Never saved you - 35
نبض ، شيىء ما انهار داخل أوفيليا.
ارتجفت أطراف أصابعها. كما لو ان عدم شعورها باي شيء قبل قليل كان مجرد كذبة .
كان صوت دقات قلبها المرتفع ، يشبه الصوت الذي يصدره نزع الفلين (سدادة ) من على القارورة . وبعد فترة وجيزة ، شعرت كما لو أن المطر كان ينهمر عليها.
كانت يداها ترتعشان.
هذه الأحاسيس، هل هي يأس؟ توتر ؟ام خوف؟
_ “هل أتيتِ إلى هنا لتفقدي ؟”
بعد سماع ذلك الصوت كانت دموع الحزن تهدد بان تفيض مرة أخرى.
في تلك اللحظة ، كان كل ما أرادت أوفيليا فعله هو الهروب.
كانت أوفيليا محقة في اعتقادها بأن مقابلة إيان و هو مستيقظ ستكون صعبة عليها.
لقد جعلها متوترة فقط من خلال صوته . فكيف لها أن تقوم بمواجهته ؟
لكن هذا لم يكن امرا يمكنها الهروب منه.
استدارت أوفيليا أخيرًا.
صنع الضوء الذي كان يضيء بشكل مائلا خطا فاصلا قسم غرفة النوم الى نصفين.
كان يشبه بملامح وجهه الحادة و قزحية عيونه الزرقاء الشعب المرجانية الفضية المدببة .
لقد التقت نظرات اعينهم قبل أن تقفز مباشرة من شرفة قاعة الحفلات ، و عندها خفق قلبها كما لو ان الألعاب النارية قد انفجرت بداخله .
لقد اثر الجو المميز الذي كان يحيط بالمكان بالفعل على اوفيليا ، لذا فان الوضع الحالي كان خطيرا بالنسبة لها.
فقط لماذا يحدث هذا لها ؟
حاولت أوفيليا ايجاد مصدر قلقها ، لكن ذلك كان مجرد جهد عقيم ، شعرت حينها كما لو انها كانت تكافح من أجل ايجاد الهواء في أعماق المحيط. ( اي انها تبذل جهدا من اجل لا شيء)
تحدث ايان اولا، لانها كانت غارقة في دوامة من الارتباك.
_ “اوفيليا ميليست، لم أكن أعلم أنك كنت هادئة لهذه الدرجة “
في تلك اللحظة توقفت أوفيليا عن محاولة السباحة غير المجدية. ( توقفت عن محاولة التهرب منه )
-“لقد كنت اظنك نائما. كما انني لم أعتقد أنك ستتعرف علي على الفور “.
_ “لون شعرك الأحمر ليس لونا شائعًا.”
وقد كان محقا. فمن اعتقاده هذا بدأ سوء التفاهم الذي حدث بينهما .
فآخر ما رآه قبل أن يفقد وعيه ، كان شعرًا أحمر.
_ ” كما انك لست بشخص يمكن نسيانه بسهولة .”
– “لم أكن أعلم أنك من صنف الرجال الذي قد يتفوه بامور مبتذلة مثل هذه . هل انت مدرك للوضع الذي أنت واقع فيه؟ “
_” لقد استيقظت وقت سابق ، و عندها اخبرتني الخادمة أن سفينتي قد تحطمت في طريق عودتي من ميلست ، و ان الأميرة هي من أنقذتني.”
-“لا تسأل الأشخاص الآخرين .”
_”لكنني فعلت ذلك بالفعل ، لذا فانا أعتقد أنه لم يتم إنقاذ اي شخص اخر غيري”.
كانت مشاعر ايان واضحة. كما لم تستطع نبرة صوته اخفاء حزنه.
لكن صراحته معها جعلت الامور أكثر إزعاجًا لأوفيليا.
كما استمر احساس بوجود امر متناقض ( في غير مكانه ) في ازعاجها ، و قد شعرت بخيبة لانها لم تتمكن من معرفة سبب ذلك الشعور.
لم يكن لدى أوفيليا أي شيء آخر لتمسكه غير المصباح الذي كانت تحمل في يدها. ( لانها شعرت بالانزعاج فقد ارادت ان تضغط على شئ ما )
عندما رأت وجه ايان ، شعرت بأن الحياة التي عاشتها في رونين ، والتي نستها تقريبا ، عادت لكي تخنقها مرة اخرى.
لاي درجة كانت حمقاء حتى تتوجه مباشرة إلى رونين بمجرد مقابلة إيان.
في ذلك الوقت ، كان إيان أثمن شخص بالنسبة لأوفيليا. لكن الامر لم يكن نفسه بالنسبة لإيان.
فبالمقارنة مع أوفيليا ، كان لايان الكثير من الناس الذين يعتز بهم.
فعندما استيقظ لأول مرة بعد غرقه ، بقي غارقا في الحزن لمدة أسبوع تقريبًا.
و قد كان السبب بسيطًا.
فهو لم يتمكن من التأكد مما إذا كان الأشخاص الذين كانوا معه على متن السفينة لا يزالون على قيد الحياة أم انهم قد فارقوا الحياة بالفعل.
فحتى بعد التواصل مع رونين وتبادل الرسائل مع العائلة الإمبراطورية لميلسيت ، لم يتمكن من معرفة ما الذي قد حدث لهم في عرض البحر الشاسع.
لذا فقد كان إيان يذهب إلى الشاطئ كل يوم ، و يحدق بوجه متبلد (خال من المشاعر) في مياه البحر ، ثم يعود.
و لكن ، بعد اسبوع وصلتهم أخبار من رونين تقول أن جميع أفراد الطاقم والركاب الباقين قد تم إنقاذهم. ولم تكن هناك اي خسائر بشرية.
‘ لقد كان شخصا يهتم بشعبه لهذه الدرجة الكبيرة. ‘
لقد كان حاكما جيدًا ، و قائدًا جيدًا تجاه أتباعه ، لكنه لم يكن عاشقًا جيدًا.
فبسببه ادركت أوفيليا أن حب شخص ما من كل قلبها لن يؤدي إلا إلى إيذائها.
فنوع الاشخاص الذين تهتم بهم سيكون مرتبطا بعدد الجراح التي ستصيبك في قلبك ( اي انه اذا كان الشخص الذي تحبه جيدا فمشاعرك لن تجرح و العكس صحيح ) لذا فقد كان هذا هو الاختلاف الأكبر بين إيان و أوفيليا. ( اي ان الاشخاص الذين احبهم لم يجرحوه على عكسها هي )
فكلما تشبثت أوفيليا بإيان اكثر ، كلما اشتكى اكثر من إنه لا يستطيع فهمها ، و انها تزعجه.
و مرور الوقت أصبح من الطبيعي بالنسبة له أن يشغل نفسه بالامور التي لا تحتاج تدخله من اجل ان لا يلتقي بها.
لكن ، اوفيليا كانت الوحيدة التي بقيت عالقة مع هذه الذكريات.
فكل هذه الأشياء لم تحدث بعد.
لم يكن هناك اي حقد ، ولا حزن ، ولا حب .
عندها أدركت أوفيليا فجأة ما كانت ترغب به أكثر من اي شيء عندما ابتلعت حرشفة حورية البحر.
تمنت لو لم يحدث اي شيء.
‘ لقد تمنيت ألا تحدث لي كل تلك الأشياء. ‘
تمنت لو انها لم تنقذه منذ البداية ، لو انها لم تحببه ، ولم تحقد عليه.
شعرت كما لو ان فجر التنوير قد بزغ بداخلها.
+ ( عصر التنوير تم فيه الخروج من حكم الكنيسة التي كانت تقمع التعلم و المعرفة ، لذا فما كانت تعنيه هو انها خرجت من الجهل الذي كانت غارقة به بادراكها لرغبتها )
‘ ولكن إذا كان الامر هكذا . ‘
فما هي الشروط التي يجب أن تقوم بها لكي تحافظ على التعويذة؟
( لكي لا تموت )
ان تجعل الامر يسير مثلما ارادت ؟ ان تمنع حدوث اي من ذلك ؟
هل يجب ان تتكلم مع الي مرة أخرى؟ و بينما كانت أوفيليا تفكر في ذلك ، جلس إيان على السرير وفتح شفتيه لكي يتحدث مرة أخرى.
_ “لم أرغب بأن نلتقي مرة أخرى بهذه الطريقة .”
تردد للحظة ثم اكمل كلامه .
_”أردت أن اشكرك. “
– “… لا يجب عليك أن تشكرني.”
_ “لماذا؟ اظن انه من المنطقي ان افعل ذلك .”
– “لا ، بل بالعكس.فانا لم اقم بذلك بحسن نية (بدون سبب) “.
_ “إذن فأنا ممتن لوجود سبب جعلك تفعلين ذلك.”
– “كما انني لست الشخص الذي أنقذك. لذا فسيكون من الاحسن أن تقدم امتنانك لها “.
_ “لقد كانت أميرة حوريات البحر الصغرى .”
تجمدت أوفيليا في مكانها.
فهو لم يكن يعرف ان من أنقذه كان أرييل أميرة حوريات البحر الصغرى الا بعد ان التقى بالأختين على الشاطئ في ذلك اليوم.
لذا فان الوقت مبكر لإيان لكي يقول مثل هذا.
– “……” (صمت)
لقد كانت تعلم شكل رد الفعل الذي اظهرته ، على الرغم من انها لم تر ذلك.
فمن المؤكد ان تعبيرها كان قاسيا لأنها لم تستطع البكاء.
لكن و على الرغم من ان أوفيليا كانت تواجه إيان الآن ، الا ان الضوء المنبعث من المصباح الذي كانت تحمله في يدها لم ينطفئ . ( اي انها لم تسقطه )
لذا فقد رأت كيف ساء تعبير إيان. و لم تستطع ايجاد اي وصف لما رأته .
انفتحت الشفاه التي كانت مغلقة بإحكام مرة أخرى.
_ ” حورية البحر الصغرى ذات الشعر الأحمر الذي يشبه شعرك ، حورية البحر التي أعطتك الحرشفة بعد موتها .”
– “توقف.”
_”أوفيليا.”
عندما نادى باسمها ، تراجعت خطوة إلى الوراء. و سقط المصباح من يدها المرتجفة.
وقف الرجل من فوق السرير ، و اخذ يتبعها بينما كانت تتراجع بخطوات متعثرة الى الوراء . كما لو انها كانت حشرة وضيعة لن تتمكن من الهرب ابدا مهما كافحت. شعرت كما لو انها كانت تقاتل ضد الأمواج التي لن تسمح لها بالابتعاد .
في النهاية ، التصقت أوفيليا بالحائط الذي كان خلفها ، ولم يعد هناك اي مكان آخر تذهب إليه في حين استمرت تلك النظرة المرهقة في التحديق بها .
و لأن المصابيح المضاءة كانت خلفه ، فقد حجب كل النور عنها.
بينما كانا على بعد خطوتين فقط .
ادركت أوفيليا أن ذلك كان اكبر احترام قد يعطيه لها ايان . و قد كان ذلك مدى وجدان ضميره. ( اي ان اقصى احترام قد يحمله لها هو ان يبقى بعيدا بخطوتين )
التقت نظراتهم مرة أخرى. حينها ، رأت نظرة تحمل ولعا غريبا.
_ “لقد أفتقدك.”
تلك الشفاه ، ذلك الصوت الهادئ ، الذي كان ينطق بالكلام المعسول . لقد كانت تتذكر كل ذلك.
كانت أوفيليا تعرف تلك النظرة.
فقد كانت عيناه تمتلكان نظرة مماثلة لها عندما اخبرها ذات مرة إنه يحبها.
ولكن الآن ، فقد كانت هناك مشاعر اخرى لا تعني الحب فقط .
كان هناك بصيص من الأسف والحزن.
أوه ، إلى أي مدى يمكن للحب واليأس ان يسيرا جنبًا إلى جنب.
كانت معتادة على هذا التعبير. لقد كان واهنا للغاية. لذا أرادت أوفيليا أن تسأله .
أنت. لماذا ؟
– “لماذا…”
لماذا تنظر الي بهذا الشكل ؟
قامت اوفيليا بكبح السؤال الذي كان يهدد بالخروج ، لكنها انفجرت ضاحكة في المقابل.
لو ان شخص اخر قد رآها ، لاشتبه في أنها أصيبت بالجنون.
وان تجرأ و سأل ، لم يكن ليكون اول من فعل ذلك . ( اي انها سألت نفسها ان كانت قد جنت )
لقد كان من المضحك أن يكون ذلك أول سؤال يتبادر إلى ذهنها ، شعرت بانها بدأت تفقد انفاسها . ( بسبب الضحك )
لقد كان ذلك كوميديا ، بشكل مأساوي.
و قد استمرت في ذلك لانها لم تستطع معرفة سبب قيامها به ، بل و بالاحرى لانها لم تستطع اخفاء العاطفة الناتجة عن ذلك السبب.
في مرحلة ما ، تحولت ضحكتها إلى دموع.
بكت وضحكت في نفس الوقت.
فحتى عندما عادت إلى الماضي ، فقد كان ظله يلوح دائما في كوابيسها .لم تستطع الهروب منه.
لقد كرهت هذا الرجل الذي نظر إليها بهذه الطريقة.
ما الامر الذي أرادت أرييل بحق الجحيم عندما ماتت؟
من الواضح أن ذلك لم يكون موت أوفيليا فقط.
لم تعد متأكدة.
فلتجعل كل ما يحدث الان كابوساً ، فلتجعله كابوسا تعاقبني فيه على تجرئي على الحلم بحياة افضل.
من فضلك ، اجعله كذلك حتى يكون ركوعه هنا مجرد وهم …
( كانت تدعو بان يكون كل ما يحدث كابوس)
سقطت الدموع باستمرار من عيني أوفيليا ، بينما ركع إيان أمامها. كان هذا هو الواقع الذي أرادت بشدة أن يكون حلما.
_ “أنا حقًا … لقد أردت لقائك . أوفيليا ، أشك في أنك ستصدقني ، لكن … “
آه ، من فضلك.
فليكن هذا حلما. لا تقل ذلك. من فضلك .
_ “ما زلت أحبك.”
يتبع …..