My sisters are strange - 139
المهرجان المقدس
المهرجان المقدس هو احتفال يحيي اليوم الذي قرر فيه الحكام البدائيون، بدافع الحب والرغبة في رعاية البشرية، أن يهبوا شجرة العالم للعالم لحمايتهم.
في السنوات الأخيرة، وبسبب غياب البابا، كان الحدث يقام بشكل محدود في المعبد، لكن مع ظهور البابا مؤخرًا، من المتوقع أن يُحتفل به هذا العام بشكل كبير.
“بالطبع، بمال العائلة المالكة.”
لا أعرف بعد نوع العلاقة بين أتباع الدوق والأمير الأول، لكن سمعت أنهم أقنعوا الإمبراطور بتقديم دعم ضخم للمعبد.
“المهرجان المقدس قريب.”
“سمعت أن هذا المهرجان سيكون كبيرًا جدًا.”
“يقال إن ذلك بفضل الدعم الكامل من الأمير الأول.”
قبيل المهرجان المقدس، بدأ العديد من الأشخاص بزيارة المعبد، ومن خلال كلماتهم بدأ الناس يتداولون عن الأعمال الطيبة للعائلة المالكة.
الإشاعات التي اجتاحت طبقة المجتمع الرفيعة انتشرت إلى المعبد، وما يقال في المعبد سرعان ما انتشر في العاصمة بأكملها.
بالطبع، كان من الواضح أن الأمير الأول، رينارد، هو من دبّر هذا الأمر.
كانت العائلة المالكة تريد محو حادثة استدعاء الشياطين التي حدثت للأميرة بلير من ذاكرة العامة، وكانت هذه فرصة جيدة ليفعلوا ذلك.
والأهم من ذلك أنهم اعتقدوا أن ذلك جزء من صفقة، ولذلك تم تضخيم الأمر بشكل كبير.
كانوا حريصين على أن يتم الأمر بشكل صحيح، وهذا ما كان أكثر إزعاجًا.
لهذه الأسباب، كانت العاصمة في هذه اللحظة مليئة بالإشاعات والضجيج.
“كما توقعت، المعبد المركزي أكثر هدوءًا من العاصمة.”
“أنت تعلم أن هذا الكلام لا يناسبك، أديليو، أليس كذلك؟”
“نعم، هذا صحيح.”
كنت أنا وأديليو قد وصلنا إلى المعبد المركزي مسبقًا.
على الرغم من أن السبب الرسمي كان الهروب من ضوضاء العاصمة، إلا أن السبب الحقيقي لزيارتي هو…
“أوه لا. يبدو أنني قد أقلقتكِ.”
كان ذلك لأن البابا – لا، جدي – قد فتح عينيه.
كان جدي، الذي كان مستلقيًا بهدوء في سريره، يبدو هزيلًا أكثر من عندما رأيته عند شجرة العالم، وكان يبدو وكأنه قد ينهار في أي لحظة.
الغريب أنه بمجرد أن رأيته، انهمرت الدموع مني، وكنت أحاول جاهدة ألا أبكي أمامه.
“هل تعلم مدى شدة التسمم الذي تعرضت له؟ إذا حدث لك شيء، أنا حقًا…”
لكن رغم محاولاتي للسيطرة على مشاعري، لم أتمكن من التماسك.
أمسكت بيد جدي وبدأت بالبكاء بشدة.
كانت يده التي كانت تداعب ظهري دافئة ولطيفة.
كنت أتمنى أن يستمر هذا الدفء، وبدأت أقضي الوقت مع جدي حتى موعد المهرجان المقدس.
على عكس مخاوفي، بدأ جدي يتعافى بسرعة، وربما لأنه كان البابا، كان هذا الحد الأقصى لما يمكن أن يتحمله.
مر الوقت بسرعة، وسرعان ما أصبح المهرجان المقدس على بُعد يوم واحد فقط.
“لقد جاء الكثير من الناس.”
كان المعبد المركزي يقع قرب أراضي الشياطين، وفي العادة لم يكن هناك الكثير من الزوار، لكن الآن كان هناك الكثير من الناس.
“آمل ألا يحدث صراع مفاجئ مع الشياطين.”
“سأعتني بأمر الشياطين، لذا لا تقلقي.”
لاحظ أديليو قلقي قبل أن أتمكن من التحدث، وأزاله قبل أن أنطق بكلمة.
“لذا عليكِ التركيز عليّ أنا وحسب.”
كنا نستمتع بوقتنا معًا، مدّعين أننا نتحقق من استعدادات المهرجان.
“هل أنت غاضب؟”
“ليس بالضبط، لكنني أظن أنني سأكون أفضل حالًا إذا قبلتني.”
“سأفعل ذلك كثيرًا لاحقًا. لكن اليوم، دعنا نركز على التجول أولًا.”
كانت شوارع المدينة التي تحيط بالمعبد المركزي مزروعة بأشجار بيضاء على جوانب الطرق.
وعلى أطراف الأغصان كانت هناك أوراق بيضاء تتفتح. في يوم المهرجان المقدس، بعد خطبة البابا، سيؤدي الكهنة صلاة مباركة، وستنتشر القوة المقدسة، مما يؤدي إلى ظهور ثمار حمراء صغيرة على تلك الأشجار.
تُسمى تلك الثمار الحمراء “الثمار المقدسة”، وسيتم عصرها ومشاركتها مع الجميع لشرب العصير وشكر الحكام، مما ينهي المهرجان.
“هل يمكن للشياطين تناول تلك الثمار أيضًا؟”
“هممم…”
نظر أديليو إلى شجرة كبيرة عن كثب.
“بما أن فيها قوة مقدسة، فلا أظن أنها ستكون جيدة للشياطين. صحيح أننا وُلدنا من شجرة العالم، لكن الأشجار المقدسة مختلفة قليلًا.”
كان سؤالي بسيطًا، لكن الإجابة التي تلقيتها لم تكن بسيطة على الإطلاق.
“بالنسبة لي، ربما مجرد ألم في المعدة.”
“ماذا عن الشياطين الأخرى؟”
“آلام شديدة في المعدة، صداع حاد، وإذا استمرت الأعراض، قد يفقدون الوعي أو يموتون.”
عندما رأى تعبير وجهي المتفاجئ، ابتسم بخفة.
“لا بأس. البشر أيضًا يُظهرون أعراضًا مشابهة إذا تناولوا أعشاب الشياطين، أليس كذلك؟”
“هل تعانون مثلنا أيضًا؟”
“يختلف الأمر حسب طبيعة كل شخص.”
فجأة، شعرت بالدهشة من كيف كان البشر والشياطين قادرين على التعايش في البداية. كان الأمر يبدو غريبًا نوعًا ما.
“ربما هذا هو السبب، فهم مختلفون لكنهم متشابهون.”
مع قرار عدم إعطاء أديليو الثمار المقدسة، انتهى اليوم الذي قبيل المهرجان المقدس.
رغم قلق والدي، ومعارضة أخواتي، وقلق چيوفانا وثيودور، إلا أن صباح المهرجان المقدس أتى.
✲ ✲ ✲
في الساعة الثالثة فجرًا، استيقظت مبكرًا، وتوضأت مع الاستحمام، ثم ارتديت الثياب البيضاء النقية المصنوعة من الألياف المستخرجة من الشجرة المقدسة.
بعد ساعتين من الاستحمام، دخلت غرفة الكأس المقدسة في الساعة الخامسة صباحًا، وأخذت غصنًا من الشجرة المقدسة لإشعال شعلة.
بينما كنت أصلي أمام الكأس المقدسة المتوهجة، مر الوقت بسرعة، وبدأت الشمس في الارتفاع. حينئذٍ، بدأ العديد من الزوار في القدوم للاحتفال بالمهرجان المقدس.
ثم، في الساعة الثانية عشرة ظهرًا، بعد أن انتهى البابا من صلواته الصباحية مع الكهنة، تقدم شخصيًا ليصلي من أجل سلامة البشر ورفاهيتهم أمام الجميع.
جلس الضيوف المدعوون في أماكنهم المخصصة، في انتظار البابا.
كان جميع الشخصيات البارزة في الإمبراطورية قد تجمعوا.
في المقاعد المخصصة للضيوف، جلس كبار الشخصيات، وخارج قاعة البابا، كان هناك العديد من العامة الذين جاءوا للصلاة معًا.
وقفت خلف البابا، وألقيت نظرة سريعة على القاعة الكبرى.
كان والداي وأخواتي بين فرسان الدعم، وفي المقعد الأمامي بين كبار الضيوف، كان الأمير رينارد جالسًا بفخر.
كان يبدو عليه بعض الضيق، وهذا أمر متوقع، لأنه لم يكن فقط هو من يجلس هناك، بل كانت هناك أيضًا چيوڤانا.
ورغم ذلك، كان يتحدث إلى چيوڤانا مخفيًا انزعاجه، وربما بسبب ما حدث في وقت سابق.
تذكرت أحداث الصباح الباكر.
“مر وقت طويل منذ أن رأيتكِ.”
رينارد، الأمير الأول.
لقد حضر في وقت مبكر، مرتديًا ملابس أنيقة.
“الصلوات ستكون في الساعة الثانية عشرة، لم تحن الساعة العاشرة بعد.”
كنت أتساءل لماذا جاء مبكرًا بهذا الشكل، وأزعجني هذا الأمر.
على الأقل كنت أرتدي الحجاب.
‘على الأقل لن يرى تعبير وجهي.’
“لماذا لا تتحدثين؟ هل أنتِ مستاءة لأنني لم أزرْكِ في الآونة الأخيرة؟”
“…ليس الأمر كذلك. أنا أعلم أنك شخص مشغول.”
“صحيح. الشخص الذي يتعامل مع أمور كبيرة مشغول دائمًا. إذا كنتِ ستقفين بجانب شخص عظيم، يجب أن يكون لديكِ قلبٌ واسع.”
استمر رينارد بالتفوه بالهراء.
“أرغب في التحدث معكِ بمفردنا.”
أديليو، الذي تلقى نظرة غير مرضية من رينارد، هز رأسه مبتسمًا.
“لقد تلقيت أمرًا مقدسًا بالبقاء بجانب القديسة.”
فرسان القديسة يضعون أوامر البابا في المقام الأول.
كان رينارد يعلم بذلك، فبدا غير راضٍ لكنه لم يكن يملك خيارًا سوى الإيماء برأسه، لكن صوته لا يزال يحمل نبرة غاضبة.
“بعد زواجنا، لن تحتفظي بهذا الشخص بجانبكِ، أليس كذلك؟”
“إنه حارسي. من الطبيعي أن أحتفظ به بجانبي.”
“حتى وإن كنت غير مرتاح لذلك؟”
“هل تطلب مني التخلص مرافقي الخاص والذي يعتبر صديقي؟”
أغلق رينارد فمه بسرعة.
ربما لم يكن يتوقع مني فتح هذا الموضوع، لذا بدا مرتبكًا قليلًا في البداية.
لكن هذا لم يدم طويلاً، سرعان ما غير الموضوع.
“على أيِّ حال، أنا سعيد لأنكِ قبلتِ عرضي. أصبح الأمر أسهل الآن، دون الحاجة لاستخدام أساليب مزعجة.”
“أساليب؟ ماذا تعني؟”
“كان ليحدث شيءٌ مزعجٌ حولكِ. مثلًا، تعرض أفراد عائلتكِ الذين تحبينهم بشدة لحادثٍ ما؟”
حينما لم أرد عليه، ضحك وقال إنها كانت مزحة.
“كان حديثًا طويلًا. في النهاية، أردت أن أقول لكِ، بما أننا سنسير في نفس الطريق، أتمنى لكِ الأفضل.”
مدّ رينارد يده.
“ما زلت لا أصدقك تمامًا، بناءً على ما مررتُ به من تجارب.”
“حتى المصافحة؟”
“لو كنت مكاني، كنت ستفهم مشاعري. ومن المؤسف أن هذا لم يحدث.”
“همم. يبدو أنكِ قاسيةٌ بعض الشيء. حسنًا، بما أنني فعلت لكِ شيئًا، يجب أن أفهم.”
سحب رينارد يده دون تردد، ثم استدار.
“أعتقد أنكِ لن ترفضِ المصافحة أمام الجميع.”
قال هذه الكلمات، ثم قلب عباءته وخرج.
‘آه، لا أطيق هذا الرجل.’
مع مرور الوقت، حلَّت الساعة الثانية عشرة، وبدأت الصلاة الكبرى بقيادة البابا.
عندما جاء دور صلاة البركة، انتشرت القوة المقدسة في الأجواء، وظهر مشهدٌ رائع.
تطايرت دوائر الضوء اللامعة مع الرياح خارج المعبد المركزي، وبدأت الثمار الحمراء تتكون على أطراف الأشجار البيضاء.
وعندئذٍ، ملأت القاعة الكبرى أصوات الهتافات، وامتدت تلك الهتافات إلى ما وراء أسوار المعبد المركزي.
“وبذلك، تنتهي الصلاة.”
انتهت صلاة البابا.
كانت تلك الصلاة تعبيرًا عن الأمل، تشير إلى أن الحُكام لم تتخلَّ عنّا، وتبشر بمستقبل مشرق للإمبراطورية.
كانت صلاةً من أجل سلامة الإمبراطورية.
وأخيرًا، وقفت أنا أيضًا أمام الجميع، بصفتي القديسة.
وسط النظرات المملوءة بالإجلال، ابتسمت بسعادة.
“في الواقع، قبل بدء المهرجان المقدس، تلقيت أوراكل.”
أثار الخبر المفاجئ عن الأوراكل العديد من التساؤلات بين الحضور، فظهرت على وجوههم علامات الدهشة.
“شجرة العالم مريضة. ولعلاجها، يجب على المختارين أن يتحدوا لدرء الفوضى. وكانت الأوراكل تشير إلى أن اتحادهم سيجلب السلام للإمبراطورية.”
وفي تلك اللحظة، التقت نظراتي مع ابتسامة خبيثة على وجه رينارد، الذي كان الوحيد بين الحضور الذي بدا هكذا.
“اليوم، وفي هذا المكان المقدس ….”
‘إلى متى سيظل يبتسم هكذا؟’
ردًا على ابتسامته، ابتسمت بشكل أوسع وأعلنت بصوتٍ قوي للجميع.
“وفقًا للأوراكل …..”
عمّ الصمت في القاعة، وكان صوتي هو الذي يملأ القاعة بأكملها، لتختفي ابتسامته.
“أُعلن أمامكم جميعًا خطوبتيِ أنا، القديسةُ ديزي ليڤيان، والفارس المقدس، السير أديليو.”
[ يُتبع في الفصل القادم ….]
– ترجمة خلود