Never saved you - 5
-ما الذي تريد مني أن أشرحه لك ؟
__كيف سترجعين ذكرياتي؟”
-أوه ، سأخبرك كيف تقوم باستعادتها . لم أخبرك أنني من سيرجعها لك .
__هل تمزحين معي؟
– انا لا امزح ، جرب الاستماع إلى كلامي حتى النهاية، قلت لك إنني سأساعدك على استعادة ذكرياتك . فانا أعرف شخصًا يمكنه ارجاعها اليك .
كانت حدة حديثهما تتأرجح صعودا و نزولا كامواج البحر .
في تلك اللحظة ، وفجأة ، أدرك الي ان هذه المرأة قد جعلت عقله فارغا عدة مرات ، لكنه استمر في الاستماع الى كلامها
فقد بدت من طريقة كلامها أنها لم تكن تكذب. لربما يمكنها حقا أن تساعده على إيجاد ذكرياته .
القت رموش الي بيضاء اللون ظلال سوداء طويلة على وجنتيه وهي ترفرف للأسفل ، عندما قام بأغلاق عينيه ، وقد بدا حينها كتمثال من الرخام .
واصل الي كلامه بنظرة قاتمة على وجهه .
__هذا الشخص الذي تقولين ان بامكانه ارجاع ذكرياتي., هل هو شخص أعرفه؟
-لا أستطيع أن أخبرك ذلك.
تجهم وجهًه مرة أخرى. لكن و مهما بدا الي غاضبا من أوفيليا ، فقد حافظت هي على تعبير هادئ.
– لن أخبرك كل ما في جعبتي الآن.
__ اي انك تنوين جعلي مدينا لك
– نعم ، هذا ما اريده .
على الرغم من ان آلي بدا على وشك أن يضحك بانفعال على أوفيليا لأنها كانت تكذب بوضوح ، فإن تعبيرها بقي هادئا تمامل مثل صوتها الهادئ.
ومع انها كانت تحافظ على جديتها، فقد شعر آلي بطريقة ما انها تبتسم ، عندما التقت نظراتهم.
هل كان ذلك بسبب عدم مبالاتها … فقد صدقها و نسي حقيقة أنها كانت نفس المرأة التي رمت نفسها بجرأة من فوق الشرفة فقط منذ لحظات؟
أم كانت نبرة صوتها هي التي جذبته و جعلته غير مركز على ذلك ؟
لكن تساؤله لم يدم طويلا فقد تمت الإجابة على ذلك في الحال.
فعندما التفتت عيناها الزرقاوتان، الشبهتان بالبحر نحوه ، ادرك السبب .
– بعد غد، سنلتقي في لادين مرة أخرى، حينها سأخبرك كيف ساساعدك .
بدت لطيفة حتى مع نظرتها غير مبالية.
شعر عندها بمزيج من الشوق و الالفة فقد بدت و كانها تحيي صديقا قديما لها ، و كأن تلك العينين الزرقاوتين كانتا تقولان ‘ أنا سعيدة برؤيتك مرة أخرى ‘
ما فائدة الشك بما هو ظاهر أمامه؟
“آه”
في النهاية، اطلق آلي تنهيدة و دفع شعره الى الوراء ، وقال :
__حسنا. كيف يمكن لساحر مثلي أن يكذب كلمات سموك؟
-لقد كنت مقنعا وانت تتظاهر بأنك لا تعرفني .
__ لنقل أنني تاكدت من ذلك للتو ، سموك”
اقترب آلي من أوفيليا، ثم فتح قبضته التي كانت مغلقة في السابق. وقد كان في راحة يده خاتم يشبه الخاتم الذي كان يرتديه في اصبعه .
– ما هذا؟
__انه تهديد.
على الرغم من انها نظرت اليه بفضول متسائلة عما يقصده ، الا انه لم يجبها بل و طلب منها مد يدها في المقابل .
وضع الخاتم في اصبعها و سرعان ما تحولت الحلقة التي بدت كبيرة جدا الى مقياس يناسبها تماماً .
__ هذا لكي لا تصابي بدوار البحر في طريقك الى لادين .
– واذا لم أصب بدوار البحر في الاصل ، فماذا سيحدث؟
__ من يدري
قبّل الي يدها بهدوء من فوق الخاتم، ثم رفع رأسه.
ابتسم وهو يبدو مستمتعا برؤية تعبيرها ثم قال :
__ أنا أيضاً ليس لدي نية لأخبارك كل شيء .
كان الي متاكدا من انها ستفهم ما يقصده ، لذا رحل بدون اضافة اي شيء .
لم تتفاجأ بذلك ، فقد كانت تعرف شخصيته .
___________
بعد أن تُركت أوفيليا وحدها ، نظرت الى اصبعها و هي تمشي في الحديقة .
‘خاتم؟’
حاولت نزعه فلم تتمكن من ذلك .
كانت تعلم أن الي لا يثق في الناس بسهولة ، لذلك فقد توقعت انه سيفعل هذا .
“أنا لا أهتم”.
فلم يكن لدى أوفيليا أي خطط لخيانته على أي حال ، لذلك لم تحاول نزع الخاتم مرة اخرى .
الشيء الذي يجب ان تهتم به الان هو مساعدته على استعادة ذكرياته.
شعرت اوفيليا بالاسف على ما قالته لالي، و لكن يجب عليها ان تفكر في نفسها كذلك.
فبمجرد أن عرفت أن هذا ليس حلماً …و في اللحظة التي شعرت فيها انها لا ترغب بالموت …
أدركت
انها تحتاج لإيجاد طريقة ما للنجاة .
فلم يكن لدى اوفيليا مستقبل ، لو انها لم تقابل ايان في الماضي . فقد عاشت حياة خالية من الامل ، لدرجة انها كانت تعتقد ان افضل ما قد يحدث لها هو ان يتم بيعها لرجل نبيل مسن في زواج مدبر.
لم يتغير اي شيء عندما عادت الان الى الوراء .
فإذا لم تتزوج من إيان مرة أخرى، فمن الطبيعي أنها ستجبر على القيام بزواج مدبر .
وقد كان من الصعب عليها بدا حياة جديدة بعيدا عن لقب أميرة إمبراطورية ميليسيت ، مادامت موجودة في هذه القارة .
لكن ماذا لو رحلت بعيدا ؟
ماذا لو رحلت إلى مكان حيث لا يمكن فيه التعرف عليهااو ايجادها ، الى مكان ليس له علاقة باي بلد او حضارة ؟
هل يوجد مكان مثل هذا حقا ؟
….تذكرت انه كان هناك واحد..
كان في وسط البحر ، و قد كان من الصعب الوصول اليه فهو محاط بالعديد من الحدود التي ليس من السهل اجتيازها ….
“أوفيليا ميليسيت”
توقفت عند سماع الصوت الذي ناداها فجأة.و عندما استدارت، رأت وجه الرجل الذي حطمها .
_ اذا فقد كان ما رايته في الشرفة قبل قليل صحيحا ، لقد ظننت اني كنت اتخيل ، انا سعيد لأن شيئا خطرا لم يحدث لك .
رات وجه الشخص الذي سخر منها ذات مرة .
وجه الرجل الذي أحبها ذات مرة، والذي أحبته هي بدورها أيضاً …
“الدوق الأكبر رونان”
كانت تامل ان اعينهم لم تلتقي قبل سقوطها ، كانت تتمنى انها تخيلت ذلك فقط .
لكن متى انحاز العالم إلى جانبها؟
كانت أوفيليا ممتنة لأنها استطاعت السيطرة على دموعها . بينما تنظر إلى الرجل الذي كان يسير باتجاهها.
شعر أسود ، وجه جميل ودود و عيون مشرقة ، كان مظهره هو ما سهل على الجميع تكوين انطباع جيد عنه .
لكن (أوفيليا) عرفت ما يوجد وراء ذلك …
_ أتعرفين من أنا؟
وكلما ابتسم، كان يبدو ألطف حتى من شمس الربيع.
كما لو ان وجهه البارد المخيف الذي يخفيه كان كذبة، فقد كان يلبس قناعا ودودا امام الذين من حوله .
-من المستحيل أن اكون لا أعرفك. فأنت أهم ضيف في هذه المادبة .
_إن هذا لشرف لي . فقد اعتقدت أنك لا تعرفين من أنا لأنك لم تتحدث معي في الداخل .
لم تحدث هذه المحادثة في الماضي ،لذا لم تتوقع ان يتحدث معها .
حبست اوفيليا أنفاسها في كل مرة تتحدث فيها حتى لا يرتجف صوتها .
– هل كنت تنتظر ان أتحدث معك ؟
_هل يبدو أنني لم أفعل؟
_ لكن لا يوجد اي سبب لنا لنتحدث.
في الماضي ، لم يكن قد حدث انهما تحدثا معا ، قبل ان يبدأ باظهر اهتماما لها في لادين ، و كان ذلك فقط لانه ظن أنها انقذته .
‘ اذا كنت تعلم الحقيقة من البداية ، لما اقتربت مني ابدا ‘
كان هنالك احساس مرير في حلقها .
إذا لم تكن قد قابلت نظرته في قاعة الحفلات ، لم تكن لتصطدم به هنا. لكن الأمر حدث ولا يمكن الرجوع عنه . و إذا أرادت إلقاء اللوم على شخص ما ، فيمكنها فقط أن تلوم نفسها لأنها لفتت انتباهه إليها بذلك الشكل.
حسنا ، لربما يكون فقط متفاجئا مما رآها تفعله .
لم تكن اوفيليا تريد ان تعطي الامر اكثر من قيمته ، لذا اطلقت نفسا خفيفا ، و حاولت ان لا تعقد الامور .
-… على أي حال ، شكرا لاهتمامك. أتفهم أنه لا بد من انك تفاجأت لرؤية شخص يقفز من الشرفة “.
_نعم لقد تفاجأت فهذا ليس مكانًا جيدًا للانتحار .
-لم تكن نيتي ان انتحر . فكما ترى أنا بخير ، لذا إذا لم يكن لديك أي عمل معي ، هل تمانع إذا غادرتُ أولاً؟ “
فقد كان يجب عليها ان تغدر قبل ان تفقد رباطة جأشها، ثم اكملت حديثها بصوت جاف.
-وجودك معي هنا سيوقعك فقط في المشاكل فقط .
كان إيان سريع البديهة لذا كان عليه ان يدرك انها لا تشعر بالراحة حوله ، كما انها تاكدت من جعل المر واضحا للغاية .
‘لا يوجد سبب يجعلني أتمسك بها في المقام الأول … ‘
هو بالتأكيد لم يكن مهتماً بها في البداية .
فقد استمر مساعده في اظهار صور الشخصيات الرئيسية في الأسرة الإمبراطورية امام وجهه ، مشيرا إلى معلوماتهم الشخصية قائلا أنه يجب عليه تذكرهم .
كان انطباعه الأول عندما رأى صورتها أنها تبدو لطيفة.
و ان شعرها الأحمر النادر يميزها .
ولكن بعد ان رآها في الحفلة فقد ادرك أن الرسام لم يلتقط جوهر أوفيليا بشكل صحيح في تلك الصورة .
قد يكون ذلك هو أحد أسباب التي لفتت بها انتباهه ، لكن السبب الوحيد الذي جعله يتبعها إلى هنا.
هو تلك النظرة التي رآها في عينيها قبل أن يُغلق باب الشرفة.
شعر حينها بالفضول حولها .
شعر أنه يجب أن يرى نظرتها تلك مرة أخرى .
كان هذا هو السبب الذي جعله يغادر القاعة وهو يعلم تماما ان مانيش سيمسكه لاحقا من ياقته . لكن المرأة التي رآها الان عن قرب كانت أكثر تألقاً مما كان يظن .
نظرتها غير مبالية. نبرة كلامها غير مبالية . جعلتها تسيطر على اهتمامه .
كان يعلم أنها تريد أن تغادر على الفور، وكان من الطبيعي أن يتركها تذهب، لكنه أعطاها إجابة نادرة ملتوية.
_ و إذا لم أرحل بعد أن طردتني ، فماذا ستفعلين ؟
-ألم تحضر الحفلة مع مساعدك؟
_ كيف علمت ذلك؟
– كان هناك شخصين فقط بشعر اسود بين جميع الضيوف.
كان معروفا للجميع أن سكان مقاطعة رونين لديهم شعر أسود.
– مساعدك يبدو صارما جدا. ألا بأس بوجودك هنا؟
_ لديك نظرة جيدة للناس. أنا متأكد من أنك لم تسمعنا نتحدث من قبل ، ولكنك خمنت انه صارم على الفور .
– أنا سعيدة أن ملاحظتي كانت صحيحة
بدل القول انها تملك نظرة جيدة على الناس لم تستطع اوفيليا ، ان تقول أنها قد التقت مساعده شخصيا في الماضي .
لكن ما كانت تحاول معرفته هو سبب إصرار إيان على التقرب منها و التحدث معها .
بدت اوفيليا هادئة من الخارج ، ولكنها شعرت في داخلها كما لو أنها على وشك الانهيار.
كلما اقترب إيان منها ، كلما اصبح صوته اقرب و كانه يهمس في اذنها .
_كما قلت سابقا ، لم يكن ليتذمروكثيرا في العادة، لكن إذا لم اعد الآن، فأنا متأكد من أنه سيمسك بي من ياقتي و يطلب مني تفسير سبب اختفائي .
نفس الكلمات الحلوة الحادة التي قالها في الماضي و التي جعلتها تشعر كأنها تمشي على قشر البيض ( متوترة ) .
لم تدرك أنه اقترب منها كثيرا ، الا حينما مد يده، و نظر الى عينيها وقال
_ لذا أوفيليا، أنا آسف، ولكن …
أصابها القلق.
“إذا أخبرتُك انني اريدك ان اكون هنا و انني لا اهتم اذا وجدني مساعدي و جرني من ياقتي … هَلْ سَيَكُونُ ذلك سبباً كافياً للتَمَسُّك بك؟”
عرفت اوفيليا تلك النظرة.
كانت نفس النظرة التي نظر لها بها عندما التقيا في لادين في الماضي.
و عندها اقترب ايان من أوفيليا بلا تردد و …