My Husband Was the Master of the Magic Tower - 116
في صباح اليوم التالي.
خرجتُ من الغرفة وسحبتُ ستائر النافذة، وعندها فقط أدركتُ أمرًا غريبًا لم ألاحظه بالأمس.
صحيح أن الزمن قد توقف فقط لجسدي، لكنني مع ذلك قضيتُ أكثر من مئتي عام في بُعد آخر، ومع ذلك…
“ألا أتصرفُ بطبيعية زائدة؟”
بالنسبة لشخص عاد لتوه من عالم آخر بعد كل تلك السنوات الطويلة، لم يكن هناك أي تردد في التعامل مع أشياء هذا المكان.
لم يكن الأمر أن الذكريات الضبابية أصبحت فجأة واضحة متجاهلة مرور الزمن، ولكن… كان الأمر كما لو أنني أتحرك بدافع العادة.
لكن هذه العادات نفسها، كنتُ قد نسيتها تمامًا أثناء العيش في ذلك العالم الآخر.
”…….”
الآن بعد أن فكرتُ في الأمر، حتى عندما اشتريتُ ملابس دانتي وعُدتُ إلى المنزل بالأمس، أدخلتُ رمز الباب دون تردد.
لم أستخدم هذا الجهاز منذ مدة طويلة، ولكن بمجرد أن لمسته، تذكرتُ كيف يعمل.
لم يكن الأمر كما لو أنني تساءلتُ قائلة: “لِمَ يُستخدم هذا الشيء؟”، بل كان جسدي يتحركُ من تلقاء نفسه.
بمجرد أن أدركتُ سبب هذا الشعور الغريب، أصبح من الواضح أن جسدي كان ينتظرُ فقط العودة إلى هذا المكان.
العادة التي تكمنُ بداخلي، والتي كنتُ أمتلكها قبل الانتقال إلى ذلك العالم، بدأت تعود إليّ واحدة تلو الأخرى.
رغم أن ذلك وفر عليّ عناء التأقلم مجددًا مع هذا البُعد، إلا أنني لم أستطع التخلص من هذا الشعور الغريب تمامًا.
وقفتُ هناك شاردةً بينما أسترجع أحداث الأمس، ثم أدركتُ أن مجرد الوقوف تحت أشعة الشمس مثل هذا هو عادة أخرى، فسحبتُ قدمي بالقوة.
انتقلتُ إلى الظل، ومع ذلك، بقيت قطعة صغيرة من أشعة الشمس مستلقية بالقرب من قدمي.
— أياً كان العالم، لا يزال الدفء شيئًا مرحبًا به بالنسبة لي.
“إي؟”
تلاشت أفكاري عندما سمعتُ باب الغرفة يُفتح خلفي، وصوت دانتي يناديني.
كنتُ على وشك سؤاله إن كان قد استيقظ للتو، لكن بمجرد أن التقت أعيننا، فقدتُ الكلمات للحظة.
“واو. أنت حقًا…”
”…؟”
”…تبدو غريبًا هنا.”
أن أرى دانتي داخل منزلي، أو بالأحرى، داخل هذا البُعد… كان شعورًا غير مألوف.
بالأمس، ظننتُ أن السبب الوحيد لشعوري بأن دانتي بدا غريبًا كان ملابسه، ولكن الآن، بدا واضحًا أن الأمر لم يكن متعلقًا بالملابس فحسب.
رفع دانتي حاجبيه للحظة كما لو أن كلامي كان غير متوقع، ثم خرج ببطء من الغرفة.
على عكس وقوفي في الظل، وقف دانتي بجانبي تحت أشعة الشمس المباشرة.
تحت نور الصباح، بدت خصلات شعره تتوهج بلونها العميق، تعكس الضوء بخفة وكأنها خيوط من الحرير.
“هل نِمتَ جيدًا؟”
“نعم.”
لحسن الحظ، لم تكن الليلة الأولى التي قضاها هنا سيئة، إذ بدا مرتاحًا ومنتعشًا.
بالأمس، بدا وجهه شاحبًا بعض الشيء، لكنه الآن عاد لطبيعته، ولم يبدُ عليه أي أثرٍ للمرض أو التعب.
همم.
كان قد استيقظ للتو، وشعره مبعثر قليلًا، لكن… حتى في هذه الحالة، بدا حسن المظهر بشكل غير عادل.
ضيّقتُ عينيّ بينما كنتُ أحدق فيه، وعندها فقط بدا وكأنه يشعر بالإحراج، متسائلًا إن كان هناك شيء غريب.
الغريب هو أنه لا يوجد شيء غريب، وهذه هي المشكلة.
لكن، بعيدًا عن الشعور بالظلم، كنتُ أحب رؤيته هكذا.
مددتُ يدي بلا تردد وبدأتُ أعبث بشعره بعشوائية.
تطايرت خصلاته ذات اللون الأسود الذي يتخلله وهج بنفسجي طفيف بفوضى تحت لمساتي العنيفة.
لو كان شعره أجعد، لكان قد تشابك بالكامل، لكنه كان ناعمًا جدًا لدرجة مزعجة، لا يظهر عليه حتى أدنى علامة على التشابك.
وبينما كنتُ أشوش شعره هكذا، أدركتُ متأخرًا أنه كان يستسلم للمسة يدي بهدوء تام.
“ألا تفكر حتى في إيقافي؟”
“هم؟”
“شعرك على وشك أن يصبح عُش طائر.”
بغض النظر عن مدى تقلبه أثناء النوم، لم يكن ليبدو أسوأ مما فعلته به الآن.
توقفتُ عن العبث بشعره وبدأتُ أرتبه كيفما اتفق، وعندها التقت أعيننا، وعيناه تتسعان قليلًا بدهشة خفيفة.
ثم، وكأنه يجيب عن سؤال تافه، قال ببساطة:
“لماذا أمنعك؟”
“لأنني عبثتُ بشعرك بشكل فوضوي؟”
“نعم، ولكنك كنتِ تلمسينه.”
”…….”
بهذا الشكل، لا أجد ما أقوله.
توقفتُ عن الحديث، ورسم دانتي ابتسامة بطيئة مشرقة.
وفي تلك اللحظة، كانت أشعة الشمس لا تزال مستلقية على وجهه، مما جعل ابتسامته تبدو أكثر إشراقًا.
— كأن العالم بأسره صار مسرحًا لتسليط الضوء عليه، اللعنة.
“إي، أنتِ تشعرين بالإحراج الآن، أليس كذلك؟”
“لا؟ أنا لا أشعر بالإحراج من شيء على أي حال، حان وقت الإفطار.”
“لماذا سيكون هذا محرجًا؟ ألم أقل لك دائمًا؟ أنا أحب عندما تلمسينني.”
“حسنًا، فهمت. فقط… اصمت.”
“إذا اعترفتِ أنكِ كنتِ محرجة، فسأصمت.”
— إذا كان الأمر كذلك، فابقَ صاخبًا.
تحركتُ بسرعة باتجاه المطبخ، بينما تبعني دانتي بإلحاح، مُصرًا على إجابتي.
كان صباحًا هادئًا ودافئًا، وكأنه أول صباح نقضيه معًا منذ زمن طويل.
بعد تناول البيض على عجل كإفطار، بدأت الشمس تتقدم نحو الظهيرة.
نظرتُ إلى التقويم المعلق على الحائط، ولحسن الحظ، كان اليوم عطلة نهاية الأسبوع.
سبتمبر… لا عجب أن الجو ليس حارًا ولا باردًا كان الخريف في أوجه.
“دانتي.”
“نعم؟”
“لا يبدو أننا سنجد طريقة للعودة قريبًا، صحيح؟”
توقف دانتي للحظة، ثم أومأ برأسه ببطء.
“لو كنتُ قد وجدتُ طريقة سريعة، لكنتُ أخبرتكِ أولًا.”
“حسنًا، إذن لا يمكننا قضاء اليوم في اللعب هكذا.”
أعدتُ التقويم إلى مكانه بقوة، فنظر إليّ دانتي متسائلًا.
“لماذا لا يمكننا ذلك؟”
“لأن هناك الكثير مما يجب أن أعلمك إياه.”
“آه…”
أدرك دانتي قصدي وأومأ برأسه بصمت.
بالفعل، منذ أن وصل إلى هنا، لم يكن قادرًا على التكيف مع أي شيء، وكان واضحًا أنه بحاجة إلى التعلم.
”…لكن، من أين أبدأ؟”
لقد كان دانتي غريبًا عن كل شيء هنا، وكان هناك الكثير ليعرفه لدرجة أنني لم أستطع تحديد أول ما يجب أن أُعلّمه.
وقبل أن أغرق في التفكير، وقف دانتي أمام النافذة، يحدق خارجًا بصمت.
— تُرى، ما الذي يثير دهشته في هذا العالم الغريب عليه؟
المباني الشاهقة؟ السيارات التي تسير على الطرقات؟
كلما أطلقت لخيالي العنان، أدركت أن كل ما كان يثير دهشتي في ذلك البُعد لم يكن له وجود هناك.
يبدو أنني بدأت أدرك ما الذي يجب أن أُعلّمه له أولًا وبينما كنت أغوص في تفكيري، إذا بصوت دانتي يقطع أفكاري فجأة.
“إيـي.”
“ماذا؟ نعم؟”
“هل جميع من يعيشون هنا لون شعرهم داكن؟”
آه… التفتتُ مجددًا نحو الخارج، حيث كان الناس يتجولون في هذا العصر من ظهيرة يوم العطلة.
كنت أظنه سيركّز على المشهد بأكمله، لكنه كان يراقب المارة بتمعن.
أومأت برأسي وأضفت شرحًا بسيطًا:
“في الحقيقة، هذا ينطبق على سكان هذا البلد تحديدًا معظمهم يمتلكون شعرًا أسود وعيونًا سوداء، وأفتح لون قد تجده هو البني. لكن لو سافرت إلى بلدان أخرى، سترى ألوان شعر أفتح من ذلك.”
لم أرَ حاجة إلى أن أذكر له أن عالمهم كان يعجّ بألوان الشعر المتنوعة بشكل غير مألوف هنا.
لم أكن قد فكرت من قبل في أن التشابه في ألوان الشعر قد يبدو غريبًا لشخصٍ مثله.
لكن، حين وضعت نفسي في مكانه، بدأت أجد الأمر مثيرًا للاهتمام أيضًا.
وفي تلك اللحظة، لاحظت أن دانتي قد التزم الصمت هل انتهت تساؤلاته عند هذا الحد؟
التفتُ نحوه، فما كان منه إلا أن بادلني النظرات مباشرة، وكأنّه كان ينتظر ذلك.
حينها فقط، التقيت بعينيه الأرجوانيتين العميقتين الهادئتين، اللتين لم تكن تحدقان إلا بي.
ثم قال بصوت خافت:
“مقارنةً بمن هم في الخارج، يبدو لون شعرك أكثر إشراقًا بشكل واضح.”
امتدت أنامله لتلامس وجنتي ثم انزلقت إلى شعري، فتناثرت بعض خصلاته برفق قرب أذني، محدثة صوتًا خافتًا.
حرارته كانت أعلى من حرارتي بقليل، ولمست أطراف أصابعه أذني للحظة قبل أن تتراجع.
على عكس الطريقة الفوضوية التي عبثت بها أنا بشعره هذا الصباح، كان لمسه دافئًا وخفيفًا… حذرًا إلى حدٍ ما.
شعرت للحظة بشيءٍ غريب في داخلي، وخشيت أن يظهر ذلك على ملامحي، فحاولت التظاهر باللامبالاة وقلتُ أي شيء عشوائي لكسر الصمت:
“نعم، لون شعري فاتح قليلًا مقارنة بالآخرين. في الماضي، سألني الكثيرون إن كنت قد صبغته.”
“صبغته؟”
“أجل، إلى أن شعرت بالضيق من كثرة السؤال، فقررت أن أصبغه بالأسود ذات مرة…”
ما إن أكملت جملتي حتى لمعت عينا دانتي بفضول واضح، وكأن شرارة اهتمام قد اشتعلت داخله.
عندها، توقفتُ عن الكلام، ورسمتُ على شفتيّ ابتسامة مترددة، ثم سألته بتردد:
“… هل يثير ذلك فضولك؟”
• نهـاية الفصل •
يتبع •••
حسـابي انستـا [ I.n.w.4@ ].