Never saved you - 38
لقد شعر بالاسى لعدم قدرته على حل المشكلة التي يعاني منها شخص قريب منه.
فقد كان بوسع اوفيليا ان تعتمد عليه اكثر إذا كان أكثر فائدة.
لكانت ستأتي اليه اولا به بدل الذهاب الى سانتي. لم تكن لتكون حزينة و قلقة كما هي الآن.
‘في هذه الحياة ، انا لا املك أي هدف ولا احرز اي تقدم ، لذا فالامر مؤلم نوعا ما …’
إنه مثير للشفقة.
كلما شعر بأن قلبه يسحق بسبب كرهه لذاته ، كانت هناك زاوية يمكنه الاتجاه نحوها.
الشخص الذي كان مشرقا على الدوام ، على عكسه هو الذي كان متهالكا و مثير للشفقة.
أوفيليا ميلست.
كانت أوفيليا شخصًا يمكنه ان يسحر الأشخاص الآخرين. فكلما كان ينظر الى ذلك الشغف الغريب المشتعل في تلك العيون التي تشبه منظر البحر ليلا ، شعر بطريقة ما بانه مفتون. ( منجذب)
لا. إذا كان ما كان يشعر به كل مرة يراها هو مجرد انجذاب بسيط ، لما كان ليشعر بذلك الارتباك الشديد.
لم يكن الامر مجرد انجذاب.
كان شعوره يشبه الأمواج التي تنجذب الى رمال الشاطئ.
مثل البحر الذي كان ينجذب بلا حول ولا قوة نحو الساحل.
لكن لا يمكن ان يكون لهذا الانجذاب اي علاقة بالسخط المتصاعد داخل الي .
كان الأمر كما لو انه كان يتأرجح على خيط رفيع بين الامور التي تجعله يشعر بالسعادة و التي تجعله يشعر بالحزن ، لم يكن يعرف ماهية هذا الشعور، لكن كان واضحاً أنه لم يختبر هذا الامر من قبل.
لكن ، و على الرغم من شعوره بالاضطراب بسبب ذلك الامر ، الا ان صورة أوفيليا و هي تبتسم باشراق لم تغادر ذهنه.
فمنذ اللحظة التي انفجرت فيها ضاحكة ، لم يستطع الي بطريقة ما ان يبتسم .
لأنه لم يستطع تجاهل الدقات التي سيبدأ صداها في التردد داخل قلبه – مع ادراكه لحقيقة ان هذه هذه المرة الأولى التي يراها فيها تضحك بصوت عالٍ.
فقد ظل يفكر في أنه يريد أن يرى ذلك مرة اخرى ،حتى الان فقط كم مرة حاول فيها محو صورتها من بين عينيه.
يجب عليه أن يتوقف عن كونه غبيًا وينهي بحثه السحري. بشقاء ، حاول الي إفراغ عقله .
– الي. نحن بحاجة إلى التعجيل في الخطة.
وسبب هذا الاضطراب هو زيارتها المفاجئة له في منتصف الليل. فقد شعر كما لو انه قد تم القبض عليه.
بالاضافة الى ذلك ، فعلى عكس ما كانت عليه في وقت سابق ، فقد اصبح الجو المحيط بها أكثر اضطرابًا وسط هذه الأخبار المفاجئة.
__”هناك شخص يحاول إعاقتك ، لذا يجب علينا القيام الخطة قبل الموعد المحدد.”
هذا يعني أيضًا أن الي كان بحاجة للإسراع في استعادة ذكرياته.
لم تخبره أوفيليا عمن كان يحاول عرقلتها ، لكن ألي لم يستطع حتى التفكير في سؤالها عن ذلك.
فقد كانت أوفيليا أميرة إمبراطورية ، لذا فهي تعلم ما كانت تعنيه بقولها انها تريد الذهاب إلى البرج السحري.
+( البرج له علاقة سيئة مع العائلة الحاكمة لذا فهي ستذهب الى هناك لسبب ما و لكي تختبأ بعيدا عن الانظار )
لذا فعندما سمع ذلك من فم أوفيليا في الليلة الماضية …
– الي ، إذا لم أتمكن من الذهاب إلى البرج السحري ، فسيتعين علي الاختيار بين السيء و الاسوا.
نظر الي الى الامر بدقة لأنه كان يعلم ماهية الخيارين.
كان احد الاختيارين هو الزواج السياسي ، اما الخيار الآخر فهو الموت.
لم يكن الي يملك الشجاعة الكافية لكي يسألها أي منهما هو الأسوأ.
لقد كانت أوفيليا تحاول إخفاء علاقتها به ، لكنها كانت منفتحة تمامًا بشأن هذا الجانب منها. لذا فقد كان متيقنا من انها ستجيب بسهولة.
+ ( اي انها لم تكن ستجيب عن الاسئلة التي تتعلق بعلاقتهما لكنها تجيب عن الامور الاخرى)
لكن ما كان قلقا بشأنه هو الاجابة نفسها . فبغض النظر عما إذا كانت الإجابة التي سيحصل عليها خفيفة أم ثقيلة ، فإنها ستثقل كاهله حتما.
هل اظهر وجهه أنه كان يحاول ألا يقول شيئًا؟
تحدثت أوفيليا اولا عندما رأت تعبير ألي القاتم.
-“أفهم أن الوضع الحالي ليس جيدًا ، لكن ليس عليك أن تصنع مثل هذا الوجه . لقد نَجَوْتُ بالفعل من موقف خطير للغاية “.
__”… وماذا كان هذا الوضع الخطير؟”
تحدثت اوفيليا بنبرة مازحة ، و هي تشكل قبضة بيدها الفارغة على الطاولة.
-“ان هذا الشخص لا يعرف بعد ما الذي سأفعله . لكن المشكلة هي أنه يعرف معظم ما أعرفه ، لذا فاذا وصل الى آذانه اي شيء مريب ، فسيتمكن بسهولة من اكتشاف ما أحاول القيام به “.
+( ايان يعلم بالفعل ما سيحدث مستقبلا لانه عاد مثلها لذا فاذا علم انها تنوي الذهاب الى البرج فهو سيفعل اي شيء لمنعها )
نقرت أوفيليا باصبعها على المكتب بسرعة ثابتة ، ثم توقفت.
عندما لاحظت بشكل متأخر التعبير القلق المرسوم على وجه الشخص الجالس أمامها.
في الحقيقة ، كانت هذه المشكلة متعلقة بأوفيليا فقط وليس بالي.
هل بالغت كثيرا وجعلته متوترا؟
أضافت أوفيليا على عجل.
-“بالطبع ، حتى في هذا الموقف ، فلا يجب عليك ان تشعر بالقلق لهذه الدرجة . لأنها لن تكون مشكلة كبيرة بالنسبة لك “.
__”لكن، و ماذا عنك؟”
-“ههم؟”
__”أعلم أنها ليست مشكلة بالنسبة لي ، لكن الامر ليس كذلك بالنسبة لك.”
-“حسنا . قد ينتهي بي الامر في زواج سياسي “.
قد ينتهي بها الأمر إلى الاختيار بين أن تكون للملك المسن أو لإيان.
‘ إذا اشتد الوضع خطورة ، يمكنني أن أهرب. ‘
كانت تعلم أن الهروب لن يكون صعبا لأنها كانت تملك بجانبها رئيس السيرين وسيد البرج السحري الذي فقد ذكرياته.
لكن ذلك الهرب سيكون مؤقتًا فقط.
و قد كانت تلك هي المشكلة.
فالامر الذي خططت له أوفيليا لم يكن محض هروب مؤقت ، بل كان طريقة تتمكن فيها من الذهاب إلى البرج دون وجود أي شخص يتشبث بذيلها.
+( اي دون ان يكون احد ما يبحث عنها. ).
-” في حالة وجود امر خطر سأقوم بالهرب ، و سأضطر عندها إلى تزييف مماتي ، ولكن شعري الأحمر سيفضحني لانه سيكون بارزا . لذا فان لم أذهب إلى مكان خال من البشر ، فلن أتمكن من الاختباء إلا لفترة قصيرة “.
__”الا يمكنك وضع سحر يغير لون شعرك. “
-“لا أستطيع أن أعيش بذلك السحر لبقية حياتي. فالتعويذة لا يمكن ان تبقى للأبد ، وليس الأمر كما لو أنك ستبقى بجانبي لبقية حياتنا لكي تغير لونه كل مرة “.
لم يجب الي هذه المرة. و قد واصلت أوفيليا التحدث ، دون ان تلحظ ذلك.
-“و أكثر من كل شيء ، فانا لا أريد أن أعيش كمذنبة .”
كان ذلك هو لب الموضوع.
و قد كان ذلك هو السبب الذي جعل وجهتها هي البرج السحري و ليس مكانا اخر.
كما كان ذلك راجعا الى انها كانت لا تزال تتذكر السنوات الخمس التي قضتها في رونين.
في ذلك الوقت الذي نبذها فيه إيان وعُزلت في رونين.
كانت أحدى الأسباب التي جعلت تلك الأوقات تتسبب في ألم هائل لاوفيليا هو شعورها بأنها مذنبة .
فحتى لو لم تقصد ذلك ، فقد تسببت أوفيليا بشكل غير مباشر في وفاة شخص ما و خداع شخص اخر عن غير قصد.
على الرغم من أن أيا من ذلك لم يكن خطأها ، الا انها لم تمتلك شخصا يخبرها بذلك.
بينما كانت أوفيليا تفكر في كل تلك الامور تردد صدى الذنب بداخلها.
لربما ما يحدث لها هو عقاب لتجرئها على اخذ مكان شخص اخر.
‘لا. ليس لهذا السبب.’
كانت تتداعى ، كلما صادفت رواسب (بقايا) الماضي الذي تكاد تنساها على الرغم من معرفتها التامة بها.
غمرها الاحساس بالاشمئزاز الذي تخلصت منه بالكاد منذ مدة قصيرة , مرة اخرى الى ان وصل إلى اصابع قدميها.
فتحت اوفيليا فمها لكي تتكلم بعد أن قامت بمسح وجهها النحيل بيدها المرتجفة.
-“لقد انجرفنا قليلا … خارج الموضوع. على أي حال. لذا فأنا بحاجة لمساعدتك . “
__”هل تريدين القيام باتفاق ؟”
فقد اتفقا انه كلما طلبت أوفيليا المساعدة من الي ، فهي ستخبره عن ذكرياته المفقودة.
أومأت أوفيليا برأسها بخفة ، ثم سألته.
-” لا تقلق ، لدي الكثير من المعلومات لأخبرك بها . هل تتذكر آخر مرة سألتك فيها عن دوائر النقل الآني؟ “
__”نعم أتذكر. ألم تسأليني حينها لكي تختبريني ؟ “
-“انت محق ، لكن هناك سبب آخر. كنت أتساءل إذا ما كان باستطاعة شخص يمكنه مساعدتك في العثور على ذكرياتك أن ينشأ نفس الدائرة السحرية “.
__”هل هناك شخص آخر يمكنه مساعدتي في استعادة ذكرياتي غير ذلك السيرين ؟”
– “سيصبح الامر صعبا اذا قمنا بالاعتماد على سانتي بشكل كامل.”
__”بالنظر إلى أنك تسألين عن الدوائر السحرية ، فهذا يعني ان الشخص الذي تتحدثين عنه هو ساحر.”
– “لطالما اعتقدت أنك ذكي جدًا.”
__”اما انا فلطالما اعتقد أنك موهوبة في القاء المجاملات التي لن تسعد الشخص الذي يتلقاها .”
تنهد الي ، ثم واصل حديثه.
__”حتى و ان كان ذلك الشخص ساحرًا ، فسيكون من الصعب إنشاء دائرة انتقال عن بعد. فلإنشاء دائرة سحرية – “
-“لإنشاء دائرة سحرية من هذا النوع ، يجب معرفة الإحداثيات ويجب أن يتوافق حجم الدائرة السحرية مع المسافة التي سيتم قطعها. و ليس من السهل تحقيق كلا الشرطين ، انا أعلم ذلك “.
كانت تعويذات النقل الآني ودائرة النقل الآني متشابهتين ، لكن كل منهما كانت تملك قواعد مختلف .
ففي حالة تعويذات النقل الآني ، يمكن لملقي التعويذة ان يحدد بكل بساطة المكان الذي يريد الذهاب إليه. ولكن دوائر النقل الآني ، فيجب رسمها بشكل دقيق جدا ، كما انه ليس من الممكن استخدامها إلا عندما تكون الإحداثيات صحيحة تماما.
و قد كانت طريقة رسم ( نقش) الإحداثيات معقدة للغاية ، مما جعل دوائر النقل الآني صعبة الاستخدام.
-“لهذا السبب كنت سأنتظر مجيء ذلك الشخص. ولكن الآن بعد أن تغير الوضع ، لا يمكن الانتظار “.
أخرجت أوفيليا قطعة من الورق وريشة من مكتب الي.
__”ما الذي تنوين القيام به؟”
-“بما ان دائرة النقل الآني تتطلب إحداثيات ، فبامكاننا كتابة إحداثيات موقعنا وإرسالها إليهم . بالطبع ، سيستغرق رسم الدائرة بعض الوقت ، لكنهم سيأتون في وقت اقصر “.
+( ارسالها لسحرة البرج لكي يأتوا الى الي )
بالطبع اذا كانا في وضع مختلف ، فان ايجاد تلك الاحداثيات و ايصالها اليهم سيستغرق وقتا طويلا جدا.
“-لحسن الحظ ، اننا نملك وسيلة توصيل سريعة (السيرين ‘سانتي خاصة ‘ ) و ساحرا ممتازا . “
يتبع..