My sister, who was my enemy, loves me - 12
__ الفصل 12__
“ما هو مُســـتواها ؟”
سألـــت كاليستا ثيون .
“…لا أعلم بعد .”
تجـــعد حاجبيَّ كاليستا من إجابة ثيون الغامـــضة .
“ألم تنتـــقد أراميس بشدة عندما علمـــته الرياضيات لفترة وجيزة في الأكاديمـــية ؟”
“هل فعلت هذا ؟”
“لقد قلت إنهُ كان طالبًا غبـــيًا لا يســـتحق جهودكَ قي تدريسه ، في النهاية قرر أراميس عدم التعلم وقطع المكـــتب بسيـــفه ، كانت هذه هي المرة الأولى لظهور هالته .”
“تذكرت ، لقد كان جاهلًا حتى النهاية .”
“كنتَ تجـــعل طفل يبلغ من العمر فقط الثانية عشر يدرس ورقة بحثـــية لعالم رياضيات خبير .”
“هذه هي الورقة التي كتبـــتها عندما كنت
في الثانية عشرة من عمري.”
“لذا ، من المستـــحيل أن يكون الطالب الذي كنت تتمـــسك به لبضـــعة أيام عاديًا.”
قالت كاليستا ذلك وهي تضمُّ ذراعيها
وتتكئ على كرســـيها .
كانت عينـــيها تلمعان بأهتـمام ، ولكن كان من الصعب معرفة ما إذا كان ما بداخلها أعجابًا إم غضـــبًا .
ربما كان مزيجًا من الاثنـــين .
“…ليس هنالك داعٍ لتكوني حذرةً جدًا آنستي .”
صمـــت ثيون للحـــظة ثم أجاب ببطء .
لا يمـــكنك رؤية ذلك للوهلة الأولى، لكن
قبضتـــيه كانتا مشدودتين من التوتر .
رفعـــت كاليستا ببـــطء أحدى زوايا فمـــها .
“يمكـــنك الذهاب يا ثيون.”
“…”
“العرض ساري، لذا يمكـــنكَ الرد في أي وقت.”
“…إذن سأغادر الآن آنسة كاليستا .”
التقطـــت كاليستا المستندات الموجودة على المكتـــب كما لو أن عمـــلها مع ثيون قد انتهى الآن .
بدا ثيون وكأنه ينتظر ذلك ، حتى
إنه نهـــض من مقعده بسرعة .
كليك-
خرج ثيون من مكتـــب كاليستا ، ووقف
في الممر بينـــما كان يعض شفتيه .
بعد التفـــكير لفترة من الوقت، فتـــح فمه وتمتم بهدوء .
“ال…السيدة .”
بقيَّ في رأسه وجه الطفـــلة التي كانت تقرأ كتابًا سحريًا على الأرض وكأنهُ قصـــةً خيالية ، بينما كانت تستمر بإخفاء ما تعلـــمهُ .
وتلك اليد الدافئة التي سلمـــت لهُ زجاجة
الماء الزرقاء عندما كان يســـعل .
كانت هاربر مختلـــفةً عن كاليستا .
لقد كانت مختـــلفةً عن أيَّ شخص
آخر قام ثيون بتدريســـه .
شحص لديه الموهبة ولكنه يخـــشى إظهارها .
شخص قد يحـــقق نموًا ملحوظًا
في قدراته أذا علمهُ أحد .
هز ثيون رأسه محاولًا التوقف عن التفـــكير بها .
لم يكن يعلم بماذا كان يفكر .
حتى قبل أيام قليـــلة مضـــت، كان يفكر في قبول عرض كاليستا بمجرد عودتها .
“هاااه…”
أطلق ثيون تنهـــيدة صغيرة، وهز رأسه مرة أخرى للتخلص من الأفكار المشـــتتة في رأسه ، وبدأ في المشي .
***
“آنستي .”
أيقظتني جيانا مرة أخرى .
“آنسة هاربر .”
متى سأستـــطيع النوم لفترة طويلة ؟
كل شيء تقوم بهِ جيانا رائع ، لكنها تفتقر للوعي من ناحية جعلي أستـــطيع النوم أكثر .
“هل أنتِ مستيـــقظة آنسة هاربر ؟”
هاه ؟ أن صوتها ناعـــم و رقيق للغاية بشكلٍ غريب .
هذا يختلف قليلًا عن جيانا المعـــتادة .
“آه…؟”
عندما فتـــحت عيني، كانت امرأة ذات شعر أحمر يشبهُ النيران المشـــتعلة تنظرُ إليَّ بتعبير قلق .
يبدو أنها في السادسة عشر أو السابعة عشر من عمرها .
تعطي إنطباعًا جيدًا بسبـــب وجهها المُبتسم .
تنبـــعث منها رائحة خافتة للأعشاب الطبية .
مع اختـــفاء أيَّ رغبةً في النوم ، قد أستيـــقظت .
“…فيكتوريا ؟”
الشخص الذي كنتُ أبحـــث عنه موجود هنا.
“أنتِ تعرفيـــني ؟”
ابتســـمت المرأة ذات الشعر
الأحمر، أو بالأحرى فيكتوريا .
أنا أعرفها ، فيكتوريا مولر و أراميس مولر ، إذا كنت لا تعرف هذين الشقـــيقين التوأم، فأنت لا تنتـــمي إلى دوقيـــة لوبيرن بحق .
لقد كانوا أتباع لوبيرن، سيفـــها ودرعها الذين يحرسون الحدود الشـــمالية، وأبناء الكونت مولر .
على الرغم من أنهم كانوا متشابهـــين مظهريًا تمامًا، بشعر أحمر داكن وعيون سوداء، إلا أنهم كانوا أشقاء يتناقـــضون في نواحٍ عديدة .
أحدهما عبقري السيف، والآخر عبقري الطب .
“بدلًا من القول إنكِ تعانيـــن من مرضًا خاص ، فأنتِ ضعـــيفة قليلًا من الناحية الجســـدية ، إذا تناولتِ الطعام جيدًا ، ونمتِ جيدًا ، ومارست التمارين الرياضية ، فسوف تكونين على ما يرام .”
وبالطبع ، فيكتوريا التي كانت
تفحصـــني الآن هي عبقرية الطب .
أما شقيـــقها الأكبر أراميس ، فقد شهد نهاية
الحرب مع كاليستا في حياتي الماضـــية .
عندما متُ على يديَّ كاليستا، كان يزيل
التاج من رأس كلاين المـــيت .
لوضـــعهِ على رأس كاليستا .
إنه عبقري طور هالته منذ أن كان في الثانية
عشرة من عمره ويمكنه القيام بجمـــيع تقنيات
السيـــف بعد رؤيتها فقط، على الرغم من أن
الآخرين يستغرقون سنواتٍ لتعلـــمها .
ومع ذلك، سمـــعت أيضًا أنه رفض لقب ‘السيف الإمبراطوري’ الذي أطلقـــته عليه العائلة الإمبراطورية .
لأنهُ سيـــف كاليستا فقط .
و فيكتوريا مولر ، أقرب خادمة وصديقة لكاليستا…
“سأضع نظامًا غذائيًا مناســـبًا لكِ وأرسلهُ إلى المطبخ ، وإذا مرضـــتِ فقط أطلبيني ، أنا دائمًا متواجدة في الأكاديمـــية .”
صوت فيكتوريا اللطـــيف أفاق ذكرياتي .
لمســـت جبهتيِّ للمرة الأخيرة ، ونصحتني
بشرب الكثـــير من الماء قبل أن تذهب .
كان ثيون هو الذي دخل الغرفة في
نفس الوقت الذي غادرت فيه فيكتوريا .
كانت النظارات المـــستديرة تتلألأ في ضوء
الشمس، حيث يوجد خلـــفها عيون رمادية باردة .
“سمـــعتُ أنكِ قد فقدتِ وعيك ، ولكن يبدو
إنكِ تنامـــين كثيرًا فقط آنسة هاربر .”
“أوه لا! ليس كذلك!”
أستيـــقظتُ و رميت البطانية جانبًا ، بسبب صوت ثيون البارد والخالي من أيَّ مشاعر عندما كان ينتقد الآخرين هكذا .
“إذا كان الطفل قد طور بالفعل عادة النوم الزائد، فلن يتمـــكن من النوم جيدًا ، من الآن فصاعدًا، أذهبِ إلى السرير في الساعة العاشرة مساءٍا واستيـــقظيَّ في الساعة السابعة صـــباحًا.”
جلس أمام السرير مع ثني ركبـــته وأمسك بقدمي .
شيء ناعم ورقيـــق لمس قدمي .
“…ما هي تلك الكتـــلة الوردية السمـــيكة ؟”
“هذه جوارب .”
كانت أُعين ثيون الرماديتـــين المليئتين بالذكاء البارد ، مثبـــتة على قدميَّ بينما كان يَلُفٌ الجوارب القطنية السمـــكية ذات اللون الوردية حول قدميَّ .
“أنها سميـــكة جدًا .”
قلت وأنا أحرك أصابع قدمي .
أمـــسك ثيون إصبع قدميَّ الكبير بإحكام
بأصابعه، ومنـــعه من الحركة .
“عليكِ ارتداء جوارب سمـــيكة للحفاظ على دفء جســـمك، والجسم الدافئ أقل عرضة للإغماء ، لذلك عليكِ أن تبقيَّ يقـــظةً دومًا .”
وبتفســـير منطقي، نجح ثيون في استخدام أصابعه الطويلة لرفع الجورب فوق كاحل قدميَّ وابتـــسم بارتياح .
“لقد أحضرت عشر أزواج من الجوارب ، لذا أرتديها كل يوم ، إذ سأقوم بفحـــص قدمـــيكِ كل صباح .”
رفع ثيون الحقيـــبة الصغـــيرة التي أحضرها معه.
كان بالداخل بالفعل مجـــموعة من الجوارب .
كانت الألوان زاهـــية وكانت الأنماط المطرزة على الجوارب عبارة عن قلوب أو زهور أو دبـــبة لطيفة .
عندما رأى أنَّي أحب زجاجات المياه المزخرفة بالزهور، بدا أنه قرر أن هذا هو أسلوبي .
حسنًا…هذا ليس خاطـــئًا في الواقع .
في الحقـــيقة مٌنذ أن عدتُ أصـــبحت الأشياء
اللطـــيفة والملونة تعجبني أكثر فأكثر .
“لقد أحضرت بعض الملابس أيضًا مناسبةً لعمركِ .”
عندما فكرت في الأمر، كان الفســـتان الذي أرسله يحتوي أيضًا على الكثير من الأشرطة اللطـــيفة الملفوفة حوله .
لدرجة أن جينا أعجبـــت بهِ قائلةً أنهُ كان رائعًا .
“كُل صباح…هل سترى ما إذا كنت
أرتدي الجوارب كُل صباح ؟”
سألت ثيون بمشاعر مختـــلطة ما بين السرور والتفاجئ .
لقد عادت كاليستا .
لم أستطع أن أفهم سبـــب وجود هذا الشخص في غرفة نومي الذي من المفترض أن يذهب مع كاليستا .
“هذا صحـــيح ، تعليم الآنسة هو أيضًا
أحد واجبات كبـــير الخدم. “
“لكن من قبل، أخبرتني أن أقرأ القصـــص
الخيـــالية الخاصة بالأطفال فقط…”
تذكرت ما حدث في المكتـــبة قبل بضعة أيام .
في ذلك الوقت، أخبرني ثيون
أنه لا فائدة من تعلـــم أي شيء .
“إلغيت ذلك ، يجب تعلم الأشياء
المفيدة ، القصص الخيالية ممـــنوعة .”
“مـــمنوعة ؟”
“نعم.”
لم يسبـــق ليَّ أن رأيت شخـــصُا متناقضًا كهذا .
في المرة الأخيرة أخذ زجاجة الماء الزرقاء خاصتي ، ويبدو الأن إنهُ مُصـــمم على محو جميع طفولتي .
“لقد سمـــعتُ عن النظام الغذائي من فيكتوريا ، من الآن فصاعدًا تناوليَّ الحلويات بأعتـــدال ، سوف أراقبـــكِ .”
“لا أنتظر…سمـــعتهُ من فيكتوريا ؟”
عندما سألت قبل الاحتـــجاج على قرار ثيون ، أومأ ثيون برأسه كما لو كان الأمر واضحًا.
“إنها أكثر كفاءة من أي طبيـــب في القصر.”
آه ، لقد كان ثيون هو من أحضر
فيكتوريا ، لديه وفاء وأخلاص غريب إليَّ .
كان ما قالهٌ صحيـــحًا ، حتى في حياته السابقة، تميزت فيكتوريا بأنها عبـــقرية في الطـــب والصيدلة .
سمعتُ أنها حققـــت نتائجًا مذهلة بعد عـــملها في المستشفى إذ كانت تتقدم على مستوى الأساتذة سابقًا عندما كانت في الأكاديمـــية.
“ثيون…هل أنتَ قريب من فيكتوريا ؟”
“أجل…إنها زمـــيل جيد .”
قالها ثيون كما لو كانت أفضل مجاملة يمــكنه تقديمـــها .
“حسنًا، إنها شخص ألطـــف من أخيها ، على الرغم من أنهما توأمان، إلا أنهما مخـــتلفان تمامًا.”
“اراميس؟”
“يبدو انكِ تعرفـــينهٌ .”
وتابع ثيون .
“أراميس هو أحمـــق متهور وغالبًا ما يســـحب سيفه أولاً قبل أستـــخدام عقله وهو أحمق بالكاد تصل درجاته إلى أعلى من 10٪ .”
قال ثيون كلمات قاسية عن اراميس
كما لو كان يحمل سكـــينًا في فمه .
لكن كلماته غير منطـــقية بشكل غريب .
تخرج أراميس من الأكاديمـــية خلال خمس
سنوات، والتي تستـــغرق عادة سبع سنوات للتخرج .
تم ذلك ليتـــناسب مع موعد تخرج كاليستا .
إنه من أفضل المواهب من
بين أفضل 10 في الأكاديمـــية.
بالإضافة إلى أنهُ محارب ، وعبـــقري في المبارزة .
“إنهُ لا يستـــحق الوجود في الأكاديمـــية بأكملها .”
لكن ثيون، الذي تخرج على رأس فصـــله، كان
يهز رأسه غير مصـــدق مهزلة وجود مثل هذا الأحـــمق
أراميس في العالم.
“على أيِّ حال، فهو جيد في استـــخدام السيف، كونهُ جاهلًا، أو بالأحرى قاســـيًا، مكنهُ من قطع أي شخص يؤذي سيده، حتى لو كان ذلك الشـــخص طفلًا، إنه سيـــف السيدة كاليستا الأكثر حدة.”
بلع .
لقد أبتلعـــتُ لعابًا جافَا وأنا أستـــمعُ إلى ثيون .
كنت أعرف هذا بالفـــعل، ولكن ربما لأن وصف ثيون أخافني، شعرتُ بالعرق البارد أســـفل عمودي الفقري .
“لكن فيكتوريا هي العكس تمامًا.”
واصل ثيون الحديـــث.
“إنها شخص دافئ ، سمعـــتُ أنها تعتني
جيدًا بالقطـــط والكلاب المهجورة حتى .”
هذا صحيح ، فيكتوريا شخص دافئ حقًا .
حتى في حياتي الســـابقة ، كانت هي التي جلبـــت
أكبر قدر ممكن من الدفء إلى كاليستا و بين ثيون وأراميس بارد القلـــب .
لو أنها بقيـــت في مكان قريب، ربما لم تكن كاليستا قد حاولت اغتـــيالي عندما كنتُ طفلة .
“مع القليل من التدريب، سوف تصبح
طبيـــب عائلة الدوق.”
بعد سماع كلمات ثيون، أصبح تعـــبيري ضبابيًا قليلًا.
“…حقًا ؟”
“نعم، ليس هناك ســـبب لعدم القيام بذلك.”
…كان هناك ســـبب في حياتي السابقة .
حادثة حدثت بعد عام أو عامين من الآن .
لقد كانت موت فيكتوريا .
لقد كان هذا هو الحدث الذي غير
لوبيرن بأكملها وكاليستا .
ومنذ تلك اللحـــظة، لم تسامح كاليستا أي
شخص اعتبرتهُ عدوًا سياسيًا .
سواء عن قصد أو عن طريق الصدفة، كاليستا عاقبـــت بلا رحمة أي شخص يقـــف في طريقـــها .
بمن فيـــهم أنا .
‘لقد كان مجلس الشيوخ يستـــعد مٌنذ فترة طويلة.’
حدث كل ذلك عندما استـــغل رئيس مجلس الشيوخ ، الذي كان على خلاف مع كاليستا، نقاط ضعـــف فيكتوريا وضغط عليـــها من أجل جعل عائلة مولر إلى جانبه .
حينها أنتـــحرت بيتوريا التي لم
تكن تود أن تكون عبـــئًا على عائلتها .
وبعد مرور شهر واحد بالضـــبط بعد وفاة فيكتوريا ، قضت كاليستا على نصـــف أعضاء مجلس الشيوخ .
لقد توفي إيغارد و بورتيا و أوسين
جمـــيعًا، إليس كذلك ؟
شخص آخر كان يُشتـــبه في تورطه في هذا الحادث كان كلاريسا، ولكن ربما بســـبب عدم وجود دليل، تمكنـــت من البقاء على قيد الحياة لبضـــع سنوات أخرى .
هناك سبــب يجعلني أتذكر
بوضوح ما حدث في ذلك الوقت .
وذلك لأن كاليستا ، التي كانت تعتقد دومًا أن ألحاق الألم غير ضروري عند القتل حتى عند قتل أعدائها ، ولكنها كانت قاسية بشكل مخيف ومرعب عند قتل إيغارد ، رئيس مجلس شيوخ لوبيرن .
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي