please love me again - 2
“بسم الله الرحمن الرحيم”
—
‘داخل الغرفة’
*أريا تتجه ببطء نحو المرآة، تتأمل انعكاسها بعيون فضولية وحائرة.*
“هذه أنا… بأي عمر؟ يبدو أنني أصغر هنا”
*يطرق الباب فجأة، فتلتفت بخفة. بعد لحظات، تدخل وصيفتها الإمبراطورية، كلارا.*
(أميرة أريا، هل أنتِ مستيقظة؟)
*تبدو أريا مترددة للحظة، قبل أن تتنهد وتتحدث في سرها.*
أريا: “آه، هذا اليوم… يوم ذهاب رودريك للتدريب. لقد تم اختياره ليكون الإمبراطور المستقبلي، وكان يجب عليَّ توديعه.”
(نعم، أنا مستيقظة… لكنني أشعر أنني مريضة جدًا.)
*تسعل بخفة، بينما تتقدم كلارا نحوها بخطوات قلقة.*
(أميرتي! يجب أن ترتاحي. لا يمكنك الوقوف هكذا. تعالي معي)
*تمسك بيدها وتوجهها بلطف إلى السرير.*
(لا يمكنني توديعه، كلارا… أخشى أن أصيبه بالعدوى، فلا يستطيع إكمال تدريبه بشكل كامل.)
*تنظر كلارا اليها وتنطق*
(لا تقلقي، يا أميرة. يمكن للأميرة ساندرين أن تودعه بدلاً منك)
*ترد الاخرى بصوت يحمل أثر الدهشة، وكأن الكلام قد فاجأها بخروجه عن المألوف*
(حقًا؟)
*تبتسم بخفة*
“هذا جيد جدًا”
*تتحرك شفاه كلارا ببطء لتهمس بكلماتها نحوها*
(سأطلب من الخدم إحضار الفطور مع بعض الدواء العشبي)
(حسنًا، كلارا)
*تغادر كلارا الغرفة، بينما تجلس أريا على السرير، تفكر بعمق*
(رودريك سيغادر هذا المساء ولن يعود إلا بعد تسع سنوات. بعد ذلك، سينتظر حفل زفافنا، الذي لن يحدث حتى يتوج إمبراطورًا. هذا يعني أن عمري الآن خمسة عشر عامًا. حسنًا… هذا جيد. لدي الفرصة لتغيير مصيري)
—
*تتجه أريا إلى الحمام، تفتح صنبور الماء الدافئ، وترش بعضه على وجهها ويديها*
“كم هو مريح وجود ماء ساخن.”
*يصلها صوت كلارا من الغرفة.*
(أميرة! أين أنتِ؟)
*ترد عليها آريا بصوت متوسط*
(أنا هنا)
*تخرج من الحمام، وتجفف وجهها بخفة*
(ما الذي كنتِ تفعلينه؟ يجب عليكِ الراحة)
(شعرت أنني ساخنة، فغسلت وجهي بالماء.)
(تعالي واجلسي. لا يجب أن تجهدي نفسكِ)
(حسنًا، كلارا)
*تجلس أريا بهدوء، بينما تراقب كلارا وهي تحضر الغرفة*
“لم تذكر رودريك… هذا جيد. الأمور تسير كما كانت من قبل.”
*يُسمع طرق على الباب، فيكسر الصمت*
-أميرة أريا، ولي العهد رودريك هنا ويريد مقابلتك.
*تتجمد أريا في مكانها*
(ماذا؟! هذا غير مقبول! إنه يخالف القواعد الإمبراطورية. لا يجب أن يأتي دون إرسال برقية مسبقًا. لن أقابله!)
(ولكن، أنستي… إنه ولي العهد.)
(وما معنى ذلك؟ هل يعني أن له الحق في خرق القواعد؟ إنه ليس إمبراطورًا بعد!)
(أميرتي…)
(أخبريه أنني لن أقابله!)
-كما تأمرين، أميرة أريا.
*تتنهد أريا بضيق*
“من يظن نفسه، هذا الغبي؟”
—
*في باحة القصر الإمبراطوري*
*يقف رودريك متوترًا، ينظر إلى ساندرين*
*يتكلم رودريك بحده طفيفة، يعكس صوته انزعاجه*
(إنها لم تأتِ… ولم تقبل رؤيتي)
*تجيبه بأبتسامة مطمئنة، وكلماتها تنساب لتثبت السكينة في نفسه*
(لا تقلق، أخي. إنها فقط مريضة وتخشى عليك)
(رُبما…)
“لكن هناك شيء غريب. لماذا تتصرف هكذا؟ كانت مطيعة تمامًا من قبل.”
—
*تسمع أريا صوتًا مألوفًا يناديها*
(أين أختي!)
*تبتسم آريا بفرح*
(سيزار!)
*تندفع نحوه وتحتضنه بشدة، مما يفاجئه*
(أختي… ما الذي يحدث؟ سمعت أنك مريضة)
(لا تتركني مجددًا، سيزار…)
*يتحدث سيزار بنبره قلق طفيفه*
(اهدئي، لن أترككِ. أخبريني، ما الأمر؟)
*يجعلها تجلس بلطف على الأريكة، وينظر إليها بجدية*
(ما الذي حصل؟)
(لا أريد رودريك. لا أريد الزواج منه أو أن أكون خطيبته. لا يهمني منصبي كولية عهد. أريد فقط أن أعيش كابنة عائلة فينس)
*تخفض رأسها*
“أنا آسفة، سيزار، لأنني أستغلك لمصالحي، لكنك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه.”
*ينظر سيزار لحاله اخته ويشتغل غضب في قلبه*
(حسنًا، سأحدث والدي)
(شكرًا لك. أنت الوحيد الذي يفهمني)
*تقترب منه لتعانقه*
(أنا دائمًا بجانبكِ، أريا)
—
*يجلس الجميع حول الطاولة، وصمت ثقيل يسيطر على المكان*
(أبي، أمي، لدي ما أريد قوله)
(تفضل، بني)
(ألا تعتقد يا أبي أن زواج أريا من عائلة اوريليا سيدمرها؟)
(سيزار! لقد تحدثنا بهذا الموضوع سابقًا. لماذا تفتح النقاش الآن أمام أختك؟)
(لأنني أريد أن أفهم! لماذا تريد لابنتك زواجًا بائسًا بينما تعيش أنت وزوجتك زواجًا سعيدًا؟)
(سيزار!)
(إن كنت تقبل أن تُهان ابنتك، فأنا لن أقبل ذلك على اختي!)
(إن لم تصمت الآن، سأجردك من كل شيء!)
(افعلها! ولكن أريا لن تتزوج، ولن أسمح بذلك)
(أريا، ألم تقولي أنك سعيدة مع رودريك؟ ألستم أصدقاء منذ الطفولة؟)
*تنظر آريا الى والدها وتتحدث بخوف طفيف*
(أنا… لا أريده. أنتم من أجبرني عليه)
*ينهض سيزار بغضب، يمسك بيدها، ويخرج بها من الغرفة*
—