Never saved you - 39
نطقت أوفيليا تلك الكلمات بثقة عالية.
كان المراد من كلامها واضحا – فقد كانت تطلب من الي كتابة الإحداثيات.
ولكن بعد سماع ذلك ، لم يظهر الي تعبيرا جيدا.
أرادت منه أن يكتب الإحداثيات؟
‘ لم أكن أعلم أن الأمر سينتهي على هذا النحو ، لذا لا يمكنني قول أي شيء.’
عند النظر إلى وجه أوفيليا المليء بالثقة ، طأطأ الي رأسه كما لو كان مذنبا.
فحتى بعد فقدانه لذكرياته ، فقد كان على دراية جيدة بالسحر ، لكن كان هناك شيء واحد لا يمكنه فعله.
ألا وهو انشاء الإحداثيات اللازمة لدوائر النقل الآني.
فقد كان حساب الإحداثيات هو الامر الذي جعل من الي ساحرا ذا رتبة منخفضة.
فعندما كان يعمل في القصر الإمبراطوري ، وجب عليه ذات مرة حساب إحداثيات دائرة الانتقال الآني.
— ما هذا؟ لا تقل لي ان هذه هي الإحداثيات؟
__نعم .
—الي. هل تعتقد انني طلبت تعويذة انتقال فوري ؟ هل استخدمت الصيغة الصحيحة؟
-نعم. لقد استخرجت الإحداثيات من خلال الصيغة المعطاة لي .
– توقف عن التفوه بالهراء – او توقف عن الكذب – . اتقول انك استخدمت تلك الصيغة و انتهى الامر بك بالحصول على هذا الشيء ؟ أنا اكافح هنا بسبب ضيق الوقت ، لكي يقوم ساحر ذا رتبة منخفضة مثلك بمجادلتي حول هذا ؟
كان رئيسه يملك جدولا زمنيا ضيقا مما جعله ينزعج بسرعة كبيرة ، لذا فأن ما قام به الي كان القشة التي قصمت ظهر البعير. ( اي ان رئيسه قد افرغ تراكمات غضبه عليه. )
في حين شكل ذلك صدمة بالنسبة لالي.
فقد استخدم بالتأكيد الصيغة المعطاة عند قيامه باستخراج الإحداثيات.
لكن ، و بغض النظر عن عدد السحرة الذين اراه ذلك ( حاول شرح ذلك لهم ) ، الا ان جميعهم قد اخبروه ان طريقته لحساب الاحداثيات كانت خاطئة.
إذا استرجع ذكرياته ، فهل سيكون بوسعه ان يشرح طريقته لهم ؟
الي ، الذي لم يهتم في البداية بما اخبره به الآخرون ، اضطر في النهاية إلى ابتلاع رأيه عند مواجهة العديد من الاصوات المعارضة له.
و قد اصبح حينها متأكدا ان ما كان يتذكره عن طريقة حساب إحداثيات كان خاطئا.
و قد خلق ذلك داخله شعورا اكبر بكثير من مجرد شك حول ما يذكره عن الاحداثيات. فقد جعله ذلك يشك في كل ما كان يتذكره .
كما غرس بداخله اعتقادا بامكانية كونه مخطئا في كل ما يعرفه.
في ذلك الوقت ، شعر الي بالفزع . مما جعله يقوم باخفاء مهاراته طوال تلك السنوات.
و قد تظاهر بالضعف( الجهل ) لانه لم يكن واثقًا من قدرته على تولي مسؤوليات كبيرة.
و حتى في هذه اللحظة ، فقد رفض كبرياؤه الانحناء.
‘لم أرغب في أن يكتشف احد ما امري ، و بالخصوص هي. ‘
كان هناك شيء دائما ما تقوله أوفيليا كل ما تحدثا معًا.
– أنت مدهش يا الي.
لم يكن صوتها يحمل اي تظاهر او كذب و هي تقول تلك الكلمات ، فقد كان صادقا فقط.
كان ذلك بمثابة طمأنينة بالنسبة له بعد تلك السنوات الخمس التي لم يتمكن فيها من تذكر اي شيء عن نفسه ، فقد كانت كلماتها تلك بمثابة مطر هليل يتساقط فوق الجفاف الذي يغطيه.
أراد ألي ان يوافق على اي طلب لأوفيليا ، حتى و ان لم يكن سيستفيد شيئا منه.
فسيكون من الجيد سماع تلك الكلمات مرة أخرى ، سيكون من الجيد ان يكون مفيدا لها.
لكن الطلب الوحيد الذي سالته عنه كان امر لا يمكنه فعله.
لم يتمكن من قول ذلك … شعر كما لو أن حلقه قد انغلق.
لكنه لم يستطع ان يكذب عليها ، لذا فتح الي شفتيه.
__”أوفيليا ، في الحقيقة ، أنا … لا يمكنني استخراج إحداثيات دوائر النقل الآني. لا – بامكاني فعل ذلك ، لكن الإحداثيات التي أحصل عليها هي … “
-“هي إحداثيات لا يمكن استخدامها – هذا ما قاله الآخرون ، أليس كذلك؟”
بحلق الي فيها ، عندما طرحت ذلك السؤال.
__”كيف لك…”
-“أنا أعلم ، كانت طريقتك فقط فريدة من نوعها. لم يكن ذلك خطأك ( اي عدم قدرة السحرة على فهمها لم يكن خطأه) . “
ذلك لان اولئك الأشخاص يملكون معرفة متوسطة فقط لذا فهم لا يستطيعون الرؤية من خلال منظور عبقري.
+ ( الاحداثيات التي كان يتوصل إليها الي كانت معقدة جدا مما جعل السحرة ذوي المستوى المتوسط يعتقدون انها دون معنى و قد جعله ذلك يشك في كل ما يتذكره عن السحر لذا كان يخفي مهاراته عمدا حتى لا يكلف بالمهام الصعبة )
-” كما ان الشخص الذي سنرسل إليه إحداثياتك سيفهم بالتأكيد الطريقة التي استعملتها لكتابتها.”
__”كيف يمكنك ضمان حدوث ذلك؟”
-“يمكنني أن أضمن ذلك. لان الشخص الذي سيتلقى الرسالة هو ساحر من سحرة من البرج ، و الطريقة التي تستعملها هي الطريقة المستخدمة في البرج. “.
أجابت أوفيليا ببساطة.
لقد كانت بالطبع على علم بالمشكلة المتعلقة بكتابة الإحداثيات التي واجهت الي.
فبعد أن استعادته لذكرياته في رونين وقبل أن يغادر مباشرة ، سمعت أوفيليا محادثتهما.
كانت يينيت تتمتع بصوت اجش ( غليظ او قوي ) ، لكن تلك كانت المرة الأولى التي تسمعها فيها أوفيليا تتحدث بصوت عالي.
¶ لم تستخدم دوائر النقل الآني لأنك اعتقدت أن طريقة استخراجك للإحداثيات كانت خاطئة؟ هل هذا منطقي حتى؟ الان ، فلتجربها!
__ حسنًا ، لم يكن هناك مكان لأرسم فيه دائرة سحرية ، و قد كنت غارقا في العمل. كما اعتقدت أنني سأفشل على أي حال ، لذا لم أرغب في تضييع جهدي في ذلك .
¶ لكن كان الامر ليكون افضل لو حاولت لمرة واحدة! فقد كان من الممكن أن نلتقي في وقت ابكر.
– أعلم ، أنتِ على حق. لماذا لم اجرب مرة أخرى في ذلك الوقت … حسنًا. لقد حدث ما حدث .
كانت يينيت محبطة ، في حين أخبرها الي فقط أنه لا يعرف سبب عدم فعله لذلك ، ثم قام بتغيير الموضوع.
لكن أوفيليا شعرت بطريقة ما بالسبب الذي جعله لا يقوم بذلك.
لقد كان خائب الامل .
شعر بأنه سيفشل في فعل ذلك مهما حاول.
كان ذلك الخطأ البسيط يشبه الجرح الذي يسببه الورق ( اي انه يبدو صغيرا لكنه مؤلم جدا اي ان خطأه ذلك خلف اثرا كبيرا عليه ) ، لذا فقد غرست بداخله فكرة أن كل ما سيفعله سيفشل حتما.
لقد كان ذلك شيئًا شعرت به أوفيليا أيضًا ، لذا فقد كان بامكانها أن ترى ذلك فيه.
و قد تمكنت من تخمين ذلك دون اي صعوبة.
و حتى و ان لم يدرك ذلك ، فقد جعله ذلك الخطأ يائسا .
‘لهذا السبب ، اريد ان اسهل الامور قدر الإمكان على الي .’
بالطبع ، لم يكن ذلك هو السبب الوحيد.
فقد ارادت استكشاف الساحر الذي سيأتي من البرج ، قبل ان ترحب بينييت.
لم يكن بوسع أوفيليا الاسترخاء الآن.
ففي كل مرة تتذكر الشخص الذي كانت تهرب منه منذ فترة ، كانت تشعر بتجمد اطراف اصابعها .
فإذا لم يكن إيان يتذكر ما حدث بين الاثنين ، لما كانت أوفيليا ستكون مضطربة بهذا الشكل.
عضت أوفيليا خدها. ثم اقتربت من الي وأخذت يده.
-“ألي ، انظر إلي. أتذكر عندما اخبرتك أنني لا أثق بك؟ “
امتعض تعبير الي.
__”تذكرين هذا ، فجأة ، لماذا …”
-“إذا كنت لا أثق بك ، فهذا يعني أنه لا بأس إذا فشلت. لأن ذلك يعني انك حتى و ان فشلت ، فان ذلك لن يعود بأي خسارة عليك “.
+(اي انها الوحيدة التي قد تتاثر بعدم قدرته على ارسال الاحداثيات ، كما انها لن تكون خائبة فهي لا تثق به بالفعل لذا فلا يجب ان يقلق )
__”هل تريدين مني اخذ الأمر ببساطة لأنه غير مؤذ بالنسبة لي؟”
أظهر التعبير المشوش على وجه الي غضبًا غير طبيعي.
لقد كان في أقصى درجات تحمله.
سماع أنه إذا فشل ، فسيكون ذلك غير مؤذ – دفعه إلى ابعد من ذلك الحد.
__”أوفيليا ، أنت فقط -“
توقف في منتصف الجملة لأنه قام بالتقاط انفاسه.
لقد كانت أوفيليا ممسكة بيده في وقت سابق ، لكن الان فقد كان العكس .
أمسك الي بيد أوفيليا ومعصمها . و قد اصبحت يدها مقيدة بسهولة بسبب الاختلاف في حجم يديهما .
تضاءلت المسافة التي تفصلهما . سأل الي بتعبير ممزوج بالغضب والألم.
__”أنت تعرفين بالفعل ما الذي سيحدث ، لكنك تخبرينني بأن أفعل شيئًا قد يقطع أطرافك؟”
+( اي شيئا قد يؤدي الى موتها فقد اخبرته انها ستختار بين الموت او الزواج اذا لم تنجح خطتها )
-“اليس ذلك افضل من انتظار سقوط تلك الأطراف ؟”
+( اي اليس ذلك افضل من انتظار الموت )
__”لا ، أنا خائف اكثر من ان… أنت لا تفهمين ، أنا – أنا خائف من … “
خائف من أن أفقدك.
لكن كلام الي توقف عند ذلك الحد. (لم يقل الجملة السابقة )
في تلك اللحظة ، شعر كما لو ان قطعة الأحجية المفقودة داخله قد وجدت مكانها.
السبب الذي جعله منزعجا للغاية من أوفيليا؟
لأن أوفيليا بامكانها ان تتركه في أي وقت.
هل سيكون من الأفضل له ان يتمسك ببذور الهندباء بدلاً منها؟
+( بذور الهندباء يمكن تطير بمجرد النفخ عليها اي انه كان يحاول القول ان اوفيليا قد تتركه اسرع مما قد تفعله الهندباء )
أراد بشدة ان ينكر ذلك ، ان ينكر ذلك الشوق الموجه إلى شخص يمكن أن يتركه في أي وقت.
لكن ، لم تكن هناك اي طريقة للهروب من هذا الشعور.
انزلقت يد أوفيليا من قبضة الي الضعيفة.
ثم امسكت بيدي الي الاثنتين معا مرة أخرى.
– ”الي. أنا أعرف ما تخاف منه. لكن عليك أن تفهم هذا – هناك العديد من الأشياء الأخرى التي يمكن أن تحطمني ، لكنك لست من بينها . “
فلا أحد غيرك يمكنه أن ينقذني.
-“أنت فقط.”
استمع الي إلى صوتها الخافت ، وهو مأسور بلا حول ولا قوة بعينيها الزرقاوتين.
عندما نظر إلى هاتين العينتين اللتين تشبهان المحيط الشاسع و يدها تمسك بكلتا يديه معًا هكذا ، حنى ألي رأسه للأسفل لأنه كان يملك رغبة غامضة.
حينها ادرك كيف شعرت تلك الأمواج لكي ترغب بالشاطئ.
( في الفصل السابق شبه الي انجذابه لها بانجذاب الامواج الى الشاطئ ، لذا فهو الان يفهم سبب رغبة الامواج في الذهاب نحو الساحل لانه كان يشعر بنفس تلك الرغبة ، التي تتمثل في البقاء مع اوفيليا و التمسك بها )
* * *
لقد شارف الشهر على الانتهاء.
نظر الي من النافذة ، ثم عاد إلى الغرفة.
لم تكن الغرفة غرفته ، وبالإضافة إلى ذلك ، فقد كان هناك شخص آخر ينام على السرير.
الاستماع إلى تلك الأنفاس المنتظمة اعاطاه شعورا لطيفا و مألوفا . جلس بجانب السرير ،و نظر إلى الشخص النائم الذي كان وجهه مضاءا برفق بنور القمر.
كان الشخص النائم هو المرأة صاحبة العينين الزرقاوتين اللتان اختبأتا تحت جفنيها و هي نائمة.
ملاحظة :
هناك خطأ في الفصل السابق فهي تريد ارسال احداثيات موقعهم ليينيت الساحرة التي تعمل لدى ايان و ليس لسحرة البرج.
يتبع …