My Husband Was the Master of the Magic Tower - 141
عند سماع كلمة “الدوامة”، حدّقت إليّ ليلي بدهشة، ولكنني كنتُ من يستحق أن يشعر بالدهشة في هذه اللحظة، فلم يكن أمامي سوى أن أرسم على وجهي تعبير الحيرة مثلما فعلا.
وقبل أن أتمكن من التفكير في أي مبرر، همّت ليلي بفتح شفتيها لتسأل عن شيء ما، غير أن—
—دوّي!
“آه، هل كان الصوت مزعجًا؟”
“……دانتي.”
بسبب الضجيج الهائل، كان هناك وحش بحجم دبّ قد طار بعيدًا، ولهذا لم أتعرض لأي سؤال محرج في النهاية.
أما دانتي، الذي كان من الواضح أنه تعمّد إصدار ذلك الصوت، فقد اكتفى باتخاذ مظهر الشخص الذي لم يفعل شيئًا. بينما تحوّل انتباه إيفان إلى الوحش بدلًا منّي، والتفتت ليلي إلى دانتي بنظرة عابرة، ثم همست لي بصوت منخفض:
“لا أعلم ما هي تلك الدوامة التي تحدثتم عنها للتو، لكن يا ‘إي’…”
“……نعم؟”
“لديّ إحساس… بأن ما تراه الآن قد يكون أهم شيء في هذا الموقف.”
دون أن أشعر، استدرتُ لمواجهة عينيها، فوجدتهما تشعّان بنفس الإصرار كما دائمًا لم يكن فيهما أثر للشكّ أو الريبة، بل كانتا صافيتين كخضرة أوراق الأشجار في الربيع.
كان من الطبيعي أن يطرح أي شخص أسئلة عندما يخبره أحدهم بأمر لا يراه بنفسه، أو أن يرفض تصديقه، متهمًا إياه بالكذب.
لكن ليلي… هل كانت تثق بالناس بسهولة؟ أم أنني استطعتُ أن أترك لديها انطباعًا جيدًا؟ لم أكن واثقًا من السبب ظللتُ صامتًا لفترة، غير قادر على الإجابة، ثم بالكاد استطعت أن أرسم ابتسامة باهتة.
“… سيكون أمرًا رائعًا لو كان إحساسكِ صائبًا، فهذا يعني أنني قد أكون ذا فائدة في هذا الوضع.”
“أنتَ بالفعل تقدمِي لنا مساعدة كافية.”
“أهم… هل بكوني هنا مجرد طُعم؟”
“كلا.”
جذبتني ليلي بلطف بعيدًا عن دانتي، فسمحت لها بذلك، مفترضًا أن لديها سببًا وجيهًا لإبعادي عنه في هذه اللحظة.
ثم انحنت قليلًا لتكون بمستوى طولي، وهمست بصوت أكثر انخفاضًا من ذي قبل:
“منذ قدومك إلى هنا، هدأ توتر سيد البرج السحري بعض الشيء.”
“… أمم. وهل هذا أمر جيد فعلًا؟”
“بالنظر إلى أن حدة توتره تعني احتمالية أن نُسحب نحن أيضًا إلى المشكلة… نعم.”
رسمت ليلي تعبيرًا مرحًا على وجهها على نحو نادر.
لحظة… كيف كان دانتي يتصرف عندما لم أكن موجودًا؟ بمجرد أن فكرتُ في الأمر، شعرتُ بأنني قد أتوه في تحليل تناقضاته، فآثرتُ إسكات أفكاري قبل أن أنجرف أكثر.
“ستُبقي هذا سرًا، صحيح؟”
كانت كلمتها الأخيرة خفيفة، أقرب إلى المزاح، فوافقتُها فورًا، إذ كان من المريح أن أتخلص من الشعور بأنني مجرد عبء على الآخرين.
أخيرًا، وبعد أن راقب بصمت حواري القصير مع ليلي، ناداني دانتي.
“إي.”
“نعم؟”
عندما اقتربتُ منه، وجدتُ نفسي تلقائيًا أقرب إلى الوحوش التي كانت تهاجم الحاجز السحري بدا أن سحر دانتي كان يحاول تطهير محيطنا باستمرار، لكن عدد الوحوش المتجددة والوافدة حديثًا كان كبيرًا للغاية، مما جعل جهوده دون جدوى تقريبًا.
وما إن وقفتُ إلى جانبه، حتى التفت دانتي قليلًا للخلف، مخاطبًا إيفان:
“سنذهب لتفقد ذلك الحجر، لذا تعامل مع الوحوش لبعض الوقت سأعززك بالسحر إذا لزم الأمر.”
“حقًا؟! رائع!”
أطلق إيفان صيحة فرح غير ملائمة للموقف، ثم قال بنبرة قاتمة وكأن الأمر مجرد حديث عادي: إنه لم يواجه وحوشًا منذ مدة طويلة، وأن المعركة الأخيرة ضد وحوش متجددة كانت مخيبة للآمال لأنها انتهت بسرعة.
ولم يكتفِ بذلك، بل سأل أيضًا عمّا إذا كان عليه إبقاء أجزاء معينة من الوحوش سليمة، مثل القلوب التي تُستخدم غالبًا في الأبحاث السحرية.
“هل هناك أي جزء يجب الحفاظ عليه كما هو؟ مثل القلب، الذي يُستعمل بكثرة في الدراسات السحرية؟”
“لا، لا يوجد.”
“إذًا سأمزقهم إربًا كما يحلو لي!”
وبعد أن صرخ بذلك، خرج إيفان من نطاق الحاجز دون تردد، وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.
أما ليلي، فقد هزت رأسها وكأنها تقول “لا أمل فيه”، ثم قالت إنها ستساعده.
“بالطبع، إيفان لن يتعب أبدًا حتى لو قاتل الوحوش بلا توقف، لكن من الأفضل أن أكون بجانبه.”
الغريب أنها كانت تنظر إلى الأمر بنفس الحماس الذي أبداه إيفان، وكأنها قد وجدت شيئًا ممتعًا بالفعل.
“كنتم بحاجة لشخص يصرف انتباه الوحوش حتى لا يقتربوا من ‘إي’، صحيح؟”
“… ماذا؟”
“إذن سأترك ما تبقى لكما سأراكم بعد قليل.”
لكن دانتي كان يغطي محيطنا بالفعل بسحر الحماية، فلماذا كنا بحاجة إلى من يمنع الوحوش من الاقتراب مني؟
قبل أن أتمكن من فهم الأمر، كانت ليلي قد تبعت إيفان، واختفت عن الأنظار.
وفي لمح البصر، امتلأ المكان بعواء الوحوش وصيحاتها المتألمة، فرفعتُ يدي وسددتهما إلى أذنيّ، في محاولة يائسة لحجب الضجيج.
آه… مهما سمعتُ هذا الصوت، لن أعتاد عليه أبدًا
على أي حال، الضوضاء تظل ضوضاء.
“دانتي.”
“نعم؟”
“ذلك المصدر… يمكنك إنهاؤه، صحيح؟”
ارتسمت على شفتي دانتي ابتسامة ازدادت عمقًا للحظة.
“يمكنني ذلك، لكنه سيستغرق وقتًا فدائمًا ما يكون إصلاح الأمور أصعب وأطول من إحداث الفوضى.”
“إذن، ما العمل؟”
لم يكن قد تُرك دون معالجة لفترة طويلة، ومع ذلك خرجت منه وحوش بهذا الحجم… فكلما طال الوقت، زادت خطورة الأمر على المواطنين العاديين حتى وإن كان سحرة البرج السحري يتكفلون بالقضاء على الوحوش التي تصل إلى المناطق المأهولة بالسكان.
وجدت نفسي أشعر ببعض التوتر، فحثثت دانتي على الإجابة، لكنه ظل هادئًا على عكسي تمامًا، وقال:
“إي، هناك أمران عليّ إخبارك بهما أولًا.”
“ما هما؟”
“أولهما أن سحرة البرج، بمجرد انتهائهم من التعامل مع مناطقهم الخاصة، سيأتون جميعًا إلى هنا.”
…ماذا؟
قطّبتُ حاجبيّ غير مصدّقه ، فبادر دانتي بإضافة توضيح من جانبه.
“إن استدعاءهم هنا سيكون أسرع من انتظارهم لإنهاء التعامل مع الوحوش المنتشرة وأما الأمر الثاني…”
“الأمر الثاني؟”
لم يُجب على الفور.
لماذا يتردد؟ زاد تردده من قلقي، خاصة وأنني لم أتمكن من توقع ما سيقوله هذه المرة.
“لإيقاف خروج الوحوش، علينا تدمير ذلك المصدر بأي وسيلة… صحيح؟”
“أمم، صحيح.”
“وأنتِ من سيفعل ذلك.”
…رمشتُ مرتين، رفعت رأسي إلى الأعلى، ثم أخذت أنظر حولي.
صوت المعادن المتصادمة، السهام التي تشق الهواء، صرخات الوحوش المخيفة ومحاولاتها اليائسة للمقاومة إيفان يخطو فوق جثث الوحوش ليقطع أخرى، وليلي تجهّز سهمًا آخر للرمي.
كل شيء من حولي بقي كما هو، مشهد يعجّ بالفوضى… لا بد أنني سمعتُ خطأ بسبب الضجيج.
“قلتُ إنكِ من سيفعل ذلك.”
لكن دانتي لم يسمح لي بالهروب من الواقع.
نظراته إليّ ظلت كما هي، حتى ابتسامته المعتادة بدت غريبة اليوم أردت أن أُحدّق فيه بغضب، لكنني لم أجد في نفسي الطاقة لذلك، فاكتفيت بالضغط على صدغَيّ بأصابعي.
“إن كنت تستطيع فعلها بنفسك، فلماذا… لا، هذا ليس المهم الآن كيف يُفترض بي فعل ذلك؟”
“لقد فعلتها مرارًا من قبل.”
— تحطيم ما لا يراه الآخرون.
همس دانتي بذلك، لكنني لم أستطع استيعاب كلامه.
ما دمرته سابقًا كان مجرد شقوق في الفراغ، وكأنني أحطم زجاجًا غير مرئي.
“لكن هذا ليس كالسابق إنه ليس مجرد أثر محطّم في الهواء، بل… إنه دوامة داخل صخرة مثقوبة— آه.”
…إن فكرت في الأمر، فهو يشبه إلى حد ما تلك التشققات، أليس كذلك؟
أثناء حديثي، أدركت ذلك، فتوقفت عن الكلام.
ضحك دانتي بهدوء، كأنه وجد تصرفي مسليًا.
“على أي حال، هو ظاهرة متعلقة بالفراغ، أليس كذلك؟ أتذكرين ما شرحته لكِ من قبل؟”
“أتذكر، لكن… المسألة هي إن كنتُ قد فهمته حقًا أم لا.”
“لهذا السبب، هاكِ.”
أمسك بيدي وسار بي إلى الأمام، ليقودني نحو الصخرة الضخمة عندما اقتربنا منها، استطعت رؤية النقوش الغامضة المحفورة على سطحها، مما جعلها تبدو وكأنها شاهدة قبر.
كانت الوحوش التي تخرج من الدوامة تراقبنا للحظة، لكنها سرعان ما أدارت رؤوسها مجددًا نحو مصدر الضوضاء.
إذًا هذا ما قصدته ليلي عندما قالت إنها ستجذب انتباههم… أدركت ذلك بمرارة.
وفي تلك اللحظة، اختفى الحاجز الشفاف الذي كان أمامي فجأة.
وفي ذات الوقت، مدّ دانتي يده نحو الأحرف السحرية المحفورة على الصخرة، وذهب يتحسس ببطء الدائرة السحرية المكسورة عليها.
“إن تمكنتِ من إنهاء مصدر الوحوش، فسأحطم هذه الصخرة لم يمضِ وقت طويل منذ بدأ خروجها، لذا يمكنك الاقتراب دون مشاكل.”
“أمتأكد من ذلك؟”
“هل تعتقدين أنني سأجعلك تقومين بشيء خطر، إي؟”
على عكسي، الذي كنتُ أفكر مليًا فيما إن كان هذا الفعل صائبًا، كان دانتي هادئًا تمامًا.
…كأن هناك أمرًا لم يخبرني به.
لكن لم يكن هناك وقت للشك أو التردد.
كنا بالفعل قريبين من الدوامة، وليلي وإيفان منشغلان بالوحوش، و—
دانتي كان ينتظرني.
شعرتُ بيديّ ترتجفان قليلًا لأول مرة منذ مدة، لكنني مددت يدي نحو الدوامة رغم ذلك.
…تأخر هذا القلق قليلًا، لكن، ماذا لو أنني أثناء محاولتي تحطيمها، انتهى بي المطاف داخلها؟
وفي اللحظة التي فكرتُ فيها بذلك—
اجتاحت أناملي ريحٌ عنيفة، وقبل أن أستوعب الأمر، انقلبت رؤيتي رأسًا على عقب.
شعرت بشيء يسحبني من ذراعي إلى الداخل، قوة لم يسبق لي أن شعرت بها من قبل لم يكن هناك أي تحذير، ولا أي علامة مسبقة، ومع ذلك… لم تكن قوة عنيفة تمامًا.
لم أفهم ما كان يحدث، لم أستطع استيعاب الموقف، لكنني في تلك اللحظة، رأيت نظرات دانتي—
كان لا يزال يحدّق بي، لم يبعد عينيه عني ولو للحظة.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ].