Never saved you - 27
ارتسمت ابتسامة على شفاه سانتي ، الذي أخذ يد أوفيليا وجذبها برفق نحوه.
في حين أحاطت يده الأخرى بخصرها ، ثم سألها و هو ينظر في عينيها.
∆ ” ستكونين مديونة لي لذا فلتتذكري ذلك بشكل صحيح.”
– “هل ستساعدني؟”
∆”نعم سافعل ذلك .”
احتضن سانتي أوفيليا بذراع واحدة ، ثم قام بفتح النافذة وخرج الى الشرفة.
-“مالذي تخطط لفعله؟”
∆”أظن أنك تعلمين ذلك بالفعل .”
فقد اعتقد انه لن يعجبها ان قال ما سيفعله جهرا.
اتسعت عينا أوفيليا ، و هي تظهر نظرة ترقب .
إذا اظهرت رد فعل كهذا ، فهو لن يستطيع ان يظهر لها جانباً غير جذاب منه .
في ومضة عين ، خرجت أجنحة من ظهر سانتي.
و قد اتبعت لحظة تحليقه عاليا سقوط بعض ريشات من جناحيه الذهبيين .
الا أن الريش الذي سقط من جناحيه فقد لونه الذهبي فجأة عند سقوطه.
حدقت أوفيليا في الريش الساقط ثم فتحت شفتيها و تحدثت .
– “سانتي ، الم يكن الريش الذي أعطيتني اياه ذهبيا .”
∆ “أنا لم اقم بخداعك.اللون الأصلي لريشي هو الأخضر الداكن “.
فقد كانت الأجنحة الذهبية رمزا لرئيس السيرين و لم تكن بالاصل لون اجنحته هو.
لكن سانتي لم يشرح ذلك لها اكثر . و قد جعله ذلك غامضا بعكس ما اراد.
سانتي ، الذي اخفى نفسه اكثر ، أمسك بأوفيليا بإحكام بين ذراعيه.
عندها رأت أوفيليا ما كانت الطيور تراه كل يوم لأول مرة في حياتها.
فقد كان المنظر المعتاد لأولئك الذين كانت تعتبر السماء فناء منزلهم تحت انظارها .(للطيور )
كانت أوفيليا مركزة مع المشهد ، و هي تستمتع بما راته للمرة الأولى في حياتي و ربما الأخيرة .
لقد كانت متحمسة للغاية ، ربما لأنها لم تتوقع ان ترى هذا المنظر مرة أخرى حتى لو طلب منها سانتي ذلك.
و قد كانت نتيجة التحليق مرضية للغاية بالنسبة لسانتي.
سأل سانتي بابتسامة طبيعية مرسومة على شفتيه و شعر يرفرف بهدوء مع هبوب الرياح.
∆”ما هو شعورك وأنت تطيرين في السماء؟ الامر ممتع ، أليس كذلك؟ “
– “نعم هو كذلك . يجب أن تكون قد استمعت برؤية هذا المنظر طيلة الوقت “.
كانت هناك ابتسامة ظاهرة على شفاه أوفيليا ، و من غير المبالغة القول اعتمادا على مشاعرها التي كانت بادية على وجهها ان الامر كان ممتعًا جدا بالنسبة لها.
انها إنسانة لا تعرف الخوف حقا . ماذا لو افلتها و تركها تسقط هنا؟
‘ انهم يخافون بسهولة في العادة .’
لقد كان من المعروف خوف البشر من المرتفعات. بل و حتى معظم السيرين كانت تطير على ارتفاع منخفض خلال الأيام الممطرة كونهم يخافون السقوط من ارتفاع عالي.
و قد حلق سانتي عاليا عن عمد لانه تساءل عما إذا كان سيحظى بشرف رؤية أوفيليا و هي تشعر بالخوف و التوتر.
لكن رؤيتها هكذا و هي غير خائفة على الإطلاق ، جعلته يتساءل عن العكس .
هل تمتلك حس مغامرة جعلها لا تهاب اي شيئ؟
أم أنها تثق به …؟
شعر و كأن السؤال كان كعلقة في حلقه ، و قد ادرك سانتي مدركا أن ذلك الشعور كان علامة سيئة للغاية.
فهذه الأسئلة لم تعد عليه ابدا على نحو جيدًا في كل مرة يفكر فيها.
لذا قال كلاما مختلفا تمامًا عما كان يدور في ذهنه.
∆ “حسنا أعتقد انني استمتع بذلك. هل تغارين من مقدرتي على فعل ذلك ؟”
– “لا.”
و قد كان الصوت الذي رد عليه هادئا.
∆ “أنا لست بشخص يحب ان يضع عينه (يطمع ) على الامور التي لا يستطيع الحصول عليها.”
ضاقت عيون سانتي عندما رأى الابتسامة التي لا تزال مرسومة على شفاه أوفيليا ، التي كانت مشغولة بالنظر إلى ما كان أسفلها .
و قد اظهر ذلك التعبير الخبيث لأنه قد لمح ان الباب الذي كانت تحرسه أوفيليا بجد طوال الوقت قد فتح بعض الشيء.
فقد لاحظ سانتي بفضل غرائزه الحادة ان جدرانها قد انخفضت لبرهة . ( اي ان حذرها قد انخفض)
قد تكون تلك الإجابة التي قدمتها له على سؤال الذي طرحه مجرد إجابة دون اي معنى ، لكن من الممكن ان تكون مرتبطة بشكل ساخر بالسؤال الذي طرحه على نفسه في وقت سابق.
لذا فقد كانت هذه فرصة لإلقاء نظرة خاطفة عن الشخصية الحقيقية لأوفيليا التي لم تكن لتظهرها في العادة.
لذا قام باغتنام تلك الفرصة و طرح سؤالا اخرا.
∆”إذن ما الذي تغارين منه؟”
– “ما أغار منه هو …”
ردت أوفيليا بشكل طبيعي، لكنها صمتت بعد لحظة.
و لم يكن ذلك لأنها لاحظت انفتاح قفل الباب .
بل صمتت لأن توقيت السؤال كان خاطئا.
بما انهم كانوا بحلقون بالقرب من الشاطئ ، فقد لفت انتباه أوفيليا امر بينما كانت تراقب المنظر أسفلها في نفس اللحظة التي سأل فيها.
– “سانتي ، انظر هناك. هل يمكنك رؤية الشعر الأحمر الذي يشبه شعري تمامًا؟ “
∆ “…نعم ، استطيع رؤيته.”
عليك اللعنة. قضم سانتي خده من الغضب.
فقد كانت تلك فرصة جيدة ، لكن الامور لم تجر في صالحه.
أصبحت نظرة سانتي حادة و قست تعابير وجهه. لكن التغير في تعبيراته كان بسيطا جدا لدرجة انه لن يكون ملحوظا لاي شخص قد يراه ، الا ان أوفيليا سرعان ما شعرت بالتغير الذي حل بمزاج سانتي.
‘أعتقد أنه قد غضب فجأة.’
لكن و على الرغم من حدسها القوي ، الا انها لم تستطع تخمين السبب الحقيقي لتغير سلوكه .
و قد فكرت أوفيليا لفترة من الوقت في السبب الذي يمكن ان يجعل سانتي يتغير فجأة ، ثم قام بتبرير ذلك بطريقتها الخاصة.
‘ اذن فالسيرين لا تتوافق حقا مع حوريات البحر. ‘
إذا كان الأمر مشكلة بين الأعراق ، فمن المنطقي ان يشعر بعدم الراحة .
بعد ان توصلت أوفيليا الى استنتاجها الخاطئ قامت بفتح شفتيها.
– “سانتي ، إذا لم تكن ترغب في الاقتراب ، فيمكنك فقط تسقطني (تضعني ) هنا .”
∆ “ما الذي تتفوهين به فجأة؟”
– “ألم يصبح مزاجك سيئا لأنك لم ترغب في الاقتراب من اميرة حوريات البحر الصغرى ؟”
عند سماع سؤال أوفيليا ، أظهر سانتي تعبيرا مبهما.
فقد بدا كما لو انه ابتسم بعد ان جفل ، ثم أجاب.
∆ “… أعلم أن العلاقة التي تربطنا مع حوريات البحر ليست جيدة ، لكن يا أوفيليا. أنا رئيس السيرين. “.
كان ما استنتجته خاطئا.
بعد قول ذلك ، اقترب سانتي من حورية البحر الصغرى ارييل ، و هو يرفرف بجناحيه.
و قد بدت تلك الأجنحة الذهبية و هي ترفرف برفق كأمواج البحر. عندها انفصلت ريشة من جناحه.
ثم سقطت تلك الريشة الخضراء الداكنة برفق أمام أرييل كما لو انها كانت تسير وفق إرادة احد ما.
حولت أرييل ، التي كانت تتحدث إلى طائر النورس على الشعاب المرجانية المجاورة للشاطئ ، نظرها إلى الريشة . ثم التقطتها بيديها المبلولتين.
و في اللحظة التي رفعت فيها رأسها نحو الاعلى.
خرجت صرخة من وجه له شعر أحمر ، و عيون زرقاء تشبه خاصة أوفيليا ولكنها لا تشبهها في نفس الوقت.
^ “سيرين !”
∆ “نعم ، لقد كنت شبه متأكد من أنك ستلاحظين ذلك لانك أميرة. .”
في نفس اللحظة ، هبط سانتي على الشاطئ مغطيا جسده بجناحيه.
كما أنه لم ينس حجب أوفيليا بجناحيه الذهبيين لإخفائها عن أرييل.
^ “لقد سمعت عن صاحب الأجنحة الذهبية… أنت رئيس السيرين ، أليس كذلك؟”
∆”شكرا لتعرفك علي. لقد سمعت أن أصغر أميرة حوريات البحر الصغرى ذكية. “
^ “شكرا على مدحك . لا أعتقد أنني بحاجة لأن أسأل كيف تعرفت علي .. لكن … انتظر لحظة . “
سرعان ما تجمد صوت حورية البحر ، الذي كان شبيها بصوت البشر لكنه اقرب اكثر الى الموسيقى.
^ ” لقد كنت أتساءل عن السبب الذي جعل رئيس السيرين يقدم لرؤيتي ، لكن … ما الذي تخفيه تحت جناحيك ؟”
تهرب سانتي من سؤال ارييل و ضحك بحرارة.
∆ “يا إلهي ، أميرة حوريات البحر الصغرى ذكية للغاية …”
^ “لا تفكر حتى في استخدام تعويذة من تعويذاتك . فانا أستطيع أن ألاحظ كل ما انت مقدم على فعله “.
∆ “لن افعل ذلك بالطبع . فكيف لي ان لا أعرف أن حوريات البحر بارعات في اكتشاف السحر؟ “
لوح سانتي بيده و ابتسم بهدوء .
لكن اندهاشا طفيفا كان موجودا خلف ابتسامته المسترخية غير مبالية.
فقد قام باخفاء أوفيليا تحت جناحيه المليئين بالمانا ، لذا لم يعتقد أنها ستلاحظ ذلك مباشرة بعد مقابلة بعضهما البعض.
اعتقدت أوفيليا أن كونها عادية كان أكبر امتياز تملكه ضد أولئك الأشخاص امثال سانتي و ألي .
فأولئك الذين يملكون قدرات مثلهم يصبحون ضعفاء نوعا ما عندما لا يمكنهم النجاح باستعمال قدراتهم لأن الأمور ستنحرف حينها بشكل غير متوقع.
أن تكون طبيعيا معناه أن تكون ضعيفا دائما. لذا فذلك يعني انها لن تقع في حيرة عندما لا تعمل قواها التي تعتمد عليها بشكل كلي.
‘ لهذا السبب نجحت في وضع الخاتم في اصبعه خلال لقائنا الأول.’
بالطبع ، كان سانتي يتمتع بخبرة سنوات عديدة ، لذا فهو سيجد في النهاية حلاً لهذا الموقف.
لكن ليست هناك حاجة للقيام بذلك.
أولاً ، يجب ان تحدد نقاط ضعف الخصم.
هكذا نجت أوفيليا التي لم تكن لديها قدرات.
لذا همست أوفيليا لسانتي.
– “سانتي ، اذهب وخذ الرجل الموجود على الساحل. حورية البحر تحبه “.
عندما سمعها ، أصبح تعبير سانتي مبهما.
و قد اعتقد أنه من السخافة ان يجد هذا الوضع مثيرًا للضحك.
هاها! لكن سانتي انفجر ضاحكا ثم قام بسحب جناحيه.
تناثر الريش الأخضر الداكن ، الشبيه بجلد الثعبان الاخضر ، في الرياح ، و عندها أصبحت أوفيليا مرئية بشكل تدريجي.
في تلك اللحظة.
ملاحظة : في الفصل 13 كتب ان الساحر من لادين لكن من رونان و هذا ما توضح في الفصل السابق.
صورة سانتي و اوفيليا.
https://images.app.goo.gl/SroAMeYHP7EaEM1X6