My Husband Was the Master of the Magic Tower - 118
“هل أنهيت استعداداتك؟”
سألتُ دانتي بينما كنتُ أرتدي حذائي دخل دانتي إلى الغرفة للحظات، ثم خرج حاملاً معطفه، متوجهاً نحو المدخل.
“نعم.”
“إذاً، لنخرج الآن.”
في صباحٍ بدأ يعلن اقتراب الشتاء ببرودته الطفيفة، كنا أنا ودانتي نستعد للخروج كانت نزهتنا السابقة بالقرب من المنزل تجربة جيدة، لذا قررنا اليوم الذهاب إلى مكان أبعد قليلاً.
بالطبع، لم يكن ذلك البعد كبيراً؛ مجرد مسافة يمكن قطعها سيرًا على الأقدام فلم أكن أنا، العائدة بعد زمنٍ طويل من عالمٍ آخر، ولا دانتي، الذي بدأ لتوه في تعلم أمور هذا العالم، مستعدين بعد لاستخدام وسائل النقل.
بينما كنتُ أُعدل ملابسي للمرة الأخيرة قبل الخروج، رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى دانتي كان يُرتب ياقة معطفه بلمساتٍ أصبحت أكثر مهارة مع الوقت، لكنه سرعان ما شعر بنظرتي والتفت إليّ.
العينان اللتان التقتا بعينيّ لم تكونا الأرجوانيتين اللتين اعتدتُ رؤيتهما، بل أصبحتا سوداويْن.
بتغيير لون شعره وعينيه، صار دانتي -وربما أكثر مني، أنا صاحبة الشعر البني الفاتح- أقرب في مظهره إلى أهل هذا المكان.
كان من الغريب كيف أن مجرد اختلاف الألوان جعل هالته تتغير أيضاً؛ فقد كان دانتي دائمًا ذو ملامح باردة نوعًا ما، لكن بشعره الأسود وعينيه السوداوين، بدا أكثر بروداً ورزانة.
ومع ذلك، حتى بعد أن زالت غرابة اللون الأرجواني منه، ظل يحمل ذلك الشعور بأنه شخصٌ من عالمٍ آخر، وكأنه لم يكن بوسعه التخلص تمامًا من تلك الهالة الغريبة التي تحيط به.
ورغم ذلك، فإن دفء ملامحه حين ينظر إليّ لم يتغير قط، ولذلك لم يكن يبدو لي كشخصٍ باردٍ حقًا.
“ما الأمر؟”
“لا شيء، فقط…”
همم. لا يزال شكله يبدو غريبًا بعض الشيء في كل مرة أراه فيها، لكن لا بأس نظرتُ إلى شعره الأسود للحظات، ثم هززتُ كتفيّ بلا مبالاة.
“فقط شعرتُ أنه يليق بك.”
لم أحدد إن كنتُ أعني شعره أو ملابسه، لكن كلمتي شملتهما معًا على أي حال، لذا لم يكن هناك حاجة للإيضاح بدا أن دانتي فهم ذلك، فلم يسأل أكثر، بل ابتسم لي.
دائمًا ما يكون سريع الابتسام…
“لنذهب.”
مددتُ يدي، ولم يلبث أن أمسكها بإحكامٍ وكأنه لن يسمح لها بالابتعاد.
فكرتُ أنني على الأقل لن أشعر ببرودة يديّ هذا الصباح، ثم فتحتُ الباب الآخر بيدي الحرة.
كان الطقس لطيفًا جدًا في الأيام الأخيرة رغم أن الخريف عادةً ما يكون أكثر برودة من كونه معتدلًا، إلا أن الأيام الماضية كانت لطيفة تمامًا، وكأنها صنعت خصيصًا لتمنح المرء شعورًا جيدًا.
وربما لهذا السبب، بدا أن الكثير من الناس فكروا أنه من المؤسف البقاء في المنزل في مثل هذا الجو، لأن المكان الذي قصدناه كان يعج بالزوار.
“هذا نهر؟”
“نعم. يُطلق عليه أيضًا جتيشيون .”
يمتد النهر بانسيابية، ويعبر فوقه جسرٌ واحد، بينما تحيط به ممراتٌ مخصصةٌ للمشي، تمتد على جانبيه وسط الأعشاب الطويلة، كانت تظهر هنا وهناك بعض الأزهار البرية، فيما انتظمت على طول الممشى أشجار القيقب، مُضفيةً عليه ألوانًا خريفيةً زاهية.
مرّت نسماتُ الريح، فاهتزّت الأعشاب والأشجار محدثةً صوتًا أشبه بالهمس، وكأن الطبيعة تتحدث بلغةٍ لا يسمعها إلا من يصغي إليها جيدًا.
تألّقت السماء بزرقتها الصافية، تتخللها سحبٌ قليلةٌ مبعثرة، وكأنها زينةٌ خفيفةٌ لحفلٍ خريفيٍّ رائع امتلأت عيناي وأذناي بهذه المشاهد والأصوات، فالتفتُّ نحو دانتي بابتسامةٍ واسعة.
“من حسن الحظ أننا جئنا في الخريف.”
“لماذا؟”
“لأن هذا المكان يكون في أوج جماله خلال هذا الفصل.”
من الرائع أن أُريك مثل هذا المشهد، حقًا أنا محظوظة تمتمتُ بذلك بصوتٍ منخفض، فالتفتَ دانتي لينظر إلى الأفق البعيد، كأنه يفكر فيما قلتُ.
ولأنني أردتُ أن أشرح له أكثر، أشرتُ إلى الأمام قائلة:
“إذا مشينا في هذا الاتجاه، سنجد جسرًا مصنوعًا من حجارةٍ متفرقة كنتُ أحب العبور منه، حتى أنني كنتُ أتعمد المشي في تلك المنطقة فقط.”
“لماذا كنتِ تحبينه؟”
“لا أدري… ربما لأن الأضواء كانت تنعكس تحته ليلًا، فكان يبدو كالسحر؟ لا أتذكر السبب، لكنني كنتُ أحبه.”
تابعنا السير بينما كنا نتبادل الحديث، معظم الوقت كنتُ أنا من يتحدث عن ذكرياتي في هذا المكان، وكان دانتي يستمع إليّ بانتباه، يطرح بين حينٍ وآخر بعض الأسئلة البسيطة.
“يجب أن تتذوق هذا عندما تأتي إلى هنا.”
بعد أن انحرفنا عن الممشى، دخلتُ إلى أحد المحالّ القريبة، ثم ناولتُ دانتي كيسًا ورقيًا وبمجرد أن فتحه، انتشرت في الهواء رائحة الخبز الطازج الحلوة.
نظر إلى ما بداخل الكيس بفضول، وكأنه أدرك أنه شيءٌ لم يسبق له رؤيته من قبل، لكنه لم يُقدم على تناوله فورًا.
“ما اسم هذا؟”
“مم… يُسمّى ‘كوا بيغي’.”
[ الي يبغى يعرف شكلها يكتب [ 꽈배기 ] هو نوع من الخبز الكوري المقلي يشبه الكعك الملتوي ]
“كوا بيغي؟”
ردد دانتي الاسم بتردد، وكأنه غريبٌ على لسانه لا أعلم لماذا، لكن شعرتُ وكأنني أُعرّف أجنبيًا على تقاليد بلدي، ما جعلني أبتسم.
أعطيته قطعةً من الخبز، فقد كنتُ متأكدةً أنه سيعجبه، وبالفعل، كان تخميني صحيحًا.
“هل يعجبك؟”
“نعم.”
لم يكن يقول ذلك مجاملةً، فقد اختفت القطعة من يده بسرعةٍ مذهلة.
عندما وقفنا على نقطةٍ مرتفعةٍ تُطل على النهر، وقفتُ أنظر إلى الأسفل رأيتُ الأطفال يعبرون المياه وهم يضحكون، يتبعهم أهاليهم بخطواتٍ هادئة الدراجات تمرّ من جانبي، وعلى المقاعد القريبة، يجلس الناس يتحدثون في وداعة.
لطالما كانت هذه المشاهد تمنحني شعورًا بالسلام، لكن هذه المرة، شعرتُ بشيءٍ مختلف.
“لم أكن أدرك ذلك قبل أن أخرج اليوم…”
همستُ بالكلمات، بينما ظلّ دانتي ينظر إليّ بصمت.
“لكنني أشعر بالطمأنينة لأن كل شيءٍ هنا لم يتغير.”
وضعتُ مرفقيّ على الحاجز الحجري، وشعرتُ ببرودته تتغلغل في بشرتي.
“بصراحة… كنتُ خائفة، خائفة أن يعود بي الزمن لأجد كل شيءٍ قد تبدل، وأدرك أنني لم أعد أنتمي إلى هنا ولا إلى هناك.”
صمتُ قليلًا، ثم همستُ بصوتٍ بالكاد يُسمع:
“لقد اشتقتُ إلى هذا المكان.”
لم أنظر إلى دانتي لأرى تعابير وجهه في تلك اللحظة.
• نهـاية الفصل •
يتبع •••
حسـابي انستـا [ I.n.w.4@ ].