Never saved you - 2
الفصل الثاني :
‘ هل انا احلم الان !’ قالت اوفيليا في نفسها .
لقد قامت بابتلاع ميزان الحورية ، فقدت وعيها ، ثم استيقظت فجأة ، لتجد نفسها في مكان من الماضي .
لقد كانت اوفيليا تعرف بالتاكيد اين تتواجد ، و كيف يمكنها ان تنسى ذلك ؟ ،
كان هناك رجل اسود الشعر يقف تحت الثريا ، و قد لمع مثل الكرستال ، حتى بدا كما لو انه يلمع اكثر من نور الثريا التي فوقه .
لقظ كان اول شخص يلفت انتباهها وسط ذلك الحفل الممل الذي يتواجد فيه اصحاب المكانة الراقية ، ولم يكن من الصعب عليها معرفة هوية ذلك الشخص .
” لقد سمعت ان دوق رونان الاكبر يكره الحفلات ”
” الامبراطور هو من طلب منه الحضور ، كما تقول الشائعات ان هذه الحفلة الكبيرة نظمت فقط من اجله ”
على مسافة بعيدة ،كانت اوفيليا تصغي للمحادثة القائمة بين السيدات اللاتي يبدوا انهن من معجبات الدوق .
” اذا كنت تهدفين الى مكانة الدوقة الكبرى ، فيجب عليك نسيان الامر ، فاذا لم تكوني اميرة امبراطورية فانت خارج دائرة الحظ .”
” ان ذلك يعتمد على هوية الاميرة ، فاذا تزوج اميرة، فلا بد ان تكون الاميرة الثانية فقط ”
لقد كن محقات ، فقد كان للامبراطور العديد من الابناء ، لكن لم يتم التعامل مع الجميع بنفس الطريقة ، فالبعض منهم كنت تتم رعايتهم بافضل الطرق في حين لم يستطع البعض الاخر النجاة ، رغم اعتراف العائلة الامبراطورية بهم .
مقارنة الأميرة الثانية التي كانت ابنة الامبراطورة ، فقد كانت اوفيليا تعتبر في مكانة متدنية جدا .
” على عكس الاميرة الاولى التي لم يكن لها حتى قصر جيد “
” لقد سمعت انها ستطرد قريبا من هنا “
” لقد سمعت ذلك ايضا ، يبدو انها ستذهب الى الشرق ، لتتزوج مارغريف ( قائد عسكري مكلف بالدفاع على احد المقاطعات )”
كانت اوفيليا قد حصلت على لقب الاميرة فقط لانها ولدت اولا ، لكنها لم تحظى ابدا بالاحترام لانها كانت اميرة غير شرعية ، عندما اقتربت من بلوغ سن الزواج ، كان واضحا للجميع انه سيتم التخلص منها في زواج سياسي ، لكن لم يكن هناك احد مستعد لقبول ابنة غير شرعية كزوجة له .
فقد تم منحها لقب العائلة الامبراطورية لانه لم يكن هناك مكان اخر يمكنها الذهاب اليه ، و قد تم تعيينها بعد ان كبرت كمفتشة و امرت بالسفر الى جميع المناطق الساحلية.
و اذا ما أمعنت النظر في سبب جعلها مشتشة ، لوجدت ان نصف الاميرة تلك قد تم ارسالها فقط الى المناطق التى كان حكامها يتسببون في المشاكل للامبراطور ، فلربما قد يعجب بها احدهم و يتخذها كعروسة له و بذلك تنتهي مشاكل الامبراطور ، اي انه قد تم التخلص بها ببساطة.
و بفضل ذلك ، فمنذ أن بلغت أوفيليا سن الرشد ، لم تقض الكثير من الوقت في القصر. ولم تكن لتعود الا عند حضور الأجانب ذوي الأهمية إلى العاصمة.
قابلت اوفيليا ايان لاول مرة في تلك الحفلة ، في الحقيقة لا يمكن القول انهما تقابلا حقا ، فلقد كان هو يلمع محاطا بالعديد من الأشخاص ، في حين كانت هي تقف بعيدا في زاوية غير مرئية بالمرة .
‘كان الأمر كما لو انه في عالم مختلف تماما عني ‘ كان هذا ما إعتقدته آنذاك .
فذلك الوقت كانت متيقنة انها لن تراه مرة اخرى، لذا لم تهتم بذلك و غادرت بعد انتهاء الحفلة الى الاقليم التي امرت بتفتيشه ، و نست الامر تماما الى ان قابلته مرة اخرى على الشاطئ اين قامت بانقاذه ، و كان ذلك اول لقاء رسمي لهما . لذا فهي قد نسيت انها قابته لاول مرة في الحفلة .
‘ لقد غاب ذلك تماما عن ذهني ‘
لم تكن تظن انها ستتذكر ذلك يوما ما ،
‘ هل كل هذا هلوسة من ميزان الحورية الذي ترك طعما مرا في فمي ؟’
‘ لا اريد رؤية هذا النوع من الاحلام ‘
لكنها لم تكن تشعر ان ما يحدث حلم او هلوسة ، فقط كان كل شيء واقعيا جدا . اصوات الاشخاص ، الاضواء، الفستان الذي ترتديه بدت كل هذه الاشياء حقيقية .
لكن ، كان اكثر ما كرهت رؤيته في ما اعتقده حلمها هو الصورة المتألقة لايان ، رؤيته تذكرها بالاوقات التي احبته فيها بكل اخلاص .
لا ، رؤيته تذكرها في الاوقات التي ` صدقت ` فيها انها احبته .
تذكرها بتلك الايام التي كانت تمسك بها يديه حالمة بالسعادة .
‘لقد كان الامر كقصة خيالية ‘
كالامير و الاميرة من القصص الخيالية التي كانت تقرؤها بسرية عندما كانت طفلة صغيرة . الامير و الاميرة الذان التقيا ببعضهما البعض ، و تغلبا على جميع الصعاب معا، ثم عاشا بسعادة للابد .
كان المعلم الذي عينته العائلة الامبراطورية لها آنذاك ، يخبرها ان تقرا كتب التاريخ و اللغات بدل تضييع وقتها على القصص الخيالية. لكن الكتب الوحيدة التي احبت قراءتها في ذلك الوقت هي الكتب الخيالية .
فإذا كانت مثل أميرة القصص الخيالية ، فيمكنها عندها أن تتحمل كل شيء. حتى عندما تعرضت للضرب من قبل معلمها. و حتى عندما تعرضت للسخرية لكونها طفلة غير شرعية. كانت لتتحمل كل شيء ، لأنها كانت أميرة . و قد كان على الأميرة في الكتاب أن تتحمل مثل هذه الحياة الصعبة، كانت تواسي نفسها عند البكاء بالتفكير في تلك الاميرة الخيالية.
لكنها قد ادركت بعد مرور الوقت ، ان اميرة الكتاب لم تكن هي .
كان ذلك بعد ان تزوجت ، في ذلك الوقت كانت تضحك بمرارة عندما تتذكر تلك الطريقة الطفولية التي كانت تواسي بها نفسها و هي صغيرة .
‘ لقد ادركت في ذلك الوقت ان القصص الخيالية تبقى قصصاً خيالية فقط ‘
الشيء الوحيد الجيد في هذا الموقف التي توجد فيه الان هو أنه كان هذا مجرد حلم ، فقد كان من المستحيل أن يكون حقيقة .
أدارت أوفيليا ظهرها لإيان.
لم تكن تعرف شيئًا عن السحر ، لكنها تعرف كيفية الاستيقاظ من الحلم. لا يهم إن كان مايحدث هلوسة أو وهم. المهم هو ان تستيقظ و ان تخرج من هذه الذكرى .
لذا فتحت أوفيليا باب الشرفة وخرجت ثم استندت على الدرابزين و تركت نفسها تسقط.
… قبل أن تسقط التقت عيناها بشخص ما ….
* * *
الدوق الكبر ايان كارل رونين ، كان لمح شيئا ما قبل قليلا ، و ان كان ما رآه حقيقيا ، فإن امراة ما رمت نفسها من الشرفة .
لقد كان من قبيل الصدفة ان يرى ذلك ، فقط اشاح بنظره الى الشرفة فقط لانه تعب من المحادثات الطويلة التي كان يقولها الشخص الذي بجانبه . و عندئذ التقت عيناه بها ، كان قد لاحظ قبل ذلك شعرا احمرا يتجه نحو الشرقة ، ثم شخصا ما يرمي نفسه منها .
تجمد ايان للحظة فلم يكن متأكدا من ان ما رآه حقيقة او ان الامر خُيِلَ له فقط .
-” جلالتك ، انا اعلم انك تجد الحفلة مملة ، لكن ارجوك لا تجعل ذلك واضحا جدا ”
عندما قال مساعده ذلك ساله ايان بجدية : ” الم تر ذلك ؟ ”
-“ما الذي تتحدث عنه يا سيدي ؟ ام انك تبحث فقط عن طريقة للهروب من هنا ، اذا كان الامر كذلك فانا حتما ساحاول ايقافك ”
_ ” انا لا احاول الهروب ، لذا استمع الي ، في الشرفة ..”
– ” الشرفة؟؟؟” توجهت عينا مساعده مباشرة الى هناك ثم اضاف : -” هل تريد الهرب من هناك ؟”
_” اللعنة ، كم مرة يجب ان اخبرك انني لن اهرب ”
-” لقد فعلت ذلك المرة السابقة و قد رأيتك بهذه العينين ”
كان مانيش مساعد ايان مصمما عل عدم السماح له بالهروب اليوم .ففي الآونة الأخيرة ، انتشرت شائعات بأن الأميرة الإمبراطورية الثانية لميلسيت كانت مهتمة بإيان. لم تكن تلك شائعة كاذبة لأن الإمبراطور بنفسه سرب سرًا أيضًا أنه على استعداد لتزويج ابنته المحبوبة لايان . اذا حدث ذلك فانه سيكون زواجًا بين الإمبراطورية و مقاطعة رونين . و عندها فلن تضطر مقاطعة رونين إلى القلق من الاعتماد الكبير على الأموال غير المستقرة للتجارة البحرية.
ففي الآونة الأخيرة ، فشلت العديد من السفن التي أبحرت في العودة. لذا كانت المقاطعة ، التي اعتمدت بشكل كبير على التجارة البحرية ، على وشك الانهيار ، على الرغم من أنها بدت قوية للغاية .
لحسن الحظ ، فقد كانوا يعملون مع برج السحرة لاستخدام السحر كوسيلة للحماية عند الإبحار في المياه ، لكن لم يكن ذلك كافيًا لضمان عودة السفن سالمة
و لهذا السبب كان ايان قد قدم الى ميليست لإقامة علاقات تجارية .
و قد قام مانيش بسؤال إيان سراً قبل وصولهم إلى المأدبة.
-” جلالتك هل سمعت بالشائعات ؟ “
_اي شائعات ؟
-لقد سمعت ان الاميرة الثانية مهتمة بك .
_ يشرفني ان اسمع ذلك .
– ان العائلة الامبراطورية هي من تقيم حفلة الليلة ، فهل ستقوم بمقابلة الاميرة؟
رفع إيان حاجبيه قليلاً بينما كان يعدل زر بدلته .
كانت ملامح إيان الحادة تتلوى بشكل غريب كما لو كان سيفًا يقطع نسيم البحر ، قام مانيش بشد يديه دون وعي منه .
قد يقول الآخرون إن إيان كان مخيفًا ، لكن مانيش فكر دئما فيه بشكل مختلف.
فهو قد راه كاكثر شخص غير مبال في الوجود .لكن كانت هناك أوقات شعر فيها مانيش ان عيناه الفضيتان اللامعتان كانتا مثل السماء الهادئة قبل العاصفة.
-اذا اردت ذلك فسوف اقابلها .
– حسنا ، اذا لن اسمح لك بالمغادرة مبكرا اليوم .
_ ساضع كلامك في ذهني .
لقد افترض مانيش أن إيان كان مهتمًا بالأميرة الثانية أيضًا . لذلك رتب لقاءا بينه وبين الأميرة اليوم.
ولكن الان فان رئيسه اللعين يحاول الهروب ، كان مانيش يراقبه بقلق شديد ، و هو يتساءل لماذا يفعل ذلك به .
كان ايان قد هرب إيان ذات مرة من مأدبة عيد ميلاد الملك كشينت بعد أن خدع مانيش. فمنذ أن كان صغيرًا ، كره إيان دائمًا الولائم ، لذلك تظاهر مانيش بعدم الملاحظة وتركه يغادر احيانا ، لكن ليس اليوم. اسف يا سيدي ، ولكن يجب عليك ان تبقى لقليل من الوقت اليوم.
قلل مانيش حذره عندما أصبحت قاعة المأدبة صاخبة.
“صاحبة السمو الأميرة الثانية مايلسيت ،تدخل !”
عندها فُتح الباب ، ودخلت الغرفة الانسة ذات المكانة العالية، الأميرة الثانية كاديليا ميليسيت.
كادت الابتسامة على شفتي مانيش أن تصل إلى أذنيه عندما رآها.
-“سيدي ، الأميرة الثانية قد وصلت في وقت أقرب مما توقعنا. تعال ، دعنا نذهب و … “
في اللحظة التي استدار فيها مانيش ، كانت ابتسامته قد اختفت .
– “اللعنة ..”
ايان الذي كان بجانبه قبل ثانية اختفى الان ..
يتبع …