Never saved you - 56
الفصل السادس و الخمسون:
عندما اعتقدت أنها ستغرق بسبب الماء الذي كان وصل إلى مستوى كاحليها فقط ، كل ما فعلته هو ألقاء اللوم على نفسها . لكنه كان غارقا في ذاته لدرجة أنه لم يلاحظ تلك الحقيقة حتى.
لا يوجد اي سبب للمقارنة بينهما ، او لمحاولة تحديد اي منهما كان الأكثر يأسا و اثارة للشفقة.
فليس الامر كما لو ان معرفة اي منهما اكثر بؤسا من شأنه أن يحل كل شيء.
– “كل ما أريده منك هو أن تتركني. من الجيد معرفة أن حبك هذا ليس قادرًا حتى على فعل مثل هذا الامر “.
ألقت أوفيليا بيده ثم وقفت ، و نظرت إلى إيان الراكع على الأرض و قد رأت بجواره قطعًا مكسورة لنفسها.
كانت رؤية إيان و هو راكع على الارض في حالة من الفوضى مع وجه مليء بالدموع ، امرا جيدا.
نظرت بعبوس إلى وجه الرجل الذي كانت تتوق إليه كثيرًا في السابق ، ثم فتحت شفتيها.
– ” ان ذلك ليس السبب الوحيد الذي دفعني الى زيارتك اليوم.”
أميرة حوريات البحر الصغرى التي أنقذتك.
لقد التقيت بها مرة أخرى.
– “لقد وقعت في حبك هذه المرة ايضا. هي تريد القدوم الى الأرض لكي تتمكن من مقابلتك فقط “.
إذا تُركت على هذا الحال ، فهي ستموت مرة أخرى بنفس الطريقة التي ماتت بها في الماضي. فذلك هو المستقبل المقدر لها.
– “كما أريدك أن توقفها عن فعل ذلك . فموتها بسببنا لمرة واحدة كان اكثر من كافي “.
_ “…اذن . ما الذي تريدين مني ان افعل ؟
– “أريدك أن تقابلها و لو لمرة واحدة فقط .”
لكي تشكر منقذتك الحقيقية .
ولكي تعرف اذا ما كنت لا تملك اي مشاعر لها حقا.
‘ قد تغير رأيك حينها. ‘
فعلى كل حال ، فان الشعور الوحيد الذي يشعر به ايان تجاه أوفيليا هو مجرد هوس بشان شيىء قد فقده.
ألن تهتز مشاعره عندما يلتقي بأرييل؟
‘ حتى و ان كان ذلك بسبب شعورك بالذنب تجاهي وتجاه آرييل. ‘
فمن الممكن أن يغير رأيه.
كانت خطة أوفيليا هي التأكد من التقائهما لكي لا يبقى اي احد منهما نادما في النهاية.
– “وأريدك أن تتوقف عن الاهتمام بمنقذ مزيف مثلي.”
_ “… لكن يا أوفيليا ، أنا – بالنسبة لي ، أنت من أنقذني. منقذتي هي – “
– “لا . انا لم أنقذك أبدًا “.
لذا فلا يوجد اي سبب يدفعهما الى التدخل في شؤون بعضهم البعض. قاطعت أوفيليا كلامه.
اي منقذ يتحدث عنه . في حين انه قد تم بالفعل استبعاد اوفيليا من امتلاك مثل ذلك اللقب العظيم.
– ” من هو الشخص الذي يجب ان تهتم به و من هو الذي يجب عليك التخلي عنه ، آمل أن تدرك ذلك قريبًا.”
بعد قول هذا ، استدارت أوفيليا و همت بالمغادرة.
على الرغم من أن صوتها قد بدا خاليا من اي دليل على كونها منزعجة ، إلا أنها لم تكن كذلك من الداخل . و قد كان ذلك لأن إيان ، الذي رأته الآن في منتصف هذا اليوم ، قد بدا غير مستقر أكثر مما كانت تتوقع.
‘ إنه ليس في حالة عقلية مستقرة الآن.’
و قبل أن يصبح حريقا هائلا بامكانه ابتلاعها ، يجب عليها ان تسرع و تعثر على ذكريات الي.
فذلك هو القيد الذي كان يعيق أوفيليا و الي باستمرار.
و حتى و ان لم تتمكن من التحرر من الأغلال التي تقيدها ، فيجب عليها أن تفك قيود ألي.
‘ مع كاحلي المربوط بهذه الطريقة ( اي مع ارتباطها بالي و وعدها له بارجاع ذكرياته ) ، فليس بامكانني العودة إلى رونين. ‘
طوال الفترة التي استمعت فيها إلى جانب إيان من القصة ، شعرت أوفيليا بان شيئا شبيها بالجليد قد بدأ يتغلغل داخلها ، انطلاقا من أطراف أصابعها.
فسماع أنه قد ندم على كل ما فعله بعد وفاتها – لم يكن ممتعًا كما توقعت.
في العادة لم تكن أوفيليا تسمح لنفسها بالانجراف في موجة من المشاعر ، لكن في الوقت الحالي ، فكلما نطقت شفاه إيان بكلمات لطيفة ، شعرت بان موجة تسونامي ستثور بداخلها.
ارتجفت يدها عندما كانت تمسك بفنجان الشاي بسبب الغثيان الذي كان يتصاعد داخلها . و مع جسدها المغطى بالجليد و عقلها المنفعل لدرجة الغليان ، كانت اوفيليا واقعة في عذاب لا ينتهي.
عندها فقط استطاعت أن تدرك لماذا اهتزت مشاعرها اثر لقاء إيان لهذه الدرجة.
ان الشعور الذي كان يملؤها هو الغضب.
فبعد أن تلاشى الندم والحزن ، فاضت ذكريات تلك الصدمة و ذلك الحب القديم ، لذا فلم تتمكن من ملاحظة هذا الأمر الا في وقت متأخر.
و لو انها استطاعت ، لأمسكته به من ياقته و سالته.
عن الامر الذي يريده منها بعد أن قال كل ذلك الكلام ؟
‘ حتى الان ، فايان لا يزال يضع نفسه اولا.’
السبب في أنه قد قال بإنه يحتاج إلى أوفيليا ، كان في الاساس ، راجعا لكونه لا يزال عاجزا عن عيش حياته بصفة طبيعية.
لربما يوجد شخص ما مستعد لتلقي هذا النوع من الحب ، لكن الامر ليس كذلك بالنسبة لأوفيليا.
فقد اصبحت أوفيليا تقدر ذاتها أيضًا. و لهذا السبب بالذات ، فلا يمكن أن تكون مع إيان.
فمن تحتاجه هو شخص يقبل بسهولة الرضوخ ( قبول ) لكلماتها و حركاتها.
شخص لا يتشبث بها ، شخص بامكانه فعل كل ما تحتاج منه ان يفعل .
شخص سيبقى بجانبها الى ان تتخلى عن يده ، و حتى و ان تركت يده ، فهو سيقبل بالانفصال دون أي مشاكل. هذا الشخص هو …
_ “أليخاندرو ديارمويد”.
سمعت أوفيليا صوتًا قادما من خلفها.
بمجرد أن استدارت ، رأت أن إيان قد رفع نفسه عن الأرض. و قد كان تعبيره غاضبا و هو يقترب من أوفيليا.
_ “هل هذا بسببه؟ سبب تعاملك معي بهذه الطريقة “.
– “… لا أعرف ما الذي تقصد. لا علاقة لالي بهذا الأمر “.
_” اليس له علاقة حقا ؟ لا يوجد أحد في القلعة لا يعلم بأنك قد كنت دائما بجانبه عندما عشت في رونين “.
بعد سماع ما قاله إيان ، أصبح وجه أوفيليا شاحبًا. لقد اعتقدت أن إيان لم يكن مهتمًا بها ابدا ، لذا فلم تتخيل بأنه قد كان يضمر سوء فهم كهذا.
– “لقد فقدت عقلك حقا . أنا و هو كنا مجرد أصدقاء. و قد قضيت الكثير من الوقت معه لأنه كان الشخص الوحيد الذي تمكنت من التحدث معه بشكل مريح. لكن الآن-“
_ “فكيف تفسرين أنه قد كان معك في غرفة نومك لوقت متأخر من الليل؟ هل بقي هناك لانه مجرد صديق ؟ “
– “ما الذي ،”
ولكن في اللحظة التي فوجئت فيها أوفيليا و شرعت في الكلام ، أُمسك معصمها.
فقد جذب إيان معصم أوفيليا على حين غرة ، و قد كان يبدو كما لو انه قد فقد عقله بالكامل.
_ ” كلب حراستك المخلصة هي من قالت ، انها قد سمعت رجل داخل غرفة نومك. وهذا الصباح ، لقد خرج ذلك الوغد أليخاندرو من غرفة نومك. ماذا ايضا ؟ “
بينما كان إيان يكتب الرسالة لكي يتم إرسالها عبر الحمام الزاجل ، لم تفوت ليليث تلك الفرصة للتحدث خلف ظهر أوفيليا.
× سأقول هذا لك تحسبًا فقط ، فلانني قد سمعت عن إشاعة او شيىء من ذلك القبيل حول جلالتك و صاحبة السمو أوفيليا ، فساخبرك بهذا ، ان سلوكها فظيع حقًا. كما ان الفضائح تتبعها اينما ذهبت.
_…فضيحة؟
× منذ وقت ليس ببعيد ، تعرض لورد لادن لحادث أثناء تواجده مع صاحبة السمو أوفيليا. وحتى في الليل ، فغالبًا ما يُسمع صوت الرجل صادر من غرفة نومها. لم أرغب في قول أي شيء وحاولت أن أبقي الامر طي الكتمان ، لكنني لم ارغب لجلالتك أن يتورط على نحو سيء معها … أنا قلقة فقط ، يا سيدي.
كانت نبرة ليليث مليئة بالخبث ، لذا فمن المرجح أن تكون الاقول التي كانت تدلي بها الآن باطلة . و لربما كان عدد الكلمات الكاذبة التي قالتها يفوق عدد الكلمات الصادقة .
لكن ، و على الرغم من معرفته بذلك ، الا ان ايان لم يستطع التحكم في عواطفه جيدًا.
و حين التقى بأوفيليا مرة أخرى ، فقد كان عقله مليئا بالغضب و الاستياء.
ومع ذلك ، فإن تركها تهجره بكل بساطة لم يكن خيارًا متاحا ابدا.
فعلى أوفيليا ان تبقى بجانبه. مهما كلف الأمر.
و قد اعتقد إيان أنه لن يكون من الصعب تحقيق ذلك.
و قد كان السبب بسيطًا.
فتمامًا مثلما كانت أوفيليا تعرف إيان جيدًا ، فقد كان إيان ايضا يعرف الكثير عن أوفيليا.
فقد كانت سريعة التأثر بالمشاعر . و ضعيفة تجاه المحبة ولم تكن تستطيع رفض اللمسة التي تتوق إليها.
لذلك اعتقد انها بالتاكيد لن تفلت يده اذا مدها لها مرة أخرى.
فقط اذا لم يكن هناك من مد يده لها قبله.
طحن إيان اسنانه.
_ “… اليخاندرو. لقد جعلك ملتوية “.
– “ما الذي قلته ؟”
_ “هل انا مخطئ فيما قلته ؟ إذا لم يكن الأمر كذلك ، فلا يوجد اي سبب يدفعك لتركي “.
صحيح. فخلاف ذلك ، لم يكن لدى أوفيليا أي سبب للتخلي عني .
انه خطأ اليخاندرو. هو السبب الوحيد لذلك.
بعينين متسعتين بالكامل ، تمتم إيان بهذا. و لم يلاحظ حتى كيف كانت أوفيليا تنظر اليه ، كانت النظرة البادية على وجهها تعبر الى اي درجة كانت قد سئمت من كل هذا.
لن تستطيع الوصول إلى إيان. فقد أصيب بالفعل بالجنون.
حاولت أوفيليا أن تبعد يد إيان عن يدها.
لكن ، وعلى عكس المرة السابقة ، فإيان لم يسمح لها بتحرير يدها بسهولة هذه المرة.
– “إيان ، اتركني!”
_ “إذا تركتك ، فانت ستذهبين إليه مرة أخرى.”
– “رجاءا تمالك نفسك! لماذا تتصرف هكذا ؟ لم تكن هكذا من قبل ! “
_”لأنك لم تكوني موجودة معي.”
قبل لحظة كان إيان غاضبًا ، لكنه ابدى تعبيرا حزينا مرة أخرى.
_”أوفيليا ، بالنسبة لك ، من جهتك… لم يمض وقت طويل جدًا. لكن لا يمكنك أن تأملي مني أن أكون نفس الشخص الذي كنت عليه سابقا ، حسنا؟ “
خلقت تلك السنوات الثلاث العديد من الاختلافات داخله . و قد كان إيان يعلم بأنه لا يمكن له أن يكون نفس الشخص الذي كان عليه من قبل.
لكن ألن يكون الأمر على ما يرام الآن؟
فلو كان نفس ذاته السابقة لسمح لأوفيليا بالموت ، و حينها فهو سيمر بنفس ذلك الجحيم.
لقد تغير لدرجة، انه قد كان واثقًا من أنه لن يكرر أخطاء الماضي. فحتى و ان كان كل ما يراه هو أوفيليا ، فسيكون الامر على ما يرام.
لكن في اللحظة التي اشتدت فيها قبضة إيان على معصم أوفيليا مرة أخرى –
“ما الذي تفعل الآن؟”
تدخل صوت حاد.
يتبع…..