My sister, who was my enemy, loves me - 9
__ الفصل التاسع __
في الحياة السابقة ، دمر كلاين واحتل
جميع الأراضي بالقوة .
حتى كارناي التي لم يكن لها تواصل مع
الأمبراطورية ، لم تكن استــثناءً .
ونتيجة لذلك حصلت على خادمة
من كارناي لفترة من الوقت .
في اليوم الأول ، طبــخت الطعام بجذر العشب الأخضر وقدمتهُ إليَّ ، وشرحت فوائده المفاجئة .
ليس فقط لمنع التسمم ولكن ، أيضًا لعلاج
الأشخاص الذين يعانون من التسمم بالفعل .
إذا قمت بغلي الجذر وشربه أو تبخيره ، فإنه يصبح إكسيرًا مانعًا لمختلف السموم ، بما في ذلك الأعشاب الخضراء .
‘لقد أظهرتُ له كتاب الأطفال هذا كدليل حيث كانت الصور الموجودة في الكتاب تشرح ذلك .’
في المقام الأول ، لم يكن معروفًا لأنه نبات سام ولم يكن شائعًا في الإمبراطورية ولأن جذوره قبيحة .
ربما كان تسمم ثيون بسبــب أكل زهرة واحدة عن طريق الخطأ ، فقد نمت في ظروف نادرة وغريبة .
أو ربما أعطاها له أحدهم بنية سيئة .
مرت لحظة صمت بيــننا ، في ذلك الوقت لقد تظاهرتُ قدر الإمكان بعدم معرفة شيء .
بالنظر إلى تعبيره الفارغ في نهاية هذا الصمت ، لا أعتقد إنه تم خداعهُ تمامًا .
“…لن تجيب الآنسة هاربر مهما
سألتها عن كيــفية معرفتها ذلك .”
“…”
“حسنًا.”
نهض ثيون ببطء .
نزلنا نحن الاثنان على الدرج المتــبقي في صمت .
هل يمكنني الهرب مِن هذا ؟
لقد صدم ثيون قليلاً ، لكن الأمر انتهى على أي حال .
كنتّ أتوجه نحو الباب الضـــخم ببضع
خطوات ، حتى تحدثـت .
“أنا سوف أعود بعد غد في الساعة الثانية عشر…”
“تعاليَّ في الساعة السابعة .”
“ماذا ؟”
عندما ألتــفت بصدمة على حين غرة ، نظر إليَّ
ثيون بتعبير جدي .
“سوف أعلمكِ كيفية قراءة وتفســير الخريطة بنظام أكاسيس ، يجب أن تأتي في موعد لا يتجاوز الساعة السابعة صباحًا ، إذا تأخرت فسيـــتعين عليكِ نسخ السوترا مئة مرة كعقاب .”
[توضيح/ السوترا هي مصطلح يُستخدم في البوذية للإشارة إلى مجموعة من النصوص أو الأقوال القصيرة المدوَّنة التي تحتوي على مبادئ وعظات دينية وفلسفية.]
لم أتمكن من التـحدث للحظات ، حتى فهمت المعنى بعد بضع ثوانٍ .
لقد وافق ثيون على ذلك!
حتى لو كان لفترة قصيرة من الزمن ، فإنه
سيكون بمثابة معلمي .
“أجيبيني يا آنسة هاربر .”
“أجل!”
أجبت بصوت عالٍ دون أن أخفي فرحتي .
حتى عندما دفعتُ الباب بجسدي كله وركضت عبر الممر ، حينها لم أستطع التحكم في حماسيَّ .
يمكنني أن أتعلم الواقع الحقيقي للقارة ، المرسوم بأدق قوانينه .
هذه الحياة ستكون مختلفة عن حياتي السابقة .
سأجعلها بالتأكيد مختلفة .
***
“…لقد جُنَّنت ، إنه جذر العشب الأخضر .”
تمتم ثيون بذلك في المكتبة الفارغة .
لقد كان سعالًا كان يعاني منه طوال نصف حياته
تقريبًا، منذ أن أكل أوراق ذلك العشب الأخضر كانت والدته الفقيرة قد جمعتها دون أن تعرف ما هي حتى ، كان ذلك عندما كان عمره أثنا عشر عامًا .
لقد كان معتادًا على الألم في حلقه لدرجة أنه لم يستطع تذكر الأيام التي كان فيها بصحة جيدة .
لم يستطع أبدًا النوم بشكل جيد بسبب السعال الذي كان يأتيه طوال الوقت سواء كان ليلًا أم نهارًا .
منذ أن بدأ في كسب القليل من المال ، حاول أيضًا تجربة الأدوية وزيارة الأطباء ، لكنه لم يجد أي شخص يعرف العلاج .
ونصفهم لم يعرفوا حتى اسم العشب
المسمى بالعشب الأخضر .
“هل يمكن أن يكون من السهل الشفاء بهذه السهولة ؟”
ضحك ثيون بسخري عند قوله ذلك .
إلا أن محتوى الكتاب كان واضحًا
حتى بعد قراءته مرة أخرى .
لم يكن هناك سبب لإنشاء كتاب تعليمي للأطفال يحتوي على معلومات كاذبة .
“آنسة هاربر ، من أنتِ بحق…”
ذكرهُ ذلك بالوقت الذي كان تقرأ فيه هاربر كتابًا سحريًا باللغة القديمة .
هل من الممكن حقًا تعلمها ذلك بمفردها ؟
صحيح أن نمط اللغة القديمة التي استخدمها سحرة الإمبراطورية واللغة الإمبراطورية متشابهة ، لكن لم يكن من السهل أبدًا اكتــشاف قواعد الاختلاف وتعلمها بشكل طبيعي .
كان الأمر مستحيلاً بدون إحساس فريد
وقوة سحرية هائلة .
وحتى الأمير الأول للعائلة الإمبراطورية ، كلاين بيان، يقال إنه يجد صعوبة في ترجمة اللغات القديـــمة لأنه يفتقر إلى هذا الحس .
“كما هو متوقع ، إنها فرد من عائلة
لوبيرن في النهاية .”
ابتسم ثيون بمرارة .
كانت هاربر لوبيرن تتمتع بصفات عظيمة ، لكنها تظاهرت بأنها تجهلها تمامًا .
ولم يكن من المعروف أيضًا كيف علمت حول علاج العشبة الخضراء .
هل تعلم كم تبلغ قيــمة هذا الاكتشاف من الناحية المالية ؟
وفجأة ، وقعت نظراته على زجاجة
الماء المتدلية من يده .
كان قد نسيَّ أن يعيد الزجاجة بعد أن
أخذها عندما كان يسعل .
الزجاجة التي تشبه عيني هاربر ، ذات اللون الأزرق السماوي مع نقوش زهور صغيرة .
لقد بدت لطـــيفة وجميلة للغاية يبدو بما أنها صغيرة الآن فإنها تحب مثل هذه الأمور ، أنها تناسبها حقًا .
أبتـــسم ثيون لا أراديًا عندما لامست
أصابعه ببطء تلك الزجاجة .
كان ذلك عندما تذكر اللحظة التي سلمته فيها هاربر زجاجة الماء وركضـــت بينما تلهث للحصول على كتاب الأطفال هذا .
“أنا آسف حقًا آنسة هاربر .”
تمتم ثيون بهدوء .
“لو لم تولدي كأخت السيدة كاليستا…”
***
“أكثر ، أنظري بتركيز أكثر ، ما هو الطريق الأسرع لشخص واحد للانتقال من بينان إلى لوتين ؟”
“هَمم.”
فتحت عينيها بفضول ونظرت إلى الخريطة .
“عليكِ أن تجسدي كيفية فهم الفضاء متعدد الأبعاد في عقلك ، إنها ليست مجرد مسألة نظرية .”
كان اليوم الخامس ، حيث ناداني ثيون في الصباح الباكر وأجلسني أمام الخريطة .
لقد جعلني أنظر إلى الخريطة حتى آلمتُّ عينيَّ ، ثم جعلني أحفظ جميع أسماء الأماكن لساعات .
ونتيجة لهذا ، بدا لي أنَّي أستطيع أن أتذكر جغرافية القارة حتى وأنا مغمضة العينين .
“إذا ركبنا الحصان من بينان إلى منطقة
ليتشين مانور ، ثم بعدها بحثنا عن البوابة في هذا الجانب من الغابة ، ثم…”
عندما نظرت إلى ثيون وتوقفت ، أعطاني تلميحًا صغيرًا .
“وقد كان لديه مسألة ملحة ومهمة للغاية ، كمثال ألف ذهبة على المحك .”
الف ذهبة!
“وفي هذه الحالة ، يجب أن يقفز في شلال كانين! فهو يتصل بشاطئ لوتين عبر البوابة!”
ألف ذهبة ؟ حتى لو كسرت ساقي أثناء القفز من على الشلال ، يجب أن يكون الأمر يستحق التحمل .
لقد كنت حساسةً بعض الشيء تجاه القضايا المالية ، كوني لدي تاريخ طويل في سرقة الأموال للهرب من كلاين في حياتي السابقة .
“حسنًا هذا صحيح .”
أومأ ثيون وكأن قيمهُ المتعلقة بالمال تتطابق مع قيميَّ .
بدأ وكأنه يحاول جاهدًا البقاء هادئًا ، على الرغم من ظهور أبتسامة صغيرة على شفتيه دون إدراكٍ منه .
“لقد تعلمتِ بِشكل جيد ، الآن يمـــكنكِ فعل ذلك بِمُفردكِ .”
“حقًا ؟”
سألتُ بحماس مختلطً بالفرح .
ذلك لأنه كان من النادر أن يمتدح ثيون شخصًا ما .
كما قالَ ، لقد تعلمتُ بِما يكفي للتعامل
مع الخريطة جيدًا .
ربما كان يكذبُ عليَّ بقوله إنه سيستغرق شهرًا .
يبدو أنَّي توصلت إلى فهم شكل القارة الذي لم أكن قادرةُ على فهمه ، وربما اكتســبت حتى بعض المعرفة حول كيفية إنشاء وربط البوابات بنجاح .
بالكاد أستطعتُ فعل ذلك قبل عودة كاليستا .
أبتسم ثيون ونظر إليَّ باهتـمام .
لقد كانت لديهِ عادة التحديق بي بهذه الطريقة كلما تعلمتُ شيئًا جديدًا .
فتح الزجاجة ذات اللون الأزرق السماوي التي كان يحملها وأخذ رشفة من الشاي .
كان ذلك السائل الشفاف الموجود في الزجاجة مليئًا بجذور تلك النبتة .
“سيد ثيون إلا تسعلُّ بعد الآن ؟”
“بِفضل الآنسة هاربر ، لقد شُفيت تقريبًا ، فقد أستخدمتٌ الجذور ونجح الأمر حقًا .”
مع تعبير عن الدهشة على وجهه ، نظر ثيون إلى الشاي .
إذا حكــمنا من خلال تحسن بشرته والجلد المغطى بالوشاح من كثرة النوم ، فإن ما قاله يبدو صحيحًا .
“ثم إذن…”
“هل لديكِ أي طلبات أخرى ؟ مقابل علاج مرضيَّ…”
“أعدّ ليَّ زجاجتي .”
“ماذا ؟ كح كح!”
تفاجئ ثيون مِن أجابة هاربر ، حتى إنهُ قد سعل وبصق الماء الذي كان يشربهٌّ .
أعني لقد أُعطيت هذه الزجاجة إليَّ مِن قبل جيانا ، لقد أحضرتُ الزجاجة فقط في اليوم الأول ، ومنذ ذلك الحين كان ثيون يشرب الشاي أو ما شابه في هذه الزجاجة .
إنها زجاجة ماء صغيرة للأطفال .
“خذيها ، لم أتوقع أنكِ تهتمين بها بهذا القدر .”
وضع ثيون زجاجة الماء أمامي ، محاولًا التحكم في تعابير وجهه .
شعرت بالأسف عند رؤيتيَّ وجهه يتحول إلى اللون الأحمر من شدة إحراجه .
على الرغم من كونها بالغة ، إلا أنها إذا رأت شيئًا لطيفًا ، فقد تشعر بالجشع .
“…إذا كانت زجاجة الماء جميلة ، فهل ترغب في الحصول على واحدة أيضًا ؟”
“لا أشعر بالرغبة في أمور كهذه ، بالإضافة إلى أن هذه الزجاجة غير جميلة .”
أجاب بسرعة وبملامح يبدو أنه يشعر
بالأحراج تجاه شكوكي .
ما الذي يعنـــيه ذلك ؟
ماذا عن نقش الزهور الوردية!
“…هذا لا يعني أنَّي رجل عجوز ، ما زال
أماميَّ طريق طويل…”
وأضاف ثيون قائلًا ذلك بعد لحظة من الصمت .
كان تعبيره حازمًا للغاية ، وكأنه سيحل سوء الفهم الذي تراكم لديه أثناء حديثه .
“ماذا ؟”
سألتّ في حيرة .
كم عمر ثيون ؟
كما أتذكر ، كان دائمًا يبدو كشخصًا بالغ ، لذلك لم أفكر أبدًا في محاولة معرفة عمره .
إنه لا يريد مني أن أدعوه بــ سيدي .
خطرت في ذهني نظرية واحدة حول ما أراده ثيون .
على الرغم من إنهّ لا يناسبني حقًا ، ولكن…
“لا أستطيع تصدّيق إنكَ ترغب
في أن أناديكَ أخي…”
“لا تتحدثِ هكذا آنستي ، أن عمر أختي الصغرى فقط هو ضعف عُمركِ .”
لقد رفض ثيون بشدة الفكرة التي قد بذلتُ مجهودًا كبيرًا في التفكير بها .
نظرتُ إلى ثيون متـــسائلةً عما سيقوله .
تنهد ثيون ثم فتح فمهٌ مرة أخرى .
“يمكنكِ مناداتي ثيون آنسة هاربر ، هذه هي الطريقة التي يُجب بها مناداة كبير الخدم .”
“ثيون…”
ناديتهُ كما لو كنتُ أنادي صديقًا ليَّ .
بدا أن هنالك لطفًا بالكاد كان مرئــيًا داخل هذه العيون الصارمة خلف النظارات .
***
“آنستي ، أرجوك استيقظي بِسرعة .”
أيقظني صوت جيانا في الصباح .
“هَاه…”
لقد أنتهت الفصول الدراســـية بعد أسبوع طويل ومرهق ، لذا إذا نمتُ أكثر قليلًا…
“أسرعيّ آنستي ، يقولون أن العربة قد وصلت في وقت مبكر بالفعل!”
“وصلت العربة ؟”
“أنها العربة التي فيها أخُتكِ الكبرى آنستي .”
“يا إلهي!”
حينها لقد تحطـــمت رغبتيَّ في النوم بثوانٍ معدودة .
ألقيت البطانية جانبًا ونهـــضتُ بِسرعةً مِن السرير .
كان هذا هو اليوم .
اليوم الذي ستأتي فيه كاليستا إلى القصر .
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي