم يعجبه؟”
كادت رينا أن تنفجر من الضحك عندما سمعت مثل هذه المخاوف اللطيفة، لكنها حجمت ضحكهتها.
المخاوف التي قد لا تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لشخص بالغ يمكن أن تشكل صعوبة كبيرة جداً بالنسبة لطفل، لذلك تجاهلت ذلك.
“لا تقلقي.سيدي يمكنه شراء ما قيمته 10 سنوات من الكاكاو لكل شخص في هذا القصر.”
“و البودنغ أيضاً؟……”
“نعم، البودنغ أيضا.”
عندها فقط بدا الطفلة مرتاحةً قليلاً.
“أنا أيضاً أشتري الكاكاو لابنتي كل أسبوع، لذا أذا كنت انا استطيع فالطبع يمكن للدوق شراء بعض الكاكاو”.
بالطبع، قبل دخول قلعة الدوق، كانت قلقةً دائماً بشأن الطعام، ناهيك عن الكاكاو، لكن مثل هذا الحديث الثقيل لم يكن شيئًا يستحق إخبار الطفلة به.
رمشت آستل عينيها الكبيرتين عندما أدركت أن رينا تمتلك ابنة.
“ابنة؟”
“نعم. لدي ابنة في نفس عمركِ. اسمها بونيتا، ولها شعر وردي مثلي وعيون أرجوانية و….”
عندما ابدا أيُّ شخصٍ اهتماماً ببونيتا، ستبدأ رينا في مشاركة معلومات مختلفة حول بونيتا و تتحدث عنها لوقتٍ طويل دون أن تدرك ذلك.
حدقت آستل في رينا، التي خففت تعبيراتها، ثم ضحكت وهي تتحدث عن ابنتها.
“هممم، هل تعتقدين أن بونيتا تحب الكاكاو؟”
“بالطبع.”
“إذاً لماذا لا تعطين هذا لبونيتا؟”
قدمت آستل كوب الكاكاو الدافئ في يديها الى رينا بنظرة حزينة.
ابتسمت رينا وتحدثت بصوت حنون:”هذا هو الكاكاو الخاصة بكِ، لذا أرجو ان تستمتعي به.”
” ثم أممم … … “
نظرت آستل حول الطاولة وسحبت بهدوء طبقاً من البسكويت المكدس أمامها.
ثم لفت مجموعة من البسكويت في منديل مطرز بالفورسيثيا وربطتها مثل حزمة الأمتعة.
*فورسيثيا نوع من انوع الزهور
“أعطي هذه لبونيتا.”
“أوه.”
‘انها يديها تبدو صغيرة.’
عندما وصل المنديل المملوء بالبسكويت الى يدي رينا الكبيرة بدت يد آستل صغيرةً جداً، كان هذا لطيفاً جداً.
كانت آستل أقصر قليلاً من بونيتا. وكانت بونيتا صغيرة للغاية مقارنة بالأطفال في مثل عمرها.
على الرغم من أنها قالت إنها تأكل كثيراً، إلا أن رينا شعرت بالحزن قليلاً عندما نظرت إلى آستل، التي كانت لا تزال نحيفة جدًا.
تماماً كما رأى الآخرون بونيتا وفكروا في آستل وعاملوا ابنتها جيداً، رأت رينا بونيتا في الماضي من خلال آستل.
ضغطت رينا على قلبها المثقل وحاولت أن تبتسم بلطف.
“سوف تكون بوني سعيدةً للغاية.”
لماذا كان على هذه الطفلة الجميلة أن تقضي مثل هذا الوقت وحيدةً و بعيدةً عن عائلتها؟
إذا كان هذا أيضًا من ترتيب القدر ، فأنه لا يرحم حقاً.
“أعتقد أن رينا تحب بونيتا حقًا.”
“آه… … هل هذا واضح؟”
“نعم، كثيراً جداً.”
لمست رينا شفتيها، وشعرت بالخجل غير الضروري من كلمات آستل.
سحبت آستل رينا إليها و عانقتها عناقاً شديداً وقالت.
“أريد مقابلة بونيتا أيضًا ……”
لقد أعطى الدوق رينا الإذن للقيام بكل ما تريده آستل، طالما أنه ليس خطيراً.
لم يكن من الممكن أن تكون ابنتها قد تشكل خطراً على آستل.
“حسناً سأسأل بوني عن رأيها.”
* * *
“بوني، هل ترغبين في مقابلة الانسة آستل؟”
“… … هاه؟”
كانت بونيتا طفلة متحفظةً للغاية. يمكن دائماً القول إنها كانت تعتني بنفسها جيداً، وتبقي نفسها بعيدةً عن الأذى.
في ذلك اليوم، كالعادة، جلست بونيتا على كرسي بجوار الباب وانتظرت بصبر عودة رينا لهذا اليوم.
عندما عادت رينا إلى الغرفة ليلاً، كانت بونيتا تحدق في الباب و المصباح مضاء، وتحمل بين يديها قطعتي بسكويت تلقتهما كهدية من خادمة أخرى.
بونيتا، التي وضعت البسكويتة الأكبر قليلاً في يد رينا، بدت في حيرة من اقتراح رينا.
“لقد حصلت على إذن السيد.إذا كنتِ تريدين فعل هذا يمكنكِ مقابلتها.”
“لكن … … “
أخذت الطفلة قضمةً كبيرة من البسكويت وأمسكت به بقوة بكلتا يديها مرة أخرى، مترددة.
“أنا… … هل من المقبول ان التقي بها حقاً؟”
“هاه؟”
“هذ-هذا… …على عكسي، فإن الانسة آستل هي شخصٌ ثمين للغاية إنها تختلف عني.”
“… … “
“ماذا لو ارتكبت خطأً ووقعت أمي في مشكلة بسببي…؟”
بينما كانت رينا تعتني بآستل، كان زملاؤها المقربون يتناوبون في رعاية بونيتا. عرفت بونيتا، التي كانت تُعهد أحياناً إلى الفرسان، ما كانت رينا مشغولة بفعله.
“بوني … … “
صحيح أن آستل كانت انسة شابة ثمينة، لكن الكلمات التي سبقتها جعلت رينا حزينة.
“ماذا تقصدين بـمختلفةً عنكِ؟”
“اه … … “
“انتِ طفلةٌ ثمينة بنفس القدر أيضاً.”
“حقاً؟”
“حسناً بفضل بوني، يمكن لماما الاستمرار في العيش.”
ترددت بونيتا عند كلام رينا واحتضنت والدتها بقوة دون أن تقول أي شيء. لقد كانت لمسة حذرة، ربما لأنها كانت قلقةً من احتمال سقوط فتات البسكويت.
“أريد أن أقابلها….”
“حقًا؟”
“نعم.”
في الواقع، أرادت رينا أيضاً أن تلتقي بونيتا بشخص في مثل عمرها.
وكان هذا صحيحاً بشكل خاص لأن بونيتا كانت تظل دائماً في مساكن خدم وقاعة تدريب الفرسان، و لا تلتقي الا البالغين الاكبر منها بكثير.
لحد فصل 10 على الواتباد: LENA_y158