Murdered the Male Protagonist - 9
بينما كنتُ مستلقيةً على السرير، تذكرتُ من جديدٍ لقائيَّ مع آمون.
لقد كان تطورًا غير متوقعٍ من نواحٍ عديدةٍ.
في حين لم أكن أتوقع أن تسير الأمور بسلاسةٍ، لم أتخيل أبدًا أنني سأقابل بمثلِ هذا الشكِ.
‘ماذا يجب أن افعل الآن؟’
كان التعاون مع آمون أيضًا هو الدليل الوحيد الذي قدمهُ الصوت. لكني فشلتُ في ذلك…
ولم يُجب آمون أبدًا على سؤاليّ الأخير حول ما إذا كان يريد تصديق ذلك.
وبدلًا من ذلك أخذ اسمي وعنواني فقط وقال إنه سيتصلُ بيّ مرةً أخرى، دون أن يقدم أي كلمات من شأنها أن تمنحني أيَّ نوعٍ من الأملِ.
إذا فقدتُ الإتصال بهذهِ الطريقةِ، هل يجب أن أعود وأجدهُ مرةً أخرى؟ أم يجب أن أحاول الإمساك بالجاني الحقيقي بمفردي؟ هل سأتمكن بعد ذلك من العودةِ إلى عالميّ الأصلي؟
بينما كنتُ أحدق في السقفِ بلا تعبير، غارقةً في التفكيرِ، اجتاحتني موجةٌ من الغضب فجأةً. ألم تكن تعليمات الصوت غامضةً للغايةِ منذ البدايةِ؟
إذا كانت نية الصوت هي الكشف عن الجاني الحقيقي، فقد كان بإمكانهِ الكشفُ عن هويةِ الجاني بشكلٍ مباشر بدلاً من جعل الأمور معقدةً للغايةِ.
ربما لا يعرف الصوت الجاني الحقيقي، أو ربما لديهِ سببٌ لعدمِ قدرتهِ على معرفةِ ذلك.
عندما فكرتُ مليًا في الأحداثِ التي سمعتُ فيها الصوت، أدركتُ شيئًا واحدًا؛ لم يتنبأ الصوت بالمستقبل أبدًا.
عندما تسللتُ إلى مبنى الفرسان، أبلغني الصوت بالوضعِ القائمِ حينها وأرشدني إلى مكانٍ للإختباءِ.
حتى عندما أخبرني بالتعاونِ مع آمون، لم يتنبأ أبدًا بكيفيةِ مساعدتهِ ليّ.
بادئ ذي بدء، لو كان الصوت يرددُ رواية < المصيدة والمستنقع > كما كنتُ أعتقد في البدايةِ، فإنهُ سيخبرني عن شيءٍ حدث بالفعل في الماضي، وليس الحاضر.
كان رأسيّ يوشك على الإنفجار. لم أستطع التأكد من أيِّ شيءٍ يتعلقُ بالصوتِ حتى الآن.
في تلكَ اللحظةِ، كان هناك من يطرقُ الباب. فشعرتُ بالفزعِ وقفزتُ جافلةً من على السرير. لن يأتي أحدٌ لزيارتيّ في هذا العالمِ.
“من أنت؟”
“هذا أنا.”
في اللحظةِ التي سمعتُ فيها الصوت القادم من خارجِ الباب، خف توتريّ.
كان آمون سبينسر، الصوت الوحيد المألوف في هذا العالمِ.
ولكن في اللحظةِ التاليةِ، أصبحَ جسديَّ متصلبًا مرةً أخرى. لقد كنا بالفعل بمنتصفِ الليلِ تقريبًا.
لماذا يأتي آمون لزيارتيّ في وقتٍ كهذا؟ هل جاءَ حقًا لإلقاءِ القبضِ عليّ؟
“…ما الأمر؟”
“هذا ليس شيئًا يجب أن اناقشهُ من هنا.”
كانت نبرتهُ حازمةً للغايةِ. بعد التأكدِ من عدمِ سماعِ أيِّ شخصٍ آخر بالخارجِ، فتحتُ الباب.
دخلَ آمون غرفتيّ الصغيرة. أوقفتهُ عند الباب ونظرتُ إليهِ بهدوءٍ. نظرًا لعدمِ وجودِ طاولةٍ للجلوسِ عليها في المقامِ الأول، لم يكن لديَّ خيارٌ آخر.
“ما الأمر؟”
“قلتُ إنني سأتواصلُ معكِ مرةً أخرى. لذا ها أنا ذا.”
ألقيتُ نظرةً سريعةً على آمون لتخمينِ ما إذا كان يحملُ أخبارًا جيدةً أم سيئةً، لكن تعبيرهُ البارد المعتاد لم يكشف عن أيِّ شيءٍ. كان الدليل الوحيد هو حزمة الأوراق التي كان يحملها.
لاحظ أمون نظرتيّ، أو ربما كان يخططُ للقيامِ بذلك منذ البدايةِ، فسلمني الأوراق.
“ما هذا؟”
وبينما كنتُ أحدقُ بهِ بعيونٍ حذرةٍ، قدمَ آمون نفسهُ فجأةً.
“أنا قائدُ الفرسانِ الزرق.”
“ماذا؟”
“وهذا يعني أنه ليس من غير المألوفِ التحقيق عن المشتبهِ بهِ كجزءٍ من التحقيقِ.”
عن ماذا يتحدث؟
“ومع ذلك… أود أن أعتذر أولاً. لم أرغب في الكشفِ عن ذكرياتكِ الحزينةِ بهذهِ الطريقةِ. أنا آسف.”
أدركتُ جدية كلماتهِ، فنظرتُ بسرعةٍ لرزمةِ الورقِ السميكةِ. كانت هناك صورةٌ ليَّ ، أو على وجهِ الدقةِ، لجوليا ريتس، مرسومةً هناك.
“هذا…”
وأشار آمون كما لو كان يطلب منيّ القاءَ نظرةٍ فاحصةٍ. تصفحتُ بسرعةٍ الأوراق، كان هناك الكثيرُ من المعلوماتِ حول جوليا ريتس مكتوبةٌ هناك.
“لقد حققتُ في خلفيتكِ. لأنني كنتُ متشككًا.”
في الظروفِ العاديةِ، كنتُ سأشعرُ بالسوءِ من مثل هذا التحقيق، لكن الوضع الآن مختلف.
منذ أن وصلتُ إلى هذا العالمِ، حاولتُ معرفة المزيد عن جوليا ريتس. ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي اكتشفتهُ هو أنه من بين النبلاء المركزيين، لم تكن هناك عائلةٌ تدعى ريتس.
لذلك كان هذا حصادًا غير متوقع.
لتجنب إثارة شكوك آمون، قمتُ برؤيةِ الأوراقِ بسرعةٍ. ثم، في لحظةٍ ما، توقفت أنفاسيّ للحظةٍ.
وحينها فهمتُ سبب اعتذار آمون عن التحقيقِ في خلفيتيّ الذي تم إجراؤه من أجل التحقيق.
تضمنتْ الأوراقُ معلوماتٍ مفصلةٍ عن عائلةِ ريتس.
وعن كيف انهارت عائلة ريتس البسيطة والمسالمة، وكيف توفيَّ والداي.
وكان السببُ وراءَ كُلِّ هذا هو شخصٌ واحدٌ فقط، راسيل بوليف.
* * *
بدأ الأمرُ بزهرةٍ واحدةٍ. زهرةٌ حمراءٌ، بنفسِ لون شعر باميلا.
( للتذكير: باميلا هي البطلة الأصلية. )
عندما رأى راسيل الزهرة في العربةِ العائدةِ إلى مقر إقامة الدوق لأول مرة بعد توقفها في قريةٍ على مشارفِ الإمبراطوريةِ، فكر راسيل بأنه سيكون رائعًا لو كانت تلك الزهور في الغرفةِ التي كانت تقيمُ فيها باميلا.
قامَ بقطفِ الزهرةِ وأعطاها لباميلا. ثم في أحد الأيام رآها تبتسمُ وهي تنظر إلى الزهرةِ وحدها.
كانت باميلا لتبتسمَ لأيِّ زهرةٍ. سواءَ كانت زهرةً مجهولةً منتشرةً في جميعِ أنحاءِ حديقةِ الدوقِ أو زهرةً بريةً قذرةً تتفتحُ على جانب الطريق.
كل ما أرادتهُ هو الحرية، وهو شيءٌ لا يمكنها الحصول عليه وهي محاصرةٌ بسببِّ راسيل.
لكن راسيل لم ير الأمر بهذه الطريقةِ. أراد أن يرى ابتسامتها مرةً أخرى، وأعتقد أنهُ بحاجةٍ إلى الزهرةِ من أجل ذلك.
وسرعان ما اكتشف راسيل أن الزهرة تنمو في مكان واحد فقط؛ لقد كان عقارًا صغيرًا مملوكًا للبارون ريتس.
لو كان قد طلب من البارون، لكان قد قدمَ لهُ بكُلِّ سرورٍ أيّ عددٍ من الزهور من حديقتهِ، لكن راسيل لم يكن من النوع الذي يطلب. لقد كان شخصًا يأخذ ما يريد ليكون راضيًا.
ربما كان مستاءً من حقيقةِ أن الزهرة التي جعلت باميلا تبتسمُ نمت في أراضيّ عائلةِ ريتس، وليس في أراضيهِ. لقد شعر وكأنهُ لن يتمكن أبدًا من امتلاكِ باميلا بالكامل.
لذلك استولى راسيل على أراضيّ عائلةِ ريتس. فأطاحَ بهم وقتل البارون وزوجتهُ. لقد كان الأمر بسيطًا مثل قطفِ زهرةٍ.
…بحلول الوقت الذي انتهيتُ فيهِ من القراءةِ، أدركتُ أن الحروف كانت تهتزُ. لا، لم يكن النص من يهتز، بل كانت يدايّ اللتان تمسكان بالورقةِ ترتعشانِ.
كانت رؤيتيّ غير واضحةٍ بسببِّ الغضب الذي اجتاحنيّ. بدت ليّ المعلوماتُ المتعلقةُ بجوليا ريتس، المكتوبة بأسلوبٍّ جافٍ، أكثر من مجردِ كتابةٍ.
أردتٌ قتل راسيل بوليف على الفور. رغبتُ بحفرِ قبرهِ واستخراجِ جثتهِ. أردتُ الإنتقام، أجتاحتنيّ رغبةٌ بتقطيعِ أطرافهِ وجعلهُ يذوقُ مرارة الألمِ والمعاناةِ.
… هل فقدتُ عقليّ؟
“هاه، هااه-“
شرعتُ بالإلتقاطِ أنفاسيّ. عندها فقط أدركتُ أنني نسيتُ التقاطَ أنفاسيَّ للحظةٍ. نية القتل الشديدة التي لم أشعر بها من قبل اجتاحتنيّ بالكاملِ.
‘لماذا أنا هكذا؟’
هذهِ حياةُ جوليا ريتس، وليست حياتيّ. كانت عائلتها هي التي سقطتْ ووالداها هما من ماتا.
بالطبعِ ، إنهُ أمرٌ مأساويٌّ ومثيرٌ للغضبِّ، لكن كان غضبيّ الذي لا يمكن السيطرةُ عليهِ غريبًا.
“…هل أنتِ بخير؟”
آمون، الذي كان ينتظرنيّ بهدوءٍ لقراءةِ جميعِ المستنداتِ، سألنيّ سؤالًا. وبالكادِ قمتُ بالتواصلِ بصريًا معهُ وأومأتُ برأسيّ.
لا ينبغي أن أبدو غريبةً. لا ينبغي جعلهُ يدرك أنني لستُ جوليا وأنني عرفتُ الآن فقط عن هذا الماضي.
“أنا بخير. إنهُ فقط…”
ولكن بغضِ النظر عن مدى محاولتيّ التظاهر بأنني بخير، لم أستطع التحدث بشكلٍ صحيحٍ. عندما رأى آمون كفاحيّ، غادر الغرفة وعاد مسرعًا بكأسٍ من الماءِ.
“… شكرًا لك.”
صفى الماء البارد ذهنيَّ قليلًا. حاولتُ أن أفهم الموقف بموضوعيةٍ.
خسرت جوليا ريتس كل شيءٍ بسببِّ راسيل.
كان لديها دافعٌ كافٍ لقتلهِ.
‘لا بد أنها أرادت قتله. كل ما أرادتهُ هو الإنتقام.’
إذن، هل أنا الجاني الحقيقي؟ الآن، لم أستطع التأكد من أيِّ شيءٍ. على عكسِ ما حدث من قبل عندما كنتُ أتمنى ألا أكون الجاني، تمنيتُ الآن لو أكون الجاني حقًا.
سيكون الأمر محبطًا إذا اغتنم شخصٌ آخر الفرصة لقتل راسيل ولم أتمكن من قتلهِ بيديّ.
لم أرغب حتى في إيجاد الأعذار. هل كان قتلُ راسيل خطيئةً؟ ماذا عن أفعالهِ إذن؟
وبينما كانت قبضتيّ مشدودةً دون وعيٍّ، تجعدت الأوراقُ التي أحملها.
أخذتُ نفسًا عميقًا.
‘هذهِ ليست أنا، أنا لستُ جوليا.’
كررتُ الحقيقة الواضحة لنفسيّ.