My Husband Was the Master of the Magic Tower - 82
“… دانتي؟”
تسرب صوتي المرتبك عند ردة فعله القوية التي كانت أشد مما توقعت.
حاولت دون وعي الخروج من بين ذراعيه، لكن كلما حاولت الابتعاد، كلما زاد دانتي من قوة عناقه لي.
وراء القبضة القوية التي حجبت أنفاسي لوهلة، استطعت أن أشعر برعشة خفيفة في يديه التي كانت تمسك بكتفي.
كما توقعت، الأمر غريب.
أدركت أن يدي دانتي كانتا باردتين ووجهه متيبسًا.
في هذه اللحظة، بدا قلقه غريبًا للغاية.
لم تكن هذه ردة الفعل التي يتوقعها المرء إذا لم يراني لبضع ساعات فقط.
إن كان عليّ وصف الأمر، فهذا أشبه بما يفعله شخص يلتقي بمن لم يكن يعلم إن كان حيًا أم لا لعدة أيام.
كان مجرد النظر إلى ردة فعل دانتي كافياً ليشعرني وكأننا قد انفصلنا مرة أخرى.
“دانتي، ما الأمر؟”
“…”
قبل أن أطرح أي أسئلة عن الموقف، حاولت تهدئة دانتي، الذي كان لا يزال يمسك بي بإحكام ويرفض أن يتركني.
مددت ذراعي وعانقته بلطف، فشعرت برعشته الخفيفة بوضوح أكثر.
تظاهرت بعدم ملاحظة الارتجاف، وربتت على ظهره بخفة، بشكل منتظم، لا بقوة شديدة ولا بضعف.
كما أفعل دائمًا.
بعد فترة طويلة من التربيت، شعرت أن دانتي بدأ يهدأ تدريجيًا.
“أين كنت ؟”
“…سأرد عليكِ بنفس السؤال لم تكوني في الغرفة، أين كنتِ؟”
“أنا… حسناً، جئت إلى المكتبة فور انتهائي من الحديث مع ماشا.”
عندما أجبت، تنهد دانتي بصوت خافت.
بدا وكأن هذا التنهد خرج نتيجة ارتياح، وربما كان يحمل في طياته شعورًا باليأس أيضًا.
لماذا بحث عني بهذه الجدية لدرجة أن يطلق تنهيدة كهذه؟ عانقت دانتي بإحكام ثم تراجعت من بين ذراعيه.
“أين كنت؟”
“قابلت ليزا…”
قال ذلك فقط ثم لزم الصمت.
عندما رفعت رأسي بشك، رأيت وجهه مغمورًا بالقلق.
“قابلت ليزا، وبعدها؟”
“…”
حتى عندما حدقت فيه مطالبة بالإجابة، لم أحصل سوى على الصمت.
اضطررت لمقاومة الرغبة في هز كتفيه بعنف؛ لأنه أصبح هكذا، رغم أنه لم يكن كذلك من قبل، وهذا جعلني أشعر بالإحباط أكثر.
“لماذا لا تجيبني؟ هل من الصعب قول الأمر؟”
لكن هل هناك شيء لا يستطيع قوله لي، وليس لشخص آخر؟ حتى مع الكلمات المحفزة هذه، لم أسمع إجابة من دانتي.
أدركت حينها أن التعامل بنضج وتهدئة الأمور لا يبدو أنه يناسبني حقًا.
في النهاية، لم يكن أمامي خيار سوى التخلي عن الحديث اليوم وطرح السؤال بصراحة.
“أخبرني بصراحة. هل تخفي شيئًا عني هذه الأيام؟”
بمجرد أن سمع دانتي ذلك، فتح فمه، ثم أغلقه مرة أخرى دون أن يقول شيئًا.
كأنه كان على وشك الحديث لكنه تراجع في منتصف الطريق.
أعرف جيدًا هذه الطريقة التي يتصرف بها.
عادةً ما يحدث هذا عندما يحاول قول كذبة لكنه لا يستطيع تحمل قولها.
“إذا لم تخبرني، سأسأل ليزا عن حديثكما.”
رغم أن نبرتي خرجت مهددة دون أن أدرك، إلا أنني لم أكترث كثيرًا.
إذا كان بإمكاني إجباره على البوح بما يخفيه من خلال تهديده، فأنا مستعدة لفعل ذلك.
لكن دانتي ليس بهذه السهولة.
كان من الواضح ذلك حينما أجاب بصوت خافت بعد أن ظل صامتًا طوال الوقت.
“… ليزا لن تخبركِ. لأني طلبت منها ألا تفعل.”
أطلب من هذه الطفلة الصغيرة أن تلتزم الصمت؟ حتى قبل أن أتمكن من الاستفسار عن ذلك؟
كما لو أنه كان مستعدًا لهذا اليوم الذي سأواجهه فيه، لم أستطع منع تنهيدة يائسة من الانفلات دون إرادتي.
“إذًا كنت تحاول إبعادي من البداية؟”
حتى عندما تحدثت بنبرة مستغربة، لم يقل دانتي أي اعتذار، بل بدا عليه الشعور بالذنب فقط.
يبدو أنه ليس لديه نية لقول الحقيقة، لكن مجرد صمته لا يعني أنني لا أعرف شيئًا.
“أجب عن هذا أولًا.”
نظرت في عينيه البنفسجيتين مباشرة، كما لو أنني أحذره بأني لن أتركه إذا صمت مجددًا.
“هل ما تخفيه الآن له علاقة بقلقك في الفترة الأخيرة؟”
عندما سمع ذلك، اتسعت عينا دانتي قليلاً، كما لو أنه سمع شيئًا غير متوقع.
كانت تلك ردة الفعل التي أقنعتني أنني لم أخطئ في تخميني.
فأطلقت ما كنت أشعر به منذ مدة.
“أنت تحاول البقاء بجانبي كثيرًا في هذه الأيام لقد لاحظت ذلك من قبل، لكنني كنت أتغاضى عنه ومع ذلك، تستمر في الارتباك والقلق من شيء ما. وتتفحص حالتي كثيرًا.”
“…”
“في البداية، نعم، ظننت أن ذلك بسبب اعتقادك أنني كنت ميتة طوال عشر سنوات.”
توقفت للحظة وأخذت نفسًا قصيرًا.
“لكن الآن تعلم أننا لن نفترق أبدًا.”
ربما لا تزال لا تصدقني؟ عندما همست بالسؤال، رأيت دانتي يهز رأسه قليلاً.
“إذًا لماذا؟ رغم أنك تعرف ذلك، ما زلت تشعر بالقلق؟”
قد يكون ذلك أفضل، فهذا يعني أنه مع مرور الوقت قد يتلاشى هذا القلق تدريجيًا.
لكن لماذا أستمر في الشعور الغامض بأن هذا ليس السبب الوحيد؟
لا أستطيع إيجاد أساسٍ لهذا الشعور، لكن في بعض الأحيان يساعد اتباع إحساسي.
أمسكت بوجه دانتي، الذي كان يشيح برأسه بعيدًا، وأجبرته على النظر إليّ.
عيناه البنفسجيتان كانتا ترتجفان بوضوح.
“أريد أن أعرف لماذا تتصرف هكذا. لا أعلم ما الأمر، لكن ربما أستطيع المساعدة.”
“…”
“لماذا تريد أن تكون الشخص الوحيد الذي يعرف؟”
كانت كلماتي الأخيرة تبدو مفعمة بالاستياء، حتى بالنسبة لي.
ومع استمرار الحديث، بدأ الصراع يتجلى تدريجيًا على وجه دانتي، ثم فتح فمه ببطء.
في تلك اللحظة، اعتقدت أن دانتي قد يبوح بمشاعره.
لكن.
“…لا تحتاجين إلى معرفته.”
بعد تردد قصير، خرجت تلك الكلمات التي أخفت مرة أخرى مشاعره الحقيقية.
“ليس أمرًا خطيرًا لدرجة تجعلكِ قلقة أيضًا فقط انتظري قليلًا وسأقوم بحل كل شيء.”
“هل أبدو قلقة الآن؟ أنا فقط أريد أن أعرف لماذا تتصرف هكذا.”
قولك إنني “حتى أنا” لا يجب أن أقلق يعني ضمنيًا اعترافك بقلقك الشخصي.
أنك لسبب ما تشعر بالقلق.
وبالإضافة لذلك، فهو شيء يجعلك تشعر بالقلق ويجعلني أنا أيضًا قلقة.
إيجاد الحل هو أمر يجب التفكير فيه بعد معرفة سبب قلق دانتي.
ومع ذلك، على الرغم من أنني حاولت بشكل متعمد أن أوقفه، لم يكسر دانتي عناده.
بصراحة، كان موقف دانتي محيرًا للغاية.
لم يسبق له أن تصرف بهذه الطريقة أمامي من قبل.
كنت على وشك أن أفتح فمي لأسأل المزيد من الأسئلة، لكن دانتي فجأة وقف.
قبل أن أدرك، كانت الأذرع التي كانت متشابكة قد انفصلت، والدفء الذي كنت أشعر به قد تبخر في لحظة.
وبدون أن ينظر إلى جانبي المرتبك، نطق دانتي بسرعة.
“سأذهب الآن. تابعي الكتاب الذي كنت تقرأينه.”
“فجأة، الكتاب… لا، انتظر. دانتي؟”
لقد استدار وغادر قبل أن أتمكن من الرد بشكل صحيح.
بسرعة، وكأنه يقول لي ألا أتبع أثره.
كنت أعلم أنه لن يستجيب بسهولة، لكن أن يهرب بهذا الشكل العلني، كان أمرًا غريبًا.
شاهدت ظهره وهو يبتعد في حيرة.
أين تعلم الهروب من الناس؟
“ألن تتوقف عند هذا الحد؟”
وقفت متأخرة وصرخت، لكن دانتي كان قد اختفى منذ فترة طويلة، وكأنه لم يكن هنا أبدًا.
لماذا، بحق السماء، يمتنع عن إخباره لي إلى هذه الدرجة؟
لماذا؟
منذ ذلك اليوم، أنا و دانتي… بل لنكون دقيقين، كانت ليزا موجودة أيضًا، لكن لسبب ما لم أكن أراه لذا كنا نقضي معظم وقتنا نلعب لعبة الاختباء في برج السحر، أنا وهو فقط.
أليس تشبيهًا لطيفًا للغاية؟ نعم، قلت ذلك عمداً لتخفيف توتري.
الاختباء، ببساطة، كان أشبه بهذا: دانتي يختبئ مني، وأنا أبحث عنه.
وذلك طوال اليوم.
حالما أستيقظ في الصباح، لا أجد دانتي بجانبي.
حتى في نومي، كنت أشعر بيده تلامس شعري أو خدي، لكن عندما أفتح عيني، لا يكون هناك.
ثم أبدأ في البحث عن مكانه مجددًا، فأخرج وأمضي وقتي في مطاردته، محاولاً رؤية لمحة من ظله أو طرف ملابسه.
كان يترك ملاحظة إذا أراد قول شيء، لكنه لا يظهر أمامي أبدًا.
وعندما أقرأ الملاحظة وأجيب بغضب في الهواء، لا أدري كيف، لكنه كان يسمعني ويرسل ملاحظة أخرى.
ومع استمرار هذا الوضع لعدة أيام، حتى أنا التي أتبع الأمور كما تجري، لم أعد أحتمل الإحباط.
هل استمتعت بالاختباء أم ماذا؟
لم أكن لأبحث عنه إن لم أره على الإطلاق، لكن ما زاد من غضبي هو أنني أراه أحيانًا لفترة قصيرة من حين لآخر، ربما بسبب أننا كنا داخل برج السحر.
كانت هذه اللعبة محسومة من البداية.
دانتي الذي يعرف جغرافية البرج تمامًا، كونه سيده، وأنا التي عادة ما تضل الطريق عندما أذهب إلى مكان غير مألوف.
أليس هذا واضحًا؟
كان دانتي يتجنبني فقط لأنه لا يريد التحدث.
وما زاد من استيائي هو أنه إذا ذهبت إلى المكان الخطأ بحثًا عنه، يظهر فجأة ويعيدني إلى مكاني.
انظري الآن، ما إن شعرت بيد تحتضنني من الخلف، حتى وجدت نفسي في غرفتي مجددًا.
“ماذا أفعل الآن؟”
لا بد أنني كنت أنظر حولي في المكان الذي يحتوي على عدد كبير من الحجارة الكبيرة المعروضة حتى قبل لحظة.
كنت أشاهد بتركيز كبير، وكأنني في متحف، لدرجة أنني نسيت للحظة أنني كنت أبحث عن دانتي.
وهذا هو النتيجة، أنني وجدت نفسي أعود إلى غرفتي، يقودني دانتي الذي ظهر فجأة.
ورغم أنني حاولت الغضب في الغرفة التي كنت فيها وحدي، لم يكن هناك أحد ليسمعني.
مشيت بخطى سريعة، تقريبًا كما لو أنني كنت أركض، وفتحت الباب، لكن كما توقعت، لم يكن هناك أي أثر لدانتي في الممر.
“إذا استمررت في هذا، سأخرج من هنا بنفسي!”
ترددت كلماتي في المكان الواسع والفارغ كصدى.
أعلم أنك تستمع، لكن انظر إليك، لا تجيب.
ما زاد من استيائي هو أنني أعلم أن في اليوم التالي، سيترك دانتي الكثير من الطعام أو الكتب التي أحبها أمام الغرفة، كما لو كان يقرأ أفكاري ويهتم بشأن اختفائه المستمر.
حقًا، لماذا تفعل هذا؟
• نهـاية الفصل •
يتبع •••
حسـابي انستـا [ I.n.w.4@ ].