Miss Charlotte's Case Diary - 5
نظرت شارلوت حولها وشعرت بألم من المنظر. كان لديها حدس بأنها ويوجين سيضطران للعمل لوقت إضافي الليلة.
عبست شارلوت من الضجة الشديدة. أرادت معرفة من كان المسؤول هنا وكيف أنه لا يوجد أي نظام. في النهاية قررت شارلوت التحرك.
أمسكت بسرعة بيد أحد الأشخاص الذين يمشون في المكان بسرعة وسحبته نحوها.
“مرحبًا.”
تحدثت شارلوت بابتسامة عريضة.
“…نعم. م، مرحبًا…..”
ردّ الرجل الذي تم سحبه فجأةً التحية بتردد واستغراب.
“أين هو المسؤول عن قضية البارون توروب؟”
بدا الرجل يفكر وشعرت شارلوت بالارتياح داخليًا من ان الأمور ستسير على ما يرام.
“لكن.. من أنتِ…؟”
صرخت شارلوت داخليًا. كانت خطتها هي تسليم الوثائق بنفسها والتحدث مع المسؤولين حول مدى تقدم التحقيق ومن يجري استجوابهم.
لكن إن قالت أنها موظفة من قسم التشريح وجلبت تقريرًا إضافيًا فقد ينتهي الأمر بـ
“آه حسنًا سأوصله بنفسي.”
وربما يقول:
“هناك” ويذهب في طريقه.
لكن شارلوت لم تكن ممن يراهنون على نتائج غير مؤكدة.
لذا قررت إخفاء التقرير خلف ظهرها وتحدثت ببعض الارتباك.
“امم، أنا كنتُ أعمل في قصر البارون توروب، وجئت هنا للمساعدة في التحقيق……”
“أوه جئتِ من أجل مقابلة الشهود.”
“….نعم، صحيح.”
هل صدقها؟ كانت شارلوت متوترةً داخليًا لكنها ابتسمت وأومأت برأسها. ربما هي أفضل قليلًا في الكذب مما كانت تعتقد.
لطالما نصحتها المديرة قائلةً:
“إن كنتِ تجرين حديثًا واضطررت فيه للكذب، فالصمت أفضل لكِ.”
شعرت شارلوت بالارتياح داخليًا ثم تبعت الرجل الذي كان يسير أمامها.
مشت معه بين الضجة والازدحام، ولم يتوقف الرجل عن الحديث.
“اسمي مارتن جيلز، يمكنكِ مناداتي مارتن.”
“يبدو أن الجميع ذهِل من وفاة سيد الأسرة فجأة أليس كذلك؟”
“أليس من الطبيعي أن يرغب الجميع في ترك مكان عمل حدثت به جريمة؟”
“لا تقلقي كثيرًا، لقد أمسكنا بالفعل في المشتبه به الرئيسي.”
كان مارتن يتحدث بصوت مرتفع ونبرة مرحة. لكن شارلوت كانت غارقةً في أفكارها. المشتبه به الرئيسي؟ من يكون؟ ربما لوسي؟ قبضت شارلوت بشدة على الظرف في يدها وشعرت بالورق يتجعد.
بعد حوالي خمس دقائق، وصلوا لباب مكتوب عليه “غرفة الاستجواب 3”. توقف مارتن ونظر لشارلوت، سرعان ما أعطته شارلوت ابتسامة بريئة لطمأنته وفتح مارتن الباب بحذر.
“لا أنا حقًا لم أفعل!”
سُمِع صوت يحمل نبرةً متوترة من داخل الغرفة، وحركت شارلوت رأسها لتنظر لما بالداخل.
في وسط الغرفة، كان هناك طاولة سوداء ملقى عليها بعض المجوهرات. جلست امرأة أمام الطاولة شاحبة الوجه بشدة. ظلّت تهز رأسها عدة مرات ما يوضح قدر يأسها.
جلس أمامها رجلان والذي بدا أنهما محققان. أحدهما ذو شعر بني والآخر خلفه ما جعل من الصعب عليها رؤيته.
“آنسة ماي، الاستمرار في الإنكار لن يؤدي لشيء.”
تحدث الرجل ذو الشعر البني وهو يتنهد.
“لقد شهد عدد من موظفي القصر، قالوا جميعًا أنكِ كنتِ تزورين غرفة البارون بشكل متكرر.”
“كان ذلك من أجل التنظيف! كنتِ أؤدي عملي فقط…..”
“إذن وما تفسيركِ لهذا؟”
قاطعها الرجل الآخر ،والذي اتضح أنه ذو شعر اسود، بصوت عميق قوي جعل المرأة تغلق فمها.
“لقد وجدنا كل هذه الأشياء في غرفتكِ.”
مدّ الرجل يده وحرك المجوهرات الموجودة على الطاولة. اصطدمت الجواهر ببعضها وأحدثت رنينًا.
“لا يكفي راتب الخادمة لشراء أشياء كهذه.”
“هذه كلها أشياء رخيصة. ليست ثمينة كما يبدو عليها.”
“لا أعتقد ذلك.”
أمسك الرجل بأحد الخواتم ورفعه مظهرًا النقش الداخلي عليه. ثم قرأه ببطء.
“لا دوبوان. هل تقولين أن هذا رخيص؟ أنا حائر بشأن نظرتكِ للاقتصاد، هل أنتِ أميرة متخفية؟”
لا دوبوان. متجر مجوهرات في مدينة لاروبول. قد لا يكون الأشهر في الإمبراطورية، لكنه يملك سمعة جيدة بين النبلاء والطبقة الوسطى من الأثرياء.
نظر الرجل إليها وهي ترتجف.
“من أين حصلتِ على هذه الأشياء؟ الشخص الوحيد الذي بإمكانه إعطاؤكِ شيئًا كهذا هو البارون أو زوجته. من منهما أعطاكِ؟”
“…..”
“هل سرقتِ هذه من أشياء من البارونة؟”
“لا!”
صرخت ماي فجأة والشحوب مرسوم على وجهها. أدركت خطورة أن تتهم بكونها لصة. إن انتشرت شائعات بكونها لمست أشياء أسياد المنزل فسيتم طردها دون الحصول على خطاب توصية. لن تستطيع الدخول لقصر آخر إن تم طردها هكذا…..
شعر برعب شديد وأحاطت بطنها بذراعيها المرتعشتان.
“أهداني إياها البارون.”
“ولمَ يمنحكِ البارون هذه الأشياء؟”
“كهدية فقط….. فقط لأني أعمل بجد……”
“لأنكِ تعملين بجد؟”
عندما رأت ماي زوايا فم الرجل تميل بشكل غريب، احمرّ وجهها بشدة. كانت على وشك البكاء من الخجل فأغمضت عينيها بإحكام وفتحت فمها.
“….ما تفكر فيه صحيح.”
“لم أقل أبدًا ما أفكر فيه لكن يبدو أنكِ تعرفينه، هذا مثير للإعجاب حقًا.”
تحدث الرجل بصوت ساخر بينما عضت ماي شفتيها بإحكام. لم تعد تستطيع التحمل.
“توقف عن السخرية! أجل هذا صحيح لقد كنتُ على علاقة بالبارون! كنت عشيقته! هل أنتَ راضٍ الآن؟”
صرخت ماي بوجه محمر ثم دفنت وجهها بين يديها وهي تبكي.
“امم.. سيدي المحقق.”
استدار الرجل ذو الشعر الأسود، والذي أصبح يراقب بصمت، عند سماع صوت بالخارج.
وعندما رأى مساعده واقفًا عند الباب، نهض من مقعده.
“ما الخطب؟”
خرج من غرفة الاستجواب وأغلق الباب خلفه. أدركت شارلوت أنه المسؤول عن القضية وفتحت فمه بسرعة.
“أنا من قسم التشريح.”
شعرت بنظرة مارتن المتفاجئة المصوبة عليها. شعرت بضميرها يؤنبها ووجهت نظرة اعتذارية لمارتن الذي اتسعت عيناه من الدهشة.
حركت عيناها من عليه بصعوبة وسلمت الملف إلى المحقق.
“أنا شارلوت روفرن، من أجرت تشريحًا لجثة البارون. أحضرت تقريرًا يتضمن وجهة نظري حول المشتبه به الأكثر احتمالية في القضية.”
“…هنري بايلز.”
عندما مد هنري يده ليمسك بالملف، سحبته شارلوت للخلف وسألته بصوت خافت.
“قال مارتن أن لديكم مشتبهًا به رئيسيًا. هل هو الشخص الموجود في غرفة الاستجواب؟”
تبادل هنري النظرات مع مارتن لبضع لحظات. كان يفكر في توبيخ مساعده لإفشاء المعلومات. لكنه قرر أن يتخطى الأمر معتقدًا أن من قام بتشريح جثة البارون ليس شخصًا غريبًا تمامًا.
“هذه عشيقة البارون المتوفى.”
“أعلم ذلك، لقد سمعتها.”
أشارت شارلوت لأذنيها، وتذكر هنري كيف كانت المرأة تصرخ منذ قليل. زفر بصمت ثم نظر إلى مارتن.
“يجب عليكَ طرق الباب قبل الدخول أو الانتظار حتى انتهاء جلسة الاستجواب.”
“آسف….. سيدي.”
كان صوته عميقًا لكنه لم يكن غاضبًا بل تحدث بهدوء. لكن كان ذلك شيئًا موترًا. أجاب مارتن بصعوبة وقد تجمد. شعرت شارلوت بالأسف حيث لم تتوقع أن يتم تأنيبه.
“يمكنكَ الذهاب الآن مارين. سأتحدث معها.”
…مارين؟
“…اسمي مارتن. سيدي المحقق.”
“آه… المعذرة.”
هل أخطأ في اسم مساعده؟ نظرت شارلوت لهما بذهول، ولكن بدا الجميع معتادًا على الوضع ولم يبدُ أن هناك شيئًا غريبًا. ثم بينما كان مارتن يغادر، نظر لشارلوت قليلًا، ولم تستطع هي سوى أن تودعه بنظرة آسفة.
“تفضلي بالحديث آنسة سيلان.”
تحدث هنري بصوت عميق ونبرة جادة وهو ينظر لشارلوت بتمعن. كادت شارلوت تظن أن اسمها سيلان حقًا.
“….معذرةً ولكن، اسمي شارلوت.”
“اوه اعذريني.”
اعتذر هنري بجدية وعبس قليلًا.
“إذن آنسة سيرين، ما الذي أردتِ الحديث عنه؟”
هذه المرة، لم تستطع شارلوت كبح الأفكار التي راودتها… ما خطب هذا الرجل؟
• ترجمة سما
اول ظهور لبطلنا يااي 🎉