My Husband Was the Master of the Magic Tower - 114
كنتُ أرغب في التحقق بمفردي دون وجود دانتي، ولكن عندما رأيته يلغي عناده ويلحق بي، أدركتُ أن ذلك لن يكون ممكنًا تركتُ نظرات دانتي الفضولية خلف ظهري وبدأتُ أفتش في غرفتي.
في الحقيقة، كنتُ أودُّ أن أترك الأمر يمر وكأنني لا أعرف شيئًا لكن، مهما كنتُ بارعة في تجاهل الأمور، لا يمكنني ببساطة أن أغض الطرف عن مشكلة تتعلق بحياتي مباشرة.
ليست مسألة تخص أحدًا آخر، بل تخصني وحدي وأنا من يجب أن يتحقق منها.
إنه جسدي ذلك الجسد الذي قيل لي إنه عالق عند اللحظة التي انتقلت فيها بين الأبعاد، منتظرًا يوم العودة إلى بُعدي الأصلي.
بعد أن فتحتُ كل الأدراج في الغرفة، تمكنتُ من استخراج صندوق الإسعافات الأولية الذي كان مدفونًا في أحد الزوايا.
كان دانتي يراقب الصندوق المستطيل بنظرة فضولية، وعندما لمح الضمادات من خلال الغطاء الشفاف، بدا وكأنه خمن غرضه على الفور.
“…حقًا؟ ولماذا أخرجتِ هذا الآن؟”
دانتي، الذي كان دائمًا أكثر حساسية تجاه جراحي مني، لم يغير عادته حتى في هذه اللحظة لا أعلم إلى أي مدى ذهب بخياله، لكن نظرته التي تفحصتني بحثًا عن أي جرح أصبحت داكنة فجأة، وكأن فكرة ما أثقلته.
بالطبع، لم أكن أعاني الآن من أي جروح ظاهرة أو آلام تذكر صحيح أن رأسي كان يؤلمني قليلًا بعد أن استيقظت، لكن الألم هدأ كثيرًا الآن.
غير أنني كنت على وشك التسبب بجُرح عن عمد، لذا لم تكن مخاوف دانتي مبالغة تمامًا.
تلاعبتُ قليلاً بمقبض الصندوق قبل أن أفتح فمي ببطء.
“هل تتذكر ما أخبرتك به من قبل؟ بعد أن انتقلت بين الأبعاد، قلتُ إن جراحي كانت تلتئم أسرع من أي شخص آخر مؤخرًا، أصبحت سرعة الشفاء تلك مذهلة.”
“…”
“لكن، الآن وقد عدتُ إلى بُعدي الأصلي، ما الذي سيحدث؟”
كانت تلك الجملة تبدو وكأنها موجهة إلى دانتي، لكنها في الحقيقة كانت موجهة إليّ أيضًا هل سيظل جسدي يلتئم بنفس السرعة إذا أصيب؟
وإذا لم يحدث ذلك، هل يعني هذا أنني لن أستطيع العودة إلى الحياة مجددًا إذا مُت؟
دانتي فتح فمه ليتحدث، وكأنه كان يهمُّ برفض الأمر على الفور، لكنه أغلقه مجددًا عندما التقت عيناه بعيني.
“…هل يجب عليكِ فعل ذلك الآن؟”
بدت له فكرتي غير مستساغة، وهذا متوقع.
رفعتُ كتفيّ بلا اكتراث، متعمدةً أن أبدو غير مبالية، وقلتُ بنبرة خفيفة:
“إن لم أفعل ذلك الآن، فسأضطر لفعلها لاحقًا يجب أن أتحقق من الأمر في النهاية.”
“يا إلهي…”
“لا داعي لكل هذا القلق لن يكون الأمر خطيرًا لدرجة تُذكر، بالكاد ستُعدّ إصابة.”
مهما كنت أتظاهر بأنني لا أبالي بالجروح، إلا أنني هذه المرة كنت واثقًا من أن الجميع سيعتبرها جرحًا بسيطًا، لا يستحق القلق فماذا سيكون خطيرًا بشأن جرح سأحدثه بنفسي بينما دانتي يشاهد؟
لم يكن هناك داعٍ لأن أُخرج علبة الإسعافات بهذا الشكل المبالغ فيه فأنا في الأصل لم أكن شخصًا يعتني بجسده جيدًا، ولم يسبق لي طوال حياتي أن اهتممت بجروح صغيرة، أو وضعت مرهمًا عليها لتجنب ترك ندبة.
ربما لو كنت هنا بمفردي، لما فكرت حتى في التظاهر بمعالجة الجرح، حتى لو لم يلتئم بسرعة.
لكن ما جعلني أخرج الأدوات لعلاج الجرح كان فقط بسبب دانتي كان الأمر كله لإثبات نقطة: أنني لا أتعامل مع جسدي بإهمال كما يعتقد.
دانتي، رغم أنه لم يستطع التفكير في طريقة أخرى، كان واضحًا أنه يريد يوقفني عن الأمر بأي وسيلة فقد كان يرمقني بتلك النظرة المؤلمة وهو يراني أختار موضع الجرح.
ولكن المشكلة كانت أنني، مهما حاول دانتي أن يوقفني ، لم أكن أنوي الاستماع.
“لو كان المشهد مزعجًا، هل تريد أن تغادر؟”
قلت له ببرود، وأنا أنظر إليه دون تعبير ثم أضفت، إن لم ترد المغادرة، فلتشيح بنظرك لبعض الوقت لكنه هز رأسه بصمت.
“إذا لم أكن هنا، فلن تحاولِ حتى التظاهر بالحذر.”
“لا، سأكون حذرًه حتى لو لم تكن موجودًا سأكون حذرًه لكن…”
لكن كلماتي، التي فقدت مصداقيتها بسبب تجاربي السابقة، لم تؤخذ على محمل الجد لذا تراجعت سريعًا عن محاولة إقناعه، وقررت المضي قدمًا في الأمر، بالرغم من ملامحه الجادة.
أخرجت شفرة القطع، وسمعت صوتها الخشن وهي تظهر شفرتها الحادة.
حسنًا، الجرح سيكون… هنا.
“لا تجعله عميقًا.”
“حسنًا.”
أنا أيضًا أكره الألم، هل تفهم؟
تجاهلت نصف قلقه، ووضعت الشفرة على ساعدي، ثم مررتها بسرعة دون تردد.
شعرت بألم حاد يتسلل بسرعة وينتشر من الساعد.
“همم…”
يبدو أنه أعمق مما توقعت.
لم يكن الجرح طويلًا جدًا لكن يبدو أنني ارتكبت خطأ بتمريره دون تردد، فالألم كان أقوى مما يمكن تجاهله، وسرعان ما امتلأ الجرح باللون الأحمر القاني.
كنت أظن أن الدم سيظهر فقط كبقع صغيرة، لكن الجرح نزف بغزارة، وتقطر الدم حتى سال أسفل ساعدي.
حاولت مسح الدماء بطريقة طبيعية قدر الإمكان، لكنني لم أكن متأكدًا من كيف بدا ذلك لدانتي.
“…..”
منذ أن رأيت الجرح وهو ينزف، لم أجرؤ على النظر إلى دانتي، الذي كان ينشر جوا مخيفا من حوله في صمت شعرت أن النظر إلى عينيه كان خطأ لا يغتفر.
وبدلا من ذلك، ركزت نظري على ذراعي، متجاهلة نظراته، لأتأكد من الغرض الذي فعلت ذلك من أجله.
كما هو متوقع…
الجرح الذي كان سيختفي في لمح البصر من قبل، بقي في مكانه كما هو.
الدماء التي كانت تسيل ببطء بدأت تتجلط حول الجرح واستمر الألم يخف تدريجيًا.
” لا يلتئم “
تمتمت بصوت خافت بينما أمسح برفق حول الجرح كنت أتوقع ذلك، لكن رؤية الأمر بعيني جعل شعورًا معقدًا ومتشابكًا يرتفع من أعماق صدري.
صحيح أن الجرح الذي لا يلتئم فورًا هو الوضع الطبيعي، لكن بعد سنوات طويلة من اعتيادي على حالة جسدي غير الطبيعية، بدا لي هذا الأمر غريبًا وغير مألوف.
هل يمكن أن أسمي هذا شعورًا بالراحة والخيبة في آنٍ واحد؟ لا، هذا الوصف لا يكفي كان شعورًا أكثر إزعاجًا، وكأنه تحقيق أمنية قديمة طال انتظارها، ولكن بعد فوات الأوان.
لم أستطع تحديد مشاعري بوضوح، لذلك لم يبقَ أمامي سوى الحقيقة الموضوعية: لقد عدت حقًا إلى موطني. وأخيرًا، بدأ الزمن يجري في جسدي.
لن أعيش بعد الآن حياةً لا أموت فيها.
لن أظل متجمدًا في مكاني بينما يرحل الآخرون، ولن أضطر إلى مواجهة الموت ثم الاستيقاظ من جديد لإطالة حياتي رغماً عني لن أفتح عيني في مكان غريب بسبب أن جسدي لم يكن كاملاً، ولن أتوخى الحذر خوفًا من أن يلاحظ أحدهم أي شيء مريب.
كل هذا كان أمنيتي القديمة حلمًا قديمًا رجوته منذ زمن بعيد، عندما بدأت بالكاد أتأقلم مع ذلك البعد الآخر.
في ذلك الوقت، عندما لم أكن أستطيع حتى أن أنظر إلى جروحي بهدوء كما أفعل الآن، ظللت أرجو…
لكن الآن، هل كنت أنا في هذه اللحظة أتمنى حقًا مثل هذا الوضع؟
أم أنني على العكس من ذلك، لم أرده أبدًا؟
“آه…”
قبل أن تغرق أفكاري أعمق في هذا التشابك، شعرت بدفء جديد يلامس معصمي كان أدفأ قليلاً من يدي، مما جعله يبدو أكثر حذرًا ورقة.
رفعت رأسي لأرى دانتي يحدق بي بوجه مغموم.
“علينا معالجة الجرح.”
أوه، صحيح لقد كان الجرح عميقًا بالفعل، ويجب علاجه بسرعة إن تركته هكذا، سيظل دانتي قلقًا…
لكن، بينما كان ذهني لا يزال شارداً، بقيت أرمش فقط دون أي حركة في النهاية، قام دانتي بسحب صندوق الإسعافات تجاهه.
“أخبريني كيف أعالجه.”
“لا، لا حاجة سأفعل ذلك بنفسي.”
بالطبع، بالنسبة لدانتي، كل شيء هنا جديد كليًا عليه لا يكفي أن أعلمه كيفية معالجة الجرح فقط؛ سأحتاج لاحقًا إلى أن أشرح له كل شيء خطوة بخطوة.
عندما استعدت صندوق الإسعافات وفتحته، جلس دانتي صامتًا يراقبني فقط دون أن ينبس ببنت شفة.
بعد أن وضعت المرهم بحرص على الجرح وثبّت الضمادة عليه، نظرت أخيرًا إلى وجه دانتي كان وجهه يوحي بالقلق الواضح، وعندما تلاقت أعيننا، رفع زاوية شفتيه بابتسامة باهتة.
لكن تلك الابتسامة، في هذا السياق، بدت أكثر إخافة من أي شيء آخر.
“آه.”
“نعم؟”
“ألم تقولي بنفسك أن هذا جرح بسيط لا يستحق حتى الذكر؟”
حسنًا، كنت أنوي فعل ذلك، لكن… فقط، دون قصد، قطعت الجرح بعمق أكبر.
ومع ذلك، لم أتمكن حتى من التعبير عن شعوري بالظلم بدا أن ابتسامته الخفيفة ونظراته الثابتة لم تترك لي مجالاً لأي عذر أو تبرير.
كان التعبير عن الغضب بابتسامة عادة تعلمها مني والآن، شعرت بأنني أنا من ألقى بنفسه في هذا الموقف أردت فقط أن أختفي من هذا المكان بهدوء.
لكن دانتي لن يسمح لي بالهروب، لذلك لم يكن لدي خيار سوى التظاهر بالجرأة.
“كما ستكتشف لاحقًا، التكنولوجيا الطبية هنا متقدمة جدًا مقارنة بذلك البعد هذه الجروح ستلتئم في وقت قصير.”
“لكن لدي سؤال حقيقي عندما يلتئم الجرح، هل يختفي أيضًا أثر حدوثه تمامًا؟”
“… لا، ليس بالضبط.”
لكن على الأقل، يمكن نسيانه بسرعة.
بينما كنت أحاول التهرب بنظري، تنهد دانتي بهدوء بعد أن تفحص ذراعي مجددًا.
“بصراحة، أنتِ غير مبالية تمامًا بالجروح.”
“هل أنا كذلك؟ كنت أعتقد أنني أكره الألم بشدة.”
“متى كانت آخر مرة شعرتِ فيها بألم كرهتِه فعلاً؟”
رددت دون تفكير:
“عندما سقطتُ من الدرج…؟”
• نهـاية الفصل •
يتبع •••
حسـابي انستـا [ I.n.w.4@ ].