Murdered the Male Protagonist - 10
الخبرُ السارُّ هو أنَّ آمون لم يَسأل أيَّ شيءٍ.
لقد بقيَ بجانبي كما لو كان يَفهم كُلَّ أفعالِي. قد يكون هذا ممكنًا؛ لأنَّ لديهِ أيضًا ماضٍ مماثلاً.
وضعتُ إحدى يديَّ على صدرِي، وأخذتُ نفسًا عميقًا. بمجرَّدِ إفراغِ كوبِ الماءِ، عدتُ إلى صوابيَّ قليلاً.
قال آمون بنبرةٍ مواسيةٍ “إذا كان الأمرُ صعبًا للغايةٍ، يمكنكِ الرَّاحةُ لفترةٍ أطول.” فهززتُ رأسيَّ بسرعةٍ.
“كَلّا، أنا بخير.”
لم أكن أعرف إلى أيِّ مدى سيمكِّنهُ تفهُّمي، لكنَّني لم أرغبْ في أن أبدو دراماتيكيَّةً للغايةِ.
“بدلًا من ذلك، ألن تخبرني بغرضِ زيارتكَ؟ هل أتيتَ لإعتقالي هذهِ المرَّة؟”
“كَلّا.”
أجابَ آمون بحزمٍ.
‘على الرَّغمِ من أنَّ لديَّ دافعًا للشُروعِ بقتلهِ والسُّلوكِ المشبوهِ، وحتَّى شاهد العيان، فلن يعتقلنيّ؟ لماذا؟ لأنَّه لا يوجد دليلٌ مادِّيٌّ؟’
لماذا يؤمن بيَّ آمون، بينما حتَّى أنا متشكِّكةٌ في نفسيّ؟ لم يبد وكأنَّه شخصٌ يَسمحُ للتَّعاطفِ بتغيير حكمهِ.
بعد لحظةٍ من التَّفكير، فتحَ آمون فمهُ.
“أعتقدُ أنَّكِ طعنتِ راسيل. لكنَّني لا أعتقدُ أنَّكِ الجانِي.”
“… أستميحكَ عذرًا؟”
“في ذلكَ اليومِ، ذهبَ شخصان إلى هناك لقتلِ راسيل. أنتِ والجانِي الحقيقيّ.”
فكَّرتُ مليًّـا في كلماتِهِ. ربَّما كانت هذهِ هي الإجابةُ عن أسئلتيَّ.
إجابةٌ يمكنها أن تحَلَّ الفجوة بين الظُّروفِ التي مررتُ بها وتعليماتُ الصَّوتِ.
‘لقد طعنتُ راسيل، لكنَّني لم أتسبَّب في موتهِ…’
“هل أنا مخطئ؟” سألَ آمون.
على الرَّغمِ من أنَّ وجههُ كان باردًا كالمعتادِ، إلَّا أنَّ صوتهُ كان متحمِّسًا.
كان من السَّهل أن أرى أنَّه يريدنيّ ألَّا أكون الجاني. إذا كان الجاني الَّذي يَستخدم سمًا غير قابل للكشفِ موجودًا، فيمكن لآمون أيضًا إثباتُ مقتَلِ والديهِ.
‘آمون يَعتقد أنَّني أعرفُ كُلَّ شيءٍ.’
إذا أومأتُ برأسيَّ الآن، فقد يثقُ بيَّ تمامًا.
ثمَّ ستنجحُ أيضًا خطَّتِي للتَّحالفِ مع آمون أيضًا.
في أثناء محاولتيَّ للتَّأكيدِ بسرعةٍ، تردَّدتُ للحظةٍ.
‘هل هذا صائبٌ؟’
لم أكن أعرف ما حدثَ حقًا. وسواءٌ كان تخمين آمون صحيحًا أم لا، فقد يصبحُ حقيقةً بالنسبةِ لهُ في اللحظةِ التي أكد فيها ذلك.
ثُمَّ سيريدُ آمون دليلًا مني، ولن أتمكَّن من تلبيةِ توقعاتهِ. ربما أكونُ قادرةً على التهرُّبِ منهُ في الوقتِ الراهِنِ، لكن من يدري ما الذي سيحملهُ المستقبلُ لنا.
‘قد تثيرُ الكذبةُ المتسرَّعةُ الشكوكَ.’
هززتُ رأسِي ببطءٍ.
“آسفةٌ، لكن لا يمكنني الإجابةُ.”
“هل هذا يعني أنَّ استنتاجي خاطئ؟“
عَبَسَ آمون؛ وكأنَّهُ لم يفهم.
لقد اعتقدَ أنني أنا من أراد إثباتَ براءتِهِ، لذلك كان ردُّهُ طبيعيًا.
ولكن كان هناك شيءٌ أكثرُ أهميَّةً بالنسبةِ لِي من براءتِي؛ اتباعُ تعليماتِ الصوتِ، والتعاونِ مع آمون وتحقيقِ ما أرغبُ فيهِ.
‘العودُة إلى عالمِي الأصليِّ.’
لِذا ما كنتُ أحتاجهُ الآن لم يكن مجرَّدَ تأكيدٍ…
“الأمرُ ليسَ كذلك. لا يمكنني الإجابةُ عن ذلك الآن.”
“ماذا؟”
“أولًا، عليكَ أن تعدنِي بالتعاونِ معًا. إذا فعلتَ ذلك، فسأخبركَ بكُلِّ شيءٍ.”
ما كنتُ بحاجةٍ إليهِ الآنَ هو؛ التفاوض.
ربما بسببِ موقفي الواثقِ للغايةِ، حدَّق بِي آمون بدهشةٍ. ظَلَّ صامِتًا لفترةٍ طويلةٍ، ثُمَّ تحدَّثَ أخيرًا بإحباطٍ.
“هَل يَجبُ أن نتعاون؟ ألا يمكنكِ تركُ الأمر لِي فحسب؟ إذا حَللتُ القضيَّة، ووجدتُ الجانِي الحقيقيَّ، فسوفَ تثبتُ براءتكِ أيضًا.”
“لقد أخبرتُك. هذه القضيَّةُ لها معنى مُهم بالنسبةِ لِي أيضًا. لم آتِي إليكَ لمجرَّدِ أنَّنِي أردتُ إثباتَ براءَتِي.”
نَظَرَ آمون إليَّ وتنهد.
التَقط كُوبَ الماءِ الذي تركتُهُ على المنضدةِ، ثُمَّ أدركَ أنَّه فارِغٌ، وتنهَّدَ مجدَّدًا بِعُمقٍ.
“حسنًا.”
ثُمَّ وضعَ الكوب بِحَزمٍ ونظر نحوي مُباشرَة.
كانت عيناهُ الزَّرقَاوان، اللامِعَتانِ كما رأيتُهمَا لأوَّلِ مَرَّةٍ، تُحدِقانِ فِيّ مُباشرَةً.
“لكِن هُناكَ شَرطٌ.”
“ما هو؟”
مَهمَا كانَ الأمرُ، كُنت عازِمَةً على فعلِ كُلِّ ما بوسعي.
وبَينَمَا كُنت أنظرُ إليهِ بِعيون مَلِيئةٍ بالإصرَارِ، تَحدث آمون بِصَوت مُنخَفِض.
“عَليكِ بالبَقاءِ مَعِي.”
***
حفرتُ فِي التُّربَةِ الرَّطِبَةِ، حفرتُ بِعُمقٍ أكثَر فأكثَر.
وأخيرًا، ظَهرَت جُثَّة راسيل بوليف مِن تَحتِ التُّرَاب. رفعتُ الخِنجَر وطَعَنتُه دون تَرَدُّد.
الجُثَّة، التِي بَدَت وكَأنَّهَا لشَخصٍ توفِيَ حديثًا، بَدأت بالنَزيف.
رَفع راسيل رأسَهُ بِبُطء. على الرغمِ من أنَّه دُفِنَ عميقًا، لم تكن هناك أيُّ ذرةٍ من التُّرابِ على وجههِ. بينما كانت عيناهُ، الخاليَةِ من البؤبؤ، تُحَدِّقُ فيّ–
استَيقَظت من الكابوسِ.
“هوك!!”
بمُجَرَّدِ أن فتحت عَيني، وضعت يدي بسرعة تحت الوسادة.
لكن البرودة المألوفة لم تكن هناك. وفي لحظة شعرت بسقوط قلبي عميقًا.
لم أدرك أنني كنت في مقر الفرسان، وليس النزل إلا عندما نظرت حولي في حالة من الذعر.
“… هاه.”
لقد مرت ثلاثة أيام منذ أن انتقلت إلى مبنى الفرسان الزرق.
كان هذا هو الشرط الذي وضعه آمون. أن أعيش في مبنى الفرسان. بعبارة أخرى، كان ذلك يعني أيضًا أنه سيبقيني بجانبه ويراقبني.
لم يكن لدي أي سبب للرفض. لقد وفر لي ذلك تكلفة الإقامة في النزل، ومكنني من الحصول بسرعة على المعلومات المتعلقة براسيل.
علاوة على ذلك، كانت الغرفة المخصصة لي أكثر راحة بعدة مرات من النزل. ومع وجود فرسان مدربين تدريبًا جيدًا في كل مكان، كان الأمر أشبه بالتواجد تحت حراسة أمنية مشددة.
وبطبيعة الحال، استمر الكابوس الدموي حول طعن راسيل. لقد تغير محتوى الحلم قليلًا، لكن حقيقة أنني كنت أطعن راسيل بوليف بالخنجر لم تتغير أبدًا.
كانت المشكلة الأكبر هي موقفي تجاه الكوابيس. على عكس المرة الأولى، عندما شعرت بالخوف وعدم الألفة، شعرت بإحساس غريب بالارتياح تجاه أحلامي في الأيام القليلة الماضية.
لقد شعرت بالارتياح لأنني طعنت راسيل بوليف بيدي.
بدأ هذا بعد معرفة ماضي جوليا ريتس.
‘لم تكن تجربتي الخاصة حتى…’
ربما قد أصابني الجنون.
خرجت ببطء من السرير ونظرت من النافذة عند شروق الشمس. بعد أن تشتت انتباهي، خطوت خارجًا عندما سمعت أصواتًا في الردهة.
يتكون مبنى الفرسان من ثلاثة طوابق؛
كان الطابق الأول عبارة عن مساحة مشتركة حيث يمكن للفرسان أن يأتوا ويذهبوا بحرية، وكان الطابق الثاني عبارة عن مهجع، والطابق الثالث، وهو الطابق العلوي، مملوكًا لآمون.
كنت أقيم في مهجع الطابق الثاني. كان في الأصل سكنًا للفرسان، ولكن نظرًا لعدم وجود الكثير من الفرسان الذين غادروا منازلهم للبقاء هنا، فقد تم منح الغرف الإضافية للأشخاص المتورطين في القضايا.
وفقًا لآمون، كان للأمر إجراءات معمول بها لحماية الشهود أو الضحايا الذين قد يتعرضون للتهديد من قبل الجاني. وقد تم إحضاري في ظل هذه الظروف.
حاليًا، كنت الشخص الوحيد المرتبط بالقضية، لذلك كان الطابق الثاني فارغًا تمامًا مقارنةً بحجم هذا المبنى الضخم.
“سيدتي، هل أنت مستيقظة؟”
استقبلني مارفين بمرح في الردهة. كان أحد الفرسان القلائل الذين تركوا منازلهم للبقاء هنا.
“آه، نعم. صباح الخير.”
عندما استقبلته بشكل محرج، جاء مارفين بجانبي كما لو كان الأمر طبيعيًا وبدأ في الدردشة.
“الآنسة هي الشخص الوحيد في هذا المبنى الذي يعاملني بشكل جيد.”
ابتسمت بشكل محرج. مما تعلمته خلال الأيام القليلة الماضية، كان مارفبن أصغر الفرسان سنًا. ربما لهذا السبب بدا غير منشغل تمامًا، وكان الشخص الذي صادفته كثيرًا.
“هل ستتناولين وجبة الإفطار؟”
“نعم، سأفعل.”
“يمكنكِ الانضمام إلي.”
ابتسم مارفين، وبدا وجهه الشاب أصغر سنًا.
توجهنا إلى غرفة الطعام في الطابق الأول، وهي غرفة كبيرة ذات ستائر زرقاء معلقة. كانت الوجبة متواضعة بالنظر إلى أن معظم الفرسان من النبلاء، لكنها كانت لا تقارن بطعام النزل.
كما كنت أفعل في الأيام القليلة الماضية، استمررت بتناول الطعام حتى لم أعد قادرة على تناول المزيد من الطعام.
“يبدو أنك تتكيفين جيدًا، سيدتي.”
“ماذا؟”
عند هذه الملاحظة المفاجئة، توقفت عن أكل خبزي ونظرت إليه.
“آه، هذه مجاملة! عادة، الأشخاص الذين يأتون إلى هنا بسبب حادث ما يواجهون في كثير من الأحيان أوقاتًا عصيبة. إنه أمر مخيف بعض الشيء مع كل هؤلاء الفرسان حولهم…”
توقف مارفين عن الكلام، لكنني فهمت ما يعنيه. الأشخاص الذين يقيمون هنا بسبب قضية ما ربما فقدوا كل شيء أو تعرضوا للتهديد من قبل الجاني.
كان من الواضح أن هؤلاء الأشخاص لن يأكلوا بشراهة ويتجولون في جميع أنحاء المبنى مثلي.
“عليكَ بالأكلِ جيدًا للقيامِ بأيِّ شيءٍ.”
قلتُ وأنا أمضغُ رغيفًا من الخبز، وأومَّأ مارفين برأسهِ، وبدا مسرورًا.
“بالطبعِ. هل تريدين مني أن أحضر لكِ المزيد؟”
“كلا، أنا بخير.”
منعتهُ من النهوضِ وطرحتُ سؤالاً آخر.
“هل خرجَ القائدُ بالفعلِ؟”
على الرغمِ من شرطهِ، لم أرى وجه آمون ولو مرةٍ واحدةٍ منذ أن أتيت لمبنى الفرسان. كان ذلك لأنه كان يخرج دائمًا إلى مكان ما.
“إذا كنتِ تشيرين إلى القائد، فربما-“
بينما كان مارفين على وشكِ قولِ شيءٍ ما، تم ضربُ طبقٍ على الطاولةِ بقوةٍ.