Never saved you - 34
__”لأن طبيعة هذا السحر تختلف عن غيرها. بالاضافة الى كونه غير مرغوب بالنسبة لبقية الأجناس غير البشرية “.
ثم استمر الي في الشرح.
كان جوهر السحر يكمن في تقليد الطبيعة ( او الخلق ).
بحيث تترجم قوانين الطبيعة إلى صيغ سحرية و التي تشكل التعاويذ، و تعتبر هذه بداية استعمال السحرة لقواهم السحرية.
__ “لكن كيفية تطبيق السحر الشرطي مختلفة جدًا . فهو في الأساس يشبه عقد صفقة مقابل روح ، سواء كانت روح الملقي أو المستلم ، لذا يصعب معرفة ما الذي سيحدث إذا لم تكمل التعويذة “.
عندها فقط أدركت أوفيليا سبب تردد آرييل وسانتي في اخبارها عن السحر الشرطي.
– ” اي انها تعويذة تحتاج إلى التضحية بشيء ما مقابل تحقيقها ، لهذا السبب تصرف كلاهما بتلك الطريقة “.
__”نعم . بمعنى آخر ، فهي أشبه بعقد صفقة للوقوف ضد قوانين الطبيعة “.
-“إذن فمن هو المسؤول عن هذه المبادلات؟”
__ “هذا امر لست متأكدًا منه. لكن من المحتمل أن يكون الكيان الذي يتصرف بالمانا ، و إذا كان علي وضع اسم له ، فسيكون إلهًا “.
– “إذا سمعك أحد من المعبد تقول هذا ، فلن يكون من الغريب ان يقذفك ببعض الحجارة.”
__ “لماذا قد يهم ذلك ؟ فهم لا يزالون على اي حال يعاملون السحرة على أنهم زنادقة ؟”
تصرف الي كما لو انه سيستمع لها على اي حال، ابتسمت أوفيليا بينما كانت ترى تعابير وجهه الجادة.
-“اذا ما الذي سيحدث إذا لم يكتمل التبادل ؟”
__”سينهار التبادل ، و سيدفع متلقي التعويذة ثمن ذلك ، و في بعض الأحيان ، قد يكون ذلك الثمن هو حياة المرأ “.
كانت كلمات الي قاسية . على الرغم من أنه كان يستعمل نفس النبرة التي كان يتحدث بها عادة ، لكن أوفيليا شعرت بشفراتها الحادة ( اي شعرت بمعناها القاسي ) لانها كانت الشخص الذي قد يكون معنيا بكلماته تلك .
إذا كانت عودتها إلى الماضي راجعة كذلك الى السحر الشرطي الذي القي عليها ، فما هي اذا الشروط التي يجب عليها ان تحققها؟
أدركت أوفيليا بشكل متأخر أنها كانت تختنق .
– “… اذا ، فهو عبارة عن تبادل حقيقي .”
__” لم يكن مصطلح” التبادل ” مرتبط به دون سبب. “
-“هل تقصد أننا يمكن أن نموت إذا لم نتمكن من حل التعويذة العالقة بنا ؟”
__ “إذا كان الأمر كذلك ، فهل سأكون قادرا على البقاء مسترخيا كما هو الان ؟. “
رد الي و هو يسند ذقنه على راحة يده. ثم واصل الكلام ، بنبرة مريرة.
__”حسنًا ، هي ليست قوية كافية لكي تجعلنا نفقد حياتنا . في أغلب الحالات ، ينتهي الأمر بطريقة اخرى غير التضحية بحياة الشخص ، ففي حالتي ، انتهى الامر بفقداني لذكرياتي. وأسوأ سيناريو يمكن ان يحدث هو أن لا أتمكن من استعادتها في المستقبل “.
-” لكن ذلك ليس امرا اكيدا . إن ذلك يحدث فقط “في أغلب الحالات”. “
اي أنه توجد هناك حالات لم تنته بامر بسيط فقط. ( اي انتهت بموت المتلقي)
عندما ارتجف صوت أوفيليا قليلاً ، مدّ الي يده لكي يمسك بيدها الموجودة على المنضدة.
__” أوفيليا ، لا تقلقي . إن ذلك يحدث في حالات نادرة فقط . فالامر ( موت المتلقي) لن يحدث إلا عند لمس المحرمات “.
حاول الي أراحتها بطريقته الخاصة.
لكن ، باعتبار أن أوفيليا قد عادت في الوقت المناسب ، فقد ازداد توترها اكثر بعد سماع تلك الكلمات لدرجة انها احست بان الخوف كان يزحف على طول عمودها الفقري.
المياه الخفية التي لطالما غمرتها حتى كاحليها فقط … ارتفع مستواها هذه المرة إلى ان وصل الى ذقنها.
( اي ان الموقف المجهول الخطير الذي كان يحيط بها قد ازداد خطورة هذه المرة )
لكنها لم تستطع في نفس الوقت ، السيطرة على فضولها .
-“وما هي الأمور التي يمكن اعتبارها … من المحرمات؟”
__” التدخل في الأنواع و الأجناس المختلفة ، الامور المتعلقة بالزمان و المكان ، اي باختصار لمس اي شيء يتعارض مع الطبيعة “.
-“وماذا سيحدث لو لُمِسَتْ تلك المحرمات؟”
__” إذا قمت بالاقتراب من المحرمات ولم تقومي باستفاء شروط التبادل ، فسيكون هناك ثمن يجب عليك دفعه. ألست تسألين عن امر واضح “.
لم يكن الأمر أن أوفيليا لم تكن تعرف ما الذي كان يشير إليه عندما قال إنه سيكون هناك ثمن يتعين دفعه.
– “هل هناك أي طريقة لتجنب ذلك؟”
__”بالطبع هناك. ألا تتذكرين ما قلته سابقًا؟ يمكن للثمن ان يدفع عن طريق المستخدم أو المستلم “.
لقد كانت حرشفة حورية البحر شيئًا لا يمكن الحصول عليه إلا بعد موت حورية البحر. بعبارة أخرى ، من المحتمل جدًا أن يكون الثمن قد دُفع بالفعل. ( اي دفع من خلال موت ارييل )
لكن أوفيليا لم تكن متأكدة من ذلك .
__”سأحاول البحث اكثر في هذا الموضوع ، ولكن الطريقة الأكثر فعالية هي معرفة شروط التبادل.”
مثلما قال الي ، إذا تمكن المرء من معرفة الشروط ، فسيكون من الممكن حل السحر.
لذا ، فان هناك خيارين – معرفة الشروط و القيام بحل التعويذة ، أو استيفاء الشروط كما هي مكتوبة .
وقد كانا الخيران الوحيدان لتجنب دفع الثمن.
في ذلك الحين ، تحول القلق الذي كان ينغر ( اي ان جوفها كان يغلي قلقا و توترا ) أوفيليا إلى جواب واضح.
‘ طالما ان الوضع هكذا ، فلن يكون هناك اي سبيل للعودة.’
(اي انها لن تعود الى حياتها السابقة اذا كسرت او لم تكسر التعويذة )
كان الفشل في استيفاء شروط التعويذة او كسرها لا يعني أنها لن تكون قادرة على العودة إلى واقعها السابق فحسب، بل يعني كذلك انها ستموت في هذا الواقع.
في الحقيقة ، سيكون من المناسب قول ان كل شيء سار على النحو الذي كانت تريده . فقد كان ذلك هو هدفها من ابتلاع حرشفة حورية البحر بعد كل شيء. ( اي انها ارادت الموت سابقا )
‘ لكنني لم اعد ارغب بالموت الآن.’
ففي اللحظة التي قفزت فيها من الشرفة وقابلت ألي ، لم تعد أوفيليا ترغب في الموت.
فقد كانت شظايا ( رقائق ) الذهب التي تمكنت بالكاد من استخراجها من الشاطئ الرملي تلمع في قبضتها.
(اي انه ليس بامكانها فقدان الامور القليلة التي عملت بجد على تحقيقها لكي تغير حياتها الى الافضل )
لم تكن تريد أن ينتهي الأمر هكذا.
شدت أوفيليا قبضة يدها بهدوء . ثم سألت.
-“إذن ، هل هناك أي طريقة تمكننا من معرفة شروط التبادل؟”
__ “هنالك طرف خيط للحل . حيث يقال أن التبادل أو الاجراء التي يُسَيِرُ السحر الشرطي يتماشى مع رغبات المستلم “.
مفتاح تحقيق الشرط ليس مرتبطا بالملقي ، بل بالمتلقي.
__”ذلك هو السبب الذي يجعلني أتعاون معك. فأنا حقًا لا أعرف أي شيء حول ما كنت عليه في الماضي ، لذا فأنا لا أعرف حتى ما الذي أردت تحقيقه “.
– “لذا ففي النهاية ، انت لم تتوقع مني ابدا أن أعثر لك على ذكرياتك.”
__ “على المدى البعيد ، نعم. ولكن إذا أخبرتني عن نفسي ، فسأكون قادرًا على معرفة الشروط الموضوعة من خلال التلميحات التي سأتلقاها منك “.
كما أضاف الي أنه قد شعر بفضل اوفيليا أنه قد اصبح أقرب إلى الإجابة أكثر من أي وقت مضى.
__”ستتمكنين من العثور على الإجابة أيضًا. عليكِ فقط التفكير في الامر الذي كنت تتمنين الحصول عليه في ذلك الوقت “.
في نهاية محادثتهما ، كان الي يظهر تعبير هادئ على وجهه.
باعتبار أنه كان دائما ما يظهر لها ابتسامة ساخرة ، او يقول أشياء فظة لها ، فقد كانت رؤية ذلك امرا غريبا بالنسبة لاوفيليا على الرغم من ادراكها بعدم وجود اي توتر بينهما في الوقت الحالي.
لكن على الرغم من الوضع المطمئن المحيط بها الا ان أوفيليا لم تستطع التخلص من شعور – أنها كانت تسقط داخل مستنقع موحلٍ.
( اي ان امورا سيئة ستحدث )
فرغم ان ما احست به كان يتناقض بشكل تام مع ما يحدث الان ، الا انها قد شعرت بان هذه الثقة وهذا السلام قد يختفيان قريبًا.
+( اي انها ستموت او ستتشاجر مع الي )
كان ذلك مجرد حدس شعرت به اوفيليا .
لانها كانت تتوق لرؤية بزوغ فجر يوم آخر ، تتوق لعيش هذه الحياة.
لم تكن تعرف ما الذي قد تجلبه لها النهاية ، لكنها أرادت أن تتنفس ليوم آخر فقط.
ولكن من أجل القيام بذلك ، وجب عليها أن تواجه الماضي مرة أخرى.
اعتقد الي ان مشاعر متضاربة ( اي انها لم تعرف ماذا ستفعل ) كانت تخالج اوفيليا عندما لم تجبه ، لذا أضاف على عجل.
__”أوفيليا ، ليس عليك أن تكون في عجلة من أمرك . اذا لم يخطر الامر على بالك الان ، لربما إذا فكرت في ذلك قليلاً ، فستعثرين عليه . أعلم أن كلامي لن يساعدك كثيرًا ، ولكن … ”
+( اي انها اذا لم تستطع ايجاد الامر الذي كانت ترغب به قبل ابتلاع الحرشفة فعليها ان تفكر في ذلك اكثر و ان لا تضغط على نفسها كثيرا )
-“لا ، لقد قدمت لي مساعدة كبيرة. لذا فكل الشكر لك “.
شكراً لك ، قالت له أوفيليا ذلك مرة أخرى. ثم تمنت له ليلة سعيدة وغادرت الغرفة.
ما كان يجب عليها أن تفعله فورا هو امر واضح .
عليها مواجهة الماضي.
بعد التحدث مع الي ، توجهت أوفيليا مباشرة إلى غرفة محددة – الغرفة التي كان يستلقي فيها إيان الغائب عن الوعي.
الآن بعد أن عادت إلى اليوم الذي أنقذته فيه ، فيمكنها ان تتوقع ما سيحدث عند مقابلته هذه المرة.
ففي كل الحالات كانت اوفيليا هي الشخص الذي ساعد إيان ، لذا فقد كانت من مسؤولياتها التحقق من حالته بعد إطفاء الأضواء.
كان من الممكن أن تأتي بعد أن يستيقظ ، لكنها لم تكن واثقة من قدرتها على مواجهته آنذاك.
نزلت أوفيليا على الدرج الصخري .
تا داك ، تا داك (صوت خطواتها) . ارتجف ضوء المصباح الذي أضاء طريقها مع صوت وقع خطواتها الذي تردد على طول الممر المظلم.
لم تكن وجهتها بعيدة. توقفت أوفيليا للحظة على بعد خطوات قليلة من الغرفة ، ثم فتحت الباب دون أن تطرق.
كان ظلام الغرفة ، لا يختلف في شيء عن ظلام الردهة ، فقد كان ضوء القمر هو مصدر النور الوحيد لها .
وداخل الغرفة التي بدت وكأنها منحوتة بالسواد ، كان هناك رجل يرقد في سبات عميق.
نادت أوفيليا باسمه.
-“إيان.”
لقد كان اسمًا نطقته لمرات لا تحصى في حياتها السابقة. كان اسمًا احتوى على الحب ، كما كان اسمًا احتوى على الحزن والاسى.
لكن الآن.
-“……”(صمت )
فان كل ما تمكنت من الشعور به الان هو الطعم الخافت لمياه الأمطار الذي بقي على طرف لسانها.
– رسم توضيحي-
سارت ببطء أوفيليا نحو إيان . كانت تمتلك بعض التوقعات بأن رؤية إيان ستقربها من إدراك الإجابة التي تتمناها ، ولكن على عكس ذلك ، فهي لم تشعر باي شيء حتى عندما اقتربت منه بما يكفي ليغطيه ظلها تمامًا.
و قد كان الامر ذاته عندما رأته على الشاطئ.
هل كان اليوم مجرد سلسلة من خيبات الأمل؟ عبست أوفيليا دون ان تدري .
‘ هل ذلك لأنني لم أعد أحبه؟’
هل كان من السخافة بالنسبة لها أن تأمل بقاء بعض المشاعر التي حملتها نحوه ذات يوم والتي كانت قد ماتت بالفعل؟
وقفت أوفيليا ساكنة مرة اخرى ، واضعة يدها على صدرها اين لم تشعر لا بزيادة في نبضات قلبها و لا باي شيء اخر. لذا تراجعت مبتعدة .
إذا لم يكن إيان هو الجواب ، فقد عادت إلى نقطة البداية .
‘قد يكون من الأفضل البحث في مكان آخر …’
لكن في اللحظة التي فكرت فيها في ذلك و عندما اوشكت على الابتعاد عن السرير –
–“أوفيليا.”
الرسم التوضيحي:
https://images.app.goo.gl/VNkbyndiarg6PCi98
ملاحظة :
– السحر الشرطي له بعض الشروط التي يجب تحقيقها . هناك عواقب ستحدث اذا لم يتم ذلك مثل فقدان الي لذكرياته
– اذا كانت هذا السحر يتضمن احد المحرمات مثل العودة بالزمن فان ثمن ذلك هو حياة الشخص الذي قام بالسحر او الشخص الذي استلمه. لذا خافت اوفيليا من ان تموت لانها لم تكن متأكدة من ان الثمن كان وفاة ارييل.
– يقال ان مفتاح حل شروط السحر يتعلق كذلك برغبة المتلقي لذا ذهبت اوفيليا لرؤية ايان لانها اعتقدت ان رغبتها كانت الحصول على حبه مجددا.
يتبع …..