Murdered the Male Protagonist - 3
بعد أن التقطتُ أنفاسي لفترةٍ من الوقتِ، أدركتُ أن ما حدث للتو كان حلمًا.
“هاه…”
أول ما شعرتُ بهِ عندما فتحتُ عيني هو الإحساس بالخنجرِ ينزلقُ من يدي.
وعلى الرغمِ من أنني لم أذكر أنني طعنتُ راسيل بوليف، إلا أن الأحداث في حلمي كانت حيةً كما لو كنتُ قد عشتها بنفسي.
حتى الشعور بالشفرةِ تغرسُ في الجثةِ…
‘هل هو حقًا مجرد كابوس؟ أم أنها مجرد ذكرى محفورة في هذا الجسد؟’
ارتعشت اليد التي لم تكن ليّ.
لا أستطيع أن أصدق انني طعنتُ شخصًا بهذهِ اليد…
حتى عندما رأيتُ الجثة أمامي واعتقدت أنني ربما ارتكبتُ جريمة قتل، لم يصدمني الأمر حقًا.
لأنني اعتقدتُ أنه مجرد شيء فعلته مالكة هذا الجسد؛ وليس أنا.
ومع ذلك، ربما لأنني رأيتُ حلمًا واقعيًا للغايةِ، شعرتُ كما لو أن الذكرى قد تم غرسها في داخلي.
“أشعر حقًا وكأنني قتلتُ شخصًا ما…’
ابتلعت لعابي وبحثتُ تحت الوسادةِ.
عندما أمسكتُ بالخنجرِ الذي خبأته الليلة الماضية، أعطتني اللمسة الباردة إحساسًا متناقضًا بالارتياحِ مع الخوفِ.
* * *
في هذه الأثناء، كان الأشخاص الذين يرتدون الزي الأبيض متجمعين في غرفةِ نومِ راسيل بوليف حيث غادرت جوليا.
وقف شخصان منتصبين بلا حراكٍ بجوارِ جثةِ راسيل المتحللة.
للوهلةِ الأولى، قد تظنُ أنهم متصلبون بسببِ مظهر الجثةِ الرهيبِ، ولكن في الواقعِ، كان ذلك بسببِ رئيسهم.
لم يعرفوا ما سيحدث لهم إذا تحركوا دون سببٍ وجيه ولمسوا ولو شعرةً واحدة.
كان الرئيس الذي سببَ لهم هذا الخوف؛ آمون سبينسر، مشغولاً بالبحثِ في جميعِ أنحاءِ الغرفةِ.
من الأرضيةِ إلى الجدرانِ، وإطاراتِ النوافذِ، والأثاثِ، قام بفحصِ وتسجيل كل شيء بدقةٍ.
من بقعِ الدمِ إلى العلاماتِ التي لا يبدو أن لها معنى وحتى آثارِ الغبارِ، لم يتم ترك أي شيء.
ومع ذلك، لم تكن هناك علاماتٌ للعبثِ بأي شيء في مسرحِ الجريمةِ.
وكان ذلك بفضلِ حركاتِ جسدهِ الحاذقةِ التي لا تتناسب مع قامتهِ الطويلةِ.
“فظيع.”
تمتم رجلٌ آخر؛ كارلايل، الذي كان راكعًا على الأرضِ ويفحصُ الجثةِ.
“ماذا وجدت؟”
سأل آمون، الذي كان ينظرُ إلى الغبارِ المتراكمِ على إطارِ النافذةِ، كما لو كان ينتظر.
“حسنًا، سيتعين علينا تحريك الجثةِ لإلقاءِ نظرةٍ على التفاصيلِ الدقيقةِ، ولكن هناك شيء واحد مؤكد، هذه الجروح الناتجة من الطعن لم تكن مسبب الموت الحقيقي.”
“ماذا تقصد بذلك؟”
جاء آمون بجوارِ الجثةِ ونظر إلى الجروحِ.
بسببِ الجروحِ العميقةِ لدرجةِ أن الأعضاء الداخلية كانت مرئيةً وبقعُ الدمِ التي شكلت بركةً واسعةً، كان من الصعبِ تصديق عدم وجودِ ضغينة لدى الجاني.
“لقد طعن بعد أن كان ميتًا بالفعلِ.”
‘طعنهُ بعد وفاتهِ؟’
لم يكن هناك سوى سبب واحد لتشويهِ شخصٍ مات بالفعلِ بهذه الوحشيةِ؛ القتل بسبب الاستياءِ المريرِ.
نظر آمون إلى عيونِ راسيل المتوسعةِ وسأل مرة أخرى.
“إذن ما هو السبب المباشر للوفاةِ؟”
“لا أستطيع تحديدهُ بعيني فقط. بالإضافةِ انه لا توجد آثارٌ للإختناقِ، وهناك جرح في مؤخرةِ الرأس، لكن يبدو أنه ناجمٌ عن السقوطِ.”
“وماذا عن التسمم؟”
“لا أرى أي علاماتٍ تدلُ على التسممِ.”
“هذا يعني أنه توفي لأسبابٍ غيرِ معروفةٍ، وفقد قوتهُ، وسقط على الأرضِ، ثم تعرض للطعنِ حتى الموتِ بسكين.”
“أجل، أنتَ محقٌ.”
“أليس هذا غريبًا؟”
“انه غريبٌ جدًا.”
نهض كارلايل من الأرضِ واستمر.
“قتلهُ دون تركِ أي أثرٍ ثم طعنهُ بالسكينِ. فقط…”
تردد للحظةٍ، وهو ينظرُ إلى ملاحظةِ آمون، ثم هز كتفيهِ.
“كان من الممكنِ أن تكون فرصةً للادعاءِ بأنها نوبةٌ قلبيةٌ أو شيء من هذا القبيل.”
توقف آمون عند تلك الكلماتِ.
أصبح وجهه الخالي من التعابيرِ متصلبًا.
اظلمت عيناه الزرقاوان وشد فكهُ بقوةٍ.
ربت كارلايل على كتفِ آمون كما لو كان يتوقعُ ذلك.
أومأ كارلايل برأسهِ وأمر الفرسان ذوي المرتبةِ المنخفضةِ الذين كانوا يقفون ساكنين بالمغادرةِ، واستمروا بالحديثِ بعد بقائهم منفردين بالغرفةِ.
“كلا، ليس كذلك.”
“ماذا؟”
“أنه ليس نفس الشخص الذي تبحثُ عنه.”
حدقَ آمون في كارلايل في صمتٍ شديدٍ.
بدا تعبيرهُ وكأنه يسأل كيف يمكنكَ التأكد من ذلك.
“أصيب الجسمُ بأضرارٍ شديدةٍ. وكانت الطريقةُ مختلفةً، لو كان نفس الشخص، لإنتهى الأمرُ بنوبةٍ قلبية.”
“……..”
“نحن لم نفحص الجثة بشكلٍ دقيقٍ بعد. لا نعرفُ ما الذي سيصدرُ لاحقًا.”
“….نعم.”
أجاب على مضضٍ، ولكن تعبير آمون كان لا يزال قاتمًا.
ربت كارلايل على كتفهِ عدة مراتٍ كما لو كان يريحهُ ثم طرق الباب من الداخلِ.
عاد الفارسان اللذان كانا ينتظرانِ في الخارجِ.
“انقلوا الجثة، لنكتشف المزيد.”
“حاضر!”
بأمرِ كارلايل، بدأ الفرسان بتحريكِ جثةِ راسيل.
وقف آمون بلا حراكٍ ونظر إلى الطاولةِ الصغيرةِ القريبةِ من النافذةِ.
تجلّى خيالٌ واقعي في ذهنِ آمون وهو ينظرُ إلى الطاولاتِ والكراسي النظيفةِ التي لم يلمسها أحد.
يجلس راسيل بوليف على الطاولةِ ويشربُ الشاي وهو ينظرُ من النافذةِ.
كان هناك سمٌ في الشاي، وسرعان ما سقط على الأرضِ يشكو من ألمهِ.
وبعد ذلك يقومُ شخصٌ ما بالتلاعبِ بالمشهدِ وإزالةِ السمِ.
ثم نقل الطاولاتِ والكراسي إلى مواقعها الأصليةِ.
ولم يتم الكشفُ عن السمِ، وتنتهي الحالة بنوبةٍ قلبية.
كانت هناك فرصةٌ جيدةٌ أن يكونا نفس الشخصِ.
الشخص الذي كان يطاردهُ منذ أن كان في العاشرةِ من عمرهِ.
‘الجسد متضرر بشدةٍ. فإن الأسلوب مختلف.’
وبينما كان يفكرُ في الأمرِ، اقتحمت كلماتُ كارلايل الحازمة افتراضاتِ آمون.
لقد كان محقًا.
لقد قام شخص ما بتشويهِ الجثةِ، لذلك أصبح حلم اليقظة الخاص بهِ الآن غير متماسكٍ.
الوقت منذ سقوطِ راسيل حتى التلاعبِ بالمشهدِ…
‘لو كان هناك طريقةٌ لسدِ هذهِ الفجوةِ…’
الآمل، واليأس، وربما الهوس.
لقد دُفنت هذه المشاعر في أعماقِ آمون.
* * *
تدفق الضوء من خلالِ النافذةِ الصغيرةِ.
قد حل الصباحُ بالفعلِ.
فجأة فتحتُ عيني ونظرتُ حوليّ.
رأيتُ مشهد النزلِ قديمِ.
كان الفستان المعلق على الحائطِ والخنجرِ الموجودِ تحت الوسادةِ لا يزالان على حالهما.
كل هذا جعلني أدركُ أنني مازلتُ في عالمٍ مجهولٍ.
لم تكن هناك فرصةٌ للعودةِ إلى العالمِ الأصلي بين ليلةٍ وضحاها.
بالكادِ تمكنتُ من رفعِ جسدي المرهقِ.
لم يختفي التعبُ تمامًا، لكنني لم أستطع الاستلقاء ساكنًة.
بعد الاغتسالِ بماءِ الاستحمامِ العذب، نظرتُ في المرآةِ وعلى الأقل بدوتُ أفضل من الأمسِ.
سقط شعرها الكستنائي الداكن على خصرها، وكانت عيناها البنيتان الفاتحتان تحدقان بالمرآةِ مباشرةً.
يجب أن تكون في أوائلِ العشريناتِ إلى منتصفها.
لم تكن نظرات الاشخاصِ بالخارجِ جيدةً للنظرِ إليها عندما كنتُ أسيرُ في الشارعِ، لكنني لم أعتقد أن أحدًا سيرفض إذا اقتربت أولاً.
كانت اصابعُ هذا الجسدِ نحيفةً حقًا.
‘كان من الممكن أن يكون الأمرُ أفضل قليلاً لو لم أكن منهكًة كما أنا الآن.”
ربطتُ شعري في عقدةٍ مربوطةٍ بشكلٍ فضفاضٍ.
لا أعرف كيف تمكنتُ من ذلك، لكن شعري كان متشابكًا لدرجةِ أنني مهما مشطتهُ، فإنه لا يزال فوضويًا.
ويجب أن يكون هذا الشعر الأشعث أيضًا أحد الأدلةِ على الفقرِ المفاجئ.
في عالمٍ مثلِ هذا، إذا لم يكن لديها شخصٌ يعتني بها، لم تكن لتتمكن من تنميةِ شعرها بهذهِ الطريقةِ في المقامِ الأول.
لقد ارتديتُ الملابس التي اشتريتها بالأمسِ.
وعلى الرغمِ من أن الفستان غطى كل شيء من كتفيها إلى كاحليها، إلا أن مظهرها المتهالك والنحيف لم يكن مخفيًا.
وبدلاً من الإفتراض بأنها تعاني من مرضٍ ما، بدا الأمر وكأنها تعاني من سوءٍ في التغذيةٍ بشكلٍ عامٍ.
‘شعرٌ طويلٌ، جسدٌ نحيلٌ، فستان قديم لكن فاخر، وقلادة باهظة الثمن…’
لا بد أن شيئًا ما قد حدث لجوليا ريتس.
ما الذي حدث لها لتعاني من الفقرِ المفاجئ.
كان هذا كل ما يمكنني قولهُ من مظهرها، لذلك لم يكن لدي خيار سوى البحثِ عن تلميحاتٍ آخرى.
نظرتُ إلى الرسالةِ التي تم وضعها على المنضدةِ.
لقد كانت قطعةً صغيرةً من الورقِ يمكن الحصول عليها بعد أن تعهدتُ بقلادةٍ باهظة الثمنِ في محل الرهنِ.
‘يمكن أن تكون تلك القلادة دليلاً أيضًا.’
وكان من الأفضل إعادتها إن أمكن.
وعلى الرغمِ من ان الأمر كان على هذا النحو، إلا أن مالكة هذا الجسد احتفظت بها دون بيعها، كان هناك احتمالٌ كبيرٌ بأنها كانت عنصرًا ذو قيمةٍ.
وضعت وثيقة الرهن الخاصة بي والخنجر بين ذراعي ونزلتُ إلى الطابقِ الأول من النزلِ حيث يوجد المطعم.
على الرغم من أنه كان في الصباحِ الباكرِ، كان العديد من الضيوف يجلسون بالفعلِ على الطاولةِ الخشبيةِ الكبيرةِ ويأكلون.
وسرعان ما جهزت حصتي من الإفطارِ.
بم يكن هناك سوى بضع شرائح من الخبزِ المقرمشِ ووعاءٌ من الحساءِ.
عندما تناولتُ قضمةً من الخبزِ المنقوعِ في الحساءِ، انتشر الدفء في جميع أنحاء جسدي.
أكلت قطعة واحدة فقط من الخبزِ، ولكنني شبعتُ بسرعةٍ.
‘مع مثل هذا الجسدِ الهزيلِ، من الصعب الرد بغضِ النظرِ عما يحدث.’
غمستُ قطعةً أخرى في الحساءِ ووضعتها في فمي.
لا يبدو أنه مر وقت طويل منذ أن عانت المالكة من الفقرِ، لذا إذا اعتنيتُ بجسدِها قليلاً، فسوف يعود قريبًا بصحةٍ جيدةٍ.
وبينما كنتُ اوضح الأمور بهذهِ الطريقةِ، رأيتُ الشخص الذي كان يجلسُ بجانبي يغادرُ ويترك ورائه قطعةً من الورقِ.
على الورقِ، طُبعت الصور والرسائل بكثافةٍ تحت عناوين كبيرةٍ.
‘جريدة؟’
وكانت الصحف واحدةً من أفضلِ الطرقِ لفهمِ هذا العالمِ.
حتى بدمجِ ذكرياتي مع قراءةِ الروايةِ وتجربتي الليلةِ الماضيةِ، لم أكن أعرف سوى القليل جدًا عن هذا العالم.
الشيء الوحيد الذي أعرفهُ هو أن المنطقة التي أقيمُ فيها كانت عبارة عن إمبراطوريةٍ اسمها < نيلتون >، وأن دوق بوليف كان يتمتعُ بقوةٍ وسلطةٍ هائلةٍ لدرجةِ أنه حكم الدوقية ذات يومٍ.
التقطتُ بسرعةٍ الصحيفة التي لا مالك لها وقرأتُ الأخبار التي لم تكن مميزةً.
ثم سرعان ما لاحظتُ وجود مقالٍ قصيرٍ في الزاويةِ.