My Husband Was the Master of the Magic Tower - 120
كان تأملًا ذاتيًا جديدًا على نحو غير متوقع.
كانت أفكاري مختلفة قليلًا عن أفكار دانتي بالطبع، لم يكن من شأني أن أُحدِّث الآخرين عن ذلك، لكنني شعرت أن هناك من قد يجد في الأمر جاذبية أكبر.
فحتى مع غيابه الطويل، لم يلتفت إلى أحد سواي، وكان هذا كافيًا ليُحسب له كنقطة إضافية.
لو فكرت في الأمر، فقد قيل إن دانتي كان يحظى بشعبية حتى عندما وصفوه بالمجنون سواء حين كنا في البلدة، أو عندما كنا بعيدين عن بعضنا، أو حتى بعدما اجتاز الأبعاد، لم تقلّ الاهتمامات التي كانت تتجه نحوه.
“بمَ تفكر؟”
“أفكر إن كان يجدر بي أن أشعر ببعض القلق.”
نظر إلي دانتي باستغراب واضح، إذ لم يفهم كلماتي التي تخطت سردي للأحداث مباشرةً لكنني لم أقدم له أي تفسير إضافي، بل واصلت أفكاري في صمت.
لم يحدث هذا من قبل، لكن ماذا لو ظهر في يومٍ ما شخصٌ هو الأجمل والأفضل على الإطلاق وأبدى إعجابه بدانتي؟
في تلك الحالة، هل سأشعر…؟
…لحظة، ألم أطرح على نفسي سؤالًا مشابهًا من قبل؟ بل إنني أذكر جيدًا إجابة دانتي في ذلك الحين قال لي بصريح العبارة، وبثقة لا تتزعزع:
“لا يهم من يكون، لن يكون أفضل مني.”
كانت كلماته حينها، كما هي الآن، غير قابلة للدحض لم أشعر بحاجة حتى لمحاولة الاعتراض عليها لذا، لم أجد فائدة من الشعور بأي قلقٍ لا داعي له.
حتى لو كان هناك من يطمع في مكانه بجانبي، فماذا عساي أن أفعل؟
لقد أصبحتُ بالفعل شخصًا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى دانتي، سواء على نطاقٍ ضيق، حيث يعتمد عليّ في البقاء في هذا البعد، أو على نطاقٍ أوسع، حيث يكنّ لي مشاعر عميقة لا شك فيها.
…أشعر بشيء من الرضا يتسلل إليّ.
لكنني بالكاد حافظت على ملامح وجهي خالية من أي تعبير، حين اهتز الجرس في يدي.
“آه، يبدو أن الطعام قد أصبح جاهزًا. سأذهب لإحضاره.”
“لا، هذه المرة لنذهب معًا.”
عندما وقفت، تبعني دانتي بسلاسة.
في الواقع، لم يكن هناك داعٍ لنذهب معًا، فطلبنا لم يكن سوى كوبين من الشراب وسندويش واحد كنت على وشك أن أعلق على الأمر، لكنني تذكرت ما قد يحدث لو تركت دانتي وحده للحظة، فقررت ببساطة أن أومئ برأسي موافقًا.
وضعتُ حقيبتي على الطاولة وسرت نحو العداد، وبدوره، لحقني دانتي بخطواتٍ هادئة بدا وكأنه يشعر بشيء ما، إذ استمر في إلقاء نظرات خاطفة إلى الخلف قبل أن يسرع خطاه للحاق بي.
“هل من الجيد ترك أغراضك هكذا؟ ماذا لو سرقها أحدهم؟”
“الأمن هنا جيد، لذا لا داعي للقلق.”
ثم أضفتُ، بينما كنت أتناول الطعام من العداد:
“كما أن هناك كاميرات مراقبة في كل مكان، في حال حدث أي شيء.”
لكن قبل أن أتمكن من حمل الصينية، قام دانتي بأخذها عني بكل بساطة.
“مع ذلك، لا أشعر بالراحة.”
“سنعود في لحظات فقط، ولا يوجد أحد بالقرب من الطاولة.”
لكن يبدو أن مجرد لحظات كانت كافية ليحدث شيءٌ آخر.
عند عودتنا، رأيت بطاقة عمل وورقة صغيرة موضوعة بعناية على الطاولة زفرتُ بهدوء، التقطت الورقة، وكرّتها بين أصابعي بلا مبالاة كان اسم شركة ترفيه معروفة مكتوبًا عليها، لكن ما شأني بذلك؟
“في المرة القادمة، حين نذهب إلى أماكن مزدحمة، ارتدِ قبعة.”
”…حسنًا.”
أجاب دانتي بنبرة خافتة وهو يراقبني بحذر، وكأنه كان يتوقع ردة فعلي.
رفعت بصري إليه، وأوقفت يدي التي كانت تقسم السندويش إلى نصفين.
“ما الأمر؟”
“لا شيء… ليس مهمًا.”
لكن من الواضح أنه كان يتردد لم أضغط عليه، بل اكتفيت بالنظر إليه بصمت، فاستسلم وأكمل حديثه من تلقاء نفسه.
“أتعامل مع الأشخاص الذين يظهرون اهتمامًا بي وكأن الأمر لا يعنيني؟”
“ماذا تقصد؟”
“أعني… ألا تشعر بالقلق؟ أو التوتر؟”
ثم أضاف بسرعة، وكأنه يحاول التخفيف من أثر كلماته:
“بالطبع، لا ينبغي لك أن تقلق أبدًا.”
تأملتُ سؤاله بهدوء، ثم استندت إلى الكرسي براحة.
“لماذا؟ هل تريدني أن أغار؟”
اتسعت عينا دانتي، وارتعشت حدقتاه قليلًا، قبل أن يجيب بصوت خافت متردد:
”…هل من المفترض أن يسأل المرء عن ذلك؟”
“ولمَ لا؟”
“بهذه الطريقة، سيبدو الأمر وكأنك تجبرني على الغيرة.”
شربتُ قليلًا من قهوتي قبل أن أقول:
“حتى لو أجبرتني، فلن أفعل إلا إن كنت أريد ذلك.”
صمت دانتي، وكأن لا شيء آخر ليقوله سمعته يتمتم مع نفسه بكلمات مبهمة، مثل “هل يجب أن أكون سعيدًا بهذا؟” لكنني اخترت ألا أعلق.
الغيرة، إذن.
على الرغم من أنني كنت من بدأ الموضوع، إلا أن الكلمة نفسها بدت غريبة حين كررتها في ذهني.ة لم يكن أمرًا مألوفًا بالنسبة إلي.
لكنني فهمت سبب طرح دانتي للسؤال في بعض الأحيان، يمنحك إحساس التملك الطفيف هذا يقينًا بأن الشخص الآخر يحبك حقًا.
فكرتُ في ذلك، ثم حركت قشة الشراب في الكوب، فأصدر الجليد المتراكم داخله صوتًا خافتًا.
“كنت أفكر خلال نزهتنا اليوم، ماذا لو اشترينا خاتمين متطابقين؟”
دانتي لم يرد.
“سيكون أمرًا لطيفًا أن نمتلك شيئًا يظهر أننا معًا، أليس كذلك؟”
ابتسمتُ له بسلاسة.
“ما رأيك؟ هل أعجبك الاقتراح؟”
احمرّت أذناه على الفور، ثم تمتم وهو يشرب قهوته بسرعة، دون استخدام القشّة.
“على الأقل، أخبرني مسبقًا إن كنت ستقولِين شيئًا كهذا.”
“لا حاجة لذلك، فقط توقف عن الشعور بالإحراج.”
ابتسمتُ بينما كنت أراقب أذنيه اللتين ازدادتا احمرارًا لا يهم كم من الوقت مرّ، دانتي سيظل كما هو، وهذا، بطريقة ما، جعلني سعيدًا.
لكني لم أكن أعلم أن تلك النزهة اللطيفة ستنتهي بمشهد يجمّد قلبي.
في ذلك الزقاق الضيق والمظلم بين المباني، كان هناك شيء…
“دانتي، ألا ترى ذلك؟”
“ماذا؟”
“ذلك…”
حاولت أن أشرح أكثر، لكنني ابتلعت ريقي جفافًا.
“لا، لا بأس. سأذهب لأرى بنفسي ابقَ هنا، حسنًا؟”
“ماذا رأيت؟ سأذهب معك…”
“لا، ابقَ هنا.”
خرج صوتي صارمًا دون أن أدرك، فتوقف دانتي للحظة مترددًا، لكنه رأى أن تركيزي كان منصبًا بالكامل على ما رأيته، فلم أملك الوقت لتهدئته أو إقناعه.
بعد برهة، أومأ دانتي بصمت، بينما تقدمتُ وحدي إلى داخل الزقاق.
كان الداخل أكثر فوضوية مما بدا من بعيد ربما لأن الناس نادرًا ما يمرون من هنا، فقد كانت الأرضية تعجّ بمخلّفات متناثرة بلا سبب واضح، وأكوام من القمامة ملقاة بشكل عشوائي.
لكنني تجاهلت كل ذلك، لم أهتم بما يعلق في قدمي أو بالروائح التي تخترق أنفي، فقط تابعت سيري نحو عمق الزقاق دون تردد، للتحقق مما رأيته للتو، ولأتأكد من أنني لم أكن أتوهم.
رغم أنني كنت أودّ لو أستطيع التظاهر بعدم رؤيته، إلا أنني كنت أعلم أنني لو فعلت، فسوف يظل يطارد أفكاري.
كنت أدرك أن حدسي أصبح أكثر حدة مع مرور السنوات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمصائب، وكما توقعت…
“… آه.”
عند نهاية الزقاق، حيث كان الطريق مسدودًا، رأيت صدعًا دقيقًا في الهواء نفسه، كما لو أن الفراغ قد تشقق.
ومن خلال الفجوة الباهتة، كانت تظهر لمحات من مشهد لا ينبغي أن يكون موجودًا في هذا المكان.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ I.n.w.4@ ].