My sisters are strange - 140
في اليوم الذي تم فيه الكشف عن وصية جدّتي الجديدة، وبمجرد أن غادر أتباع الدوق القصر، بدأ والداي بتوبيخي.
“مخطوبةٌ للأمير؟! ما الذي تتحدثين عنه يا ديزي؟!”
أخواتي، اللواتي علمنّ بالأمر متأخرًا، هرعنّ إلى القصر وبدأنّ يعترضنّ بشدة.
لقد عارضنّ الأمر بقوة، على الأرجح لأنهنّ لا يرغبنّ في رؤيتي بجانب ذلك الشخص الرهيب، لكنني كنت أملك أسبابي.
“هدّأوا من روعكم جميعًا.”
“نهدأ؟ يا إلهي، ديزي. اسحبِ هذا التصريح حالاً. إن فعلتِ، سأفعل المستحيل، حتى لو تطلّب الأمر محوهم من الإمبراطورية لحمايتكِ.”
أمسكتُ بيدَيْ أبي المرتجفتَيْن بقوة.
“من فضلك، اهدأ واستمع لما سأقوله.”
أطبقت شفتيّ بإحكام، معلنةً رفضي للكلام حتى يعمّ الهدوء.
“ما رأيكم أن تستمعوا قليلاً إلى كلام القدّيسة؟”
بفضل إقناع أديليو الهادئ، تمكنت أخيرًا من الكلام.
نظرت إلى أديليو خلسةً لثواني.
كانت عيناه تبدوان وكأنهما مليئتان بالجنون.
بل وكان يُظهر ابتسامةً تهديدية، وكأنه لن يتردد في تدمير الإمبراطورية إن لم تُفسَّر الأمور كما ينبغي.
‘عليّ أن أشرح ذلك بوضوح قدر المستطاع لتجنب سوء الفهم.’
ابتلعت ريقي بصعوبة وبدأت بالإشارة إلى الثغرات في المحادثة السابقة.
“أنا لم أقل أبدًا إنني سأتزوج الأمير.”
“ماذا؟”
“ماذا قلتِ؟”
تجاهلت ردّ فعل والديّ وأكملت حديثي.
“متى قلتُ إنني سأتزوجُ الأمير الأول؟ كل ما قلته هو أن الخطوبة ستُستأنف. نعم، سأكون مخطوبة، ولكن لشخص آخر.”
“إذًا… مع مَن ستخطبين؟”
“كنتُ أعتزم إخباركما عاجلاً …”
نظرتُ بهدوء إلى أديليو حتى لا يُفاجأ والديّ كثيرًا.
“لا… مستحيل.”
بدأ صوت أبي يرتجف شيئًا فشيئًا.
وضعت أمي يديها على فمها بإحكام.
أما أخواتي، فأشرنّ إلى أديليو وبدأنّ بالصراخ.
“ليس هو، أليس كذلك؟!”
“أنا متأكدة أنكِ لا تقصدينه، ديزي!”
بالرغم من أنهنّ كنّ على علم بعلاقتنا، إلا أن ردّة فعلهنّ كانت عنيفة.
كنت أشعر بالأسف، لكن الشخص الذي كنت أنوي الزواج به لم يكن إلّا هو.
“إنه السير أديليو، الفارس المقدس. نحن نتواعد، وأعتقد أن هذه فرصة جيدة للتخلص من ملاحقة الأمير والإعلان عن خطوبتنا.”
“هل يمكنكما السماح بذلك؟”
مع هذه الكلمات، أمسك أبي برقبته وسقط على الأرض فاقدًا وعيه. – جايد دراما كوين 😭😭😂-
“أبي!”
فزعت ونهضت من مكاني متجهةً إليه، لكن أمي أوقفتني.
“أوه، أوه، لا تقلقي. إنه مصدومٌ وحسب.”
“مجرد صدمة؟ لا يبدو الأمر كذلك. أمي، هل أبي حقًا بخير؟”
“إنه بخير، بخير. على كل حال، لقد التقينا بالسير أديليو من قبل، أليس كذلك؟ إنه شخصٌ يمكن الوثوق به.”
كنت أعلم مسبقًا أن أمي تحمل انطباعًا جيدًا عن أديليو، لكن ردة فعلها كانت أكثر هدوءًا مما توقعت.
“لقد كان بجانبكِ حتى قبل أن تُصبحين القديسة. إن كنتِ سعيدة، فنحن كذلك أيضًا.”
إنه وسيم، وطيب القلب، وذو قدراتٍ استثنائية، والأهم من ذلك كله، أن أمي لاحظت مدى حبه لي.
ابتسمتُ ابتسامةً محرجة على كلماتها اللطيفة التي حرصت على ألا يسمعها أديليو.
ضحكت أمي بلطف وهي تنظر إلى أديليو، ثم ربّتت على كتفه بخفة.
“قد يكون الأمر مفاجئًا، ولكنني أرجوك أن تعتني بديزي بشكلٍ جيد.”
“بل أنا الذي يجب أن أشكركم على قبولكم السريع.”
ردّ أديليو دون أيِّ أثرٍ للدهشة في صوته.
“يا لكَ من صهرٍ يمكن الاعتماد عليه. لقد أعجبتني.”
وبمساعدة الخدم، أخذت أمي أبي الفاقد للوعي وخرجت من الغرفة، تاركةً الباقي لأخواتي.
بعد أن غادر والداي، جلست ليليانا أمامي بوجه متجهم وبدأت مرة أخرى بمحاولة إقناعي.
“ديزي، لم يَفُت الأوان بعد. ما رأيك في إلغاء الخطوبة؟”
“أنتنّ تعرفنني جيدًا، أخواتي. لن أغير رأيي.”
“ولكن… هذا الأمر لا يبدو صائبًا.”
“أنا أوافق ليليانا. ديزي، ليس عليكِ أن تفعلِ كل هذا.”
شعرتُ أن صوت ڤيولا يحملُ نبرةً حزينة، رُبما لأنها تعلم أنني لن أصغي إلى كلامهنّ.
“وذاكَ المعتوهُ يبدو وكأنه صُدم بما سمعه أيضًا.”
“مستحيل.”
“هل تعتقدين أنني لم ألاحظ تلك النظرة المذهولة والسخيفة في عينيه قبل قليل؟”
تبادل ڤيولا وأديليو نظراتٍ شرسةٍ فيما بينهما.
“هل سيُحدثُ ذلك فرقًا؟”
“آه…”
لم تتمكن ڤيولا من الرد مما جعل أديليو الفائز بشكلٍ تلقائي.
“ديزي ……”
نادتني ليليانا بنبرةٍ حنونة، وقد شبكت يديها معًا بإحكام.
“أرجوكِ، أنتِ لا تخططين للزواج قبلنا، أليس كذلك؟”
“رغم أن ذلك غير صحيح ولكن …..”
“ولكن؟”
“أريد فقط أن أوجه ضربةً قويةً للأمير الأول.”
ابتسمت بشكلٍ مشرق.
بابتسامتي الصادقة، بقيت أخواتي في حالةٍ من الذهول ولم يتمكنّ من النطق بكلمةٍ واحدة.
“لا يبدو أنكِ ستتراجعين عن رأيكِ، أليس كذلك؟”
سألتني ليليانا أخيرًا بعد أن تمالكت نفسها بصعوبة.
هززت رأسي.
كما توقعنّ، على الرغم من مخاوفهنّ، كنت قد قررت إتمام الخطوبة.
وفي الصمت الذي أعقب ذلك، كان أديليو هو من أنهى النقاش.
“هذا قرار ديزي، وبما أنكما أختان رائعتان فسوف تحترمان قرارها، أليس كذلك؟”
كان أديليو، الذي أدرك نواياي بالكامل، يبدو سعيدًا حقًا.
وبشكلٍ غير مألوف، أثنى على أخواتي بصدق، مما أثار غضبهنّ أكثر.
‘في الواقع، يبدو أنه يسخر منهما …..’
لكن رؤية أديليو يبتسم ابتسامةً مشرقة ونادرة تجاه أخواتي جعلتني أشعر بنوعٍ غريبٍ من السعادة أيضًا.
“المهرجان المقدس قريب. ولن أسمح لهذه الفرصة أن تُفلت مني. الآن وقد وضعت الأساس، علينا فقط الاستفادة من هذه الفرصة بشكلٍ جيد.”
بقدر ما استغلّ أخواتي، بل وربما بشكلٍ أكثر إفادة، كنتُ أنوي استغلال رينارد.
رأت أخواتي نظراتي المشتعلة ولم يتمكّنّ من منعي بعد الآن.
وجاء يوم المهرجان المقدّس.
أعلنتُ خِطبتي أمام الجميع.
خطبة بيني وبين أديليو.
✲ ✲ ✲
تفاجأ الناس بالخبر المفاجئ ولم يتمكّنوا من إخفاء دهشتهم، ولكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا أمام الأوراكل؟
حتى البابا خرج بنفسه ليُبارك مستقبلنا، وهو ما وضع حدًّا للوضع بشكلٍ قاطع.
وسط تهاني الجميع، ابتسمتُ بوجهٍ مشرقٍ وأنا أمسك بيد أديليو.
رغم أنّ معظم الناس كانوا في حالة صدمةٍ وارتباك، إلا أنّهم لم يجرؤوا على معارضة المعبد، فصفّقوا بحرارة.
ما عدا شخصٍ واحدٍ فقط.
وقف رينارد من مكانه غاضبًا.
حدّق بي بغضبٍ حارق، وكان من الواضح أنه يريد أن يصرخ، لكنّه بالكاد تماسك.
ورغم الغليان الذي بدا عليه، لم يتحدّث، مكتفيًا بالنظر بغضبٍ، ثم استدار فجأةً، تاركًا القاعة الكبيرة وردائه الفاخر يرفرف.
أمسكتُ بيد أديليو، وتبادلنا نظراتٍ مليئةً بالحب.
رغم أنّ خُطتنا تضمنت بعض الأكاذيب والخداع، إلا أنّها كانت بموافقة الشجرة المقدسة، وأيضًا بمباركة البابا.
✲ ✲ ✲
قرر جايد وأريادن البقاء في المعبد المركزي برفقة ديزي لبعض الوقت، بينما عادت ليليانا وڤيولا وحدهما إلى العاصمة.
كان واضحًا أنّ أتباع دوقية ليڤيان سيقتحمون القصر بمجرد معرفة ما حدث.
وكما توقّعوا، أتوا لقصر ليڤيان في منتصف الليل.
تم استقبالهم من قِبل ليليانا وڤيولا.
“هذا مخالفٌ تمامًا للوعد الذي قطعته دوقية ليڤيان!”
صرخ أحدهم غاضبًا بمجرد أن جلس.
ردّت ليليانا بابتسامةٍ هادئة.
“لا أعرفُ شيئًا عن الذي تقصده.”
“لقد أكّدتم لنا أنّ قداستها القديسة ستتزوج سمو الأمير الأول! ولقد جعلنا الأمير يدعم المهرجان المقدس!”
تحدث الكونت بوليتا غاضبًا، واهتزّ شاربه وهو يكافح للسيطرة على غضبه.
ومع ذلك، بقيت ليليانا وڤيولا هادئتين تمامًا، تراقبان بصمتٍ وثقة.
أصبحت الأجواء في الغرفة مشحونةً بشكلٍ غريب.
ثم سألت ليليانا بابتسامةٍ ساخرة.
“دعوني أسألكم شيئًا، ماذا قدم لكم الأمير الأول لتدعموه هكذا؟”
ساد صمتٌ لمدة ثلاث ثوانٍ، ثم صرخ البارون بيستيو على عجل:
“م-ماذا تعنين؟”
“سألتكم ما هي المكافأة التي حصلتم عليها من الأمير الأول، والتي جعلتكم تتصرّفون بهذه الوقاحة؟”
ارتبك الجميع لوهلة، ثم ردّ أحدهم بجرأة.
“نحن نقوم بواجبنا كخدمٍ أوفياء، هذا كل شيء! قداستها خذلت الأمير الأول، كيف يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي بينما نعلم أن غضبه سيحلُّ إلينا جميعًا؟”
رغم هذا الرد، لم تختفِ ابتسامة ليليانا.
“وهل هذا يُبرّر قدومكم بلا دعوةٍ في هذا الوقت المتأخر؟”
“لقد أُجبرنا على المجيء بهذا الوقت بدافع الولاء.”
“ولاء؟ لا، هذا ليس ولاءًا. هذا تصرفُ خائنٍ لعين.”
“آنستي!”
تدخلت ڤيولا على الفور بنبرةٍ منخفضة.
“يبدو أنّكم نسيتم مع من تتحدثون. لن أسمح بأيِّ وقاحةٍ أخرى.”
وضعت ڤيولا يدها على مقبض سيفها، مما جعل وجوههم تصبح شاحبةً من الخوف.
“لقد تماديتم كثيرًا. لا أستطيع أن أتخيّل مقدار ما قدمه لكم الأمير الأول لتتجرّأوا على التصرف بهذه الطريقة الفظة. كان بإمكانكم ترك الأمر له، لكنكم قررتم التصرف من تلقاء أنفسكم، أليس كذلك؟”
“ل-لا، هذا ليس صحيحًا. نحن فقط …..”
“لو أنّكم توقفتم عن تسريب معلومات دوقية ليڤيان إلى الأمير الأول، لما وصل الأمر إلى هذا الحال.”
“نحن لم نفعل شيئًا كهذا!”
“حقًا؟”
رفعت ليليانا زوايا شفتيها بسخرية، ثم أشارت إلى ڤيولا، التي أخرجت رزمة أوراقٍ وألقتها أمامهم.
“على الأقل، كان عليكم التأكد من وصول رسائلكم بأمان.”
“ك-كيف؟”
سألوها، وقد اتسعت أعينهم رعبًا.
“أيًّا كان من جاء بفكرة تزوير وصية جدتي، فقد كانت فكرةً مثيرة للاهتمام؛ لكنّها كانت مفضوحةً جدًا.”
استلّت ڤيولا سيفها، ونظرت إليهم بنظرةٍ تهديدية.
تحت هذا الضغط، لم يجرؤ أيٌّ منهم على الحركة.
وفي هذه اللحظة، خرج شخصٌ آخرٌ من الظلال من خلفهم.
كان يمتلك شعرًا أسودًا وعيونًا زرقاء صافية، ونظر إليهم ببرود.
ثم قال بصوتٍ هادئ ولكنه مشحون بالخطر.
“لقد تخلصتُ من الحرس بالخارج بالفعل. إن كنتما بطيئتين بهذا الشكل في التعامل مع ثلاثة أشخاصٍ وحسب، قد يكون من الأفضل أن أتعامل معهم بنفسي.”
[ يُتبع في الفصل القادم …..]
– ترجمة خلود