My sister, who was my enemy, loves me - 10
__ الفصل العاشر __
تخرجت كاليستا من الأكاديمـــية الإمبراطورية على رأس فصـــلها هذا العام .
بِعمر ستة عشر عامًا فقط ، كانت أيضًا أصغر خريــجة على الإطلاق في تاريخ الأكاديمية .
الإجتـــهاد والخلفية الجيدة وكذلك الموهبة .
بمجرد وجود هذه العناصر الثلاث لا يمكن أن تكون النتـــيجة سوى رائعة .
“لقد انتهى بالفعل تنــظيف القصر ، يجب أن تغيري ملابسكِ وتخرجي للتحــية آنستي .”
“آه…”
نعم يجب عليَّ تحيـــتها ، على الرغم من أنها لم تحصل بعد على لقب الدوق بســـبب والدي ومجلس الشيوخ الحكماء ، إلا أنها كانت في الواقع الشخص الأكثر سلطة في الدوقية .
وهذا طبيعي لأن والدي الدوق ، لا يبقى في القصر حتى ، بل هو في الخارج بحـــجة الأعمال .
في الواقع، يبدو أنهٌ مُغرُّم بالسـفر والنــساء .
‘لقد عاد هذا الشخص أيضًا إلى القـصــر في نفس اليوم الذي عادت فيه أختي كاليستا .’
اليوم هو يوم مُـهم لسبب آخر أيضا .
لأن هناك شخــصًا آخر يجب البحث عنه أثناء مقابلة كاليستا .
لقد غيرت ملابسي كما طلبت مني جيانا أن أفعل .
كانت الملابس نظيفة ولكن ليــست براقة للغاية ، تحافظ على مستوى معقول من كرامتيَّ كآنسة ، ولن تكون ملحوظة بين الخادمات .
لحسن الحظ، كان ثيون قد اشترى وأرسل إليَّ حوالي عشر قطع من الملابس الملائــمة للارتداء اليومي قبل بضعة أيام ، لذلك لم يكن العثور على الملابس أمرًا صعبًا .
“قوميَّ بالتحية بأدب ، مثل الآخرين هنا ، ولكن أبقِ فمك مغلقًا .”
“نعم.”
“مِن الأفضل أن تبقِ بعيدًا عن أنظار السيدة كاليستا.”
“نعم.”
“لا تبتسمِ هكذا…كلا ، أنا لا أقول لكِ أن تقوميَّ بالتحديق ، لماذا تفتــحين عيــنيكِ بهذا الشكل ؟”
“…والآن ؟”
“تبدين مثل جرو ضال ، أُحبُّ هذا ، جيد جدًا .”
مٌنذ بضعة أيام أصبـــحت جيانا أكثر أنتباهًا بشكل خاص ، فقد حذرتني عدة مرات ، بينما تقوم بربط شعري بشريط أزرق داكن رقيق .
“أنزليَّ أولًا آنستي ، سأتي بعدكِ قريبًا .”
أخذت نفسًا عميـــقًا ، وخرجت من الباب ، ونزلت الدرج .
كان الهواء الذي شعرت به حول جميع أنحاء جسدي وشممتهٌ مختلفًا عن المعتاد .
“أنتَ تحرك خطوةً واحدة إلى اليمين ، والفارس إلى اليسار…كلا ، لنبدأ مرة أخرى ، أنتَ تحرك بمقدار أصبع واحد فقط إلى اليمين .”
“إذا رأيت شخصًا واحدًا فقط يقف بشكل فوضوي أو خاطئ ، فسوف يتم معاقبتهٌ بشدة .”
كانت الخادمات والخدم وحتى الفرسان يتعلمون بجد كيفية الوقوف أمام المدخل الذي كان مزيناً بالسجاد الأحمر والزهور المقــطوفة في الصباح .
بلع .
أبتلعت ريقًا جافًا وأنا أرى هذا .
لم يســبق ليَّ رؤية عمالًا أنيقين ومرتبين جدًا هكذا .
لا يجــب أن يلاحظني ، لا يجب أن يلا–
“هاه ؟ أنتِ قفِ مكانك .”
في اللحظة التي كنتٌ أتراجع فيها للخلف لإيجاد مساحة مظلمة ذات ظلالًا تحت الدرج لتجـــنب لفت الأنتباه حتى تصل كاليستا ، شعرت بشيء يبدو كالسيف الخشبي غير حاد ، على الجزء الخلفي مِن رقبتيَّ .
“آه…؟”
“هل تعتقدين إنه يُمــكنكِ أن تكوني كسولةً هكذا وتهربيَّ لعدم القيام بالتحية ؟”
جاء مِن وراءي صوت فتى يبدو إنهُ في سن المراهقة ، والغريب إنهُ كان صوتًا مألوفًا .
حينها أدرت رأسي ، كان هناك شخص آخر بالفعل أســـفل الدرج .
كان فتى يبدو أكبر مني بخمس أو ست سنوات ، بشعر بني داكن ووجه أسمر قليلًا .
لقد لاحظت تعبير الازدراء على وجهه ، أنا أعرف تلك النظرة .
أحيانًا ما كانت كلاريسا تُظهر تعبـيرًا مشابهًا له عندما لا تتمكن من إخفاء مشاعرها الحقيــقية .
“…لويس .”
لقد كان فتى يعمل كفارس متدرب في الفصـــيلة الثالثة لفرسان لوبيرن قبل بضعة أشهر ، وبالطبع إنهُ قريب كلاريسا .
إنهُ أبن أخ كلاريسا ، و كأميرة لهذه الدوقية ، إنهٌ ليس في وضع يسمح له بمعاملتي بإهمال .
إذا كانت الأمور كما ينبغي أن تكون ، فعلــيه أن يحييني بأدب…
“هاي ، أيتها المزيـــفة ، أذهبِ إلى هناك وقفِ بشكل صحيح .”
آه، أنظر إلى هذا الوقح الكاذب .
ولسوء الحظ ، فإن معظم عٌمال دوقية لوبيرن يعتبرونني الابنة الغير الشرعية لوالدي .
لذا فإنا نوعًا ما أبدو كأميرة مزيفة .
تحســنت الأمور مؤخرًا بعد أن اعتذرت كلاريسا لجيانا ، ولكن يبدو أن هذه الأخبار لم تصل إلى الفرسان بعد .
“هاي أنتِ ، هل تعتقدين بإنَّي أمزح معكِ الآن ؟”
قال لويس ذلك وهو يمد يده بســيفه الخشبي ويخدشني بقوة في ظهري وكتفي و رقبتي وحتى وجهي .
إنه يود جعليَّ أشعر بالألم مِن هذا ، إليس كذلك ؟
الآن ، أستطيع التذكر بشكل صحيح ، لويس إيفانز .
وبما أنه كان لا يزال في أدنى مستوى ، كان يتعرض للتنمر من قبل الفرسان في كل مرة ، لذا كان يبحث عن شيء للتخفيف من ضغوطه .
شخص لا يعارضهٌ بحماقة مهما فعل .
إذا تم الكـــشف عن ما يفعلهُ فإنه سوف يكون في مشكلة كبيرة حقًا ، أوه أيضًا هذا الشخص الذي لا يعارض ما يفعلهُ لويس كان أنا .
بالطبع ، كان لويس يفعل ذلك عندما لا تكون هنالك أعين ترى ما يحدث هنا .
“ضعهُ بعـــيدًا.”
قلتُ ذلك بينما قد دفعتُ ذلك السيف الخشبي بعيدًا .
في حياتي السابقة ، عشتُّ حياة بائسة حتى النهاية ، لكن هذا ليس هو الحال الآن .
حتى بعد عودتي لهذه الحياة مرة أخرى ، لم أتعرض للتــنمر مِن قبل كاليستا أو كلاين بل من هذا المراهق القذر .
“هاه ؟”
أمال لويس رأسه كما لو كان يرى مثل هذا الشيء للمرة الأولى .
سألت دون أن أهتم بهذا .
“هل يُعلم قائد الفرسان عن إنكَ تحمل السيف خارج أوقات التدريب يا لويس ؟”
عندما ذكرت قائد فصيلة الفرسان التي ينتمي إليها ، أصبح وجه لويس شاحبًا .
يبدو إنه كان يتوقع أن أستمع لهُ بتعبير خائف على وجهي كالمــعتاد .
“أنتِ لا تملكين دليلًا حتى ، بل تقومين–”
“سأقوم بذلك ، كما إنكَ تتــحدث معي بشكل غير رسمي مرة أخرى .”
ضممَّت ذراعي معًا وقلت ذلك وأنا أنظر إليه .
حينها سمعتُ صوت رئيسة الخادمة التي كانت ترتب الخدم قبل قليل ، من الجانب الآخر من الدرج .
يُمكن سماع ضجــيج قادم من الحديقة ، لذلك يبدو أن الوقت قد حان تقريبًا لوصول كاليستا .
إذن لا بد أن جيانا تبحث عني الآن .
“سأذهب.”
“أنتِ لا أعتقد أنكِ تعرضتِ للضرب بســيف خشبي من قبل ، ولكن إذا أردت ذلك–”
“حقًا ؟ أضربنيَّ إذن.”
هززت كتفي وقلت ذلك ، لقد كنتٌ جبانةً في حياتي السابقة ، لذا فقد كان لويس يهددني دومًا .
لكنه لم يكن جريـــئًا بما يكفي ليضربني حقًا .
حتى لو كانت الابنة غير محبوبة ، فإنها لا تزال تتمتع بسلطة كونها أميرة الدوقــية ، فمن الذي يسمح لفارس تحت التدريب أن يضرب أميرة الدوقية و يفلت من العقاب ؟
فقط بعد وفاتي لقد أدركت هذه الحقــيقة .
“هل تريدين مني أن أضربكِ ؟”
حينها أقتربتُ من لويس ورفعت رأسي ، في تلك اللحظة تحول لون وجهه إلى اللون الأحمر ، وعلى الرغم من ذلك خفضَّ لويس يده التي يحـــمل بها السيف الخشبي ولم يرفعها .
“آه ، هذا…”
أمسك لويس بياقة ملابسي بقوة وهو يقول ذلك ، في حين قد أنخفض صوته تدريجــيًا وبدا متوترًا .
“جبان ذو فم كبــير .”
[توضيح/ هذه جملة تعني أن الشخص الذي يتم وصفه بهذه الطريقة هو شخص جبان وتعبير “فم كبير” يشير إلى إنه لا يملك الشجاعة للتصرف أو المواجهة بشكل فعلي. بمعنى آخر، فإنه يتحدث بكلمات كثيرة يظهر فيها القوة والشجاعة فقط، ولكنه لا يقوم بأفعال تلائم تلك الكلمات.]
كنتٌ على وشك أن أتجاوزه بعد قول جملتيَّ الأخيرة .
“آه…؟”
أعتقد أنهُ أمسك بياقتي بقوة أكبر مما ظنـنت ، حينها قد فقدت توازن جسدي .
“آهه!”
“هيكك–”
“آه!”
تعثر كلانا وسقطنا ، واختفى الظل الذي كان يغطي تلك المــساحة تحت الدرج إذ سقــطنا في المكان الذي كان تحت النافذة حيث الضوء الساطع .
“آه ، آه…”
وبما أنني لم أتمكن حتى من رفع ظهري عن الأرض تمتمت بهذا فقط ، فقد رأيت العـــشرات من أزواج الأقدام حولي .
هنا الخادمات ، وهناك الخدم والطهاة ، وقادة الفرسان الأربعة ، وتلك الأقدام المرتجــفة هي لجيانا ، وتلك الأرجل الطويلة هي لثيون ، و…
توقفت عيني وسط السجادة الحمراء .
حيث حذاء أسود بدون أيَّ ذرة غبار ، بفســتان أزرق داكن بدون أي أشرطة أو دانتيل لتزيينه ، لكنهُ يبدو فاخرًا للغاية وهذا واضح مٌنذ الوهلة الأولى .
التوتر الذي هدأ في داخليَّ بعد هزيمتيَّ للويس ، عاد مرة أخرى وتغلغل في داخلي .
حينها رفعت عيني ببطء وحاولت رؤية الشــخص الذي أمامي .
شعر فضي طويل مربوط على شكل ذيل حصان أنيق ، مع حقيــبة صغيرة كانت ترتديها دائمًا .
قلادة من الكريستال ، باردة للغاية ولكنها جمــيلة ، أعين زرقاء عميــقة مثل أعماق البحر .
“آه ، أختي…”
لقد كان هذا الشخص هو كاليستا .
وقفت بشكل مستقيم ونظرت إلى الأسفل حيث أنا .
شعرتُ بالازدراء نحوي في نظراتها الباردة هذه .
لقد تجــمدت في مكاني وكأن جسدي كله قد تجمد .
ساد الصمت في المكان ، لا أعرف إن كان لبضع ثوان أم دقائق معدودة .
في النهاية، فُتــحت شفاه كاليستا المغلقة بإحكام .
“قفِ…”
حاولت أن أحرك جسدي وأقف حسب كلامها ، لكن ذلك كان دون جدوى .
عندها فقط أدركت أن لويس قد سقط فوقي وأن يده ما زالت تمــسك بياقتي .
“أهلا ، سيدتي! أسمي لويس!”
دفعنيَّ لويس بعيدًا ونزل على ركبتــيه .
لقد كانت وتيرة مختـــلفة تمامًا عما كان عليه عندما كان يتعامل معي .
“سعــيدةً برؤيتكِ أختي .”
وألقيت أيضًا التحية التي كنت أفعلها دومًا دون بذل الكثــير من الجهد .
كان هنالك المزيد من الآداب عند التــحية ، ولكن بعد التواصل البصري الذي حدث بيني وبين كاليستا وأنا مســتلقية على الأرض ، ما فائدة هذه الآداب ؟
“…ماذا حدّث بحق لإنضــباط لوبيرن ؟”
تردد صدى صوت كاليستا المنخفض والبارد عبر القصر الهادئ.
ارتعش كلا كتفيَّ وارتجــفت تلقائيًا ، فتحت شفتي للتحدث ، ولكن لم تخرج أيَّ كلماتٍ بشكل صحيح .
“آ-آسـفـة…”
“سوير يبدو أنكَ تريد الاستقالة مِن منصـبكَ كقائد للفرسان الآن .”
في اللحظة التي كنت على وشك الاعــتذار فيها ، أدارت كاليستا رأسها نحو الباب .
سوير مارسيل ، قائد فرسان الفصيلة الثالثة ، كان يقف هناك بتعبــير صارم على وجهه .
“هل كان من الصـــعب عليكَ تعليم الأخلاق لمجرد فارس متدرب ؟”
ما الذي يحدث الآن…؟
لقد رمشــتُ عدة مرات عندما قمتُ بتقييم وفهم الوضع .
لم تكن ستوبخني ؟
“أنا آسف سيدتي!”
قال سوير ذلك بصوت مرتفع وهو راكعٌ على ركبة واحدة ، وكاد يغادر القــصر .
“لقد كان هذا خطئي! مِن فضلكم عاقبوني أنا!”
عندها فقط أدرت عيني ببطء لأنظر إلى لويس وكان كلا عينـــيه مفتوحان بصدمة .
كما كان جسده يرتجف بإكمله بخوف .
“يبدو أنَّي كلفتكَ بمهــمة لا يمكنك التعامل معها ، لذلك سأعلــمهُ أنا بنفسي .”
اقتربت كاليستا من سوير وتحدثت بصوت منخفض .
عندما مدت يدها ، ابتلع سوير ريقًا جافًا ومد سيف التدريب الخشبي الذي كان يرتديه عند خــصره .
“…نعم ، سيدتي .”
سووش–
قبل أن أتمكن حتى من معرفة ما يحدث ، وجهت كاليستا سيــفها باتجاه لويس .
حينها تحدث لويس بينما شفتـيه ترتعشان .
“سيدتي…”
“ألتقط الســيف الخشبي هناك .”
“ل-لكن…”
“إذا صمدت جيدًا ، فسوف أسامــحك أنت وسوير دون عقاب ولكن ، إذا لم تستطع فعل ذلك ، سأرفع سيــفًا حقيــقيًا .”
حينها ساد صمت قاتل بين العشرات من الأشخاص هنا .
نظرت كاليستا إلى لويس بتعبير لم يكن يختلف كثيرًا عن المرة الأولى .
“أنا…”
نهض لويس وألتقط السيف الخشبي ، كان كلا ذراعيه يرتجف لكنهُ في النهاية أستطاع أمساك السيف .
كان طول كلاهما مماثلًا تقريبًا .
قد تكون كاليستا أكبر ببضع سنوات ، لكن لويس أكبر حجـــمًا.
لجزء من الثانية ، ومض أمل صغير من خلال عيون لويس عندما قام بقياس حجم كاليستا .
لقد كان في الدوقية منذ بضــعة أشهر فقط ولم يلتقِ بكاليستا مطلقًا .
بالطبع ، لم يسبق لهُ حتى أن يرى كاليستا تحمل سيــفًا .
أشرقت عيناه بشكل أكثر وضوحا قلــيلًا .
إذا فاز ، أو بالأحرى ، صمد جيدًا ، فيمكن مسامحته على أخطائه السابقة وجذب انتــباه كاليستا… لا بد أن فكرة كهذه قد مرت برأس لويس .
وبطبــيعة الحال ، تبدد هذا الأمل حتى قبل مرور ثانية واحدة .
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي