Murdered the Male Protagonist - 7
وعلى الرغمِ من خداعهِ من قبليّ، إلا أن لهجة آمون بقيتْ هادئةً كما هي.
“وجبَ عليّ التأكدُ من كونكَ وحيدًا حقًا. من فضلكَ فكر في الأمر بإعتبارهِ الحد الأدنى من إجراءاتِ السلامة.”
أومأ آمون بهدوءٍ. كان من الصعب قراءةُ تعبيراتهِ لأن نصفَ وجههِ كانَ محجوبًا بسبب رداءهِ، لكنه لم يبدو مستاءً.
“هل تعتقدين أنهُ إذا تمَ تهديديَّ بواسطةِ خنجر، فسوف يظهر أحد مرافقيَّ على الأقل؟”
“نعم. كنتُ أراقبُ الساحة بأكملها. على أمل أن يتفاعل شخصٌ مختبئ مع الهجومِ المفاجئ. لكن لم يأتي أيُّ شخصٍ. لقد أتيتَ بمفردكَ حقًا.”
“ألم تطلبي منيّ المجيء بمفرديَّ؟”
“نعم، ولكن…”
لم أكمل كلماتيّ. لم أتوقع أن يكون صادقًا.
“لماذا وثقتَ بيَّ؟”
وبدلاً من الإجابةِ، التقط آمون الخنجر الذي كان يدوسُ عليهِ وناولني إياه. كان الأمر كما لو كان يجيبُ بأنه لا يثق بيّ، بل لأنه يؤمن بقدرتهِ على التغلب على أيّ تحدٍ أطرحهُ.
في الواقعِ، كان الوضع محسومًا حتى قبل أن تلوحَ تلكَ المرأة بالخنجر، لذلك كانت ثقتهُ مبررةً.
“لم يكن هناك أيُّ شيءٍ لأؤمن بهِ حقًا. لقد أتيتُ لأنه لم يكن هناك أيُّ خيار آخر. قد لا يكون هذا أمرًا كبيرًا بالنسبةِ لكِ ، لكنه مهم حقًا بالنسبةِ ليَّ. إلى الحدِ الذي يجعلني متمسكًا بأصغر الأدلةِ.”
وتابعَ آمون بنبرةٍ خافتةٍ.
“والآن، كما وعدتِ، أود أن تخبريني بما تعرفيه، بالإضافةِ لكيفيةِ معرفتكِ بالمعلوماتِ الهامةِ حول هذهِ القضيةِ؟”
أجبتُ أثناءَ نفضيَّ الغبار عن الخنجر الذي سلمهُ ليَّ.
“أعرف سبب أهميةِ هذه القضيةِ بالنسبةِ لكَ. وهي مهمةٌ جدًا بالنسبةِ ليَّ أيضًا. لكن…لا يمكنني الإفصاحُ عما في جعبتيَّ على الفور.”
“ما الذي تريدينهُ؟”
ورد آمون كما لو كان قد توقع هذا القدر بالفعل. أجبتُ بصوتٍ عالٍ بما كنتُ أفكر فيهِ طوال الليل.
“أريدكَ أن تمسكَ بيديّ.”
“إمساكُ يدكِ؟…أتقصدين أنهُ يبتغي علينا القبضُ على المجرمِ معًا؟”
“أصبتْ. وكما أفصحتُ سابقًا، هذه القضية مهمةٌ جدًا بالنسبةِ ليّ. أريدُ القبض على المجرمِ بنفسيّ.”
نظر آمون إليّ بهدوءٍ.
ربما إستنتجَ بأن لديَّ قصةً مماثلةً لهُ، وهذا من شأنهِ أن يكون أكثر منطقية من فكرةِ الحيازة غير الواقعيةِ أو قراءة العمل الأصلي.
لم أكلف نفسيّ عناءَ إنكار ذلك.
“لديّ معلوماتٌ مهمة، وأنتَ بحاجةٍ إلى هذهِ المعلوماتِ. ليس هناكَ سببٌ لعدمِ الإمساكِ بيديّ، أليس كذلك؟”
كان ذلك لفترةٍ وجيزةٍ فقط، لكن عيون آمون الزرقاء ترددت.
“إذا أخبرتني أولاً بما هي تلك المعلومات، فسوف أفكرُ في الأمر.”
“لا يمكنني الإقدامُ على فعلٍ متهور كهذا مسببةً بالخسائر الفادحةِ لنفسيّ. يالكَ من مخيب للآمال.”
تجنبتُ نظرة آمون وتظاهرتُ بالهدوءِ. في الواقعِ، لم تكن هناك معلوماتٌ جديدةٌ بحوزتيَّ. بسبب انقطاع ذلك الصوت مرة أخرى منذ أن غادرتُ مبنى الفرسان.
ومع ذلك، نظرًا لأنه من المستحيل أن يعرف آمون ذلك، فقد خططتُ للخداعهِ قدر الإمكانِ في الوقتِ الحالي.
كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للتعاون مع آمون وإتباع تعليمات الصوت.
“إذن أنتِ تشيرين لإمتلاككِ أدلةً مهمةً حول الجاني الحقيقي؟”
أشحتُ بنظريَّ بعيدًا، مشيرةً لهُ بأن يفكر كما يشاء، فشرعَ آمون في التعبير عن أفكارهِ.
“أنا لا أفهم. إذا كان لديكِ هذا القدر من المعلوماتِ، فما الذي يمكنكِ كسبهُ من خلال التعاون معي؟ يجب أن تكوني قادرةً على القبضِ على المجرمِ بمفردكِ.”
“أنتَ رئيسُ الفرسانِ الزرق. والشخص المسؤول عن هذه القضية. أحتاجُ لإذنكَ.”
لم أكن مخطئةً، حتى لو منحنيّ الصوت معلوماتٍ مهمةٍ أو حتى لو وجهني بالفعل للجاني الحقيقي، لم يكن لديَّ أي حقٍ أو سلطةٍ لتقديمهِ إلى العدالةِ.
“ليس الأمر كما لو أن هناك أيُّ شخصٍ سيصدقني على أي حال.”
بالإضافةِ لم تكن هناك طريقةٌ بالنسبةِ ليَّ للعودةِ إلى مكان الحادث مرةً أخرى أو إستجوابُ المشتبهِ بهِ.
ولذلك سيكون آمون عونًا كبيرًا بالنسبةِ ليَّ.
“إلى جانب ذلك، هناك معلوماتٌ لن يتمكن سوى الفرسان من إكتشافها.”
“معلومات لن يكتشفها إلا الفرسان…”
تمتم آمون بنبرةٍ متشككةٍ.
“على سبيل المثال، هل تتحدثين عن تقرير شاهد العيان عن قيامِ شخصٍ مشبوه بإقتحامِ دوقية بوليف في ليلة الحادث؟”
عند هذه الكلماتِ، أدرتُ رأسيَّ فجأةً نحو آمون.
“تقرير شاهد العيان؟”
“يبدو أنكِ لا تعرفين. لقد جاء شاهدٌ لهيكلِ الفرسانِ في وقتٍ سابقٍ من اليوم. وقد كانت شهادتهُ قابلةً للتصديقِ إلى حدٍ كبير.”
هل هناك من شهد على المجرم؟ إذا كانت المعلومات صحيحة، فلا داعي لمزيد من الجدل. وربما يتم حل القضية في لحظة. سألتُ مرةً أخرى، محاولةً ألا أبديَّ توتري.
“ما الذي قاله؟”
بدلاً من الإجابةِ، مدّ آمون يدهُ نحويَّ ببطءٍ. ثم بدأ بإزالةِ الرداء الذي كان يحجبُ وجهيَّ جزئيًا.
“ماذا…”
التقت أعيننا عند تبدد الظلام، لم تفقد عيون آمون الزرقاء بريقها حتى في مواجهةِ غروب الشمس. توقفت أنفاسيّ للحظةٍ، غير قادرةٍ على إدارةِ رأسيَّ بعيدًا.
“شعر كستنائي طويل وداكن.”
كانت عيناهُ تتفحصان شعريَّ بعنايةٍ.
“قال شاهد العيان ذلك، لقد شاهد امرأة بشعر مثل شعركِ تمامًا تقتحمُ دوقية بوليف وبيدها خنجرٌ.”
فتحتُ فميَّ مندهشةً، أنا…جوليا ريتس، اقتحمتُ منزل الدوق؟
“أعتقد أن هذا الخنجر سيتناسبُ مع الجرحِ تمامًا. هل يمكنكِ تسليمهُ للتحققِ منه؟”
شددتُ يديِّ التي تمسكُ بالخنجر. لم يكن لدي أيُّ فكرةٍ عن كيفيةِ الردِ على هذا الوضعِ غير المتوقعِ.
“هل هذا حقًا ما أتيتَ إلى هنا لأجلهِ في المقامِ الأول؟ هل تحاول اعتقالي؟”
كان الشعر الكستاني الطويل والخنجر الذي يشبه هذا منتشرًا على نطاقٍ واسع، لذلك لم يكن ذلك دليلاً على أنني المجرم.
أردتُ أن أصرخ بذلك، ولكن من ناحيةٍ أخرى، كنتُ أعلم أن ذلك لا معنى له.
اقتربتْ منه امرأةٌ ذاتُ مظهرٍ مريب تطابقُ أقوال شاهد العيان، وادعت أنها تعرفُ الشخص الذي قتل راسيل بوليف.
حتى لو كنتُ آمون، لم يكن هناك خيارٌ سوى الشك في أنني الجاني.
ألم تكن حقيقةً واضحةً أنني اقتحمتُ منزل الدوق؟ وطعنة راسيل… ربما يكون هذا صحيحًا أيضًا.
والآن، لو قلت: “من الصحيحِ أنني طعنتُ راسيل ، لكنني لم أقتلهُ.”، هل سيصدقني آمون؟
وفي لحظةٍ انقلب الوضع رأسًا على عقب. منذ فترةٍ وجيزةٍ، كانت ليَّ اليد العليا بحيازتيَّ المعلومات، لكن الآن كان آمون يحدقُ بيَّ.
‘هل يجب عليَّ الهرب؟’
تملكتني مثلُ هذه الأفكار المتطرفة. لكن حتى لو هربتُ من هنا، ما الذي سيمكنني فعلهُ؟ في أحسن الأحوال، قد أطيلُ عمري قليلاً فقط، دون أن يكون لهذا أيُّ تأثيرٍ كبيرٍ.
خلال هذه اللحظة، تبادر إلى ذهني كلماتٌ من الكتاب الذي قرأتهُ سابقًا.
‘المبادئ.’
ذكر أن شعارهُ ينص على أنه لا يمكن فرض أيُّ عقوبةٍ حتى يتم تقديم دليل مادي واضح.
كان آمون هذا النوع من الأشخاص.
هل سيعتقلني حقًا بناءً على تقرير شاهد عيان عن رؤيتهِ لامرأة ذات شعر كستنائي داكن؟ هل يصدق اقوال شاهد العيان تلك في المقامِ الأول؟
لو كان يصدق ذلك، كان بإمكانهِ إلقاءُ القبضِ عليّ منذ البداية، هل هناك أيُّ سبب يجعله يأتي إلى النافورة فقط لإجراء محادثةٍ خاصةٍ معي؟
جاءت الأفكار واحدة تلو الأخرى في لحظةٍ. هل من الممكن أن يكون آمون… يختبرني؟
رفعتُ نظري الذي سقط على ركبتي ونظرتُ مباشرةً إلى عيون آمون.
سواء نجحت أم لا، فقد حان الوقت للمقامرة.
“هذا لا يمكن أن يكون دليلاً، من المحتمل أن يكون هناك عدد لا يحصى من النساءِ ذواتِ الشعر الكستنائي الداكن، ومن المحتمل أن يكون هناك الكثير من الخناجر التي تشبه هذا الخنجر.”
نظر آمون إليّ دون أن ينبسَ بكلمةٍ واحدة. شعرتُ بثقةٍ أكبر جراءَ هذا، وثقتُ بأنه كان يترقب تحركاتي.
“سأقولُ ذلك مرةً أخرى. لديَّ معلوماتٌ مهمةٌ. إذا اعتقلتني الآن، فلن أفتحَ فميَّ أبدًا، حتى لو كان ذلك يعني الموت.”
“هل تهدديني؟”
“أنا أقدم اقتراحًا.”
“آسف، ولكن كلماتكِ لم تنال ثقتي بعد.”
نظر آمون إليَّ بعيونٍ لا تتزعزع.
“كيف عرفتِ أن الدوق بوليف توفيَّ متسممًا؟ هل يمكنكِ أن تخبريني بمصدر معلوماتكِ؟”
“لا أستطيعُ أن أخبركَ الآن، ولكن-“
“هل لديكِ معلوماتٌ مهمة حقًا؟ وماذا عن كونكِ من قتلَ راسيل وأنكِ تنشرين معلوماتٍ كاذبة لإرباكِ التحقيق؟ يبدو هذا أكثر معقوليةٍ بالنسبةِ ليَّ.”
لم يكن لديَّ ما أقولهُ لذلك أبقيتُ فميَّ مغلقًا. لأن ما قاله كان أكثر منطقيةً بعدةِ مراتٍ مما قاله ليَّ الصوت المجهول في رأسيَّ.
“…ثم.”
بعد صمتٍ قصيرٍ تحدثتُ بنبرةٍ منخفضةٍ.
“لماذا جئتَ لهنا؟ إذا كنت تعتقدُ أنني أتفوهُ بالهراءِ منذ البدايةِ، فلماذا أتيت وتحدثت معي؟”
“…أردتُ التأكد فقط.”
“لا. لقد وثقتَ بيَّ. لهذا السبب جئتَ إلى هنا.”
“لماذا أثقُ بشخصٍ لا أعرفهُ حتى؟”
“لأنكَ ترغبُ بالعثور على الجاني الحقيقي الذي قتل والديك.”
تصلبَ وجهُ آمون.
صررتُ أسناني حتى آلمتني، لأنني أعرف كيف أن الكلمات الجبانة التي قلتها لإنقاذ حياتي ستؤذيه.
ومع ذلك، كان لديّ سببُ لعدمِ وجود أيِّ خيارٍ لدي سوى قولِ هذا.
عندما توفي والديه، لم يتم اكتشاف أيُّ سم ولم يكن هناك أيُّ دليلٍ يؤكدُ وفاتهما.
لذلك، وعلى الرغمِ من طلب آمون المستميت للعثور على الجاني، إلا أن القضية انتهت بوفاتهم نتيجةً لأزمةٍ قلبيةٍ.
وكان وضعيَّ الحالي هو نفسهُ بطريقةٍ ما.
بغض النظر عن مدى صرختي اليائسة، لم تكن هناك طريقةٌ لإثباتِ هذه الأشياءِ غير الواقعية التي حدثت ليّ.
كل ما يمكنني فعلهُ هو مناشدة مشاعر آمون.
“أنتَ تريدُ تصديقَ ذلك. أليس كذلك؟”
نظرتُ مباشرةً إلى آمون.
على آمل أن يجد النسخة الأصغر منهُ من خلالي.