One liter of tears - 2
في الخامسة عشر من العمر: لقد استبد بي المرض
ثمة علامة
أعتقد أنني بث أفقد الوزن مؤخرا. فهـل هـذا بسبب تفويـت بعـض الوجبات لانشغالي بإنجـاز الواجبات المدرسية الكثيرة ومشروع العلوم؟ أنا عاجزة عن التفكير وهذا يشعرني بالقلق. ألوم نفسي ولكن لا يبدو أن هناك تقدم. طاقتي في تناقص.
ليتني أتمكن من اكتساب بعض الوزن. بـدءا مـن الغـد، أحتاج إلى التصرف وفقا للخطة التي وضعتها سلفا.
كـانـت هنـاك أمطار خفيفة جوسيتعين علي الذهاب مشيا إلى المدرسـة حاملـة حقيبـة ثقيلـة، فـضـلا عـن مظلة مما سيجعل الأمر أكثر سـوءا. وبينما كانت تراودني هذه الأفكار السلبية، تعثرت قدمي وسقطت على وجهي في طريق ضيقة على بعـد مئة متر من منزلي. صدمت ذقني بشكل سيئ للغاية. وعندما أمسكتها بيدي، رأيت الدم يغطي راحتي. حملت الحقيبة المبعثرة والمظلة، وعدت إلى المنزل. أقبلت أمي وهي تقول: «هل نسيت شيئا؟ يجدر بك الإسراع! وإلا ستتأخرين، وما الخطب؟ لم أنطق بكلمة واكتفيت بالنحيب بسرعة أحضرت أمي منديلا، ومسحت الدماء التي تغطي وجهي،فشعرت بحبات الرمل تغور في الجرح.
قالت أمي «يجب أن نذهب إلى الطبيب»، وسرعان ما ساعدتني على استبدال ثيابي بأخرى نظيفة، ووضعت ضمادة على الجرح،وركبنا معاً السيارة.
حصلت على غرزتين بدون أي مسكنات کززت على أسناني وتحملـت الألـم، فما حدث كان بسبب حماقتي ولكن فوق كل ذلك..أشعر بالأسى لأن أمي اضطرت للتغيب عن العمل.
في الوقت الذي كنت أتفحص فيه ذقني التي تؤلمني في المرآة… خطر ببالي أن يدي ربما لم تساعداني عندما سقطت، لأنني بطيئة نوعا ما لكني مسرورة أن الجرح أسـفل ذقني. كان مستقبلي سيظلم لو بقيت ندبة في مكان يمكن للناس رؤيته. جاءت درجاتي في مادة التربية الرياضية كالتالي:
في الصف السابع: جيد جدا.
في الصف الثامن: جيد.
في الصف التاسع: مقبول.
أشعر بغضب شديد! أعتقد أن علي بذل مجهود أكبر.
كنتُ أمل أن يساعدني التدريب في السيرك الذي حصلت عليه في عطلة الصيف، ولكن لم يفدني في شيء. وأفترض أن السبب هو أنني لم أواظب عليه (الصوت القادم من الظل: بالضبط!) في الصباح، وفي المطبخ حيث يتسلل القليل من الضوء والنسيم النافذة ذات الستارة الدانتيل الصفراء، رحت أبكي. وكيف أكون الوحيدة التي لا تجيد ممارسة الرياضة؟.. اليوم ثمة اختبار على عارضة التوازن. غطت أمي عينيها وقالت: «ولكن يا آيا، لا بأس في ذلك لأنك ذكية. يمكنك الالتزام بأي مادة تحبين وتستفيدين من ذلك مستقبلا. أنت جيدة في اللغة الإنجليزية، لذا حري بك العمل على إتقانها. اللغة الإنجليزية عالمية، وأثق أن هذا سيفيدك. لا تقلقي إذا حصلت على درجة مقبول في مادة التربية الرياضية….. توقفت طعم دموعي المالحة لا يزال هناك ما يمكنني فعله لا يجدر بي أن أكون كثيرة البكاء هكذا. جسـدي لا يستجيب لأوامري كما أريد، فهل هذا ب القلق الذي يعتريني لأنني فوتت إنجاز واجباتي المدرسية التي أنجزها عادة خلال خمس ساعات كل يوم؟ كلا، الأمر ليس كذلك، هناك شيء في جسدي بدأ ينهار…إنني أشعر بالذعر! وأشعر أن شيئا ما يعتصر قلبي. أرغب في ممارسة الرياضة، والركض والمذاكرة. وأرغب أيضا في كتابة مواضيع ذات قيمة. «نامیدا نو توکاتا (دموع موسيقية)، هي أغنية جميلة، وقد أحببتها بشدة. عندما أتناول الطعام أثناء الاستماع إليها، أشعر أن الطعام مذاقه ألذ.