Our Tyrant Became Young - 15
────────────────────────
لم يكن بإمكاني مجاراة كيستيان، وكان ميلارد يواجه صعوبة في أن يفهمني، وكان هناك شخص آخر حيّرته هذه العلاقة التي كانت بيني وبين الكونفيشيوس.
لقد كان برسيليون.
“… هل قابلتِ كيستيان؟”
“نعم.”
“لماذا؟”
“… هذا شيء يثير فضولي أيضًا، ربما لأنني أعتبر أقرب مساعدة للأمير؟”
لقد قمت فقط بنصف أعمال البحث التي كان مخططًا لها في الحديقة، لكنني رغم ذلك عدت إلى القصر بشعور كبير من الفخر.
لقد التقى بيرسليون أيضًا اليوم بـكيستيان خلال النهار، لكن هذا الأخير قام بإلقاء التحية فقط وعاد أدراجه بعدها.
قلت لبيرسليون بينما كان ينظر كما لو أنه لا يستطيع فهم ما الذي يحصل.
“ألم يكن على رئيس العائلة أن يأتي بدلًا منه…؟”
لقد سمعت القليل عن الدوق آيدار من ميلارد، الذي قال لي أنهم ليس لديهم علاقة خاصة مع الأرشيدوقة ديبكي.
يقال بأن الدوق آيدار والأرشيدوقة كانا صديقان حميمان، لكنهما لم يكونا قريبين من بعضهما بشكل شخصي، وقال لي أن عائلة الدوق تابعة فقط للعائلة الإمبراطورية.
لقد كانت عائلة الدوق آيدار عائلة ذات تاريخ نظيف بشكل مدهش حقًا.
لقد كان الدوقات السابقين حلفاء دائمين للإمبراطور، واستمروا في دعمه من جيل إلى جيل، لكنهم لم يستخدموا قوتهم أبدًا ليسيطروا على برج السحرة.
لأنه حتى لو كانت لديهم مهارات ممتازة معترف بها من طرف البرج، إلا أنني أفترض أنهم لا يريدون أن يصبح أعداء مع الارشيدوقة ….
لأنه حاليًا، كان البرج كان في يد الأرشيدوقة ديبكي.
لقد كان البرج أكبر داعم لها وكانت تترأس سحرة البرج، ورغم أنه لدى الدوق آيدار علاقة وطيدة بالبرج التابع لها، إلا أنهم لم يكونوا عائلة تتأثر بسلطة الأرشيدوقة وتنصاع لها.
في الماضي، عندما اعتلى بيرسليون العرش، لم تكن هناك معارضة من طرفهم، ويقال بأنهم لا يحضرون لمجلس النبلاء غالبًا …
وفقًا لميلارد، فقد كانوا عائلة محايدة.
“سيكون من الجيد أن يصبح الدوق آيدار حليفاً لنا، لكن … منذ زمن بعيد، كان الكونفوشيوس يحاول التقرب مني دون أن أعرف ما كان يفكر فيه ولا حتى ما كانت نواياه.”
عبس برسيليون للحظة كما لو كان يتذكر الماضي. وفي ذلك الوقت تقريبًا، تذكرتُ القصة التي أخبرني بها كيستيان، وفجأة قلت:
“آه، لقد قال الكونفوشيوس بأنه قد التقى بسموك في البرج. والآن بعد أن أنجبت طفلًا، فقد قال أنه يرغب في مد يد المساعدة لك … في الواقع، ربما كان الكونفوشيوس يرغب في أن يكون صديقًا مقربًا لجلالتك منذ فترة طويلة. ألا تريد أن تنتهز هذه الفرصة لتكوين صداقات معه؟”
“كلام فارغ.”
“ربما هو يهدف إلى الحصول على منصب الأب الروحي لابنك…!”
“لا تكوني سخيفة.”
تحدث برسيليون بصوت أكثر برودة.
لقد اعتقدت أن ظرافة الأمير بيري كانت سببًا معقولًا في أن تستحوذ على قلب عائلة آيدار ….
بعد ذلك، أبلغت بيرسيليون عن تفاصيل المحادثة التي جمعتني مع كيستيان، لكن تعابيره أصبحت أكثر غموضًا فقط.
هو لم يسبق له أن تحدث مع كيستيان في البرج، لكنني قررت التظاهر بأنني لا أعرف لماذا كان الكونفوشيوس يحاول أن يتقرب منه.
“حسنًا، الآن ببطء … لقد تم تمرير الخلافة من الإمبراطور إليك، ولذا فقد يكون أتى أيضًا لرؤية التغييرات التي حصلت في القلعة الإمبراطورية والإطمئنان على أمور الدولة. محاولة الاقتراب منك على الأرجح أمر طبيعي.”
عندها سألني برسيليون بينما كنت أهز رأسي.
“ألم يسألك أي أسئلة أخرى مشبوهة؟”
“لا ، لقد تبادلنا التحيات فقط.”
كنت قد سمعت من كيستيان أن بيرسليون كان يتجاهله في البرج خلال محادثتتا، لكنني التزمت الصمت تجاه هذا الموضوع.
عندها صرف بيرسليون انتباهه عني عندما بدا له أنه لم يحدث شيء آخر بيننا.
بعد ذلك، تثاءب بيرسليون بعمق.
لقد حاول التظاهر بأنه يتمتع بصحة جيدة قدر الإمكان، ولكن في الواقع، كطفل في الرابعة من عمره، فقد كان عليه أن يأخذ قيلولة كل يوم، لأنه كان يستيقظ في الصباح الباكر.
وكان برسيليون يتشارك معي غرفة نومه في الآونة الأخيرة.
بعد الإنفجار الذي حصل في حفل الترحيب، نمنا معًا في غرفة واحدة، وحتى بعد ذلك، في أحلامي فقط، أقنعت نفسي أنه قد فتح لي قلبه بشكل طبيعي ولهذا كان يبقيني قريبة منه…
لكن الحقيقة هي أنه لم يكن لديه خيار آخر سوى إبقائي بجانبه إلى حين تجهيز الحرس بشكل صحيح.
كانت غرفة نوم الأمير محروسة فقط من طرف ميلارد، ولذلك كانت تلك الحقيقة صحيحة تمامًا إلى حد ما، والآن بعد أن اكتمل تجنيد الحراس، أصبح علي الانتقال إلى الغرفة المجاورة ابتداء من الغد.
ولذلك استقبلت الليلة بمزاج حزين للغاية.
من الآن فصاعدًا، لن أستطيع النوم مع الطفل الظريف…!
بالطبع، وبشكل غريب، دائمًا ما كنت أنام أولاً وأستيقظ متأخراً!
ولهذا، كان بيرسليون يتنهد من وقت لآخر عند رؤيته لي أستيقظ من نومي العميق في وقت متأخر من النهار، لكن رغم ذلك ما زال انتقالي من الغرفة بمثابة خيبة أمل.
لقد أحببت حقًا صوت أزيز الطفل الفريد الذي كنت أسمعه عندما أستيقظ من وقت لآخر خلال الليل.
وبطريقة ما، شعرت وكأنني كنت أرى المظهر الغير متكلف والطبيعي لـبيرسليون في ذلك الوقت، ولهذا السبب أصبح قلبي مرتبكًا بشكل غريب.
من ناحية، كان من المحزن رؤيته يرتاح أخيرًا من أعبائه فقط عندما يكون نائمًا، لأنه عادةً ما يكون حادًا وحازمًا.
ومع ذلك، كان برسليون يتثاءب كثيرًا اليوم، ربما لأنه كان متعبًا جدًا.
إذا استمريت في التأخر هكذا دون أن أذهب إلى جانبه، فإن حفيف شعري سوف يزعج نومه، لذلك توجهت بسرعة إلى جانب السرير ثم تحدثت عن ذكرى تبادرت إلى ذهني فجأة وقلت:
“آه، لقد أعطاني الكونفوشيوس كيستيان باقة من الزهور.”
” … ماذا؟”
“لقد كنت محرجة جدًا عندما قدمها لي ولذلك استبدلها بزهرة واحدة، لكنها كانت مخيبة للآمال بعض الشيء، ولذلك أعطيتها إلى السيد ميلارد. لقد تم صنعها بواسطة السحر، لهذا كنت أتساءل عما إذا كانت ستختفي بعد مدة من الزمن أم … “
عند سماعه كلامي، تغيرت تعابير وجه برسيليون بشكل كبير.
نظر إليّ بوجه غير مصدق للحظة، ثم حاول أن يمسح وجهه بكف يده الصغيرة.
بالكاد قاومت السلوك الظريف، الذي بدا وكأنه قطة تمسح وجهها بقوائمها، والذي كاد يجعلني أضحك تقريبًا.
بينما كنت مبتسمة عندما أغلق عينيه، سألني بيرسليون بعد مسحه لوجهه عدة مرات، مما جعلني أتظاهر بعدم الإبتسام عندما أنزل يده مرة أخرى ونظر إلي.
“ربما… هل قام الدوق آيدار بالإعتراف بحبه لك؟”
“عفوًا؟!”
“انسي الأمر.”
هدأ برسيليون عندما شعرت بالدهشة.
لكنني في الحقيقة فوجئت بسؤاله لسبب آخر.
لماذا يطرح بيرسليون مثل هذا السؤال؟
ألا يعلم أن كيستيان يحب سيريل؟
هناك العديد من الفصول التي تلتقي فيها سيريل و كيستيان بشكل منفرد في الرواية، لكن كان من الصعب اعتبار اللقاء بين أبناء الدوقات على أنه قصة حب.
علاوة على ذلك، فإن كيستيان لم يكن يعتبر كشرير في القصة. ولم يكشف كذلك عن لقاءاته مع سيريل، كما هو الحال مع سيريل التي لم تكشف ذلك أيضًا لعائلة الدوق، ولذلك لم تكن عائلتها تحب رئيس الأسرة التالي …
بعدها قام الدوق آيدار بالإعتراف بحبه بشكل متأخر لسيريل وحاول إقناعها بالبقاء معه.
وعلى الرغم من أن بيرسليون و سيريل كانا يجتمعان بشكل منفرد أيضًا، إلا أنها لم تكن تتحدث عن الرجال الآخرين الذين كانت تلتقي بهم عندما تقابله.
وغالبًا ما كان يُجرى الإثنان محادثات عادية مثل أصدقاء الطفولة.
بطريقة ما أحسست أن علاقتهما كانت معقدة، ولذلك أغلقت فمي بهدوء.
إذا أخبرت بيرسليون أن كيستيان يحب سيريل بشكل اعتباطي، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور من أجل لا شيء.
ومع ذلك، غادرت سيريل في مهمة إلى المملكة المجاورة وكانت وحيدة، وفي هذه الأثناء، كان الامبراطور حزينًا بسبب لعنه …
يبدو أن الإضطراب الذي كان في قلبي بدأ يزداد سوءًا بسبب حالة بيرسليون الحزينة، لذلك شدّدت قبضتي في الهواء وصرخت.
“لقد قلت أنه من الجيد أن تصبح عائلة آيدار حلفاء لنا، لذا في المرة القادمة التي سوف التقي فيها بالكونفوشيوس، هل يمكنني أن أتعرف عليه أكثر؟!”
“… من الأفضل أن لا تفعلي اي شيء.”
“أنا جيدة في تكوين صداقات بمفردي.”
نظر إليّ بيرسيليون بصمت للحظة، بينما كنت أظهر ثقة قوية في عيناي.
جلس الإمبراطور وظهره على وسادة بيضاء نقية ونظر إليّ بهدوء، وبعد صمت طويل غريب ملأ الغرفة بعد أن قلت أنني أريد أن أصادق كيستيان ….
نقر بيرسليون على كتفي وسألني.
“هل من الممكن أنك وقعت في حب كيستيان؟”
“عفوًا؟!”
“لماذا تجيبين دائمًا بسرعة وتقولين عفوًا فقط؟”
هز برسيليون، الذي ربما أساء فهم الوضع، رأسه في خيبة أمل كما لو أنه ندم على طرح السؤال.
على ما يبدو، كان كيستيان شخصًا وسيمًا وحسن المظهر من الناحية الموضوعية، لذلك كان قلقًا من أنني ربما أكون قد وقعت في حبه.
لكنني لم أفعل، بالطبع أعطيته درجة جيدة جدًا لمظهره، لكنني لم أقع في غرامه على الفور بمجرد النظر إلى وجهه.
أنا أحب الوجوه الوسيمة، وليس الشخص نفسه.
هناك فرق كبير جدًا.
لذلك قلت مره اخرى ..
انزلقتُ تحت البطانية وقلت بلا مبالاة:
“أنا أحب جلالتك.”
ولأن السرير كان عريضًا جدًا بالنسبة لبيرسليون، فقد كانت هناك فجوة كبيرة بيني وبينه بحيث يمكن لشخصين آخرين الاستلقاء بيننا.
لذلك، بعد أن اتخذت وضعية نوم مريحة، أدرت رأسي لأنظر إلى بيرسليون، لكنني وجدته ينظر إلي بطريقة ما بتعبير غريب للغاية.
يبدو أنه فوجئ لأن نبرتي كانت هادئة لدرجة أنني بدوت وكأنني أقول حقيقة بديهية معروفة لدى الجميع.
بعدها سألني بيرسليون بتوتر أكبر، كما لو كان يحاول أن يكتشف ما إذا كنت أمزح مرة أخرى أو لا.
” … لماذا؟”
“لأنك ظريف”.
“اغربي عن وجهي.”
ثم تلقيتُ رد فعل بارد في لحظة.
رفعتُ الجزء العلوي من جسدي كما لو كانت تصرفاته غير عادلة، وأكّدت على أن المشاعر الناتجة عن الظرافة تكون أكبر من تلك الناتجة عن المودة.
“ألم أقلها سابقًا! الظرافة هي أقوى سلاح. في اللحظة التي يبدو فيها شخص ما ظريفًا، فسوف تحاصر في باب دَوّار بلا مخرج وستقع في حبه على الفور!”
“ألا تريدين أن تغلقي فمك؟ …”
ضغط برسيليون على جبهته ومسح حاجبيه بوجه متعب.
كان لديه تعبير نادم لأنه سألني شيئًا.
لكن كي أكون صادقة، أحسستُ أنه بدا ظريفًا للغاية عندما وضع يده الصغيرة على وجهه.
كانت أصابع كيستيان التي رأيتها خلال النهار طويلة وتبدو وكأنها أصابع عارض أزياء، لكن يدي برسيليون كانت ظريفة للغاية وسمينة، مثل أوراق القيقب.
كما أقول دائمًا فبيرسليون هو “المفضل” لدي.
لقد كانت كلماتي التي قلتها عن أنني “أحبه” لا ترتبط بأي شكل بشعور جنسي لمرأة تجاه رجل، بل كانت تعبيرًا عن إعجابي به وعن معزّته في قلبي، لكن بيرسليون لم يستطع فهم تلك المشاعر على الإطلاق.
“لم يسبق لي أن كنت لطيفًا معك أبدًا.”
“أنت محق.”
“…..”
عندما أكدت كلامه، رفع بيرسليون بصره ونظر إلي.
في الواقع، لقد كنت مع بيرسليون منذ فترة من الزمن، وكانت أكثر كلمات سمعتها خلال هذه الفترة هي عبارة “اغربي عن وجهي!” أو تهديده لي بقطع رقبتي.
لكن مع ذلك، أحببت بيرسليون.
في المقام الأول، كان هو المفضل لدي مع سيريل في الرواية، وعلى الرغم من أنه كان مخيفًا عندما يهددني في كثير من الأحيان بتهديدات دموية، إلا أنني لم أكن أعتقد أنه سيقتلني بالفعل.
بدلاً من ذلك، بدا الأمر وكأنه يرسم خطاً باردًا بيني وبينه كي لا أتجاوز حدودي.
وكل ذلك بسبب عدم ثقته في البشر المتجذرة في داخله وعدم رغبته في تقريب الناس منه.
لقد تساءلت عما إذا كان لتصرفاته أي علاقة بماضيه.
“الأمر فقط هو أنني أحب جلالتك دون سبب.”
“لا يبدو أن مشاعرك صحية بأن تحبي شخصًا يهددك دائما بإنهاء حياتك.”
“لا تجعلني أبدو غريبة أطوار.”
“ألستِ غريبة أطوار بالنظر إلى أفعالك السابقة؟”
سواء كنت أفكر في أفعالي أم لا، غطى برسيليون جسده بالبطانية كما لو أنه لا يريد التحدث أكثر بعد الآن.
حتى أنه أدار ظهره لي، ورغم أنني نظرت إليه بشكل مثير للشفقة، إلا أنه لم يلتفت إلي مرة أخرى.
ومع ذلك، بينما كنت على وشك العودة إلى اللحاف مرة أخرى، غمغم برسيليون قليلاً.
“لا يوجد شيء في العالم بدون سبب.”
كانت كلماته خافتة.
أردت أن أتجادل معه أكثر، لكنني لم أستطع أن أخبره بصدق لماذا أحبه.
هناك أناس في العالم يكرهونه بدون سبب، لذلك ربما هناك أشخاص يحبونه بلا سبب، أليس كذلك؟
سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء …
بينما كنت أفكر وأنا أنظر إلى ظهره، لم أتمكن من العثور على أي كلمات لأقولها لبيرسليون، لذلك أبقيت فمي مغلقًا.
حسنًا، لقد قتل عائلته وليس لديه أصدقاء ….
وسيريل، التي كانت الوحيدة التي فتح قلبه لها، تركته وحيدًا هكذا عندما غادرت إلى مكان آخر، لذلك سيكون منزعجًا إذا ذكرتها.
فكرت للحظة ثم ابتسمت وقلت:
“في الواقع، تقول نبوءتي أن أحب جلالتك. هل تعتبر هذا سببا مقنعًا؟”
“……”
لم تكن هناك إجابة أخرى.
لقد تظاهر بيرسليون أنه نائم بصمت، لكن في الحقيقة، كنت أعرف أنه لا ينام قبلي حتى لو ذهب إلى الفراش أولا.
لذلك أغمضت عيني، وقررت أنه سيكون من المفيد عدم الثرثرة أكثر، لأن كل ما سأقوله سيكون مجرد هراء.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────