Picked Up a Beast, Turns Out He’s an Emperor - 1
هطلت أمطار أواخر الخريف بلا انقطاع على الجبال العميقة.
سرعان ما ملأ الظلام الفراغ الذي خلفته الشمس الغاربة. وتسلقت شخصية صغيرة ضعيفة الجبل شديد الانحدار وغير المميز مثل سنجاب رشيق.
“واو، واو….”
تشابكت ساقاها وهي تركض بسرعة على طول الطريق الموحل. لوحت بذراعيها لاستعادة توازنها، لكن،
“آآآآه، أوه…!”
في النهاية، انزلقت وسقطت في بركة الماء.
وقفت الفتاة وهي عابسة من الألم، وربتت على خصرها ووركيها بقبضتيها. كانت ملابسها مبللة ومتسخة، في حالة من الفوضى الكاملة.
كانت أكمامها وحاشية تنورتها ممزقة في عدة أماكن.
“الحمد لله أنني لم أكسر زجاجة الدواء.”
تنهدت بارتياح وهي تحتضن زجاجة صغيرة على صدرها. انبعثت أنفاسها البيضاء في الهواء البارد وهي تمسح المطر عن عينيها وتواصل تسلق الجبل.
وبعد فترة، اطلت الغابة الكثيفة على جرف به شلال. خطت أرابيل وهي تلهث على الصخور الزلقة وبدأت تقفز من حجر إلى حجر عبر النهر. ووصلت إلى الشلال ورأت مدخل كهف مغطى بالطحالب.
فتحت أرابيل الستائر المغطاة بالطحالب ودخلت الكهف. أضاء ضوء النار الخافت الكهف. رأت كومة من الأوراق والأغصان متراكمة عالية بجانب النار.
كانت كومة الأوراق تتحرك لأعلى ولأسفل ببطء. كانت عيون حمراء حادة تلمع من خلال الأوراق، تتبع حركات أرابيل.
تحدثت إلى كومة الأوراق الطويلة بصوت لطيف وواضح لا يتناسب مع صوت الكهف المظلم الرطب.
“آسفة، هل انتظرت طويلاً؟ لحظة واحدة فقط، سأقوم بتدفئتك.”
قبل أن تنتهي من حديثها، جلست القرفصاء بجوار النار وأخرجت زجاجة صغيرة من جيبها الداخلي. كانت زجاجة زجاجية، بالكاد بحجم إصبعيها.
صبت السائل الصافي على الجمر المحترق، وسرعان ما عادت النار إلى الحياة.
انتشر الدفء بسرعة، مما أدى إلى تدفئه جسدها البارد. استرخى كتفي أرابيل المتوترين.
كانت عينا الوحش الحذرتان تراقبان الفتاة وهي تقترب، ثم أزالت بعناية الأوراق التي تغطي المخلوق الضخم.
تساقطت الأوراق حول الوحش، فظهر نمر أسود ضخم. ورغم إصابته ووقوعه بلا حراك، إلا أنه كان ينضح بحضور ساحق.
“غرررر….”
أطلق النمر زئيرًا مهددًا بأنيابه الكبيرة.
“لا بد أنك جائع. أنا آسفه لأن هذا كل ما لدي.”
فتحت آرابيل مئزرها، فكشفت عن التوت البري، ووضعته على الأوراق أمام النمر.
“فكرت في إحضار لحم الضأن المملح من المطبخ، لكن معلمتي قالت إن الطعام المتبل من قبل البشر قد يكون ضارًا للحيوانات البرية المصابة. التوت البري أفضل.”
لم يبدو أن النمر لديه القوة لفتح فمه. امتلأت عينا أرابيل بالشفقة وهي تراقب الوحش.
قررت أن تأخذ حفنة من التوت وتملأ خديها به. كان التوت الذي لم ينته موسمه حامضًا وذو مذاق حامض، لكنها مضغته بقوة.
بصقت العصير الأرجواني في يدها، ومن دون تردد، دفعت يدها في فم الوحش.
“غررر….”
ابتلع النمر العصير، ولسانه الخشن يلعق يدها.
“حسنًا، حسنًا، اترك يدي.”
ربتت على أذن النمر لتهدئته.
وبعد تكرار ذلك عدة مرات، ترك النمر يدها أخيرًا. اختفى كل التوت، وتلطخت شفتا أرابيل باللون الأرجواني.
ورغم أن النمر تخلص إلى حد ما من العطش، إلا أن السم انتشر في جسده بسرعة، فارتجف من الألم.
أخرجت أرابيل بسرعة زجاجة الدواء من صدرها، ثم صبت السائل الأصفر السميك بعناية على جرح النمر.
“يستخدم والدي هذا لعلاج الحيوانات البرية المصابة، لكنه لم يعالج حيوانًا كبيرًا مثلك من قبل…”
لامس السائل الجرح، مما أدى إلى ظهور دخان ورائحة حادة.
“غررر…”
صدى هدير الوحش المؤلم في الكهف.
“يجب أن يكون الدواء فعالاً الآن.”
ارتجف صوت أرابيل وهي تراقب الجرح، وامتلأت عيناها الكبيرتان اللطيفتان بالدموع.
لم يلتئم الجرح بل نزف بغزارة، وتجمع الدم تحت بطن النمر.
“أنا آسفه… أعتقد أنني جعلت الأمر أسوأ.”
تدفقت الدموع على خديها المخدوشين.
“لو كنت أمتلك قوى الشفاء التي تمتلكها عائلتي، لكنت قد تمكنت من شفائك الآن.”
حاولت يداها الصغيرتان إيقاف النزيف، لكن دون جدوى. كان بإمكان والدها أو شقيقتها كاميل أو حتى شقيقها روكسي أن يعالجوا النمر.
“ينبغي لي أن أعود وأطلب المساعدة.”
لكنها جلست مرة أخرى، لأنهم سيقتلونها بمجرد رؤيتها.
كان النمر حيوانًا معلنًا للإمبراطورية. وكان لزامًا على الجميع الإبلاغ عنه أو قتله على الفور.
كان القبض على أحد هذه الحيوانات ان يجعل طبقة النبلاء من عامة الناس، في حين كان إطلاق سراحه يجلب عليه عقابًا شديدًا.
كانت النمور قد انقرضت في الإمبراطورية والقارة منذ مائة عام. لكن أرابيل واجهت واحدة منها هذا الصباح خلف ممتلكاتها.
عندما رأت أرابيل الوحش يقترب، ضمت عائلة الأرانب إلى صدرها. كانت تخطط لإطلاق سراحهم سراً، لكنها انتهت إلى مواجهة النمر بنفسها.
على عكس عينيه المخيفتين، تحرك الوحش ببطء وضعف. لاحظت أرابيل الرماح القصيرة المغروسة في بطنه.
أطلقت سراح الأرانب واقتربت من النمر، فكشف عن أنيابه لكنه سمح لها بسحب الرماح.
بمجرد إزالة الرماح، انهار النمر. فكرت أرابيل،
“إذا تركته، فسوف يُقتل أو يصبح فريسة.”
تذكرت الكهف خلف الشلال، فسحبت الوحش ودفعته إلى داخل الكهف.
“في هذا الصباح فقط، كان بإمكانك التحرك بمفردك.”
وضع الوحش رأسه على الأرض، وهو يرمش بعينيه بشكل ضعيف. أدركت أرابيل أنه لم يعد بوسعها أن تفعل شيئًا آخر.
عانقت جسد الوحش البارد، محاولةً أن تشاركه دفئها. همست،
“كل الحياة ثمينة، ولكن لماذا كل هذه القسوة… أنا آسفه لأنني لم أتمكن من مساعدتك.”
توقف قلب النمر، وسقطت دموعها على جرحه، وأهدرت أصوات المطر وفرقعة النار نومهما.
***
أيقظ زقزقة العصافير أرابيل، وتسلل ضوء الشمس عبر الطحالب، ودغدغ جفونها.
تلوت جسدها، لا تريد أن تترك الدفء. شعرت وكأنها محاصرة في حجر دافئ وناعم. كان الحجر صلبًا ولكنه مريح بشكل غريب.
وبينما كانت لا تزال نائمة، تمددت في مكانها ومرت يدها على السطح الدافئ، فاستكشفت أصابعها ملمسه الناعم والخشن.
بينما تحرك يدها إلى الأسفل، أمسكت يد طويلة بمعصمها بلطف.
“لا بأس إذا كنتِ ترغبي في لمسي، ولكن ألن يكون الأمر أفضل إذا كانت عيناك مفتوحتين؟ سوف تستمتعي بـهذا أكثر.”
سمعت صوت رجل غريب فوقها، فانفتحت عينا أرابيل بفزع.
التقت عيناها بمساحة شاسعة من الجلد البرونزي. نظرت إلى الأعلى لترى وجهًا وسيمًا بدا غير حقيقي.
أغمضت عينيها بإحكام، على أمل أن يكون حلمًا.
“لم ارى شخص يتظاهر بالنوم بهذه الطريقه.”
صوته، مع لمحة من الضحك، جعلها تدرك الحقيقة. كانت بين ذراعي رجل غريب. وكان عارياً.
كانت مذهولة للغاية بحيث لم تستطع التفكير، فحاولت التحرر من قبضة يده، لكن ذراعيه أمسكتها بقوة أكبر.
شعرت بجسده القوي، وعقلها أصبح فارغًا.
أصوات تنادي من خارج الكهف،
“…أرابيل…!”
“السيدة أرابيل!”
أصبحت الأصوات أقرب.
“النمر!”
انتبهت أرابيل ونظرت حول الكهف بحثًا عن الوحش المحتضر.
لقد نامت وهي تحمله، لكنها الآن بين أحضان رجل غريب.
التقت عيناها الكبيرتان بعينيه ذات اللون الأحمر الذهبي، وتلعثمت قائلة:
“…النمر…؟”