Never saved you - 13
عندما لاحظت الخاتم ، سألت أوفيليا الي.
-“ألم تأخذ هذا الخاتم أمس؟”
__” نعم ، لقد فعلت .”
– “لقد أخبرتني أنني لن أحتاج إلى الخاتم لزيادة تقارب مانا لدي ، لذا قمتَ باستعادته.”
لكن لماذا أعاده اليها بعد يوم واحد فقط؟
عند فهم قصدها ، رفع الي حاجبًا واحدًا و التقط الخاتم الذي وضعه على المكتب ، ثم اقترب من أوفيليا التي كانت تجلس خلف المكتب . و جثا على ركبتيه وطلب منها يدها .
مدت أوفيليا يدها بنفس الطريقة التي قامت بها ذلك اليوم.
لمست يده التي كانت اكبر من يد اوفيليا يدها، بينما قال صوته الذي كان خافتا اكثر من صوتها .
__”لقد أزلت التعويذة التي وضعتها سابقا واستبدلتها بتعويذة جديدة. إذا قمت بارتداء هذا الخاتم ، فستتمكنين من قبول مانا الآخرين دون مقاومة كبيرة.
– “كيف فعلت هذا ؟”
__”مقاومة المانا عادة ما تحدث بسبب وجود قوتان متعارضتان.”
أوضح الي بعد ذلك ، أن كل كائن حي لديه مانا معينة خاصة به ، والتي تدور باستمرار في جسده.
__” لم تتمكني من حل المشكلة باستخدام المانا الخاصة بك ، لذا فإن ما فعلته هو منعها من التدفق حتى لا تتعارض مع مانا الأشخاص الآخرين.”
ببساطة ، هو قد منع كل المانا التي تتدفق عبر جسد أوفيليا.
وضع الي الخاتم في إصبعها مرة أخرى ، فانكمش ليناسبها على الفور.
تمامًا كما كان من قبل ، لقد ناسبها تمامًا.
__” ان هذا حل مؤقت فقط . فإذا تم منع المانا خاصتك من التدفق لفترة طويلة ، فسيؤدي ذلك إلى حدوث مشكلات عويصة ، لذا قومي بإزالته قبل النوم “.
– “ألم تقل أن الشخص الذي لا يستطيع استخدام السحر لا يمكنه نزع الأدوات السحرية بنفسه ؟”
__ “نعم هذا ما يحدث في العادة ، ولكن نظرًا لأن وضعك فريد من نوعه ، فقد قمت بتعديل الخاتم قليلاً.”
ترك الي يد أوفيليا ورفع جسده ليقف. عندها التقت عيونهم.
__ “أنا أو أنت فقط من بامكانه نزع هذا الخاتم ، لذا لا داعي للقلق.”
كانت طريقته اللامبالية في الحديث مريحة كالعادة ، لكنها شعرت أنه قام باجراءات دقيقة للتاكد من تحسين الخاتم .
حينها ظهرت ابتسامة نادرة على شفتي أوفيليا وهي تنظر إلى الخاتم في يدها.
-” لقد كنت مرهقا للغاية بالأمس. متى قمت بهذا؟”
هل نام جيدا حتى ؟ شعرت بالقلق عليه ، لكنها لم تطرح هذا السؤال.
– “شكرا لاهتمامك.”
فالشيء الذي كان يجب ان تعبر عنه الان لم يكن قلقها عليه ، بل امتنانها لما فعله .
ابتسم الي عند سماع كلمة شكرا لك. كان منظر عينيه الذهبيتين المبتسمتان جميلًا للغاية ، و قد كان من المدهش لاوفيليا ان ترى مثل هذه الوداعة غير المعهودة منه. فقد كان يحتفظ عادةً بتعبير يجعله يبدو وكأنه تمثال من الرخام.
أجاب الرجل ، الذي كان يبتسم مثل الصباح الباكر من الربيع ، بصوت رقيق.
-“إنه ليس بالشيء الكبير .”
اعتقدت اوفيليا انها لمحت وجهه و هو يحمر قليلا .
* * *
في الماضي ، على الرغم من أن أوفيليا وألي لم يكونا مقربين بشكل خاص ، إلا أن هذا لا يعني أنه لم يكن بينهما اي علاقة .
فاذا كان هناك شخص يمكن لاوفيليا ان تدعوه ب”صديق” ، فسيكون الي .
لم تكن تعلم ماهية الطريقة التي كان يراها بها الي ، لكنها كانت تراه كصديقها الوحيد في قلعة رونان التي لم تمتلك فيها اي احد .
لكن ، العلاقة بينهما انتهت بشكل متوتر ، و ذلك راجع لبعض الاسباب .
كان السبب الأول هو انها اعادة اغلاق الباب الذي فتحه ايان ذات مرة .
و السبب الثاني هو أن أوفيليا لم تكن معتادة على الاتكاء او الاعتماد على الآخرين.
يمكن القول ان هذين السببين راجعيين الى اوفيليا ، و ان توتر علاقتهما كان بسببها ، لكن السبب الاخير لم يكن راجعا اليها .
لقد كان ذلك بسبب الحقيقة التي اكتشفتها بالصدفة.
لم يكن خدم قلعة رونين يعلمون سبب تدهور العلاقة بين أوفيليا وإيان.
فقد ، لاحظوا فقط ان ايان ابتعد عن اوفيليا ، فيما كانت تتشبث هي به ، و قد ضحكوا كلما شاهدوا الامر .
لم يكن لديهم اي فكرة عن الحورية الصغيرة الميتة التي تركت لها ميزان الحورية . فقد كان شيئا يعرفه ايان و اوفيليا فقط .
و ذلك لان وجود الحوريات لم يكن معروفا للجميع ، فحتى لو قال ايان انه تزوج من الشخص الخطأ ، فلا يمكنه قول هوية منقذته الحقيقية .
لذا افترض الجميع ان ايان سئم من اوفيليا بعد فترة قصيرة ، و لم يعلم اي احد السبب الحقيقي لبروده معها .
و قد اعتقدت اوفيليا ان الي لا يملك فكرة ايضا عن السبب الحقيقي .
حتى وجدت رسالة في غرفة الي .
وكان المرسل ارييل.
* * *
لقد وجدت تلك الرسالة بالصدفة، فهي لم تتوقع ان يكون هناك شيء مخبؤٌ ببن اوراق الكتاب الذي قررت ان تقراه أثناء انتظار حضور الي .
حتى و هي تدرك انه لا يجب عليها قراءتها ، فتحت يدها المرتجفة الظرف .
الجلد ( الرسالة مكتوبة على جلد و ليس ورق عادي ) الذي كتب عليه الاسم الذي كانت قد نسته بالفعل ، كان محميا بسحر ، فما عدا العلامة المثلثية التي كانت ظاهرة على الحافة ، فان الرسالة كانت تبدو بحالة ممتازة كما لو انها كتبت بالأمس .
انجذبت عينا اوفيليا مباشرة الى الاسم .
ارييل ..
يبدو انها كتبت الرسالة بسرعة ، فقد كانت الكلمات متصلة ببعضها البعض.
[ هل قام الطائر بتسليم هذه الرسالة لك بشكل صحيح؟ من المحتمل أن تكون هذه الكلمات بمثابة وصيتي الأخيرة ، لذا اتمنى ان لا تكون قد وصلتك و هي تالفة . 」
لربما كانت العلامة المثلثة على حافة الرسالة اثر منقار الطائرالذ حملها .
كانت تلك هي الجملة المشرقة الوحيدة في الرسالة .
فكل الكلمات التي تلتها كانت تصف ظروف ارييل و التي لم تكن اوفيليا على دراية بها .
「إن حفل زفافه غدًا. لقد مر أقل من أسبوع منذ أن منحتني رجلين ، و خلال تلك الايام تعرفت على اسمه ، لكنني سأموت غدًا عند الفجر. فإيان يحب امرأة أخرى. 」
بعد هذه الجملة ، اصبحت الرسالة غير واضحة ، حيث يمكن رؤية بعض الكلمات التي كان حبرها مبعثرا لربما كان ذلك بسبب الدموع التي نزلت عليها .
「أعلم أنه لا يجب أن أفكر بهذا الان ، لكنني استمر بالتفكير بعض الأفكار السيئة . ماذا لو لم أهرب من الناس الذين جاؤوا في ذلك اليوم؟ ماذا لو قابلت إيان مبكرا ؟ ماذا كان سيحدث لو لم تكن هي هناك؟ لقد ، رأيتها من مسافة بعيدة ، وعرفت منذ الوهلة الأولى أنها كانت عروس إيان. لديها شعر أحمر مثلي تماما. عندها فقط فهمت لماذا أخبرتني ان لا أفكر بها … 」
قالت ارييل انها كانت محظوظة لرؤية اوفيليا من مسافة بعيدة فقط ، فلو ان ارييل شاهدت اوفيليا عن قرب و رات اوجه الشبه العديدة التي كانت بينهما ، و حينها لربما كانت قد كرهتها اكثر .
「لقد تخليت عن صوتي حتى أكون معه ، لكن وقتنا معا كان قصيرًا جدا . لم اشعر بهذه الطريقة من قبل. هل هذا هو الحزن — الحزن الذي كانت تخبرني عنه أخواتي الأكبر سناً؟ ان خديّ يتبلل باستمرار كلما فكرت فيما سيحدث بالغد. أخبروني أنني إذا بقيت غارقت في حزني ، فساذوب و اندمج مع المحيط. ما هو الشعور الذي شعروا به ؟ لطالما كنت فضولية حول الاسباب التي جعلت الاخرين يذوبون في المحيط . اعتقد انني اعرف ذلك الاحساس الان ، انا متاكدة من انهم شعروا بحزن شديد . 」
لم تعرف أوفيليا عدد المرات التي فقدت فيها أنفاسها خلال الفترة الزمنية القصيرة التي قرأت فيها الرسالة.
ربما هذا ما شعرت به باندورا الذي قيل منها ان لا تقترب من الصندوق ، والتي كانت حياتها عادية سلمية الى ان تجرات على فتحه . ( شبهت حالتها بقصة صندوق باندورا )
فقد شعرت أوفيليا وكأنها في كابوس مروع . احست لاول مرة بمثل هذا الخوف العميق .
شعرت كما لو انها تتحدث وجها لوجه مع الوحش الذي يختبا تحت سريرها
「… استلمت الخنجر الذي أرسلته لأخواتي. و قمت بقص شعري لأن جميع أخواتي قصصن شعرهن أيضًا. أردت على أن أترك لهن تذكارًا على الاقل ، لكني أعتقد أنني اردت فقط تقليدهن لان ذلك قد اصبح عادة لي منذ مدة طويلة. 」
تمنت اوفيليا لو انها لم تقرا هذه الرسالة ، تمنت لو انها لم تتاكد من موت ارييل.
لكنها كانت قد وصلت إلى النهاية.
「ألي ، أنا آسفة لأنك قمت بعقد صفقة فاشلة مع حورية بحر مثلي. لكن كيف لي ان اقوم بطعن إيان؟ إذا اضطررت إلى طعن شخص ما ، فانا ساطعن … 」
كان الحبر بعد تلك الكلمة ملطخا فلم تستطع قراءة ما كتب . و قد كانت ملاحظة صغيرة في الاسفل
「أنا آسفة لكتابتي لمثل هذه الرسالة الطويلة. لكنني أردت أن أكتب لشخص ما قبل وفاتي. كما ، ان طائري قد عثر على معلومة قد ترغب في سماعها. كان هناك ساحر موجود في لادين قد قام بمغادرة البرج منذ أكثر من خمس سنوات. إذا لم تحصل على اي معلومات من الأشخاص الذين اخبرتك عنهم سابقا ، فيجب عليك أن تذهب إلى هذا الشخص . 」
آمل أن تتمكن من استعادة ذكرياتك.
بعد قراءة هذه الجملة ، فتح الباب مصدرا صريرًا.
__ “… أوفيليا.”
عندما رفعت نظرها ، رات الي واقفا و هو مرتبك .
يتبع…