Never saved you - 26
ما كتب في الرسالة كان :
「 هناك ساحرة موجودة في رونان قد قامت بمغادرة البرج منذ أكثر من خمس سنوات. إذا لم تحصل على اي معلومات من الأشخاص الذين اخبرتك عنهم سابقا ، فيجب عليك أن تذهب إلى هذا الشخص . 」
قبل قدوم الي ، كان ينيت هي الساحرة المقيمة الخاصة بقلعة رونين .
وقد تواصل الي مع ينيت ثم توجه الى رونين اين استعاد ذكرياته .
لذا فهي الشخص الذي بامكانه ان يقدم اكبر قدر من المساعدة لاستعادة ذكريات الي . لكن المشكلة كانت انها لا يمكنها ان تطلب المساعدة منها مباشرة .
فهي متواجدة في لادن الآن ، بينما ينيت متواجدة في قلعة رونين البعيدة.
و لهذا السبب ، كانت بحاجة إلى تحطم سفينة إيان.
فالساحر الذي يصعب إخراجه من مكان إقامته سياتي ركضا اذا علم ان سيده الذي انجرف الى بلد اخر يمر يحالة حرجة .
كانت الرسالة التي كتبها أوفيليا على النحو التالي :
「 لقد اصبب الدوق الأكبر لرونين عند تحطم سفينته وهو حاليًا في حالة حرجة. يرجى إرسال ساحر لمعالجته . 」
‘آمل أن يأتي ذلك الشخص في أقرب وقت ممكن.’
التقطت أوفيليا الرسالة ، وقرأتها مرة أخرى ، ثم طوتها و وضعتها في ظرف. و وضعت عليها طابعًا و ختمتها .
و عندما استدارت ، رأت أسرع حمام زاجل في العالم يقوم بتناول طعام البشر .
“أوفيليا! ان هذا لذيذ جدا! “
“ما اسم هذا؟ تين؟ هل يمكنك أن تعطيني المزيد منه ؟ “
كانت السيرين الصغيرة متحمسة لدرجة انها لم تهتم بالمربى والقشدة التي كانت مطلية على خدودها .
التقطت أوفيليا طبق فطيرة التين الذي كان بجوارها ووضعته أمامهم.
او بالأصح تظاهرت بوضعه أمامهم.
و سرعان ما استدارت السيرين التي اندفعت نحو الطبق و بدات في التذمر عندما اخذت الطبق بعيدا عنهم . لكن أوفيليا التي كانت حازمة كالعادة لم تتأثر بصراخهم.
– “عليك أن تفي بوعدك ،ايتها السيرين .”
“آه ، ألا يمكنني أكل هذا اولا قبل القيام بذلك الامر ؟”
– “لا. لكنني سأعطيك شريحتين عندما تعود “.
“حسنا !”
قفز ديلو ، أصغر الإخوة الثلاثة ، على قدميه ثم انتزع الرسالة من يدها.
“سأعود! أعطني هاتين الشريحتين لاحقًا! “
“ماذا – ديلو! كيف يمكنك فعل ذلك! اريد ان اذهب ايضا! أعطني شريحتين أيضًا! “
“أنا أيضاً!”
تقاتل الأخوة الثلاثة فيما بينهم ، ثم غادروا فجأة من النافذة دون انتظار إجابة أوفيليا.
غادروا دون مسح المربى والقشدة التي كانت مطلية على وجوههم.
قد يتساءل الشخص الذي سيتلقى الرسالة عما إذا كانت الطيور قد تدحرجت حول طبق للوجبات الخفيفة و هي تحمل الرسالة.
استدارة أوفيليا و هي تتخيل الموقف المضحك الذي قد يحدث .
عندها ظهر امامها سانتي الذي كان يختبئ من عيون السيرين الصغيرة.
∆ “أنت تجيدين التعامل مع جميع السيرين ، يا اوفيليا “
– “أنت موجود هنا الان ، لذا يمكنك القول انني اواجه صعوبة في التعامل مع سيرين واحد على الاقل .”
لمعت عينا سانتي بشكل غريب عند إلقاء أوفيليا لتلك الكلمات بطريقة غير مبالية ، لكنها لم تلاحظ ذلك لأنها كانت قد استدارت بالفعل.
اقترب سانتي من أوفيليا التي كانت تقوم بارتداء رداء أمام مرآة . ثم قام بلمس قلنسوة الرداء وهو يتحدث.
∆ ” في الحقيقة ، لقد فوجئت فلم أكن اعتقد أنك ستعثرين علي بهذه السرعة “.
– “انا لم أعثر عليك ، انت من اظهرت نفسك “.
ارتدت اوفيليا القلنسوة و هي تصحح ما قاله سانتي.
فعندما غادرت لرؤية إيان في الصباح ، جاء سانتي إلى الغرفة الفارغة و جلس على الأريكة بهدوء كما لو كان هو مالك الغرفة.
لحسن الحظ ، ان النافذة لم تنكسر عندما دخل هذه المرة.
فعندما سألت أوفيليا سانتي عن سبب انكسارها في المرة السابقة ، اخبرها ان ذلك حدث لانه قد حلق نحوها دون معرفة شكل القلعة ، لكن في هذه المرة ، كان يعلم أن هناك نافذة ، لذا لم يكسرها اثناء ولوجه .
نظرت اوفيليا إلى سانتي من خلال انعكاسه في المرآة موبخة اياه ، عندما تذكرت الاضطراب الذي شعرت به حين راته في وقت سابق .
– ” من الآن فصاعدا ، لا تدخل الغرفة عندما لا اكون موجودة . ما الذي سيحدث اذا رآك شخص آخر؟ “
∆ “إذن ، هل يمكنني الدخول عندما تكونين موجودة ؟”
في تلك اللحظة استدارت أوفيليا و نظرت الى عينيه مباشرة .
و قد ابدت نفس النظرة الثاقبة التي اظهرتها عندما اقترحت عقد اتفاق معه ، في المقابل نظرت عينا سانتي الشبيهتين بعيون الثعبان نحوها .
لقد كانت بالتاكيد توبخه بنظراتها ، الا ان سانتي قد احب تلك النظرة الحادة الخاصة بها.
لكن التوبيخ الذي سيلتقاه إذا تفوه بما كان يجول في ذهنه بصوت عالٍ ، لن مجرد نظرة ثاقبة.
كان الأمر كما لو انها كانت تكشر عن انيابها ( او تخرج مخالبها ) التي لم تكن تمتلك أيًا منها.
هل لها علم أن عينيها اللازورديتين كانتا آسرتين للغاية؟
لا يبدو انها تدرك ذلك ، لذا أراد سانتي أن يعرف بنفسه ما إذا كانت عيونها ستتمتع دائمًا بمثل هذا المظهر الساحر.
لكن أوفيليا كانت امرأة سريعة البديهة. فهي ستبعده اذا لاحظت ذلك.
فهي تعلم انه يعتبرها مجرد امر غامض و ممتع ستزول رغبته به اذا انكشف الفضول المحيط به.
ابتعد سانتي ، و تحدث بينما جعد حاجبيه .
∆ “… ما تريدين قوله هو ان لا ادخل سواء كان هناك احد داخل الغرفة او لم يكن . أنا مدرك للامر .”
-“…جيد . على الأقل تعرف هذا “.
ابعدت أوفيليا نظرتها عليه بعد ان اعلن خضوعه.
و نظرت الى المرآة و هي تقوم بتضفير شعرها ، ثم اكملت كلامها .
– ” كنت ساطلب منك ان تتواصل معي أولاً قبل أن تأتي ، ولكن بعد أن فكرت في الأمر الآن ، الا توجد طريقة افضل تمكنني من التواصل معك أولاً.”
∆ “لا توجد طريقة اخرى. لا أعرف شيئًا عن الأوغاد الآخرين ، لكن بالنسبة لي ، يمكنك فقط تحريك الريشة. لكنني أتساءل حول امر ما .. انت ستكونين يقظة عند استدعائي ، أليس كذلك؟ “
∆ “نعم ساكون كذلك . فالأمور ستصبح صعبة بالنسبة لي إذا لاحظ اشخاص آخرون حضورك ، لذا تعال فقط عندما أطلب منك ذلك “.
∆ “ساحاول فعل ذلك .”
رفعت أوفيليا حاجبها مرة أخرى عند سماع اجابته المبهمة ، لكن سانتي استمر في التحدث دون ان يعري الامر اي اهتمام.
∆ “على أي حال ، أنا متواجد هنا بالفعل لذا لا داعي للحديث عن ذلك مطولا ، لكنني مندهش حقا لعلمي بأنك بحاجة إلى مساعدتي وليس مساعدتي ديان.”
– “آه ، حول ذلك الامر .”
∆ “لا أعرف نوع العلاقة التي تربطكما ، لكن الن يكون ديان أكثر تعاونًا وكفاءة مني ؟”
تكلمت اوفيليا دون ان تنكر ما قاله ، و هي تقوم بتعديل قلنسوة الرداء من خلال شد خيوطها.
– ” ما تقوله صحيح. لكن الامر الذي ساطلبه هو امر لا يمكن لالي مساعدتي فيه “.
∆” اذن فهذا يتعلق بمسألة يمكنني انا فقط المساعدة فيها و ليس ديان. ما الذي ستجعلينني أفعله هذه المرة ؟ “
– “ليست بمسالة كبيرة.”
استدارت أوفيليا ، فرفرف الرداء بينما كانت تتحرك ، فتعثرت بسبب ذلك ، و وقعت في احضان سانتي بطريقة محرجة كونه كان يقف وراءها مباشرة .
الا ان سانتي كان الشخص الوحيد الذي اهتم بلحظة التلامس تلك ، فقد ابتعدت أوفيليا عنه ببضع خطوات ثم سألته بلا مبالاة.
– “هل وجدت حورية البحر الصغرى ؟”
و عندها أرتسمت ملامح الاهتمام على محيا سانتي .
∆ “… ألم يكن التواصل معي كافيا ، لذا فانت تريدين حورية البحر هذه المرة؟”
– “لا بد لي من مقابلتها. انا أعرف مكانها بالفعل ، لكنها حذرة للغاية من التعامل مع البشر . لذا فهي ستهرب اذا أقتربت منها قليلاً “.
∆ “انا افهم الامر الان .”
ابتسم سانتي بخبث و هو يسير نحو أوفيليا .
نظرت اوفيليا ببطء نحو الاعلى ، عندما اصبحت المسافة التي تفصلهما قصيرة .
و سرعان ما غمرت بظله ، لأن ظهره قام بتغطية الضوء الذي كان يتسرب من النافذة .
∆ “أنت ، البشرية التي لا تخافني ، تريد استخدامي أنا و ليس البشر الذين يعملون كحرس لك لمقابلة الحورية الصغرى فقط .”
اوحى مظهر سانتي الضخم مع الظل الكبير الذي صنعه بالتهديد ، الا ان أوفيليا ردت عليه بهدوء.
– “قلت أنك ستساعدني.”
∆ “قلت ذلك . لكنني لم أكن أعلم أن مطالبك ستكون عسيرة لهذه الدرجة “.
فحورية البحر الصغرى لم تكن مثل بقية حوريات البحر .
كما ان الامر سيصبح مرهقا إذا اكتشف ملك الحوريات أنه قد اقترب من حورية البحر الصغرى.
ولكن من ناحية أخرى ، فهو سيحظى بالكثير من المرح .
قدر سانتي خياراته.
لقد جاء إلى أوفيليا بسبب امر معين.
بالطبع ، كان هدف قدومه الاساسي هو التفاخر بقيامه بعمل جيد.
‘وأريد أن اعرف علاقة ديان بهذه المرأة البشرية.’
فقد كان الي الذي يعرفه شخصًا لن يرتبط أبدًا بشخص اخر .
فعلى الرغم من أنه قد اظهر الكثير من اللطف في تعامله مع بقية البشر منذ أن أصبح سيد البرج السحري ، الا انه قد استمر بكونه غير اجتماعي .
لذا فقد اعتقد سانتي في البداية أن علاقة ألي وأوفيليا هي مجرد علاقة رسمية .
و ما اكد اعتقاده هو أن أوفيليا كانت تتحدث بصوت خالٍ من العاطفة فيما يخص الي.
لكن ، خلال محادثته الأخيرة مع أوفيليا – عندما لاحظ أن ألي كان يقف مترددًا عند الباب – توصل سانتي إلى استنتاج مفاده أن … ان الوضع بينهما قد يكون مختلفًا قليلاً عما كان يعتقده في البداية.
لهذا السبب ظهر ليلقي نظرة.
“لا تبدو هذه الطريقة سيئة للغاية “.
ربما ، سيكون الأمر ممتعًا جدًا.
يتبع …..