Murdered the Male Protagonist - 10
“آ- آريس؟”
تحركت عينا إيفيلين بسرعة، وهي تراقب شقيقها الذي كان يندفع إلى الأمام وكأنه ثورٌ غاضبٌ.
“ماذا تفعلين؟ ابتعدي عنّه!”
آريس، الذي كان يركض بأقصى سرعته، انتزع يد أخته التي كانت تغطي فم الدوق ريفيس.
“ألم أخبركِ أن تُصفّقي إذا شعرتِ بأي شيء غير عادي؟”
كانت إيفيلين في حيرة من أمرها؛ ظهور آريس المفاجئ أربكها تمامًا.
“هل كنت مختبئًا هناك وتراقب كل شيء؟”
وبالإضافة إلى ذلك، خرج آريس من نافذة في ممر الخدم – وهو المكان الذي لا يتردد عليه عادة.
“آه..، هذا..”
تورد وجه آريس باللون الأحمر بسبب الإحراج.
وفي تلك اللحظة، تحوّل تيرون بنظره إلى إشارة إيفيلين، بينما تحدث آريس بسرعة.
“على أي حال!”
رفع آريس صوته محاولًا لفت الانتباه، ثم حوّل تركيزه إلى تيرون.
“حتى لو كنتَ دوقًا، أظن أنه من غير المناسب تمامًا زيارة امرأة بلغت سن الرشد للتو دون سابق إنذار.”
“ما خطبك؟”
“أختي، تعالي خلفي.”
فوجئت إيفيلين بتصرفات أخيها العدوانية، فدفعته عدة مرات جانبًا. لكن آريس لم يلتفت إليها، بل وقف أمامها كدرع بشري.
“همم.”
لمعت عينا تيرون الزرقاوان باهتمام هادئ، وهو يراقب الموقف بين التوأم، وكأن الوضع بأسره كان مصدر تسلية له.
“من المحتمل أن هناك بالفعل من يروج الشائعات حول زيارتك هذه، أيها الدوق. أليس كذلك؟ تعلم جيدًا كيف يمكن تشويه الحقائق.”
“لا أبالي كثيرًا بما يقال من أقاويل لا أساس لها من الصحة.”
كان رد تيرون مهذبًا، على عكس نبرة آريس الحادة. لكن ما وراء الكلام كان واضحًا: “يبدو أنك أكثر حساسية للشائعات منّي.”
تجعد جبين آريس بعمق وهو يدرك المعنى بذكاء.
“قد لا تهتم، بما أنك دوق راقٍ، لكن أختي ليست من النوع الذي يظل محبوسًا في المنزل يقرأ كتبًا غريبة طوال الوقت! إذا انتشرت الشائعات بشكل خاطئ وأثرت على فرص زواجها، فكيف ستتحمل المسؤولية؟”
توقف تيرون لحظة، وعينيه تلمعان بالتركيز، قبل أن يضيف ببطء.
“كتب غريبة؟”
نظرة من الحذر ارتسمت على وجهه عندما نظر إلى إيفيلين.
“يا إلهي، ما الذي يقوله هذا الصبي!”
ضحكت إيفيلين بشكل محرج، وهي تركل ساق آريس سرًا.
“آآه!”
“هاهاها. لا داعي للقلق كثيرًا مما قاله للتو.”
“……”
سادت لحظة من الصمت. بدا وكأن تيرون يفكر فيما إذا كان ينبغي له السماح لإيفيلين بالإبقاء على تلك الجوهرة الثمينة.
‘لقد حصلت بالكاد على بعض الوقت، فلا يمكنني الانجراف إلى كارثة جديدة الآن.’
وجهت إيفيلين إلى تيرون أفضل تعبير عن اليأس والشفقة الذي يمكن أن تظهره.
“……”
حول تيرون نظره قليلًا عن إيفيلين وتحدث بهدوء.
“إذن لنفعل هذا.”
ركزت عيون آريس على شفاه تيرون، ينتظر بقلق الكلمات القادمة.
“لنفترض أنني جئت اليوم لزيارة سيد هارولد الشاب، وليس الآنسة الشابة.”
“ماذا؟”
فتح آريس فمه بدهشة عندما سمع هذا التصريح المفاجئ.
وفي الوقت ذاته، اتسعت ابتسامة تيرون على شفتيه بشكل أعمق.
“قلت إنك قلق بشأن أختك، أليس كذلك؟ لذا إذا قلت إنني جئت لزيارة السيد هارولد الشاب، سيهدئ ذلك مروجي الشائعات ولن يؤثر على سمعة الآنسة الشابة، بل سيكون في مصلحة السيد الشاب أيضًا.”
عندما أنهى تيرون كلامه، شحب وجه آريس فجأة.
***
بعد مغادرة تيرون، ظل آريس في حالة اضطراب.
“ابقَ ساكنًا!”
وبخت إيفيلين أخيها، الذي كان يتبعها إلى غرفتها، يتنقل هنا وهناك بشكل متوتر.
“هل كان جادًا؟”
توقف آريس فجأة في مكانه، وهو ينظر إليها بقلق شديد.
“ما قاله الدوق ريفيس.”
“ماذا تعني؟”
“آه! كما تعلمين، عندما قال إنه سيخبر الجميع أنه جاء لزيارتي اليوم.”
“آه.”
بدا آريس قلقًا جدًا، وفكر مليًا في نوع الشائعات التي ستنتشر جراء هذه القصة.
“لقاء بين اثنين من أوسم الرجال في الإمبراطورية…”
كانت إيفيلين تعرف جيدًا أن هناك من سيحبون هذا النوع من القيل والقال.
“أعتقد أنني سأتعرض لمشاكل بسبب هذا. سمعتي…”
بدأت إيفيلين تشعر بالضيق من تذمر أخيها المتواصل.
كانت على وشك أن تصرخ في وجهه وتخبره أنها ليست أفضل حالًا أيضًا، لكنها تذكرت كيف كان يجوب ممر الخدم قلقًا عليها، رغم كبريائه، فأجبرت نفسها على الابتسام.
“لا أعتقد أن الدوق ريفيس يملك الكثير من الأصدقاء الذين يمكنهم نشر مثل هذه الشائعات، لذلك لا داعي للقلق كثيرًا. لماذا لا تترك الأمر الآن، وتفكر فيه مرة أخرى في الصباح؟ أخي الصغير اللطيف.”
“لماذا تتحدثين بهذه الطريقة؟”
“ماذا تعني؟”
“لا شيء، أنتِ مزعجة يا أختي.”
“أحلامًا سعيدة، أخي الصغير.”
لوحت إيفيلين بيدها بحرارة في مؤخرة رأس آريس بينما غادر الغرفة عبوس الوجه.
“أخيرًا، أصبحتُ وحدي.”
***
بمجرد أن تأكدت إيفيلين من مغادرة آريس التامة، سقطت على سريرها في تعب.
“أحتاج إلى تهدئة عقلي وجسدي.”
الكتاب الذي اختارته لقراءته قبل النوم تلك الليلة كان بعنوان < الطاغية يصبحُ أحمقًا تجاه شقيقته> ، وهي رواية تدور حول تربية الأطفال.
كما يوحي العنوان الصريح، لم يكن محتوى الرواية مميزًا بشكل استثنائي.
تروي القصة عن طاغية لم يرحب في البداية بوجود شقيقته الصغرى، لكنه في النهاية استسلم تمامًا لسحر شخصيتها اللطيفة.
‘ولكن هذا هو بالضبط ما يجعل القارئ يشعر بالرضا.’
استلقت إيفيلين براحة، وفتحت الكتاب، مستسلمة للإرهاق الذي غمر جسدها وعقلها بعد أحداث اليوم الطويل.
لقد قرأت الرواية عدة مرات من قبل، وحفظت على تفاصيلها عن ظهر قلب، لذلك بدأت بقراءة المشاهد التي تحبها.
اللحظة التي كانت تقرأها الآن هي عندما تصنع البطلة كلوي، باقة زهور في الحديقة وتقدمها لأخيها الأكبر المستبد، كلاين.
عندما لاحظ كلاين العشب والخدوش على يدي أخته الصغيرة، استسلم أخيرًا للطافتها، رغم أنه كان يرفضها في البداية.
‘كان هذا الحدث هو الذي قرب فعلًا العلاقة بينهما.’
انغمست إيفيلين في قراءة الكتاب وكأنها تهرب من واقع يومها، وبينما كانت منهكة عقليًا، غلبها النعاس وسرعان ما غفت.
***
شعرت إيفيلين بلمسة خفيفة على جبينها أثناء نومها.
“ممم…”
بينما تحركت قليلًا عند شعورها باللمسة الدافئة، توقفت اليد التي تداعب رأسها للحظة، ثم عادت تتحرك بحذر مرة أخرى.
‘من هذا؟’
كانت اللمسة، وكأنها تداعب شيئًا ثمينًا، غير مألوفة بالنسبة لها. نوع من الأشياء التي لم تختبرها من قبل.
‘لا يوجد أحد في منزلنا يمكنه فعل هذا.’
لم يكن من المحتمل أن يكون والدها هو من يربت على رأسها. إذًا من يمكن أن يكون هذا؟
أصبحت إيفيلين في حالة تأهب تام، ورفعت جفونها الثقيلة.
“لماذا لا تنامي أكثر قليلًا؟”
كان صوتًا غير مألوف.
هذه المرة، فتحت إيفيلين عينيها على اتساعهما ووجهت رأسها نحو مصدر الصوت.
“هل نمتِ بشكل جيد؟”
كان صاحب الصوت رجلًا وسيمًا، ذو وجه نقي، وشعر بني، وعيون خضراء.
‘ما هذا؟ هل أنا في حلم مرة أخرى؟’
بخبرتها السابقة، بدأت إيفيلين تتحسس نفسها بسرعة.
أيدٍ صغيرة ممتلئة، أذرع قصيرة، بطن مستدير، وخدود ناعمة تغوص عند الضغط عليها.
‘أنا طفلة صغيرة تمامًا!’
ما الذي يحدث هنا؟
بينما تجمدت إيفيلين في حالة من الحيرة، تحدث الرجل مرة أخرى.
“كلوي، هل كان لديكِ حلمٌ سيء؟”
كلوي؟
كان الاسم مألوفًا لها.
‘مستحيل!’
أخيرًا، نظرت إيفيلين إلى الرجل مرة أخرى، بكل انتباه. شعر بني، وعيون خضراء. وأما هي، فاسمها كلوي.
إذن، هل هذا الرجل هو كلاين، الأخ الأكبر لكلوي؟
‘يا إلهي، أليست هذه أحداث رواية <الطاغية يصبحُ أحمقًا اتجاه شقيقته>.’
بالأمس كانت في رواية ندم، واليوم في رواية رعاية بالأطفال.
بينما كانت تراقب كلاين، الذي كان ينظر إليها بعيون مليئة بالإعجاب، فكرت إيفيلين أن هذه المرة كان الأمر غريب حقًا.
لكن حيرتها لم تدم طويلًا.
أدركت إيفيلين أنه لا يمكنها الهروب من هذا الحلم على الفور، فقبلت الوضع بسرعة.
‘لنستمتع به.’
وبما أن الأمر وصل إلى هذا الحد، لماذا لا تستمتع ببعض الاهتمام من الأخ الأكبر المستبد؟
ومنذ تلك اللحظة وحتى استيقاظها، استمتعت إيفيلين بكل لحظة من اهتمام كلاين.
“أخي الكبير!”
“يا إلهي! هناك ملاك يتحدث! يجب أن نصادر أجنحة هذا الملاك فورًا!”
تماشيًا مع شخصيته كأخ محب، رد كلاين على كلمات كلوي بمحبة أكبر.
كان الطاغية البالغ من العمر عشرين عامًا يصبحُ أحمقًا في كل مرة يسمع فيها أخته، التي تصغره بخمسة عشر عامًا، تتحدث بصوتها اللطيف.
عندما قدمت له إيفيلين باقة من الزهور المقطوفة بطريقة غير متقنة، كما في حبكة الرواية، ذرف دموعًا من شدة تأثره.
“كيف تمكنتِ من صنع هذا بيديكِ الصغيرتين…”
“لا تبكي.”
“سجل كل كلمة قالتها كلوي الآن، ولا تفوت حرفًا!”
في تلك اللحظة، كان كلاين يسجل كل كلمة قالتها أخته الثرثارة، ثم في كل ليلة كان يستمع ما قالته كلوي بفرح، ويطأطئ رأسه بمرح.
“من يستطيع أن يكرهكِ؟”
كان يربت على رأس أخته وهو يجلس بجانبها، ويضع الحلوى في فمها.
“هيهي.”
منحت إيفيلين كلاين ابتسامتها المشرقة.
كانت هذه هي المرة الأولى في حياتها التي تشعر فيها بأنها ثمينة في عين شخص ما.
فكرت إيفيلين بصدق أنها لا تريد الاستيقاظ من هذا الحلم.
على الرغم من أن كلاين كان قاسيًا تجاه أخته في البداية، إلا أنه أصبح الآن الأخ الأكبر الأفضل، وأفضل فرد في العائلة، وكان من الرائع أن يشعرها أحدهم بأنها شخص مميز.
لكن الحلم لم يدم طويلًا، وسرعان ما فتحت إيفيلين عينيها في غرفتها المظلمة، حيث كانت الستائر لم تُغلق بعد.