Never saved you - 53
الفصل الثالث و الخمسون:
قبل وقت قصير، عندما قابلوا السيرين في الغابة.
• كنا نحاول فقط الإمساك بطائر يملك ورقة معلقة على ساقه!
رنت الكلمات التي قالتها السيرين للدفاع عن نفسها بشدة داخل عقل أوفيليا.
إذا كان هناك طائر بورقة مربوطة على ساقه ، فان هذا يعني شيئا واحدا فقط.
‘ انه حمام زاجل. ‘
يمكن للبقية ايضا تخمين هذا الامر بسهولة. رغم انها لم تكن متأكدة من قدرة السيرين على ذلك ، لكونهم لا يعرفون الكثير عن الثقافة البشرية.
لكن ، كان هناك سبب وراء اهتمام أوفيليا الشديد بذلك الحمام الزاجل.
‘ في لادين ، لا احد غيره قد يرسل حماما.’
فقد كانت اقطاعية لادين مكان بعيد جدًا لدرجة أن العائلة الإمبراطورية لم تستطع التدخل فيها بسهولة.
و نظرًا لأنه من الصعب على الأشخاص السفر إلى مثل هذا المكان ذهابا وإيابا ، فان الحمام الزاجل يعد طريقة التواصل المفضلة لارسال الرسائل الى الامكان البعيدة.
لكن ، هذه الطريقة قد كانت تستعمل فقط عند وجود امر يستدعي تواصلا عاجلا مع الأشخاص الموجودين في الأماكن البعيدة.
في قلعة لادين ، و باستثناء ايان ، فمن ذا الذي قد يحتاج إلى إرسال رسالة إلى مكان بعيد في هذا الوقت ؟
كما ان ، هناك شخصان فقط مسموح لهما استخدام الحمام الزاجل للتواصل مع القصر الإمبراطوري.
لذا فان الاستنتاج الاكيد يميل الى اتجاه واحد.
‘ بما أن ليليث لم تعد بعد ، فاما انها قد قامت بنقل الخبر سرًا إلى القصر الإمبراطوري .’
أو ان إيان هو من أرسل رسالة بواسطة الحمام بمساعدة ليليث.
و من الضروري معرفة الوضع الحالي في كلتا الحالتين.
لذا فبمجرد عودتها إلى قلعة لادين ، قامت أوفيليا بزيارة إيان للتأكد من فرضيتها .
و قد اقدمت على ذلك بالطبع ، بعد ان قامت عمدا بطرد آلي مع ساحري البرج لكي يتمكنوا من التحدث عن الأمور بحرية دون أن يكونا حذرين منها . كما انها لم تقرر بعد كيفية التعامل معهما ، لذا فقد اختارت تجنبهما في الوقت الحالي.
و قد كان هدفها الرئيسي من الزيارة هو التحذير.
‘ اردت ان أعرف ما الذي تنوي فعله.’
هل فشلت في ذلك الان؟
رفعت أوفيليا عينيها عن فنجان الشاي وأعادت نظرها صوب الشخص الجالس أمامها.
و الذي كان يسند ذقنه بهدوء على إحدى يديه ، كما لو ان تعابير وجه لم تتصلب منذ لحظة واحدة.
_ “… لقد مرت أكثر من ثماني سنوات. لقد نسيت ذلك.”
– “إذن أنت من أرسلها؟”
كانت تتساءل الى أين تكون ليليث قد ذهبت.
فلا بد ان عقلها قد احترق من التفكير بعد ان عرفت بقدوم ايان.
عند سماع سؤال أوفيليا ، أومأ إيان بطء.
_ “كما تعلمين ، فأنا لست معتادًا على أن أكون تحت إمرة شخص ما.”
– “هل ذلك راجع حقا لكونك قد نسيت فقط ؟”
_ “أيبدو لك أنني املك اهدافا أخرى؟”
– “إذا أخبرتني عما كتبته في الرسالة ، فساعيد النظر بشان ما أظنه “
_ “لقد قمت فقط بابلاغ والدك أنني هنا تحت حمايتكِ. و قد طلبتُ منه مساعدتي حتى أتمكن من العودة إلى الديار “.
– “حتى و ان لم تبلغه ، لكنت فعلت ذلك فتلك هي وظيفتي في الاساس ، لذا فهذا ليس بالامر الجديد “.
+ اي حتى و ان لم يرسل تلك الرسالة لكانت سترسل مثلها لذا فهو يكذب بشان ما كتب.
عند سماع رد أوفيليا ، انفجر إيان ضحكا باستخفاف.
_ ” فلتخفضِ حذرك ، يا أوفيليا. يبدو الأمر كما لو انك قد كنت تتوقعين مني ان اكون قد كتبت في تلك الرسالة بانني أريد الزواج منك “.
دفعت كلماته أوفيليا لقطب جبينها. عند رؤية ذلك ، رفع إيان ذقنه.
كان مرتاحا للغاية ، كما لو انه يعتقد بانه يمتلك اليد العليا. ( السلطة )
+ اي كما لو انه يعتقد بانه هو الذي يتحكم في كل الامور.
و قد كان يبدو غير مستقر. لدرجة أن الاتزان الذي كان يحاول الحفاظ عليه قد خرج من بين يديه.
+ اي انه اصبح من الواضح انه يمثل الهدوء والاتزان.
_ “… حتى و ان لم أفعل ذلك ، فانت ستختارينني.”
للحظة ، سكت إيان .كما لو كان حزينا بعض الشيء.
ربما لم تلاحظ أوفيليا ، لكن يد إيان الأخرى قد كانت تفتح وتغلق عدة مرات تحت الطاولة. تنقبض ثم تنبسط.
( تنقبض ) كلما بدت شفاه أوفيليا جميلة ، كلما قالت كلمات تدل على الرفض. لانه لم يستطع تحمل فراغ يديه.
أوفيليا ، و هي ساكنة ، مستلقية على سرير كما لو انها ميتة. أوفيليا و هي تبكي وتمسك به دون اي كلل . كانت تلك الذكريات تسير ذهابا وإيابا في ذهنه.
– إيان ، من فضلك ، ألا يمكنك التوقف عن العبوس كلما تحدثت معي؟ كلما نظرت إلي هكذا ، أشعر أنني سأجن …
حضرت ذكرى أخرى في ذهنه ، عن اليوم الذي كانت تبكي فيه. على الرغم من أوفيليا هي من قالت إنها تريد التحدث ، لكن و بعد أن ضيعت وقت إيان ، فهي لم تقل اي شيء بل تمتمت فقط.
بعد زواجهما ، كان إيان مشغولاً لدرجة أنه لم يكن لينهي العمل حتى و ان كان يملك عشرة اجسام ، لذا فقد الامر بدا كما لو انها لا تقدر وقته الذي اضاعته.
وبالطبع فقد اصبح إيان منزعجا ، لذا ارتفع كل من صوته و صوت أوفيليا حينها . و التي كانت تبكي .
كان يعتقد أن تصرفاتها (سلوكها ) غير مفهومة .
الى ان اكتشف في يوم من الأيام ، انه لم يكن هناك اي أحد في قلعة رونين قد ابتسم لأوفيليا.
الى ان عرف ذات يوم ، انه و في ذلك القصر حيث لم يكن هناك أحد إلى جانبها ، كان هو شريان الحياة الوحيد الذي تملكه أوفيليا …
عندما ظهرت تلك الذكريات في طليعة عقله ، كادت تعابيره ان تسوء مرة أخرى ، لكنه حاول جاهدًا كبت ذلك.
و لحسن الحظ ، و على عكس مشاعره المعقدة ، فصوته لم يرتجف.
_ “كل شيء سيكون كما كان. حتى إذا كنت لا تحبينني ، فستختارنني ، و حينها سنعود إلى رونين معًا “.
– “هل انت خارج عقلك ؟ ألم تسمع ما قلته للتو؟ لقد قلت إنني لن أفعل ذلك أبدًا – “
تحطم -!
سقطت الطاولة التي كانت موجودة بين الاثنين على الجانب ، و تحطمت الاواني الخزفية التي كانت موجودة فوقها بعد ان سقطت على الارض مخلفة صوتا عاليا.
فبعد أن دفع إيان الطاولة على الجانب بقوة ، سقطت لانها لم تكن ثقيلة بما يكفي للتغلب على قوته.
لكن إيان لم يهتم بشأن ذلك على الإطلاق.
و بدلا من ذلك ، فقد استمر بتعبير قاس . بحيث تقدم للأمام ووقف حيث كانت الطاولة موضوعة سابقا.
لا (لم يكن واقفا ) – بل كان جاثيا على ركبتيه.
لم يتردد سيد الدولة أجنبية في الركوع أمام أوفيليا في هذا المكان.
_ “ليس عليك أن تحبيني . كل ما عليك فعله هو أن تكوني معي “.
أمسك إيان يدي أوفيليا. و لأول مرة ، رأت أوفيليا إيان عن كثب تحت الضوء الساطع.
تلك العيون الشبيهة بالقمر.
تلك العيون التي تذكرها بالقمر كانت مليئة بالحزن والجنون.
و عندها فقط فكرت أوفيليا مليا في الكلمات الغريبة التي قالها سابقًا.
الكلمات التي رد عليها بها عندما كانت تستجوبه.
_ لقد مر أكثر من ثماني سنوات. لقد نسيت.
لقد عاشت أوفيليا كدوقة رونين الكبرى لمدة خمس سنوات فقط.
و الفترة الزمنية التي ذكرها لا تتطابق مع ذلك.
‘ لكنه قال لثماني سنوات؟’
كانت قلقة ، و حالما سرت القشعريرة في ظهر اوفيليا ، فتح ايان شفتيه مرة أخرى.
_ “أنا … لا أعتقد أنني أستطيع تحمل ذلك مرة أخرى ، في ذلك الوقت عندما لم تكوني هناك.”
لم يعد ينظر إلى أوفيليا.
أراح جبهته على يديه اللتين كانتا تمسكان بيدي أوفيليا.
كان هذا هو السبب ، الذي جعله غير قادر على الحفاظ على استقراره بعد رؤية اوفيليا.
_ “ما زلت أشعر بأنني احلم أنك هنا أمامي …”
حتى لو كان هذا كابوسًا ، فأنا لا أرغب في الاستيقاظ.
* * *
بعد أن ابتلعت أوفيليا حرشفة حورية البحر –
لنكون اكثر دقة ، فأوفيليا لم تمت.
الامر فقط هو أنها لم تستيقظ من النوم.
٠ ” الأمر ليس مجرد فقدان للوعي ، ان حالتها هذه لا تختلف عن النوم. الا ان ، سبب عدم قدرتها على الاستيقاظ قد يكون راجعا للسحر ، يا مولاي “.
وبطريقة مضنية ، قال طبيب القصر ان ذلك ليس من اختصاصه.
كان ذلك لأن الطبيب قد كان حذرًا من إيان. فقد بدا كما لو غير قادر على فحص أوفيليا ، التي كانت نائمة ، والتي بدت و كأنها ميتة.
لكن ، من ناحية أخرى ، فقد كان هناك تعبير غريب على وجهه.
من الواضح ، ان عدم اتفاق الدوق الأكبر مع الدوقة الكبرى قد كان سرا مكشوفا داخل القلعة.
لذا فلماذا يبدو حزينًا جدا بشأن البلية التي حلت بالدوقة الكبرى.
لا بل ، بدلاً من كونه “حزين” ، فقد بدا الأمر كما لو أنه يتألم.
و قد بدا أنه كان واقع في حالة رهيبة من الإنكار لأنه لم يستطع ببساطة تصديق هذا الموقف.
و كما يبدو ، فقد قيل أيضًا أن البلاغ المرسل بشأن حادثة الدوقة الكبرى قد تأخر يومين لأن الدوق الأكبر قد غادر لتفتيش الأراضي.
هل كان هذا حيث بدأ حزنه؟
كان هناك العديد من الأمور التي يجب السؤال عنها ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن ذلك.
لكن ، في هذا الوقت ، لم يكن لدى إيان الوقت لإيلاء الاهتمام الكامل لمثل هذه الأمور . بل قد يكون من الأصح القول إنه لا يستطيع تحمل ذلك.
فمنذ أن عجزت أوفيليا عن الاستيقاظ ، بدا الأمر كما لو أن إيان قد أصبح نصف مجنون.
و قد كان واضحا أنه لم يكن هكذا في البداية.
فقد كان إيان متفائلاً.
لعلها ستستيقظ قريبا. ثم سيتعايشان بشكل جيد مرة أخرى.
لقد خدعته من قبل. لذا فمن المحتمل ان الامر مماثل لذلك الان ايضا.
_ “ربما تفعلين هذا لأنك اردت لفت انتباهي. ستستيقظين في غضون أيام قليلة “.
كان ايان يعتقد ذلك حقا حينها.
و مع ذلك ، فقد مر يوم ، ثم يومان … لكن اوفيليا لم تستيقظ.
كانت موجودة هناك فقط ، مستلقية على السرير في نفس الوضعية ،و كل ما كانت تفعله طوال الوقت هو التنفس .
لقد كانت قريبة من سيد البرج السحري ، لذا فقد اعتقد أنه من المنطقي أن تكون قد طلبت من ذلك الساحر أن يلقي عليها تعويذة ما ، تجعلها تبدو وكأنها ميتة حتى يضع جل اهتمامه عليها .
ومنذ ذلك الحين ، بدأ إيان في قضاء وقته مع أوفيليا.
عندما كانت على قيد الحياة ، أرادت أوفيليا القليل من وقت إيان فقط. لكنها لم تحصل على ذلك الى ان ماتت.
“أوفيليا.”
وعندها فقط أدرك إيان.
الى اي درجة تجعل مناداة شخص لا يرد المرء يائسا.
يتبع….