Murdered the Male Protagonist - 2
‘تِلك الجُثَّة هَل كانت لِـراسيل بولـيف؟’
وَدِدت نُكرَان هذا الهُرَاء، ولكِن الفِكرَة التِي خَطَرَت فِي ذِهنِي، استَمَرَّت.
شَعر أسوَد، عيون حَمرَاء، وقَمِيصٌ أبيَض كانَ يَرتَدِيهِ دَائِمًا.
كانَ مظهر الجُثَّة مُطَابِقًا تَمَامًا لِوَصف رأسيل بوليف فِي الرِّوَايَةِ.
حَقِيقَة إن الغُرفَة كانت فِي الطَّابَقِ الثَّالِثِ مِنْ مَنزِلِ الدوق بالإضَافَةِ لِلستَارَةِ الحَمرَاءِ التِي تُحِيطُ بالسَّرِير هِيَ نَفسُهَا كَمَا فِي الرِّوَايَةِ.
‘إذن هذا يَعنِي أَنَّ هذا المَكَان مَوجُودٌ فِي الرِّوَايَةِ؟’
عَاد الصَّوت يَرِنّ مُجَددًا فِي رَأسِي، وتَزايَدَت الإحتِمَالات شَيئًا فَشَيئًا، هَل هذا يَعنِي أَنَّ لِكُلِّ هذا عَلَاقَة برِوَايَةِ 『المصيدة والمُستَنقَع 』 هَل الصَّوت بِدَاخِل رَأسِي هو سَرد لِلرِّوَايَة؟
‘هذا بالتَّأكِيدِ كَلَام فَارِغ.’
كَان راسيل بوليف هو البَطَل الأصلِيَّ فِي الرِّوَايَةِ.
حَتَّى لو قَدَّمت مِئَة تَنَازل وقلتُ إنْ هذا العَالَم هو داخل الرِّوَايَة حَقًّا وإنَّنِي استَمع إلى نَصِ الرِّوَايَةِ، فَلَيسَ مِنْ المَنطِقِيِّ بالنِّسبَةِ لِي أنْ يَمُوتَ البَطَل.
هَل هُنَاكَ رِوَايَةً رُومَانسِيَّة يَمُوتُ فِيهَا بَطَل الرِّوَايَة؟
وبالمُضِيّ قدمَا مَرَّةً أخرى، فَكَّرت مَلِيًّا فِي حَبكَةِ ‘المصيدة والمُستَنقَع’.
كانت رِوَايَةُ ‘المصيدة والمُستَنقَع’ بإختِصَار شَدِيد رَهِيبَة ومُرهِقَة.
تَتَزَوَّجُ البَطَلَة مِنْ البَطَل وكَأنَّهَا تُبَاعُ فِي سِنِّ صَغِيرَة، والبطل يُصبِح مهووسًا بِهَا بِجنونٍ.
لَمْ يَكُن الأمرُ هَوَسًا بَسِيطًا؛ بَلْ كَانَ مَصحُوبًا بالحَبس والإعتِدَاء وغَسِيل الدِّمَاغ.
لِدَرَجَةِ تَواجِد العَدِيدِ مِنَ التَّعلِيقَات تَنُصّ أنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةِ لَنْ تَكُونَ لَهَا نِهَايَةٌ سَعِيدَةٌ إلا إذا مَاتَ بَطَلُ الرِّوَايَةِ.
‘الآنَ بَعد أنْ فَكَّرت فِي الأمرِ، هَلْ كانت لَهَا نِهَايَةٌ؟’
لَقَد كُنَّا بالتَّأكِيد قَريبون مِنْ النِّهَايَةِ.
أتَذكَرُ قِراءة مَشهَد تَتَخَلَّى فِيه البَطَلَة عَنْ كُلِّ شَيءٍ وتَتَقبل البَطَل الذَّكَر.
اعتَقَدَت أنَّ الأمرَ سَيَنتَهِي بنِهَايَةٍ سَيِّئَةٍ.
لكِن ذِكرَيَاتِي اقتَصَرَت على ذَلِكَ فَقَط، ولَمْ يُمكنَّنِي تَذكر نِهَايَة الرِّوَايَة بالضَّبط.
‘إذا هَلَّ هذا يَعنِي أنَّ البَطَل الذَّكَر سَيَمُوت قَبل النِّهَايَةِ مُبَاشَرَةً؟ وَمِنْ قِبَلِ إضَافَةٍ مِثلِيّ؟’
وقَبْلَ أنْ أعرِفَ ذَلِك، كُنت قَد إقتَنَعتُ بأنَّنِي أصبَحتُ إضَافَةً فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ.
لَمْ أتَذكر رُؤيَة اسم جوليا ريتس فِي الرِّوَايَةِ، لِذَلِكَ على الأقَلِّ لَمْ يَكُن دُورًا رَئِيسِيًّا.
كانَ رَأسِي مَلِيئًا بالأسئِلَة التِي لَمْ تَتِمَّ الإجَابَة عَلَيهَا؛ مَا هو الدَّورُ الذِي لَعِبَتهُ جوليا ريتس فِي الرِّوَايَةِ، ولِمَاذا قَتَلَت بَطَل الرِّوَايَة، ولِمَاذا دَخَلت جَسَد هَذِهِ المَرأةِ؟ ومَا هو هذا الصَّوتُ الذِي فِي رَأسِي ولِمَاذا أسمَعُه ومَا هو الغَرَضُ مِنهُ؟
‘شَيءٌ آخَر.’
مِنْ الوَاضِحِ إنَّنِي كُنت قَارِئَة لَمْ تَقرَأ رِوَايَة ‘المصيدة والمُستَنقَع’ إلا مَرَّةً واحِدَةً تَقرِيبًا.
لَمْ يَكُن لَدَي أَي إرتِبَاطٌ خَاصٌّ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ.
كَيفَ أتَذكر مِثل هَذِهِ التَّفَاصِيل؟ على وَجهِ الخُصُوصِ، كانَ وَصفُ مظهر راسيل بوليف وغرفته واضِحًا لِلغَايَةِ.
وكَأنَّنِي أتَذكر شَيئًا قَد حَدَثَ فِي المَاضِي.
وكانَ مِنْ الغَرِيبِ أيضًا إنَّنِي كُنت سَرِيعَةً بشَكل غَرِيب فِي قبولِ الوَضع السَّخِيف المُتَمَثِّل فِي دُخُولِ عَالمِ الرِّوَايَةِ.
لَمْ أعتَقَد إنَّنِي مَجنُونَةٌ أو عَالِقَةٌ فِي حُلمٍ أو خَيَالٍ.
وأينَمَا أحسَست بأنَّ هذا واقِعِيٌّ؛ لَقَد كُنت مُتَأكِّدَةً مِنْ هذا الشَّيءِ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ البَاقِي.
***
لكَم مِنْ الوَقتِ استَمرَرتُ بالزَّحفِ عَبَّر المَمَرِّ؟
أخِيرًا، بَدَأ الضَّوء فِي الظُّهُورِ مِنْ بَعِيد.
مَسَحت العَرَق مِنْ على وَجهِي.
شَعَرت بالتَّعَب الشَّدِيد مِنْ الزَّحفِ المُستَمِرِّ فِي وَضع غير مُرِيح وَفِي مَمَرّ ضيق.
عِندَمَا اقتَرَبتْ بِبُطء مِنْ المَخرَجِ؛ تَمَكَّنَتْ مِنْ رُؤيَةِ الأرضِيَّةِ الحَجَرِيَّةِ خَلف القُضبَان الحَدِيدِيَّة.
لَمْ يَكُن هُنَاكَ أيُّ صَوَّتٍ، ولَمْ يَكُن هُنَاكَ أحَدٌ فِي الجِوَار.
خَارِج القُضبَان كانَ هُنَاكَ زقاقٌ ضَيِّقٌ؛ كانت الشَّمسُ قَد غَرَبَتْ بالفِعلِ وكانَ الظَّلَام قَد حَلَّ، ولَمْ يَكُن هُنَاكَ سِوَى ضَوء خَافِت يُنِير الشَّارِع.
كانَ بإمكَانِي رُؤيَةُ الشَّارِع الرَّئِيسِيِّ فِي نِهَايَةِ الزُّقَاقِ، لكِنْ لَمْ يَكُن هُنَاكَ أحَدٌ أيضًا.
أزَلتْ القُضبَان الحَدِيدِيَّة بسُرعَةٍ وهَرَبتْ.
وكانت القُضبَان الحَدِيدِيَّة، التِي رُبَّمَا تَمَّ تَصنِيعُهَا فِي الأصلِ لِهَذَا الغَرَضِ، تَتَحَرَّك بخِفَّة أكثَرَ مِمَّا تَبدو عَلَيه.
“هاه…”
وأخِيرًا أخَذتُ نَفسًا عَمِيقًا مِنْ الهَوَاءِ النَّقِيّ.
على الأقَلِّ كانَ الأمرُ على مَا يُرَام، كُنت سَعِيدَةً لأنَّنِي كُنت أرتَدي فُستَّانًا دَاكِنًا.
لأنَّ الدَّمَ المُتَنَاثِر على الفُستَان لن يَكُونَ مَرئِيًّا.
‘على أيَّةِ حَال، ماذا يَجِبُ أنْ أفعَلَ الآن؟’
لقد كُنت سَعِيدَةً لأنَّنِي خَرَجت مِنْ القَصرِ بسَلَامٍ، لَكِنَّنِي لَمْ أعرِف ماذا أفعَلُ مِنْ الآن فَصَاعِدًا.
أنا لا أعرِفُ حَتَّى من أنا، لِذَا ليسَ هُنَاكَ مَكَانٌ يُمكِنُنِي التَّوَجُّهُ إليهِ الليلة.
‘لمْ أسمَع ذَلِكَ الصَّوت على الإطلَاقِ مُنذ ذَلِكَ الحِين.’
وبعد أنْ نَظَرتُ حَولِي، خرجت إلى الشَّارِعِ الرَّئِيسِيّ ومَشَيت وكَأنَّنِي طَبِيعِيَّةٌ.
عِندَمَا خَرَجت مِنْ القَصرِ، أصبَحتُ مُتَأكِّدَة أكثَرَ فأكثر إن هذا المَكَانِ لمْ يَكُن وهمًا.
كانَ هُنَاكَ العَدِيد مِنَ المَتَاجِر على جَانِبَي الطَّرِيق.
وبِسَبَب الوَقت، رَأيت عَدَدًا لا بَأسَ بِهِ مِنْ الأمَاكِنِ مُغلَقَةً، ولَكِن كانت هُنَاكَ أيضًا أمَاكِن مُضَاءة بالأضوَاء؛ فِي الأسَاسِ كان مَطعَمًا ونزلًا يَبيعَان الكُحُولَّ.
بِمُجَرَّدِ أنْ رأيتُ النُّزُل، سَيطَرَت الرَّغبَةُ فِي الإغتِسَالِ على جَسَدِي بالكَامِل.
‘سَوف أحتاج إلى المَالِ، أليسَ كَذَلِكَ؟’
وَمَعَ ذَلِكَ، حَتَّى عِندَمَا فَتَّشت بَينَ ذِرَاعَي، لَمْ أتَمَكَّن مِنْ العُثُورِ إلا على الخِنجَر الذِي أحضَرتهُ مَعِي، ولَمْ أتَمَكَّن مِنْ العُثُورِ على أيِّ شَيءٍ ذي قِيمَةٍ نقديةٍ.
شَعَرت بالإحبَاط بِسَبَب حَقِيقَةِ إنْ جَسَدِي كَان مُتعَبًا، ولكِن لَمْ يَكُن لدي مَكَانٌ للإستِلقَاء.
أطلقتُ تَنهَيدةً عَمِيقَةً وبَدَأت أتَّحَسَس كُلَّ أنحَاءِ جَسَدِي.
كُنت أفَكِّر أنَّهُ إذا كانَ الفستَان يَحتَوي على أيِّ مُجَوهَرَات أو دبَابيسِ زِينَةٍ مُلحَقَةٍ بِهِ، فَقَد أتَمَكَّنُ مِنْ جَمعِ الْمَالِ عَنْ طَرِيقِ بَيعَهَا.
ثُمَّ أدرَكَتُ فَجأةً أَنَّ هُنَاكَ شَيئًا مُعَلَّقًا حَول رَقَبَتِي.
خَلَعتُ القِلَادَة بِسُرعَةٍ.
كانت لِلقِلَادَة تَصمِيمٌ بَسِيط مَع جَوهَرَةٍ شَفَّافَةٍ تَتَدَلَّى مِنْ خَيطٍ ذَهَبِيّ، لكِن البَرِيق كانَ غير عَادِيّ.
‘ألن يُؤَدِّي هذا إلى كَسبِ المَالِ؟’
كَمَا لَوْ كانَ يَنتَظِرُ هَذِهِ اللَّحظَة، رَأيت مَحَلّ رَهَن بِمُجَرَّد انعِطَافِي عِندَ الزَّاوِيَةِ.
ذَهَبتُ إلى هُنَاكَ دُونَ تَرَدَّد.
“…المَعذِرَة.”
كانت هَذِهِ هِيَ المَرَّةُ الأولى التِي أتَحَدَّث فِيهَا مَعَ شَخصٍ مَا مُنذ استِحوَاذي لِهَذَا الجَسَدِ، لِذَلِك فَتَحتُ فَمِي بِشَكلٍ مُحرج وظَهَرَت سَيِّدِة ذات مظهر صَارِم فِي مَحَلِّ الرَّهنِ.
نَظَرت إليَّ السَّيدَة مِنْ أعلى إلى أسفَل دُونَ أنْ تَنطِقَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ.
قَبلَ أن تُلَاحِظَ بُقَع الدَّمِ على الفستان وتَشُكَّ بِي، وضعتُ القِلَادَة بِسُرعَةٍ على الطَّاوِلَةِ.
“أرِيدُ أن أعهد إليكِ بهذا.”
رفعَتْ السَّيدَة القِلَادَة بِيَدَيهَا الغَلِيظَتين وفحصتها فِي الضَّوءِ السَّاطِع.
ثُمَّ أخرجَتْ عملةً ذَهَبِيَّةً ووضَعتهَا على الطَّاوِلَةِ.
“هَل هذا كُلُّ شَيءٍ؟”
“ماذا؟”
لَقَد كانَ وَجهًا يَطلُبُ مِنِّي المُغَادَرَة إذا كُنت غَيرَ رَاضِيَةٍ.
لَمْ أكُن أعرِفُ قِيمَةَ القِلَادَة أو العُملَة الذَّهَبِيَّة.
وَمَعَ ذَلِكَ، كُنت أعرِفُ شَيئًا واحِدًا مؤكَّدًا وهُوَ أنَّ هَؤلاءِ التُّجَّار لَنْ يُظهِرُوا جَمِيعَ بِطَاقَاتِهُم مُنذ البِدَايَةِ.
“ثُمّ سَأذهَبُ إلى مَكَانٍ آخَر.”
ارتَعشت حَوَاجِب السَّيدَة عِندَمَا انتزعتْ القِلَادَة مِنْ أصَابِعِهَا السَّمِيكَةِ.
بدُونِ تَرَدَّد، أدَرتْ ظَهرِي وكُنت على وَشكِ المُغَادَرَةِ.
“تسك، تسك.”
مَعَ صَوتِ طقطقةِ فَكَّيهَا، سَقَطَتْ العَدِيدُ مِنَ العُمُلاتِ الذَّهَبِيَّةِ على الطَّاوِلَةِ.
“سِتَّةٌ. لا أستَطِيعُ أنْ أعطِيَكِ المَزِيد.”
“…اتَّفَقنَا.”
“الآنسة لا تعرفُ الكَثِير عَنْ العَالِم.”
“بِالطَّبعِ لا.”
عِندَمَا صَعِدت على العَتَبَةِ مَرَّةً أخرى، أضِيفَتْ عملةٌ ذَهَبِيَّةٌ آخرى.
نَظَرْتُ مَرَّةً آخرى إلى السَّيدَةِ بإبتِسَامةٍ.
***
“آآه، أشعر بالحَيَاةِ أخِيرًا.”
بَعدَ الإغتِسَالِ وارتِدَاءِ ملابسٍ جَدِيدَةٍ، شَعَرْتُ أخِيرًا أنَّنِي أستَطِيعُ العَيش.
تَمَدَّدتُ فِي مُنتَصَفِ غُرفَةِ النُّزُلِ الصَغِيرَةِ.
لَقَد كانت أرخَص غُرفَةٍ فِي هذا النُّزُلِ، لَكِنَّهَا كانت مُرِيحَةً بِطَرِيقةٍ مَا.
كانَ هُنَاكَ سَرِيرٌ نَاعِمٌ ومِنْضدةٌ صَغِيرَةٌ.
كان المَبلَغ الإجمَالِيّ لِلأموَالِ التِي حَصَلتْ عَلَيهَا مِنْ مَحَلِّ الرَّهنِ هُوَ ثَمَانِي عملات ذَهَبِيَّة وثلاث عملات فضيَّة.
لقد كانَ نَتِيجَةً لِصراعٍ طَوِيل.
‘لابُدّ أنَّهُ كانَ عُنصرًا باهظ الثَّمَن.’
بِعملةٍ ذَهَبِيَّةٍ واحِدَةٍ، يُمكِنُنِي البَقَاء فِي هذا النُّزُلِ لِمُدَّةِ عَشَرَةِ أيَّامٍ؛ وبالتَّأكيد هذا يَشمل وجبَتَين فِي اليَومِ.
إذا قُمت بإجرَاء عَمَلِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ بَسِيطَةٍ، فهذا يَعنِي أنَّهُ لا دَاعِيَ لِلقَلَقِ بشأن تَنَاولِ الطَّعَامِ بشَكلٍ جَيِّدٍ لأكثَرَ مِنْ شَهرَين.
التَقَطت حفنَةً مِنْ المَلابِسِ المُلقَاةِ على الأرضِ.
كانَ الفستَان القَدِيمِ الذِي كُنت ارتَديهِ حَتَّى الآن، والذِي خَلَعتُه أثنَاء الإستِحمَامِ.
خَطَطت لِغَسلِهِ مِنْ الدِّمَاءِ.
رُبَّمَا سأجِني المَال مُقَابل هذا الفستَان، وحَتَّى لو لمْ يَحدث ذَلِك، فَسَيَكون ذَلِكَ بِمَثَابَةِ تَلمِيحٍ حَول هَويتي.
غَمَستُ الفستَان فِي مَاءٍ الإستِحمَامِ المُتَبَقِّي وبَدَأتُ فِي غسلِهِ، ولكِن مَهمَا نَظَرتُ لَهُ، بدا القُمَاش أفضَل بِكَثِيرٍ مِنْ الْفِستَان الذِي ارتَديهِ الآن.
قَدْ يَكُونُ هذا طَبِيعِيًّا لأنَّهُ كانَ فستَّانًا رَخِيصًا اشتَرَيتُهُ على عَجَلٍ فِي طَرِيقِي إلى هُنا.
‘الفستَان وحَتَّى تِلك القِلادَة.’
هَل كُنت ثَرِيَّة؟ شَيءٌ مِثلُ النُّبَلاءِ فِي هذا العَالِم؟
ولكِن حَتَّى لو كانَ الأمرُ كَذَلِكَ، فمن الوَاضِحِ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ أصبَحَ شَيئًا مِنْ المَاضِي.
كان القُمَاش جِيِّدًا، لكِن الفستان كانَ قَدِيمًا جِدًّا، وكانَ مَظهري بَعدَ الإغتِسَالِ فَظِيعًا.
شعر مُتَشَابِك، ووَجهٌ مُنهَك، وقطراتُ المِيَاه تتَسَاقطُ منِي.
لَمْ يَكُن ذَلِكَ بِبَسَاطَةٍ لأنَّنِي كُنت أزحَفُ فِي مَمَرٍّ مُظلِم لِمُدَّةِ نِصفِ يَومٍ.
شَعَرت بالفَقر المُتَرَاكِم فِي كُلِّ أنحَاءِ جَسَدِي.
عصرتُ الفستان وأزلت كُلَّ بُقَعِ الدَّمِ وعَلقتُهُ ثُمّ استَلقَيت أخِيرًا على السَّرير.
‘ماذا يَجِبُ أَنْ أفعَلَ غَدًا؟ بَعدَ عَشَرَةِ أيَّامٍ، أو بالأحرى، عِندَمَا تَنفَذُ جَمِيع العُمُلاتِ الذَّهَبِيَّةِ…’
بمُجَرَّدِ أَنْ أغمَضتُ عَينِي، مَرَّت أفكَار لا تُعَدُّ ولا تُحصَى فِي رَأسِي.
ولكِن قَبلَ أن أتَمَكَّن مِنْ الحُصُولِ على إجَابَةٍ لِمخاوفِي، سَيطَرَ التَّعَبُ على جَسَدِي.
وسرعان ما أغمِيَ عليَ ونمتُ.
اهتَزَّت عَينِي بِشَكلٍ عَشوَائِيّ، وتَحَوَّل السَّرير النَّاعِم إلى أرضِيَّةٍ صَلِبَةٍ.
أنا، التِي كُنت مُستَلقِيَةً مُنذ لَحظَةٍ، كُنت الآن واقِفَةً بِشَكلٍ مُستَقِيمٍ وأحدِق ناحِيَة الأمَامِ مُبَاشَرَةً.
لَمْ يَكُن هُنَاكَ سِوَى شَيءٍ واحدٍ يَنجَلِي أمَامَ عَينِي، وكانَ كُلُّ شَيءٍ آخَرَ ضبَابيًا.
كانت جُثَّةُ راسيل بوليف مُمَدَّدَةً وَعَينَاهُ مَفتُوحَانِ على مَصرَعِهُمَا.
جَاء الجَسَد مُبَاشَرَةً أمَامَ عَينِي فِي لَحظَةٍ.
– قعقعة.
لَقَد طَعَنتُه بِلا رَحمَةٍ بالخِنجَر الذِي فِي يَدَي.
يُمكِنُنِي الشُّعُور بالعَظمِ فِي نِهَايَةِ السِّكِّينِ مَعَ صَوتِ إرتِطامٍ وكَسرٍ.
فِي اللَّحظَةِ التِي تَنَاثَر فِيهَا الدَّمُ بإتِّجَاهِ عَينِي وتَحَوَّلَتْ المنطَقَةُ التِي أمَامَ عَينِي إلى اللَّونِ الأحمَر–
“هاه!”
استَيقَظَتُ مِنَ الكَابوسِ.