Our Tyrant Became Young - 14
─────────────────────────
نظرتُ إلى كيستيان بشكل جديد وأنا متفاجئة، وكانت عيناي على وشك أن تصبغتا بالدهشة مرة أخرى أمامه، لذلك تحكمت بتعابير وجهي على عجل وغيرتُ الموضوع.
“آه، هل أنت صديق طفولة جلالة الإمبراطور …؟”
“هاها، كان ذلك ليكون شرفًا لي، لكن للأسف لم تكن علاقتنا جيدة للغاية. في الواقع، لقد حاولت الإقتراب منه عدة مرات، لكن تم تجاهلي في معظمهم.”
“هكذا إذن.”
منذ زمن بعيد، كان يحاول أن يكون صديق طفولة الإمبراطور فقط.
عندما نظرت إلى كيستيان بعيون بائسة، تحدث عندها بتعبير أكثر كآبة.
“ربما كان جلالته دائمًا عبقريًا، لذلك قد لا يرغب في التعامل مع العاديين مثلي.”
“بالطبع لا. الأمر ليس كذلك، ولكن في في المقام الأول ، إن شخصيته منعزلة.”
“شخصيته … ؟”
“هاهاها، إنه شخص يحب العزلة.”
ضحكتُ بشكل محرج، لذلك ضحك كيستيان أيضًا.
وعلى عكس ميلارد، فقد كان لدى هذا الشخص ضحكة جيدة حقًا …
وبعد أن فكر في الأمر، أمال رأسه وقال:
“يبدو أن الآنسة ليفي تعرف جلالته جيدًا. مما سمعته من قبل، فقد قابلت المتنبئة ليفي جلالة الإمبراطور لفترة قصيرة فقط عندما أحضرت الأمير بيري إلى القصر الإمبراطوري وأعلنت وفاة والدته.”
ابتسم كيستيان ابتسامة عريضة، قائلاً بأنه كان يعتقد أنها المرة الوحيدة التي التقيت فيها بالإمبراطور.
لقد كان سؤالا محرجًا للغاية، لكني أجبت بهدوء دون أن أبدي أي مفاجأة على الإطلاق.
“لقد التقيت به لبضعة أيام فقط، لكنني كثيراً ما كنت أسمع قصصًا قديمة عنه من والدة سمو الأمير”.
“لقد فهمت.”
عند سماعه لجوابي، والذي كان دون أي ذرة من ردود الفعل، أومأ كيستيان برأسه بينما يوافق كلامي.
وبعد رؤية رد الفعل هذه، شعرت بالارتياح في قلبي.
لكن ماذا يحدث؟
من الواضح أنه كان يبتسم، لكن لماذا أحسست بالتوتر بشكل غريب.
هل هذا بسبب تحيزي الذي نتج عن قراءتي للرواية التي ذكر فيها أن ابتسامته كانت تبدو رخيصة؟
لأكون صريحة، كيستيان الذي كان في الرواية كان شخصية لم أحبها أبدًا، لكن وجه كيستيان الذي قابلته اليوم كان وجهًا فاق كل توقعاتي ومشاعر الكراهية السابقة التي كنت أحملها تجاهه، لذلك اختفت كل مشاعري السابقة السلبية التي كنت أشعر بها قبل لقائه.
فجأة، بدأ كيستيان يروي لي قصة لقائه ببيرسليون في البرج.
لقد حاول أن يتقرب منه ويلقي عليه التحية لكن الإمبراطور تجاهله في معظم الأوقات، وتكلم أيضًا عن قصة اللقاء ببيرسليون صدفة في المكتبة، ثم عن أنه كان يحمل كتابًا، وأنه قد نظر إليه فقط ثم غادر دون أن ينبس ببنت شفة، وأنه أحيانا كان يقترح عليه مرافقته إلى المكتبة ولكنه يتجاهل ذلك ويذهب في حال سبيله… إلخ.
… إذا كان هذا هو الحال، فلماذا تخبرني عن ذلك ؟!
أليس هذا ماضٍ حزين ومهين للغاية؟
لا بد من أنه كان الطفل الوحيد للدوق في ذلك الوقت، لكن تم تجاهله تمامًا!
“هكذا اذن … “
هل أقوم بهذا بدافع الذنب؟
لقد كنتُ أضع سراً مسافة بيني وبين كيستيان، لكن في الواقع، تمت معاملته ببرود من قبل سيريل و بيرسليون.
هل كنتَ الشخص الذي تم إهماله من طرفهم؟
فجأة تغير وجهي إلى وجه حزين، وأومأت برأسي واستمعت إلى قصة كيستيان، رغم أنني في الواقع، تجاهلت تفاصيل القصة عدة مرات…
بعدها أخيرًا ابتسم بهدوء.
“جلالته كان دائمًا ما يريد أن يكون بمفرده. لقد كان يكره أن يقترب منه شخص ما، وكان على الأرجح يسمح للآخرين دائمًا بالرحيل. جلالة الإمبراطور الذي كان على هذا النحو، وجد فجأة عشيقة، وفي هذه الأثناء قيل أنه لديه أطفال منها حتى … “
تصرفات كيستيان، التي بدت متفاجئة حقًا من الشائعات، جعلت النبلاء مصابين بالصدمة من ظهور الأمير بيري.
في تلك اللحظة فهمت بشكل غامض سبب رغبة كيستيان في رؤيتي.
بصفتي وصية أمر ابن “بيرسليون” ذاك الذي كان يعرفه، فقد كنت شخصًا يستحق إثارة فضوله.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن برسيليون أصبح يدعى الآن بعاشق نهاية القرن الولهان، والذي حزن على وفاة عشيقته ونقل كل سلطته كإمبراطور إلى ابنه وذهب ليرثي موتها ويبكي على قبرها.
وعلى وجه الخصوص، إذا كنت شخصًا من طفولة بيرسليون، فسوف تحاول الاقتراب من ….
لحظة…. مرحلة الطفولة؟
“امم … بأي حال من الأحوال، كم كان طول جلالة الإمبراطور في سن الرابعة عشر؟”
“عفوًا؟ حسنًا، أعتقد أنه ربما كان في نفس طول الآنسة ليفي.”
هاه؟
لكن هذا كان جيدًا على أي حال، لقد كان هناك فرق أكثر من 10 سنوات بين مظهر بيرسليون البالغ من العمر أربع سنوات الآن ومظهره عندما رآه كيستيان.
هذا جيد، لأنني كنت قلقة من أن يلاحظ الكونفوشيوس أمر الأمير بيري.
لقد كان هناك فرق كبير في الطول، وعلينا فقط أن نجادل في أنها علاقة أبوية ولذلك فالأمير بيري يشبه الإمبراطور كثيرًا، إذن ستكون الأمور على ما يرام.
“في ذلك الوقت، عندما غادرت البرج، كان الإمبراطور طويلًا جدًا، لذلك اعتقدت أنه لا بد من أن يكون قد نشأ على غرار ما أنا عليه اليوم وسيكون في نفس طولي الآن. لكن عندما التقيته، فوجئت من أنه كان أطول مني.”
“آه؟ حقًا؟”
“هل سبق أن رأيتي جلالة الإمبراطور مباشرة من قبل؟”
“عفوًا؟ آه، ليس حقًا.. لكنني عندما سمعت أنه أطول منك كنت متفاجئة.”
لم أشاهد أبدًا شكل بيرسليون البالغ من قبل، لذلك واجهت صعوبة في تخيله.
لكن بنفس ارتفاع كيستيان؟!!
في لمحة، أستطيع أن أقول أن طول كيستيان كان أكثر من 180 سم.
أما برسيليون الحالي فقد كان يبدو مثل النقانق الصغيرة والقصيرة!
أعتقد أنك مررت بمرحلة نمو رائعة حقًا.
هل أكلتَ جيدًا بعد دخولك البرج؟
بينما كنت أفكر في هذا وذاك، ابتسم كيستيان وسألني عما كنت أفكر فيه.
ودون وعي، كدت أن أسأله عما إذا كان يعرف ما هي الوجبات الخفيفة التي كان يتناولها بيرسيليون في البرج، لكنني عضضتُ شفتي وأطبقتُ فمي لأني اعتقدت أنني إذا سألته عن هذا أيضًا، فسأبدو مثل متحرشة مهووسة بالإمبراطور.
لقد كان وجه كيستيان يكسر بمهارة حدود الناس معه ويجعلهم ينفتحون له بسهولة.
يبدو الأمر كما لو أننا كننا ننظر الى بعضنا البعض لمدة طويلة، لذلك حاولت فهم الوضع بشكل صحيح قبل أن أقول اي كلمة.
“بالمناسبة، لقد قدمت لمقابلة جلالة الأمير. لكن يبدو وكأنه قد تأخر الوقت، لا أعرف ما إذا كان ينبغي أن أذهب إلى القصر الرئيسي الآن او إذا بإمكاننا أن …”
“اليوم، لسبب خاص، علي أن أعود مبكرًا إلى القصر الإمبراطوري.”
استطعت بالكاد منع سؤاله عما إذا كان بإمكاننا الخروج معًا وتساءلت عما إذا سمعي الآخرون أصرخ باندفاع.
عندما وقفت ساكنة بينما كانت يدي تغطي فمي، أصبحت عيون ميلارد أكثر خطورة من الخلف، لكنني كنتُ في موقف جدي للغاية، لذلك لم أستطع تهدئة قلقه.
“لا بد من أن يكون لدى الآنسة ليفي جدول زمني لهذا اليوم، لكنني طلبت فجأة أن نخرج معًا، فهل يجب أن أتراجع لهذا اليوم؟”
في هذه الأثناء، أغلق كيستيان عينيه وابتسم بشكل جميل، ثم فجأة خرجت باقة من الزهور من بين ذراعيه.
لقد كان من الجميل جدًا رؤية الأزهار الزرقاء تتفتح بالكامل، والرائحة المنعشة جعلتني أشعر بالرضا في لحظة.
يبدو أنه استدعى باقة من الزهور بالسحر، وبينما كنتُ أنظر إليها بذهول، سلّمها لي كيستيان.
لقد كانت باقة كبيرة جدًا لدرجة أنه كان لا بد لي من إمساكها بكلتا ذراعي.
لكنني لم أقبلها بسهولة.
بالطبع، كان كيستيان الذي يقف أمامي مع باقة من الزهور الجميلة رائعًا حقًا، وكذلك كان وجهًا لا يمكنني ان أحدد فيه من الزهرة بينهما …
الباقة أم هو ….
” … هل هذه لي؟”
“نعم. لا أقصد فقط أن أطلب منك رعاية الأمير يا آنسة ليفي، ولكن…”
هب نسيم أوائل الخريف البارد وانتقل بيننا.
اهتز شعر كيستيان الأزرق الداكن، واصطدمت باقة الكوبية التي كانت بين ذراعيه مع بعضها البعض عندما لامسهما النسيم العليل، مما أدى إلى انتشار رائحة الزهور مرة أخرى في الهواء.
في موقف بدا فيه كل شيء في تلك اللحظة وكأنه لوحة فنية، تحدث كيستيان بصوت ودود.
“أريد أن أبدو بمظهر جيد أمام الآنسة ليفي أيضًا.”
رمشت بعيناي مرة، مرتين، ثلاث مرات ببطء شديد.
لا بد أن الأمر كان يبدو وكأنه موقف مثير للحماسة للغاية، لكن قلبي شعر ببرودة لا نهائية.
على أي حال، عندما قابلت كيستيان لأول مرة منذ برهة، كان قلبي يخفق بسرعة أكبر عندما شعرت بالإثارة لمقابلة شخصية أخرى في الرواية وبسبب مفاجأة مظهره الوسيم الذي لم أتوقعه.
لكن سبب ردة فعلي هذه هو ….
‘الباقات مرهقة قليلاً في التعامل ولا أستطيع قبولها بسهولة.’
الأشخاص الوسيمون يكونون ودودين ومحتالين في مجال التأمين ويخدعون الزبائن في الإستثمار والعقارات.
والمحتال يبقى محتالًا على أي حال.
علاوة على ذلك، نظرًا لوجود الكثير من الأشخاص الذين حاولوا الإقتراب مني بهذه الطريقة، فقد استنتجت أنها كانت مؤامرة للتقرب من الأمير بيري من خلالي.
لكن لا يبدو أن هذه هي الحالة. لابد أن عائلة آيدار تمتلك قوة كبيرة متمثلة في الدوق البريء، ورئيس العائلة التالي، كيستيان …
إذن لماذا بحق الجحيم تتقرب مني؟
هل هذا بسبب الأرشيدوقة ديبكي، التي تم إبعادها عن معركة العرش وما تزال تسعى إلى السلطة؟
لكن حتى لو كانت لديهم خطة، فإن عائلة آيدار لديها تاريخ طويل في الإمبراطورية ولن تنزل إلى هذا المستوى.
بمجرد إزالة هذه الأسئلة من رأسي، ما كان بيدي حيلة سوى اعتبار سلوك كيستيان مشكوكًا في امره.
وكان السبب واضحًا.
أعلم أن كيستيان هو البطل الثاني في الرواية، أي الشخص الذي كان يبحث عن حب الأميرة سيريل ولم يتلقاه، لكن رؤية مثل هذا الشخص يستخدم وسامته أمامي بدا غريبًا جدًا.
لذلك رفضت بأدب، لكن بدا كيستيان متفاجئًا للحظة.
عندها بدأت في الشرح عن الأمر بالتفصيل، متسائلة عما إذا كنت قد تفاعلت ببرود شديد مع كونفوشيوس هذه الإمبراطورية.
“في الواقع، إذا تلقيت مبلغًا أكبر من قدر معين من المال، فسيتم الحكم علي بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات وغرامة قدرها 10 ملايين قطعة ذهبية بموجب قانون …”
بطريقة ما، كلما استمررت في الكلام، كلما بدا الأمر وكأنه مجرد أعذار أختلقها، لكنني أوضحتُ بجدية أنني لا أستطيع تلقي باقة الزهور تلك، وفي تلك اللحظة، انفجر كيستيان في الضحك.
كان مشهد الرجل الوسيم الذي كان يحمل باقة من الزهور ويبتسم بشكل مشرق مفيدًا حقًا لصحة عيناي.
لا يعني ذلك أنني لم أستطع إبعاد عيني عنه بسبب وسامته، بل كنت أنظر إليه فقط لأن ذلك كان أكثر فائدة من إغلاق عيني وتدوير مقلتيهما في اتجاه عقارب الساعة تارة، وعكس اتجاه عقارب الساعة تارة أخرى، ثم فتحهما و إغلاقهما لثلاث مرات أخرى.
مفهوم؟
توقف كيستيان عن الضحك وأومأ فقط برأسه بينما غمرت الدموع زوايا عينيه.
ثم قال:
“لم أقصد أن أثقل على الآنسة ليفي. أرجو منك المعذرة.”
لقد تحدث بطريقة محترمة للغاية، وسرعان ما هز يديه.
بعبارة أخرى، كانت إيماءة تشبه إسقاط باقة الزهور التي كان يحملها على الأرض.
وبعد ذلك، تساءلت عما إذا كانت الباقة ستتبدد وتختفي مثل السراب، لكن بقيت هناك زهرة واحدة في يده.
ابتسم كيستيان وسلم لي الزهرة.
لقد أمسكها بإبهامه وسبابته وقدمها لي بلباقة، وبدت لي أن أصابعه الطويلة الممدودة التي لاحظتها لأول مرة منذ لقائنا كنموذج أصابع ممثل أو عارض أزياء.
“إذا كانت زهرة واحدة، فلن تكون بمثابة مشكلة أليس كذلك؟ “
“عفوا؟ آه، هذا….”
إذا رفضت هذه أيضًا، فقد أجعل كيستيان يشعر بالحرج مرة أخرى.
في النهاية، قلت شكراً وأخذت الزهرة بكلتا يدي.
“… هذه الزهرة جميلة جدًا.”
يبدو أن الجو كان محرجًا إلى حد ما.
وبينما كنت أمدح الزهور، ابتسم كيستيان وقال بأنه سيحب إلقاء تحية رسمية علي باسم الدوق آيدار إذا سنحت له الفرصة في المستقبل.
وبطبيعة الحال، عرفتُ أنه سيتم تحديد موعد لنا معًا في المستقبل، لذلك أغلقت فمي بهدوء وابتسمت.
“سوف أكون قلقة جدًا من أن أترك ورائي جلالة …”
“إذن يمكنني أن أحضر شخصيًا لمقابلتك.”
حسنًا، أعتقد أن بيرسليون سيكره ذلك.
ابتلعت الكلمات التي لم أستطع نطقها بصوت عالٍ، ثم تراجع كيستيان قائلاً بأنه يجب عليه أن يذهب.
“أتطلع إلى لقائك في المرة القادمة.”
حتى انحناء رأسه قليلاً عندما قال وداعًا وتراجعه بعيدًا كان أنيقًا للغاية، وذهب كيستيان بينما كنتُ أحدق في ظهره.
لم أستطع اكتشاف نوايا هذا الشخص أبدًا.
وحوالي ذلك الوقت جاء ميلارد ونادى اسمي.
لقد أصبح وجهه، الذي كان متصلبا للغاية بطريقة ما، في حالة تأهب على الفور.
“آنسة ليفي.”
“إذ.. إذا رفضت حتى زهرة واحدة، فهذا لن يكون مهذبًا تجاه عائلة آيدار أليس كذلك؟ لماذا ما زلت تنظر إلى بعيونك الباردة تلك! “
“…..”
“… أن.. أنت لا تعرف حتى نوع الكلام الذي قدم لي به تلك الزهرة، عليك التحقق من الأمر قبل أن ترمقني بتلك النظرات.”
“لا يمكنني التحكم في الآنسة ليفي …”
──────────────────────────
✨فقرة الشروحات:
زهور الكوبية هي زهور موسمية تنمو في الفترة بين أوائل الربيع وأواخر فصل الخريف .. وترمز إلى المشاعر القلبية.
يمكن استخدامها للتعبير عن الامتنان لتفهمك من طرف شخص آخر. وفي المعنى السلبي فهي تدل على قساوة القلب… اسمها مشتق من كلمة يونانية تعني جرة الماء.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────