Never saved you - 52
الفصل الثاني و الخمسون:
¢ ” انا من انجزت كل ما هو مكتوب هنا تقريبًا ، لكنني طلبت بعض النصائح أيضًا.”
قال كورنيلي ذلك ، ثم شرع في تعداد أسماء الأشخاص الذين طلب مشورتهم.
لكن ، اسم ميروزيا لم يكن ضمن تلك القائمة .
¢ “لقد ساعدني الجميع كثيرًا.”
¥ “لكن ، يجب ان يكون البحث قد سار ببطئ ، نظرًا لعدم وجود اللورد أليخاندرو. “
¢ ” لقد كانت سرعته عادية ، يا ينيت .”
¥ ” نعم ، فقد قررنا أن نعتبرها كذلك فقد لان مستوانا قد تراجع .”
تشاجر ينيت وكورنيلي. و عندما راى الي ان حدة الشجار قد بدأت في الازدياد ، فتح شفتيه و قال.
__ “هناك امر ما أريد أن أسألك عنه لأنني لم أتذكره حتى الآن.”
¢ “نعم ، تفضل رجاءا ! اخبرني ما هو ؟”
__ “هل يقوم جميع السحرة ذوي المستوى الرفيع بإجراء دراسات بحثية؟”
¢ “اه ،لا ليس جميعا .”
هز كورنيلي رأسه نافيا.
¢ ” المسؤولون عن الأبحاث يكونون في الغالب من كبار السن أو من يملكون وقت فراغ بين ايديهم . و طبعا ، لا يوجد سوى عدد قليل جدا منهم “.
¢ “زيادة على ذلك، فان البحث يسير ببطء شديد هذه الأيام بسبب إستيقاظ البرج السحري ، و … آه.”
انخفض صوت كورنيلي تدريجيًا و هو يتحدث ، الى انعدم فقد سكت دون ان يكمل ما كان سيقوله.
و من ثم غمر الصمت المنضدة التي كانت مليئة بالنشاط.
_اي عم الهدوء في الغرفة التي كانت مليئة بالكلام و النقاش_
و قد كان الي هو الذي كسر لحظة الصمت تلك.
تاك . فقد تحدث الي بعد ان وضع يده على الطاولة.
__ “الامر الذي قلته الان ، اريد ان اسمعه مرة أخرى.”
* * *
‘ هل الي بخير؟’
نظرت أوفيليا نحو الأعلى و هي تفكر.
فقد كان الي يقيم في احدى غرف الضيوف العاديين ، والتي كانت تقع في الطابق الثاني فوق غرف الضيوف المهمين.
و قد اتجهت نظراتها نحو الأعلى لأنها افترضت أن الي لربما يكون قد ذهب إلى غرفته نظرا لعدم وجود مكان اخر يمكنه ان ياخذ ينيت و كورنيلي اليه.
لكنها ، لم تطل بالطبع النظر الى هناك.
اقترب رجل من مكان جلوس أوفيليا ووضع كوبين من الشاي على الطاولة.
تاك.
عند سماع ذلك الصوت المنخفض ، حولت أوفيليا انظارها الى الخلف.
_ “لم أعتقد أنك من ستأتين إلي أولاً.”
قال إيان ذلك وهو يضع فنجان الشاي أمامها.
كادت أوفيليا ان تعبس ، لكنها استعادة السيطرة على تعابير وجهها بسرعة.
و حينما حملت فنجان الشاي بين يديها ، ساعدتها الحرارة المنبعثة منه على ان تهدأ.
كما تناقص خوفها من ان دقات قلبها قد تتسارع عند رؤيته.
+اي انها كانت خائفة من انها قد تكون لا تزال تحبه و ان قلبها قد يحن له.
_ ” بعد ان تركتني بتلك الطريقة بالأمس ، فقد اعتقدت أنني لن أستطيع رؤيتك الا إذا قمت بزيارتك.”
– “… و لهذا أتيت لزيارتي في الصباح الباكر دون اي موعد (دون ان تخبرني بذلك ) ؟”
_”هل اخبرك كلبك بذلك ؟”
هذه المرة ، لم تستطع اخفاء تجهم وجهها.
-“إنه ليس كلبًا. كما انك تعرف بالفعل هوية الي “.
_ ” نعم ، أنا أعرف ذلك ، لكنه الان مجرد ساحر ذو رتبة منخفضة. قام بحراسة غرفة نومك بينما كنت نائمة. لذا فهل هناك شيء خاطئ فيما قلته؟ “
– “ألم يخطر لك أنه من الخطأ مقارنة انسان بكلب؟”
_” بما انك أميرة نزيهة و متفهمة ، فعليك اذن أن تفهمي ما الذي جعلني اتحدث بالسوء عن ذلك الوغد.”
ابتسم إيان ، و قام برفع زوايا شفتيه. و قد كانت هناك هالة باردة تحيط به ، مما جعله يدو كسيد عظيم ينظر باحتقار لشخص يتواجد في اسفل البرميل.
+ اي ينظر باحتقار الى شخص لا يمتلك اي شيء.
كان من المزعج ، رؤية كل هذا.
و قد كان ضوء القمر مشرقا في عينيه ، رغم ان الوقت لا يزال منتصف النهار.
_ “أوفيليا.لا تقتربي منه كثيرا .فهو شخص سيتركك يومًا ما”.
– ” و انت شخص قام بالتخلى عني بالفعل. لذا يبدو أنك لا تمتلك أي حق لقول هذا “.
_ “نعم. أنت على حق.”
– “ما الذي حدث لك حتى تصبح وديعًا للغاية ؟”
_ “كل ما في الامر….”
سكت إيان و قام بوضع ذقنه في يده.
_ “هناك الكثير من الامور التي يجب علينا أن نتحدث بشأنها ، لذا لا أريد تضييع الوقت في الحديث عنه ( عن الي ) .”
بينما كان ايان يقول ذلك ، تبعثر شعره الأسود قليلا اثر هبوب رياح خفيفة من النافذة.
و رفقة تلك الرياح ، نزلت خصلات من شعره مغطية جبهته ، كما امتدت رائحة البحر المختلطة بعبق الصابون الذي كان منبثقا من جسمه الى طرف انفها.
و على عكس الاقمصة ذات الأكمام الطويلة أو البدلات الرسمية التي كان يلبسها عادة ، فقد كان يرتدي الآن قميصًا قصير الأكمام جعله يبدو كاحد البحارة.
و بفضل ذلك ، فقد كان جلد جسمه مكشوفا من كتفيه الى اسفل يديه ، مما سمح برؤية عضلاته المتناسقة بشكل رائع ، و قد جعله ذلك يبدو مثيرا و مغريا . ( و قد خلق ذلك جوا مليئا بالاثارة حوله. )
و قد بدا الان ، بعيدا كل البعد عن كونه الدوق الأكبر، بل و بدا كما لو انه لا يمتلك اي معرفة بالتصرفات الفخورة التي يتصف بها النبلاء.
بعبارة أخرى ، كان يبدو حراً.
_ “أوفيليا. ان الجلوس بجوارك و التحدث معك وجها لوجه يبدو كحلم “.
شعرت بالاختناق بسبب هذه الحقيقة. لذا قطعت كلامه قائلة.
– “بل هو اقرب الى كابوس”.
_ “لقد اشتقت اليك. حقًا.”
– “و انا لم أرغب في رؤيتك مرة أخرى. أبداً!”
ارتجفت يد أوفيليا التي كانت تحمل فنجان الشاي.
– “لا أعرف لماذا تعاملني بهذه الطريقة. لا – لا أفهم ما الذي جعلك تتغير فجأة. لقد كنت تكرهني ( او لقد اعتدت ان تحتقرني ) “.
_ “نعم. لقد فعلتُ ذلك.”
– “إذن لماذا تتصرف هكذا ؟ ألا يجب عليك أن تشعر بالارتياح لانني قد مت ؟ “
في تلك اللحظة ، تغيرت تعابير وجه إيان الذي كان يستمع بهدوء فقط.
_”هل اعتقدت أنني سأكون سعيدًا إذا مُتِ ؟”
– “نعم ، فمن البديهي ان تشعر بذلك .”
_ “يبدو أنك قد أسأت الفهم ، يا أوفيليا. فانا لم أتمنى موتك ولو للحظة واحدة . في الواقع ، بل العكس . فأنا فقط-“
توقف إيان هناك. و تردد للحظة ثم قام بتمرير يده على وجهه ، واظهر تعبيرا يدل عل حزنه.
_ “… لقد كنت آمل ان تعيشي بشكل جيد (حياة مديدة ) .”
ها. ابتسمت أوفيليا بسخرية.
– “يا له من تفائل.”
_ “نعم لقد كنت اتصرف ب… لكن الآن … أنا نادم على ذلك. أريد أن أعوضك عما فعلت.”
قال ايان ذلك و هو يحني راسه . و لوهلة ، بدا و كانه قاطبٌ لحاجبيه. (اي عبس او كان يائسا. )
لكن ، ذلك التعبير قد اختفى بمجرد ان رفع راسه.
لربما كان ذلك بسبب فخره ، او لعله كان لسبب اخر.
_” لقد مُنِحْت هذه فرصة . ساتصرف بشكل أفضل هذه المرة. من فضلك أعطني فرصة اخرى ، يا أوفيليا. أنا ، بغض النظر عما … لا يمكنني أن أحبك غيرك. “
أنت الوحيدة بالنسبة لي.
همس إيان بجدية. و مع ذلك ، فإن اعترافه بالحب لم يحرك اي شيء في أوفيليا.
ما الذي يقصد بهذا الآن. الحب؟
لم تكن تعرف كم من الوقت مر بالنسبة له ، لكن أوفيليا لم تستطع قبول ذلك.
و قد كان السبب عقلانيا اكثر من كونه عاطفيا.
فأوفيليا لا يمكنها ان تثق بحبه.
فقد سبق لها و ان رأت بالفعل تلك الجمرات العاطفية و هي تنطفئ واحدة تلو الأخرى.
لذا ، فقد ارتابت أوفيليا بشأن ذلك.
لم يكن هناك اي حطب الان ، فما الذي كان يحث إيان على أن يحترق بشدة؟
فالمرأة التي احبها قد تحولت بالفعل إلى رماد.
‘ لا يسعني فهم هذا ‘
+ اي ان ارييل منقذته قد ماتت بالفعل و هو يعلم تلك الحقيقة لذا فلم تجد ان هناك اي سبب يدفعه لقول هذه الكلمات لها.
رفضت أوفيليا اندفاعه العاطفي هذا و اعتبرته نتيجة لحزنه فقط.
فمن الطبيعي ان يشعر المرء بالندم بعد فقدان شيء ما.
كما ان هذه المشاعر ستختفي لا محال بعد ان يتجاوز ذلك.
فلا يوجد هناك شيء كالحب الابدي ، او الوعد السرمدي.
‘ إذا ذكرته بالقليل فقط ، فهو سيتذكر هذه الحقيقة قريبًا. ‘
ما كان يشعر به الان لم يكن حبًا. على الأقل ، اوفيليا لم تره على هذا النحو.
و التي كانت تعرف أكثر من أي شخص آخر كيف تبدو نسخة إيان الذي كان واقعا بحبها .
فبسبب انها أرادت دوما تلقي الحب من مكان ما ، فقد كانت ستشعر بالسعادة بغض النظر عن شكل المحبة المقدم لها ، و لهذا فقد كانت تتجول طوال حياتها آملة أن تجد مكانًا يمكنها أن تربط قلبها به.
و بعد فترة طويلة جدا ، و حين حصلت أَخِيرًا على ما كان ينقصها ، فقط كانت غارقة في لحظة واحدة فقط – في اللحظة التي تلتقي فيها عيناها بإيان.
لذا فكيف يمكن لها ان تنسى .
فقد كانت شغوفة جدا به ، كونها قد حصلت لأول مرة في حياتها على ما كانت تتمناه.
لقد أحبت ذلك الغريب.
أحبت تعابيره ، تصرفاته ، حركاته ، وحتى صوته.
و بفضل ذلك ، فقد كانت أوفيليا واثقة من أنها تعرف أكثر من أي شخص آخر كيف بدا إيان حينما كان في حالة حب – حتى و ان لم يكن من المفترض أن يكون ذلك الحب موجها لها.
‘ الآن هو … يبدو فقط غير مستقر.’
في هذه الحالة ، يقول انه يحبها؟ يا لها من سخافة.
فهي تفضل أن تبقى محاصرة في كابوس ما بدل حدوث ذلك.
تمسكت أوفيليا بكوب الشاي الفاتر بكلتا يديها ، و هي تقوم باختيار كلماتها بعناية.
ففي المقام الأول ، هي لم تاتي الى هنا من أجل لم شملهما ، او لكي تحدث معه حول هذا الأمر.
– “انا متاكدة من أنك الشخص المخطئ هنا ، يا إيان. فبغض النظر عما سيحدث ، فانا لا نية لي في ان اكون معك مرة أخرى “.
_ “……”(صمت)
لم يجب إيان ، بل نظر لأوفيليا بنفس التعبير السابق ، بوجه خالِ من اي توتر.
– “لذا توقف عن التحدث عن ذلك. فقد جئت لزيارتك اليوم لسبب اخر . فانا اريد ان اسألك عن امر ما “.
_ “تفضلي .”
بعد ان حثها بنبرة لطيفة ، ابعدت اوفيليا يديها عن فنجان الشاي وسألت.
-“لقد أرسلت رسالة عاجلة هذا الصباح. لمن ارسلتها ؟ “
حينها ، تصلب تعبير إيان.
– ” من المحتمل أنك لا تعلم أنه طالما انك تقيم هنا فبغض النظر عن محتوى الرسالة التي تريد ارسالها ، فيجب ان تمر من خلالي انا أولاً. “
+ اي يجب ان يريها الرسالة اولا حتى تعطيه اذن ارسالها ، نظرا لكونها الاعلى مكانة في القلعة.
ثبتت اوفيليا نظارتها الحادة عليه ، لكنها سرعان ما حولت نظراتها الى فنجان الشاي الفاتر.
لمست بسبابتها حافة الفنجان وقالت.
– “”إذا لم ترد أن أمسك بك، لكان عليك أن تكون حذراً”
كان الصوت البارد الذي قال ذلك يشبه المطر الذي يجعل الجسم يقشعر.
يتبع…..