Never saved you - 49
الفصل التاسع و الاربعون:
¥ “التخطي هو ما ندعوه بالتنقل آنيا لمسافات محددة رويداً رويداً ، و بما انه من الخطر القيام بذلك على الماء ، فهو سيستغرق وقتًا أطول قليلاً لكونه سيفعل ذلك بالمرور عبر اليابسة “.
+ التخطي : اي بسبب كون المسافة قصيرة فالسحرة يطلقون على هذا النوع من النقل الاني تخطيا ، في الفصل السابق ، قي الفصل السابق ظننت انها كانت تتحدث عن اسقاط الإحداثيات ، لذا فالترجمة الاصح هي التخطي.
الامر ليس اكيدا ، لكن يبدو أن المسافة بين البرج وهذا المكان طويلة نوعا ما.
لم يكشفوا علانية عن مكان البرج ، لربما كان هذا كل ما يستطيعون قوله.
+ اي ينيت و سانتي لم يتحدثا عن موقع البرج لكنهما عبرا عن كونه بعيدا للغاية.
بعد تفكير موجز خطر لاوفيليا ان موقع البرج قد يكون في وسط البحر ، لذا سألت.
– ” اذن كم من الوقت قد يستغرق للوصول ؟”
¥ “لست متأكدة ، لربما سيصل اليوم اذا كان سريعا ؟ بالمناسبة ، في أي اتجاه هي القلعة؟ فانا جائعة بسبب انني لم أتناول أي شيء بعد. بالاضافة الى ذلك فانا أعتقد أنني بحاجة للاسراع قدر المستطاع لكي انقذ دوق رونين الاكبر “.
هاااهم (صوت التثاؤب ) . تثاءبت ينيت على نطاق واسع بمجرد ان انهت كلامها.
لربما لم تكن مسالة موت او عيش دوق كبير رونين ، والتي من المفترض أن تكون الهدف الاساسي لزيارتها ، امرا مقلقا لينيت منذ البداية.
كانت أوفيليا على وشك قول شيء لينيت ، ولكن في تلك اللحظة –
∆ “أوفيليا.”
همس سانتي بهدوء.
∆ “يمكنني أن أشعر بوجود سحري غير مألوف حول القلعة. أليس من الأفضل الذهاب الى هناك فورا ؟ “
– “سحر غير مألوف؟”
∆ “نعم. لا علاقة لي به ، لكنني لا أعتقد أن الامر مماثل بالنسبة لك “.
+اي ان ذلك الوجود السحري قد يكون له علاقة بأوفيليا.
كان سانتي محقا.
فإذا شعر بوجود سحر غير مألوف بالنسبة له ، فان هناك شخص واحد فقط يمكنها ان تتوقع حضوره.
كورنيلي ديورانج.
ادارت اوفيليا راسها، نحو الطريق الذي مروا به في وقت سابق.
– “… أعتقد أننا يجب أن نعود فورا دون اهدار المزيد من الوقت، شكرا لإخباري بذلك “.
∆ “لا حاجة لك لقول هذا .”
+ اي رد عليها بادب على شكرها و يمكن القول كذلك : لا شكر على واجب.
ردت اوفيليا على سانتي الذي ابتسم و هو يقول ذلك ، بانحناء طفيف.
صحيح ان سانتي قد جاء إلى هذه الغابة برفقتهم ، لكنه قد سبق و ان أعرب عن نيته في العودة إلى العش فور التحقق من وجود صغار السيرين ، لذا لم يكن هناك اي امر مشبوه في افتراقه عنهم الان.
– “اذا سأراك لاحقا اذا حدث امر ما . الي ، الآنسة ينيت. فلنعد “
¥”هل من هذا الاتجاه؟”
__” نعم ، لكن سيكون من الأسرع تتبع آثار مانا ،يا آنسة – أعني ينيت .”
بعد أن تلعثم الي قليلاً ، لكونه لم يعتد بعد على التحدث مع الاخرين بطريقة غير رسمية ، انطلق الثلاثة مسرعين نحو وجهتهم.
في المكان الذي غادروه للتو ، اين بدأت الغابة التي كانت قد حبست أنفاسها سابقا في الانتعاش شيئًا فشيئًا ، وقف سانتي ساكنًا و هو منغمس في أفكار مختلفة .
ثم استدار و اتجه نحو الجرف.
و قد اعتقد بانه من المؤسف ، الحكم مسبقا على السيرين بانها مخلوقات تستعمل اجنحتها فقط.
فوسط هذه الأوراق الكثيفة ، فان استعمال تلك الأجنحة الكبيرة سيكون مزعجا نوعا ما.
لذا فقد سار سانتي الى ان وصل إلى افق ذا منظر واسع، و قد استمر في التقدم الى ان اصبح كل ما يحيط به عبارة عن صخور.
+ الافق هو الخط الفاصل بين سطح الارض و السماء.
كان منظر الافق البحري الذي لا يمكن قياسه حتى و ان فرد ذراعيه الاثنين – منظرا بديعا.
+ الافق البحري هو الخط الذي يفصل بين التقاء السماء مع البحر
لكن بالنسبة لسانتي ، فقد كان ذلك المنظر مماثلا لمشهد الفناء الامامي.
+ اي ان المنظر كان عاديا بالنسبة له مثل فناء البيت الامامي الذي يراه كل صباح اي انه لم يجده منظرا مبهرا .
نظر سانتي نحو أسفل الجرف البعيد اين كانت الأمواج العاتية ترتطم دون اي تردد.
و اسفل ذلك ، على الشعاب المرجانية التي كانت أصغر حتى من زورق التجديف ، هبط سانتي بخفة كما لو كان ريشة .
و عندما طوى جناحيه مرة أخرى ، سقطت ريشة من جناحه برفق على سطح الماء.
و حينها أخذتها يد احد ما .
تحدث سانتي مع الشخص الذي أخذ الريشة.
∆ “هذه الريشة لا تحتوي على المانا ، لذا فهي لن تبدو جميلة إذا امسكت بها تحت الماء.”
^ “أنا أعرف ذلك . لكن كل ما في الأمر أنني لا املك الكثير من الفرص لرؤيتها . كما أنني أحب الأشياء الجافة “.
ردت أرييل ، التي كانت تنظر إلى الريشة المبللة ، بابتسامة.
* * *
لقد قال سانتي سابقا إنه قد توجه نحو أوفيليا بمجرد سماعه لتلك المحادثة ، لكن ذلك ليس ما حدث في الحقيقة.
فأثناء الاستماع إلى محادثتهن ، اطلت عادته في السعي وراء اهتماماته براسها مرة اخرى.
+ اي ان رغبته في الجري وراء اهتماماته قد برزت بينما كان يستمع للمحادثة.
‘ ألن ترغب أوفيليا في مقابلة أرييل مرة أخرى؟’
كان هذا ما خطر على ذهنه.
فقد ظن انه إذا نظم بينهما لقاءا بشكل غير متوقع ، فأن أوفيليا ستمدحه مرة اخرى.
لذا فقد كان ينتظر انتهاء محادثة أميرات حوريات البحر و عودتهن الى تحت الماء ، و لكنه قد وجد سلطعونا ناسك (سرطان بحر من نوع الناسك ) يمر على مقربة من هناك.
∆ يا. أليس بيتك صغيرا قليلا؟
كان راضيا بعثوره على سلطعون ، فبامكان السلطعون ان يتقوقع على نفسه ( اي ان قوقعته مهمة بالنسبة له ) . لذا فهو سيتوقف عن اكلها بشراهة اذا ساعده .
عادة لا تملك المخلوقات الصغيرة و ذات الحياة القصيرة أسماءا ، لذا فقد كانوا غالبا ما يشيرون إلى أنفسهم بصيغة الغائب.
و عندما يكون هناك حيوان مفترس كالسيرين بجوارهم ، فإن مفرداتهم تصبح محدودة بسبب الخوف.
+ اي ان المخلوقات الصغيرة مثل سرطان البحر لا تملك اسما لذا فعند التحدث لا تستخدم الضمير انا بل ضمير الغائب اي تقول : ان السلطعون خائف ، ضف الى ذلك انها تفقد الكلمات التي تعرفها بسبب الخوف من المخلوقات المفترسة.
— هذا السلطعون يحب هذا المنزل. أرجوك دعني أذهب.
∆ انت ، فلتنظر الي . من اخبرك انني سوف أكلك. يبدو أنه بوسعك ان تستخدم منزلا أكبر بكثير ، لذا
—بيت أكبر…. بكثير؟
∆ نعم. إذا وعدتني بشيء واحد ، فساحضر لك صدفة أكبر.
– صدفة كبيرة لكي اتباهى بها!
احدثت السلطعون طقطقة بمخالبه تعبيرا على فرحته .
كانت هذه هي دورة حياة ( مصير ) سلطعون ناسك ، فهو يقضي ايامه في البحث عن قوقعة كبيرة الحجم لكي يتفاخر بها ، و قد كانت تلك مهمة صعبة للغاية.
و قد كانت القوقعة التي يحملها سانتي في يده ذات حجم مثالي.
ابتسم سانتي وهو يشاهد عيون السلطعون المستديرة و هي تلمع بلهفة.
∆ حسنا ، ساعطيك هذه ، لذا عليك الآن ان تقتاد أميرة حوريات البحر الصغرى الى هنا. و يجب ايضا ان لا يمسك بك أي احد و انت تفعل ذلك.
— سافعل ذلك . سافعل ذلك !
بمجرد ان رمى سانتي الصدفة ، سارع السلطعون الناسك بتغيير منزله ثم اختفى تحت الماء.
وقد دفع ذلك السلطعون ثمناً باهظاً من اجل منزله الجديد.
فمنذ اللحظة التي دخل فيها سانتي الغابة ، كان يشعر بوجود أرييل تحت الجرف.
‘ولكن نظرًا لأن أوفيليا قد تتفاعل مع فعلتي هذه بشكل غير ودي (غير ايجابي ، اي لربما لن يعجبها ذلك ) ، فقد وُجِبَ علي أن آتي لرؤيتك بمفردي.’
فقد وجب عليه ان يظهر وجهه ، طالما انه هو من طلب قدومها . جلس سانتي على الشعاب المرجانية واضعا ذقنه في يده (دليل غلى التفكير )
تابعت ارييل حديثها و هي تمسك بالريشة المبللة كما لو كانت شيئا ساحرا.
^ “أعتقد أن السبب في ذلك هو أنني دائما مبتلة ، لذا فالأشياء غير المبللة تبدو رائعة للغاية.”
∆ “ألم يخبروكِ إنه ليس بإمكانك الخروج من المياه الى ان تصبحي بالغة ؟ الم تصعدي الى السطح من قبل؟ “
^ “ايبدو الأمر كذلك حقًا؟ لقد قمت بذلك مرة واحدة فقط ، على الرغم من أنه قد تم القبض علي و توبيخي كثيرا “.
أرييل ،حورية اميرات البحر الصغرى. أولئك الذين يتمركزون ( يعيشون ) في البحر سيكونون على دراية بالاحاديث التي تدور حولها .
منذ عقود ، فقد ملك البحر – الذي يعد حاكما لعدد قليل من حوريات البحر و المالك (الحاكم ) الحقيقي للبحر – زوجته.
بعد أن خسرت ملكة البحر حياتها على أيدي صائدي حوريات البحر ، لم يتسن للبحر وقت لكي يهدأ ( يستقر ) ، و لو حتى لساعة واحدة ، فقد حزن ملك البحر لأيام عديدة.
لذا فعندما هدأت المياه مرة أخرى ، ترددت الهمسات حول الطفلة الاخيرة التي انجبتها ملكة حورية البحر.
قائلة بان الطفلة الصغرى ، التي بقيت على قيد الحياة لسنوات عديدة ، و التي لم تتمكن في الحقيقة من فتح عينيها ، و التي قد وضعت داخل فقاعة واقية مصنوعة من المانا بسبب جسدها الضعيف – قد استيقظت.
فبعد معاناتهم من مأساة فقدان الأم و الزوجة ، ترددت شائعات بأن حوريات البحر قد دللن تلك الطفلة كثيرًا.
في بيئة مماثلة لتلك ، كان من الطبيعي لأرييل بان تشعر بالاختناق.
^ “في ذلك الوقت ، لم اكن أعرف بعد بوجود عالم وراء هذه المياه. لذا فبينما كنت اتبع أخواتي الأكبر سرا “.
في ذلك اليوم ، انقلب عالم آرييل رأسًا على عقب.
فبعد أن عاشت في عالم مليء بالمياه الزرقاء فقط ، فقد كان هذا ما شعرت به أرييل التي اعتبرت ذلك اليوم امرا جديرا بالتقدير :
^”شعرت كما لو أن هذا العالم قد كان منقسما إلى قسمين.”
فوجود هذا العالم المختلف و الخالي من المياه قد شكل صدمة كبيرة بالنسبة لها.
لكن بعد فترة ، فسرعان ما أصبحت آرييل مفتونة بهذا العالم الذي لا يحتوي على مياه .
فقد كان من الممكن فيه أن تتنفس دون الاضطرار إلى تقليص خياشيمها . كما لم يكن هناك ضغط مستمر حول جسدها ، لذا فقد كان باستطاعتها أن تؤرجح ذراعيها بحرية. ويمكنها أيضًا أن ترى كيف لقطرات الماء ان تبدو جميلة على السطح.
و كيف ان الشمس قد كانت مستديرة و ان الغيوم قد كانت بيضاء. و انه و مهما مدت يدها الى الأعلى فانها لن تستطع ابدا الوصول إلى السماء.
كل شيء كان جديدًا بالنسبة لها.
^ “يبدو أن أخواتي يعتقدن ان السبب في رغبتي في الذهاب الى اليابسة هو أنني قد وقعت في حب رجل ، لكن بالنسبة لي فهو مجرد وسيلة ° “.
+اي انها ترى ايان على انه مجرد وسيلة للعيش على الارض التي كانت مفتونة بها.
∆ “هل تقولين أنك قد كنت ترغبين في الذهاب إلى اليابسة منذ فترة طويلة؟”
^ “نعم. و سأجد طريقة لفعل ذلك مهما كلفني الأمر “.
حدق سانتي في أرييل ، التي اظهرت ابتسامة مشرقة خالية من أي عيوب ، ودون ان يدرك ذلك ، شد زوايا شفتيه.
فعند الاستماع إلى أرييل و هي تتحدث عن أحلامها غير الواقعية ، شعر كما لو انه قد ابتلع بضعة ريشات .
وبطريقة ما ، تداخل مظهر حورية البحر مع خيال شخص آخر.
– أنا ذاهبة إلى البرج السحري.
كان الصوت الخافت لا يزال عالقًا في ذهنه ، بشكل غير محبب.
لم ينكر أنه قد كان مهتمًا بالفعل بأوفيليا ، لكنه قد كان يشعر باحباط غريب.
‘ ليس الأمر كما لو أنني قد كنت اتبع ما يثير اهتمامي لمرة أو مرتين فقط. ‘
+ اي انه معتاد على الاهتمام بامور متنوعة مثل ما يهتم الان بأوفيليا.
ربما يكون ذلك لأنه لم يستطع رؤية رد فعل أوفيليا الذي توقع رؤيته اليوم (اي انها لم تمدحه ) ، لكن سانتي رفض الاعتراف بذلك الشعور.
كما ان أرييل قد تركت كذلك الريشة و تطرقت اخيرا إلى الموضوع الاساسي.
^ “إذن ، هل يمكنني الآن أن أسأل عن سبب طلبك مني القدوم الى هنا؟”
ملاحظة :
° حسب المترجمة الإنجليزية:
ففي الفصل 32 :
الترجمة الصحيحة هي ان اوفيليا قالت ان “ذلك الرجل طريقة للقاء الحورية فهو يعد فرصة او وسيلة بالنسبة لها ” و ليس “فحورية البحر تحبه ”
لكنها قامت بكتابة الترجمة الثانية لانها لم تفهم ما قصدته بذلك حينها و لكن الان تبين ان ارييل قد كانت ترى ايان على انه وسيلة للذهاب الى الارض و ليس لانها قد وقعت في حبه.
+بالطبع هذا امر مختلف عن قصة حورية البحر التي وقعت في حب الامير فقط و بالنسبة لي فان ما اختارته الكاتبة هو افضل فقد اوضحت مشاعر ارييل في هذا الفصل و غيرت النظرة التي كانت مؤخوذة عنها في البداية.
يتبع…….