Never saved you - 50
الفصل الخمسون :
القت ارييل نظرة خاطفة على الأمواج ثم تابعت كلامها.
^ “لقد اتيت إلى هنا بسبب الحاح السلطعون الناسك ، لكن يجب علي أن أعود سريعًا فقد تلحظ أخواتي غيابي.”
∆ “لا داعي للقلق بشأن ذلك . فلم يمض وقت طويل منذ أن عادت اخواتك الى تحت الماء بعد ان تناقشن حول ما يجب عليهن فعله لإيقافك “.
^ “هل رأيتهن ؟”
∆ “اتعتقدين انني كنت لاتصل بك لو انني لم ارى ذلك؟”
على وجه التحديد ، لقد كان سانتي يحاول فقط اثارة اعجاب أوفيليا ، لكنه قد كان يكذب عليها بدون ان يرف له جفن.
إلى جانب ذلك ، فقد توصل إلى طريقة تجعل هذا الوضع اكثر متعة .
فقد تمكن سانتي من تخمين بعض الامور ، بعد ان اتضح له أن أوفيليا قد عادت بالامس في الوقت المناسب تماما.
+ اي انها قد عادت قبل ان تطرح عليها ارييل اسئلة اكثر.
‘ بالطبع ، يبدو أن أوفيليا لا تريد ان تتحدث كثيرا عن العودة إلى الماضي. ‘
لكن سانتي كان يمتلك خبرة .
بالطبع ، لم تكن لتقارن بخبرة حكماء (شيوخ ) السيرين ، لكنه عاش لوقت طويل ، لذا فيمكنه أن يخمن الكثير من الامور حتى و ان لم تكن قد قيلت .
الامر الاول ( الذي اخفته اوفيليا ) ، يتعلق بسبب ذهاب أرييل إلى الأرض وموتها .
لربما شعرت ارييل بذلك نوعا ما ، لكن الامر قد كان مرئيا بوضوح لعيني سانتي.
‘ لابد من انه قد تم استعمال السحر الشرطي ‘
كون تغيير الكائن الحي لنوعه أمر غير معقول ( طبيعي ) ، فان السحر المستعمل هو السحر الشرطي لانه النوع الوحيد من السحر الذي بامكانه معارضة الطبيعة.
لكن ،أرييل قد فشلت في تحقيق الشرط ، مما أدى في النهاية إلى وفاتها.
‘ و لابد ان أوفيليا قد كانت المسؤولة على ذلك. ‘
لم يكن سانتي يعرف الكثير عن حوريات البحر ، لكن الامر قد كان واضحًا له.
و قد اسرته معرفته بذلك ، فلطالما كان سانتي فخوراً بذكائه الحاد.
لكن هذه ليست المشكلة الحقيقية.
فالمشكلة الحقيقة تتعلق بالتغير السريع الذي طرأ في تعابير وجه أوفيليا عندما رأت ذلك الرجل ذو الشعر الأسود ، فقد بدت كما لو أن شوكة قد غرزت في عنقها.
لم يعجب ذلك الامر سانتي – على الرغم من انه لم يحدد الجزء الذي لم يعجبه بالتحديد.
هل كان ذلك بسبب أن الجمر (اللهيب ) الأزرق ، الذي كان يشع على الدوام داخل عينيها ، قد تلاشى؟ أم لأن الباب ، الذي كانت تحرص على غلقه دوما ، قد إنفتح للحظات أمام ذلك الرجل؟
لا يهم الآن ، فكل شيء لا يزال على ما يرام . لكن سانتي قد أراد إزالة ذلك الرجل من جانب أوفيليا.
فعلى الرغم من أن ذلك الرجل قد كان أصغر من سانتي بخمسين عامًا تقريبا ، إلا أن هذا السيرين بامكانه أن يفجر رأس ذلك الرجل على الفور.
+ اي على الرغم من ان سانتي اكبر الا انه لا يزال اقوى.
‘ آه ، أنا أيضًا واقع في مشكلة.’
على الرغم من انه رئيس السيرين ، الا انه قد أصبح شخصا عاطفيا للغاية.
+ اي بما انه رئيسهم فسيكون قاسيا و اكثر انضباطا و تحكما في مشاعره الا انه قد اصبح عاطفيا.
طقطق سانتي بلسانه ( صوت يصدره الشخص بالضغط اللسان على الاسنان و هو دليل على نفاذ الصبر ) ، على الرغم من انه لا يزال يضع ذقنه في يده ( اي انه لا يزال يفكر ) ، و قد اظهر تعبيرا جيدا. (لانه توصل الى شيء ما )
∆ “بينما كنت أستمع إليك ، خطر لي فجأة أنه بامكاني مساعدتك.”
^ ” لقد سمعت انه لا يجب علي ان أصدق ما تقوله أسماك الانقليس و السرين .”
∆ ” اذن فهذا يعني انه لم يكن عليك القدوم الى هنا منذ البداية ، بغض النظر عن الشيء اللعين الذي اخبرك به السلطعون الناسك ”
ابتسم سانتي ، وهو يرفع شفتيه الى الاعلى.
كان الامر مثلما قالت أرييل ، فحوريات البحر لم يكن ليخفضن حذرهن تجاه السيرين.
لكن و مع ذلك ، فقد اتت آرييل إلى هنا.
∆ “لابد أنك قد كنت فضولية بشأن ما اردت قوله لك . ان نظرتك المحدودة ( منظورك الضيق ) هذه لن تمنحك إجابة عن كيفية الذهاب على الأرض “.
+ اي اعتبارها للسيرين كاعداء و الاحتراس منهم.
^”لكن أنا-“
∆ “هل أنا مخطئ؟”
صمتت ارييل عندما طرح سانتي سؤاله ، و قد بدت غاضبة قليلاً ، لكنها فتحت شفتيها مرة اخرى ، بعد ان ارتطمت الأمواج بالشعاب المرجانية ثلاث مرات.
^ “…أنت على حق.”
∆ “من الجيد أن تكوني صادقة. “
^ “لا املك خيار آخر. أنا متأكدة من أن أخواتي لن يعلمنني أي سحر . فهن لم يقمن حتى باخباري بمكان البرج السحري بسبب خوفهن من أن أتحدث مع السحرة ! “
∆ “نعم ، يبدو الأمر كذلك.”
حينها ، ابتسم سانتي وتحدث بصوت أكثر هدوءًا.
∆ “أرييل ، أعرف ساحرًا بامكانه ان يجعلك تذهبين الى الأرض.”
* * *
في الوقت نفسه تقريبًا ، في قلعة لادين –
كان الساحر العظيم الذي يتحدث عنه سانتي محاطا بساحرين شابين آخرين.
+ المقصود الان هو الساحر الذي اخبر سانتي ارييل بانه سيساعدها على العيش في الارض و الذي هو الي.
كان احدهما ينيت ، التي كانت تحاول دون جدوى اخفاء حماسها تحت قناع اللامبالاة.
اما الشخص الآخر فلم يستطع حتى إخفاء فرحته .
¥ “كورنيلي ، ابتعد أكثر . ما الذي سنفعل في حالة ما اذا كان غباؤك معديًا ، و قام بالتاثير على اللورد أليخاندرو؟ “
¢ “لكن لا يسعني حقا ان أصدق أنني قد تمكنت من رؤية اللورد أليخاندرو مرة أخرى. يا ينيت ، أنا لست احلم ، أليس كذلك؟ “
¥ “لماذا تسأل ، اتريدني أن أركلك ؟”
¢ “آه ، لا ، يبدو أنني ليست احلم. شكرا لك على عرضك الكريم “.
كورنيلي الذي كان شابًا شبيها بجروٍ منفوش ( اي وبره كثير ) ، لم يستطع أن يرفع عينيه عن الي و هو يتكلم.
اما الي الذي كان محصورا بين هذان الاثنان اللذان كانا يظهران احتراما شديدا له ، فقد كان يختبر ما يقصده الناس بالموت بسبب ثقل كاهلهم .
‘أوفيليا …’
مثل طفل ضائع يبلغ من العمر ثلاث سنوات يبحث عن والدته ، فقد افتقد الي أوفيليا الآن أكثر من أي وقت مضى.
لقد افتقد أوفيليا كثيرًا لدرجة أنه قد شعر بالرغبة في البكاء.
‘ كيف تحملت هذا قبل أن أفقد ذكرياتي؟’
لم يستطع فهم ذلك مهما فكر في الأمر. لكن من ناحية أخرى ، فقد شعر كما لو انه قد أصبح بعيدًا عن نفسه السابقة بخمس خطوات ، و قد بدأ شعور الاغتراب هذا بالنمو رويدا.
بدأ هذا الوضع منذ حوالي نصف ساعة-
فقد تمكنوا من إيجاد كورنيلي بسهولة عندما عادوا إلى قلعة لادين.
و قد كان ذلك بسبب ان ينيت قد القت على الفور تعويذة لاكتشاف و التعرف على مانا كورنيلي ، الذي تم عثروا عليه و هو يتجول حول القلعة بقلق.
¢ “لقد اتبعت اقتراح سانتي و اتيت طوال الطريق إلى هنا ، لكنني قد كنت أتجول حول جدار القلعة لأنني لم أعرف كيفية الدخول. شكرًا لقدومك لإحضاري !”
انحنى كورنيلي بأدب و هو يقول هذا.
من شعره الملون بلونه القمح وعينيه المستديرتين ، فقد بدا كشاب لطيف و خلوق مثلما تعبر عنه نظراته .
بعد ملاحظة السلوك الحيوي و النشيط لهذا الشاب ، شعر الي بالارتياح دون وعي منه .
‘ انت بالتاكيد لن تبالغ في تبجيلي مثلما تفعل ينيت .’
اطلق الي تنهيدة خفية تدل على ارتياحه و هو يتذكر تلك التجربة الخانقة التي مر بها في الغابة.
+ عندما تجمد في الفصل السابق بسبب احترام ينيت المبالغ الذي لم يكن معتادا عليه.
_صوت سقوط ._
ولكن ذلك لم يدم ، فبجانبه حيث كان كورنيلي واقفا ، دوى صوت مفاجئ.
الصوت الذي اصدره كورنيلي الذي ركع.
¢ “لورد أليخاندرو …”
وبدأ بالصراخ.
في الوقت السابق لم يُظهر الاحترام المفرط تجاه الي لانه لم يقم بإظهار شخصيته الحقيقية.
و كذلك بسبب إدراكه المتأخر بعض الشيء بأنه قد وجد الي حقًا.
سارعت ينيت نحو كورنيلي ، و هي مرتبكة بسبب بكائه المفاجئ.
¥ “لماذا تبكي؟ لقد قابلناه أخيرًا! “
¢ “لا أصدق أنني أرى اللورد أليخاندرو مرة أخرى … لم أعتقد أنني سأراك مرة أخرى _ هيك (صوت البكاء ) _!”
لم يستطع كورنيلي التوقف عن البكاء. حتى بعد أن ضربته ينيت على ظهره.
و نتيجة لذلك ، فقد كان الي هو الوحيد الذي شعر كما لو انه قد فارق الحياة بالفعل ، بالإضافة إلى أن ذلك قد جعله متوترا جدا .
توسطت أوفيليا أخيرًا لكي تحل الموقف.
-“آنسة ينيت ، أعتقد أن السيد كورنيلي بحاجة إلى الهدوء. لماذا لا تأخذينه إلى صالة الطعام؟ “
مع وجود الي المضطرب بجانبهم ، فقد أثار السحران ، اللذان كانا يمتلكان موهبة خارقة في إحداث الضجة ، ضجة كبيرة.
و من المضحك أن الوضع قد اصبح اكثر تنظيما بقليل ، في اللحظة التي تحدثت فيها أوفيليا .
– “قد يكون من الصعب تأكيد هويته و هو في هذه الحالة. لذا فمن الأفضل الذهاب إلى قاعة الطعام و شرب بعض الماء أولاً كي يهدأ قليلا “.
¥” أعتقد أننا يجب أن نفعل ذلك. في اي اتجاه هي قاعة الطعام؟ “
– “من ذلك الطريق. انعطفِ نحو اليمين بعد المرور بغرفتين”.
¥ “حسنًا ، سأعرف ذلك عندما أراه. شكرا لك على التعليمات.”
قالت ينيت هذا ، ثم أمسكت بمعصم كورنيلي – الذي كان لا يزال غارقا في دموعه – و انتقلت عن بعد .
تحدثت أوفيليا عندما بقيت بمفردها مع الي في الردهة ، و قد اصبح وجهها خال من الابتسامة.
-“الآن أنا أعلم.”
__ “ما الذي تتحدثين عنه؟”
– “لقد احتجت لبعض الوقت لمعرفة طبيعة شخصياتهما .”
كانت هذه النبرة التأملية مختلفة تمامًا عن الصوت اللطيف الذي تحدثت به مع ينيت و كورنيلي سابقًا ، لكنها كانت نبرة مالوفة اكثر بالنسبة لالي.
– “كنت قلقة من أنهما سيكونان حذرين بشانك ، لكن الامر ليس كذلك.”
__ “كنت تعتقدين أنهما سيكونان حذرين مني؟ حتى عندما طلبت مني أن أثق بك وقلت إنه لا بد من أنهما قد افتقداني كثيرا ؟ “
“بالطبع ، أتذكر أنهما كانا يعاملانك بود. ولكن قد تكون هناك استثناءات “.
ضيقت اوفيليا عينيها و هي تنظر نحو قاعة الطعام .
– ” لقد اعتقدت أن هنالك خطأ ما عندما أخبرنا سانتي بهوية الشخص الذي ارسله البرج . فأنت سيد البرج السحري ، كما انك ساحر يتمتع بالقوة الكافية للسيطرة على المحيط في لحظة “.
فلماذا قد يرسلون مجرد ساحر أخرق ميال لارتكاب أخطاء حتى في الحسابات الأساسية؟
طرح الي سؤالا وهو يميل رأسه إلى الجانب.
__” اليس الامر عاديا ، كون سحرة البرج مجموعة من الأشخاص غير المستعدين للذهاب خارجا ؟”
– “بالطبع هذا ما قد يعتقده أي شخص ، لكني أشعر بقلق أكبر لحقيقة أنه قد تم محو ذكرياتك ونفيك من قبلهم .”
__ “إذن لعل ذلك راجع لكوني قد ارتكبت جريمة ما ؟”
يتبع……