Never saved you - 51
الفصل الواحد و الخمسون:
– ” إذا قمت بصياغته على هذا النحو ، فان الامر يبدو منطقيا . لكنني لا أستطيع قراءة أفكارهم ، لذا فانا غير متاكدة من ذلك “.
على الرغم من ان اوفيليا قد كانت حذرة من الموقف الذي اخذه كل من كورنيلي وينيت ، لكنها استمرت في قول ان الوضع لم يكن سيئًا كما توقعت.
– “ان كلاهما يعاملانك بلطف ولا يبديان اي حذر منك ، لذا فعندما يعودان ، قم باصطحابهما إلى مكان ما حتى تتمكنوا من التحدث اكثر . “
__”آخذهما بمفردي؟ و اين ستكونين انت ؟”
– “أحتاج إلى الذهاب إلى مكان آخر لفترة من الوقت. فقد مضى وقت منذ أن أظهرت ليليث نفسها “.
كما ان هناك بعض الأشخاص الذين تحتاج إلى التحدث معهم …
تمتمت أوفيليا بذلك ، ثم نظرت بعيدا لبرهة (كانت تفكر ) ، لكن نظرتها سرعان ما عادت نحوه.
– “ومن وجهة نظرهما ، فأنا مجرد دخيلة ، لذا فمن الأفضل أن ابتعد عنك قليلا ، فعندها سيكونان أقل تحفظا “.
أجابت أوفيليا بلامبالاة . و ظل تعبيرها ثابتاً ، و هي تعيد الخاتم الى إصبعها مرة أخرى و ترتب ملابسها.
و قد استمر ذلك الى ان قامت بربط زرين كانا مفكوكين فحينها قالت ، آه! ورفعت رأسها.
– ” أربما سالت ذلك ، لأنك تشعر بالحرج عندما تكون برفقة هذين الاثنين؟”
لم يجب الي. فهو لم يرد ان يخبرها انها محقة لأن ذلك قد كان سببا غبيًا و طفوليا للغاية.
لكنه لم يستطع إخفاء وجهه المحمر.
مدت أوفيليا يدها و لمست بها خد ألي. بما انه قد شعر بان يدها باردة. فما مدى سخونة وجنتيه؟
– “انهما يحبانك ، لذا لا تقلق .”
__ “في بعض الأحيان ، يكون العطف ( الخير ) مرعبا اكثر بالنسبة لي من اللؤم (الشر) ، يا أوفيليا.”
فاللطف يعمل على التغلغل الى ذات الشخص. من خلال التحكم في أفعاله وتقييده ، و يجعله يسال باستمرار عما إذا كان يتصرف مثل الأبله.
فحتى وان لو لم تكن العلاقة التي تربطهم رائعة ، فإذا ادار أحد ما رأسه ، فلسوف يرى عشرات الأشخاص الذين يحاولون دون كلل أن لا يفقدوا تفضيل الشخص الآخر.
__ “فبدل احترامي ( التعلق بي ) بهذه الطريقة … فانا أعتقد أنه من الأفضل لو انهما يرونني على نحو سيئ.”
– “إذا كنت شخصًا يمكن رؤيته بهذه الطريقة ، فذلك سيكون كافيا لهما لفعل ذلك . لذا لا تفكر بهذه الطريقة . ”
+ اي لو ان ينيت و كورنيلي وجداه يستحق الكره لقاما بكرهه و قد اخبرته على ان يتوقف عن التمسك بفكرته تلك.
فبغض النظر عما تفعله ، فشخص ما سيبقى دائما إلى جانبك.
عند الاستماع إلى هذا ، خفض الي نظرته دون ان يقول اي كلمة .
لم يكن واثقًا من قدرته على مواجهة أوفيليا. فما يفكر به لن يتغير حتى و ان علم انها قد كانت تقول هذا لمواساته فقط.
فقد كان يعلم انه اذا نظر في عينيها فأن ذلك السؤال سيفلت من بين شفتيه.
أوفيليا ، هل ستكونين الشخص الذي سيبقى بجانبي؟
‘ ليس بإمكاني قول هذا.’
ولهذا السبب ، لم يستطع ألي أن يشعر بارتياح تام بعد سماع كلام أوفيليا.
مثلما قالت ، فبغض النظر عما فعله ، فسيبقى هناك دائما أشخاص بجواره.
لكن ماذا لو ان الشخص الذي يريد بقاءه لم يكن موجودا بين اولئك الذين بقوا بجانبه؟
ماذا لو سئم و تعب ذلك الشخص منه ، لو ان ذلك الشخص قد كرهه ، مالذي سيفعل إذا رحل الشخص الذي يريده ؟
في النهاية ، لم يملك خيار آخر غير القيام بكل ما في وسعه لكي يبقيه بجانبه.
لذا أوما الي بإيماءة صغيرة وأجاب أوفيليا.
__ “سافعل ما بوسعي.”
* * *
و بالعودة إلى الوقت الحاضر –
فقد ندم اشد الندم على تفكيره المتغطرس.
-¥ ¢ “كيف كانت احوالك يا لورد أليخاندرو؟”
-¢ ¥ “هل بقيت طوال هذا الوقت في ميليست؟ الم تذهب من قبل إلى رونين ؟ “
_غير واضح اذا ما كان المتحدث هو ينيت او كورنيلي _
كان التعامل مع هذين الساحرين الصاخبين الذين يشبهان الكتاكيت صعبا للغاية . و ما جعله اصعب بشكل خاص هو أنهما لم يكونا على معرفة بالطريقة التي كانا يقفزان بها في أماكن مختلفة صعودا و نزولا.
+( اي انهما كانا متحمسين لذا فقد كانا يتكلمان حول العديد من المواضيع في آن واحد دون إدراك ذلك)
__ “لقد كنت أعمل كساحر في القصر الإمبراطوري لميلسيت. و قد سبق و ان زرت كشينت أيضًا ، لكنني لم أذهب قط إلى رونين “.
¥ “آه ، هذا سيء للغاية. فإذا ذهبت إلى رونين من قبل ، لتمكنت من مقابلتي! “
¢ “اللورد أليخاندرو ، هل قابلت ساحرًا قادما من برج سحري آخر؟”
عندما طرح كورنيلي هذا السؤال بنبرة مشرقة ، أجاب الي ، و هو يحاول بجد إرخاء لسانه والتحدث بشكل عادي ( اي ان يتحدث معه كصديق ) بدل التحدث بشكل رسمي.
__ “همم ، ميليست لا ياتي لها اشخاص من اماكن كتلك .”
فعلى الرغم من ان إمبراطورية ميليست قد كانت الدولة الأكثر نفوذاً في قارة ماينارد .
الا أن السحرة فيها لا زالوا غير قادرين الى الآن على امتلاك مكانة قوية .
¢ “لكن حتى و ان قابلت أحدهم ، فلن يكون من السهل التعرف عليك ، يا لورد أليخاندرو. فالسحرة ذو المراتب العليا هم فقط من كان مسموحا لهم بمقابلتك. هل تتذكر هذه الامور ايضا ؟ “
__ “لا ، أنا لا اتذكر ذلك … هل هناك مثل هذا الشروط لمقابلتي؟”
¥ “ليس حقًا ، الأمر فقط هو ان السحرة ذو المراتب العليا هم فقط من يمكنهم المشاركة رسميًا في الدراسات البحثية التي تخص الصيغ السحرية ، لذا … أوه!”
حينها اشرق وجه ينيت التي كانت تتحدث بشكل متهكم سابقا.
¥ “لقد تذكرت للتو ، لحد اليوم هل اجريت بحثا عن انشاء صيغة جديدة ، يا لورد أليخاندرو؟ إذا لم تفعل ذلك ، اذن لربما قمت بإجراء بحث حول طريقة لتحسينها ؟ “
¢ “اه صحيح! لقد قمت بجمع الاسئلة التي أردت أن أسألك عنها بمجرد عودتك ، يا لورد أليخاندرو! “
أضاف كورنيلي سؤالا فوق سؤال ينيت ثم أخرج حقيبته.
قول انه ساحر ذو رتبة عالية لم يكن مجرد مبالغة لا صحة لها . فقد قام بفك رباط حقيبته وأخرج محتوياتها واحدة تلو الأخرى.
¢ “اعتقدت أنه يجب علي أن أحضر الأشياء التي كُنْتَ تبحث عنها قبل أن تغادر البرج ، ولكن بما أنك ستعود إلى البرج لاحقًا ، فانت ستراها هناك !”
¥ “هل من الممكن أن تتوقف عند البرج لتلقي بعض الأسئلة التي يمكنك الإجابة عليها؟ فلدي الكثير من الأسئلة أيضًا. فانا أحاول تحسين المصفوفات لدائرة النقل الفوري ، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي لا يمكنني اكتشافها … “
انضمت ينيت أيضًا إلى وابل الاسئلة التي كان يطرحها كورنيلي، فقد أخرجت بعض الأوراق و بدأت تكتب عليها . و قد كان ما كتبته عبارة عن اجزاء من الدائرة السحرية التي كانت تتحدث عنها.
مثل الطلاب المتحمسين المليئين بالفضول ، تجاذب كل منهما أطراف الحديث فيما بينهما ، وفي النهاية اتفق كلاهما على امر واحد.
¢+¥”هل يمكنك إلقاء نظرة على هذا ، يا لورد أليخاندرو؟”
و هو انه ، إذا كان هناك شيء لا يعرفانه ، فسوف يسألان الي عنه.
و قد كانت المشكلة أن الي ، الذي كان يستمع إلى محادثتهما ، قد بدأ في الانسياق معهما لأنه كان مهتمًا بالموضوع.
فقد كانت الصيغ على الأوراق التي يرينها له تبدو مثيرة للاهتمام حقا .
و إذا حدث و ان رات أوفيليا هذا المشهد ، لوخزته وطلبت منه التركيز على الحصول على المعلومات عن البرج السحري و الامور التي يفعلونها .
__ “اذ…اذن دعني ألقي نظرة.”
فمثلما كان فضوليًا بشأن الذكريات التي فقدها ، فقد كان مهتمًا أيضًا بمواد البحث التي جلبها هذان الساحران معهما .
فالنظر إلى هذه الاشياء اولا لفترة وجيزة لن يعود باي ضرر ، فبامكانهم بعد ذلك مواصلة الحديث عن البرج مرة أخرى.
كان ضمير الي يؤنبه عندما قام بقبول كومة الوثائق التي اعطاها له كورنيلي ، لكنه حاول تجاهله.
__ ‘”هل كل هذه الاوراق هي مواد بحثية فقط ؟”
¢ “أوه ، لقد اختلطت معها بعض الاوراق المتنوعة ، لكن اغلبها عبارة عن بحوث “
كان كورنيلي على حق. فبعد الاطلاع على عدد قليل من الصفحات ، وجد أن جميعها عبارة عن بحوث.
كان كورنيلي يبكي في كثير من الأحيان أثناء إجراء بحوثه (وجد علامات الدموع في الاوراق ) ، بل و إنه قد كتب حتى ملاحظات كانت تبدو اقرب الى شكاوي.
「إذا كان اللورد أليخاندرو هنا…」
「هل ينيت على معرفة بهذه الصيغة؟ فقد حان موعد وصول رسالتها. 」
「آه ، رأسي يؤلمني. 」
و التي قد كانت في الغالب أمورا قالها لنفسه.
قام الي بقلب الصفحات ، و هو يبتسم دون ان يدري.
و حينها لفتت انتباهه ملاحظة محددة.
「 ان اللورد ميروزيا مخطئ. ذلك الشخص لم يستخدم السحر الأسود. 」
「 لا أحد الآن بامكانه حل هذه المشكلة ، غير ذلك الشخص …」
عند تصفح ذلك، تجمدت نظرة الي فجأة.
لقد وجد دليلا غير متوقع.
‘ ذلك الشخص’ والسحر الأسود.
لا يمكن لالي ان يفوت هذا.
حام بنظراته فوق تلك المذكرة.
‘ هل توصل اغلب اناس البرج إلى افتراض أنني قد استخدمت السحر الأسود؟’
ألا أن ، الي لم يكن يعرف اي شيئ عن السحر الأسود.
لم يكن متأكدا من معرفته بذلك في ماضيه ، فمن المحتمل ، بطبيعة الحال أن تكون معرفته بالسحر الأسود قد مُحيت أيضًا مع ذكرياته الأخرى التي تم ختمها.
ومع ذلك ، فقد كان الي يعرف ما قد يحدث للسحرة الذين يقومون بلمس السحر الأسود.
‘ ستُلتهم أرواحهم ، كما ستتلطخ المانا الخاصة بهم بطاقة غير مستحبة ( سوداء او سلبية ) .’
فإذا التهم السحر الأسود روح المرء ، فهذا يعني أن طبيعة مانا خاصته ستتغير ايضا.
لكن على اقل تقدير ، فقد شعر الي بان المانا خاصته لم تكن ملطخة باي طاقة ، لذا فقد كان واثقًا من كونه ساحرا لم يلمس السحر الأسود ابدا.
لذا ، فما لفت انتباهه الان لم يكن مجرد سوء الفهم الذي وقع ضحيته.
‘ الآن أنا أعلم.’
يمكنه الآن أن يخمن لماذا انفجر كورنيلي بالبكاء في اللحظة التي رأى فيها ألي.
فلم يكن ذلك راجعا لاشتياقه لالي فقط.
‘ ربما كان قلقًا من أنني قد اكون موصوما بالسحر الأسود.’
فقد تمكن كورنيلي بالشعور بالمانا المنبثقة من الي .
¢ يا له من ارتياح . يا له من ارتياح كبير …
تمتم كورنيلي بذلك ، و هو يبكي ملء عينيه. في ذلك الوقت ، اعتقد ألي أن كورنيلي قد شعر بالارتياح لأنه بخير ، لذا لم يفكر كثيرًا في الأمر.
‘ هناك جزء اخر هنا .’
اللورد ميروزيا؟ لا أحد يمكنه حل مشكلة؟
هل هناك مشكلة في البرج السحري؟
‘ فلنلقي نظرة على الجانب الآخر.’
قام بقلب الصفحات و هو يتظاهر بانه لم يجد ما يبحث عنه.
و لكن حتى بعد ان وصل إلى الصفحة الأخيرة ، فهو لم يجد اي ملاحظات اخرى.
في النهاية ، توجب عليه أن يسأل الشخص الذي كتب تلك الملاحظة شخصيًا .
بعد وضع المستندات ، فتح الي شفتيه بهدوء و قال .
__ ” قرأت كل شيء. لقد درست بجد ، يا كورنيلي “.
¢ “ا – أنت تبالغ! هذا لا يعد شيئا كبيرا . فقد قمت فقط بجمع الصيغ! “
__ “هل ساعدك شخص ما في ذلك؟”
ملاحظة :
الأشخاص الذين يستعملون السحرة الاسود طاقتهم السحرية تتغير بحيث تصبح ملوثة او فاسدة ، لكن طاقة الي لم تتغير ، لذا فهذا يعني انه لم يستخدم ذلك السحر ، فهذا ما جعل كورنيلي يفرح بعد لقائه.
يتبع…….