رجال الحريم - 75
كارلين خفض بصره لا شعوريًا نحو الأسفل.
“الحذاء…؟ هل لا يُخلَع؟”
“ليس حذائي.”
“إذًا حذاء من؟”
“الإمبراطورة الزائفة، كما غيَّرتُ أنا مظهري الآن، يبدو أنها فعلت الشيء نفسه، أظن أنها ترتدي حذاءً سحريًا يغير المظهر، لستُ متأكدة تمامًا، لكنه على الأرجح كذلك.”
“لماذا بالذات حذاء؟، هذا مزعج، لو كان خاتمًا لكان الأمر أسهل بكثير.”
“هل الخاتم أسهل؟”
كارلين مدّ يده وأمسك بيد لاتيل، متشابكًا بأصابعهما بكل طبيعية، سرعان ما شعرت لاتيل بضغط بسيط بين أصابعها، لم يكن مؤلمًا ولكنه كان ثابتًا.
“ماذا تفعل؟”
عندما سألت لاتيل، ابتسم كارلين بمكر وحاول أن يسحب يدهما إلى الأعلى.
“يمكنكِ فقط سحبها هكذا.”
“أنت تمسك بيدي عمدًا، أليس كذلك؟”
“يجب أن أغتنم الفرصة عندما أستطيع.”
“يدك دائمًا باردة… يقولون إن الأشخاص ذوي القلوب الدافئة أيديهم باردة، هل هذا السبب؟”
“لا، أنا أعاني من برودة الأطراف فقط.”
“ليس لديك حس رومانسي، يبدو أن ما هو بارد ليس يدك، بل شخصيتك التي تخلو من الرومانسية.”
عندما سحبت لاتيل يدها وهي تتمتم، وضع كارلين يديه برفق على وجنتيها.
“هكذا يكون الأمر دافئًا.”
“كفى ثرثرة، أنزل يديك، الجو الرومانسي قد تلاشى بالفعل.”
“لو أعطيتني فرصة أخرى…”
“أنزل يديك.”
“…”
أنزل كارلين يديه بجدية، لكن هل كان يبدو عليه الحزن؟ ربما كان مجرد خيال؟ فكرت لاتيل أن كارلين بدا لطيفًا بعض الشيء، لكنها سرعان ما أدركت أن هذا ليس الوقت المناسب لذلك.
‘صحيح، الآن الوحيد الذي يعرف أنني أنا هو هذا الرجل، لذا ليس الوقت المناسب للتصرف بقسوة معه، يجب أن أتعامل معه بلطف وكأنه كنز ثمين لا يحتمل أي ضرر.’
“حبيبي كارلين العزيز، هل تستطيع بيديك الهشة والناعمة المصابة ببرودة الأطراف أن تخلع الحذاء جيدًا؟”
“…”
“ما هذه النظرة؟”
“لماذا لا تعودين لطبيعتك يا سيدتي؟ هذا يسبب لي القشعريرة.”
“ايها ال…”
عندما نظرت لاتيل إليه بنظرة جادة، تقاطع كارلين بذراعيه وكأنه يفكر بجدية.
“كيف يمكننا خلع الحذاء؟”
بالرغم من وضوح تصرفه، إلا أن لاتيل، التي كانت في حاجة ماسة، قررت أن تتجاهل الأمر.
“ماذا لو قلت انك ستدلك قدمها؟ لن يفلح هذا، أليس كذلك؟”
“لو كان الحذاء حقًا أداة سحرية، فلن ينفع ذلك.”
“أجل، أعتقد ذلك.”
“في هذه الحالة… أرى أن الأفضل ليس إجبارها على خلع الحذاء، بل جعلها تنام ثم خلعه.”
“هل تستطيع فعل ذلك؟”
“علينا المحاولة.”
“لا تفعل أي شيء آخر!، اياك ان تفعل!، فقط اخلع الحذاء.”
ندمت لاتيل على الفور بمجرد أن نطقت تلك الكلمات، لم يكن عليها قول : “لا تفعل أي شيء آخر”.
لقد انزلقت الكلمات على لسانها بسبب ما حدث في وقت سابق عندما كان كارلين يعتني بعناية بالإمبراطورة الزائفة، حيث غطاها بالبطانية، كانت ستموت من الغيرة.
لكن الكلمات خرجت بالفعل، وكان كارلين يحدق في لاتيل مباشرة.
“عندما تقولين ‘أي شيء آخر’، إلى ماذا تشيرين بالتحديد؟”
تجاهلت لاتيل سؤاله وبدأت تهذي.
“سأذهب الآن ثم أعود لاحقًا، أخبرني بالنتائج، أخفِ الحذاء، لا، ربما لا يجب أن تخفيه، هل عليّ ألا أغادر؟، هل يجب أن أبقى هنا؟، أو ربما يجب أن أتخلص من الحذاء؟، ماذا أفعل؟”
رفع كارلين يده وسحب برفق حاجبها بإصبعه البارد، وعندما نظرت إليه لاتيل، رسم ابتسامة على وجهه.
“هل اجعلها تستغرق في النوم؟”
“ماذا؟”
***
بفضل وجود غرفة نوم كارلين في الطابق الأول، كان من السهل الدخول عبر النافذة طالما كان الوضع تحت السيطرة من الداخل.
“هذا يبدو غريبًا.”
دخلت لاتيل إلى الغرفة وبدأت تعبث بشعرها بلا هدف، دهش أحد خدم كارلين عندما رآها، لكنه سرعان ما استوعب الموقف عندما قال كارلين : “إنها مالكتي.”
“نعم.”
وكان ذلك كل شيء؟، لقد تقبل الأمر بسلاسة لدرجة أن لاتيل نفسها شعرت بالدهشة.
“تابعك يثق بك تمامًا.”
“في أوضاع حيث يمكن للناس أن يقتلوا بعضهم البعض في أي لحظة، الثقة المتبادلة أمر ضروري.”
“هل جميع أعضاء فرقة المرتزقة خاصتك على هذا النحو؟”
“نعم.”
“هذا رائع… أنا أغبطك.”
“لا داعي للغيرة، الجميع هنا يعملون لخدمة جلالتكِ.”
“إنهم رجالك أنت.”
“إنهم رجالكِ أنتِ، جلالتكِ.”
“شكرًا على الكلمات اللطيفة.”
ابتسمت لاتيل وربتت على كتف كارلين قبل أن تبدأ في البحث عن مكان للاختباء.
الخطة كانت بسيطة : تختبئ لاتيل في الغرفة، بينما يقوم كارلين بإحضار الإمبراطورة الزائفة إلى الغرفة، يجعلها تنام، ثم يخلع الحذاء السحري.
بعد ذلك، تراقب لاتيل الوضع، وإذا عادت الإمبراطورة الزائفة إلى شكلها الأصلي، فإنها تتخلص من الحذاء أو تخفيه على الفور.
رغم بساطة الخطة، كانت هناك مشكلة…
“لكن، هل ستأتي الزائفة إلى هنا إذا طلبت منها ذلك؟”
كانت هذه هي النقطة الحرجة، من الواضح أن الإمبراطورة الزائفة كانت حذرة في تصرفاتها، هل ستوافق على القدوم إلى هنا والنوم في هذا المكان؟، بدا ذلك مشكوكًا فيه.
“قد يمكن جعلها تنام داخل الحريم… أو ربما يمكن تقليل حذرها، لكن ذلك سيحتاج إلى وقت طويل، أليس كذلك؟”
لاتيل فكرت بقلق، الإمبراطورة الزائفة لم يمضِ وقت طويل على تسللها إلى القصر، ومن المؤكد أنها في ذروة حذرها الآن.
“لا ضرر من المحاولة.”
كارلين أجاب بثقة، وجعل لاتيل تهز رأسها بالموافقة،
نعم، كان من المفيد المحاولة، وإن لم تنجح الخطة الآن، فسيكون هناك فرصة أخرى لاحقًا.
“كما أنني لا أظنها سترفض بشكل قاطع، عليها تقليد جلالتكِ، وإذا أبتعدت الإمبراطورة عن رجالها فجأة، فقد تُثير الشكوك.”
***
في تلك الليلة
بعد العشاء، خرج كارلين قائلاً إنه سيحضر الإمبراطورة الزائفة،
لم تكن لاتيل متأكدة كيف سيقوم بذلك، لكنها اختبأت خلف الستائر السميكة.
“هل سيتمكن من إحضارها؟”
لاتيل لم تستطع التوقف عن القلق أثناء انتظارها.
كارلين، كما رأت في أول ليلة، كان يتمتع بجاذبية مغرية لا يمكن إنكارها، خاصة في الليل، لكنه كان يبدو أقل كاريزما خلال النهار بسبب طبعه الجاد.
لذلك، تساءلت إذا كان بإمكانه إقناع الإمبراطورة الزائفة ومرافقتها إلى هنا.
ثم سمعت صوتًا.
“صوت!”
كان يأتي من الخارج، حبست لاتيل أنفاسها واختبأت بعناية، حتى لا يُرى ظلها.
لحظات قليلة، وفُتح الباب.
شخصان دخلا الغرفة، عبر ثقب صغير بين الستائر، رأت لاتيل كارلين ومعه الإمبراطورة الزائفة.
لقد نجح كارلين في إحضارها، بطريقة ما!
‘كيف أحضرها؟’
كانت لاتيل مذهولة، ولكن قبل أن تتمكن من التفكير، سمعت الإمبراطورة الزائفة تضحك بصوت عالٍ وتتجه مباشرة إلى السرير لتجلس عليه.
كان من الواضح أنها مرتاحة للغاية مع كارلين، وهو ما أثار انزعاج وغيرة لاتيل بشكل كبير.
‘ذلك الوغد كارلين، ماذا فعل ليجعلها تضحك هكذا؟، هل أضاف لها أجنحة خيالية؟’
“أرني الآن، إذن، ما الذي اردت ان تريه لي”
‘ماذا؟!’
شعرت لاتيل بدمها يغلي عندما سمعت تلك الكلمات، : ‘ما الذي تريده هذه الزائفة من حريمي؟، ماذا تطلب منه أن يُريها؟’
كادت أن تمزق الستارة وتقتحم المكان، ولكنها استمعت إلى رد كارلين.
“لدينا الكثير من الوقت، جلالتكِ. الليلة طويلة… لنتروّى قليلاً.”
“أنا أفضل السرعة.”
“أنتِ متلهفة للغاية.”
كان هناك صوت سقوط خفيف أجاب على كلمات الإمبراطورة الزائفة، مما جعل لاتيل تشعر بالغضب، بلعت ريقها بصعوبة وكادت أن تلعن، فكرت: ‘أيها الوغد كارلين، ماذا تعرض عليها هذه المرة؟’
لكن الزاوية التي اختبأت فيها لم تسمح لها برؤية ما يحدث، وكل ما سمعته هو صوت الإمبراطورة الزائفة تضحك قائلة : “واو، هذا رائع!”
لاتيل لم تتوقف عن الغليان وهي تتخيل أن كارلين قد يقترب أكثر من الإمبراطورة الزائفة، لكنها شعرت ببعض الراحة لعدم حدوث ذلك.
رغم ذلك، لم يمنع هذا الحوار الغريب من استفزازها.
كارلين طلب من الإمبراطورة الزائفة أن تنام عنده كما وعدته منذ بضعة أيام، وبالطبع لم تكن الإمبراطورة الزائفة تتذكر أو تعرف شيئًا عن هذا الاتفاق، لكنها مع ذلك قبلت واستلقت بجانبه على السرير.
لاحقًا، ومع مرور الوقت، تمكن كارلين بحذر من النزول من السرير، أرسل الإشارة المتفق عليها للاتيل، والتي جعلتها تزيح الستارة قليلًا وتنظر نحو الداخل.
رأت الإمبراطورة الزائفة مستغرقة في نومها العميق، بينما كان كارلين واقفًا عند نهاية السرير يحاول خلع الحذاء من قدميها.
عندما لمس كارلين الحذاء بيديه الكبيرتين، شعرت لاتيل وكأن قلبها سيتوقف، أنفاسها انحبست، وزال غضبها السابق تمامًا.
ببطء، نُزِع الحذاء من قدم الإمبراطورة الزائفة، شعرت لاتيل بفرحة داخلية لا توصف، وأطلقت زفيرًا خافتًا.
“أخيرًا، سأعرف حقيقتك!”
بينما كانت مختبئة بين الستائر، شعرت بالإثارة والابتهاج. قبضت يدها بإحكام وابتسمت ابتسامة نصر.
“أيتها الزائفة الملعونة، لنرَ وجهك الآن!، من كنتِ، سأحرص على تعليق رأسكِ على المقصلة!”
لكن في اللحظة التي انخلع فيها الحذاء وسقط على الأرض…
لا شيء تغير، لا تزال الإمبراطورة الزائفة تحمل نفس وجه لاتيل.
“ليس الحذاء؟”
تجمدت لاتيل من الصدمة. “إذا لم يكن الحذاء، فما السبب إذًا؟ لماذا قالوا إن الحذاء هو الحل؟ هل كان هذا فخًا؟”
كارلين، الذي بدا مذهولًا أيضًا، عبس ورفع رأسه نحو لاتيل بنظرة محتارة، وكأنه يسألها : “ماذا نفعل الآن؟”
بعد لحظة من التردد، قرر كارلين تجربة الحذاء الآخر، ببطء، خلع الحذاء الثاني بينما كانت لاتيل تراقب بقلق وتوتر.
“أرجوك، أرجوك يا إلهي، ليكن هذا الحل!”
لكن حتى بعد خلع الحذاء الثاني، بقيت الإمبراطورة الزائفة تحمل نفس وجه لاتيل.
لاتيل شعرت بالإحباط الشديد. كانت على وشك فقدان أعصابها تمامًا عندما حدث شيء غير متوقع.
“إذن، هذا هو السبب وراء كل هذا التودد المبالغ فيه.”
ضحكت الإمبراطورة الزائفة وهي لا تزال مستلقية على السرير، فتحت لاتيل عينيها على اتساعهما، كانت متأكدة أنها نائمة!
لكن الزائفة رفعت جزعها ببطء، وأسندت نفسها على إحدى ذراعيها، ثم التفتت نحو كارلين وسألته بابتسامة ماكرة: “لا بد أنك التقيتِ لاتيل، أليس كذلك، كارلين؟”
كان سؤالها بمثابة سهم أصاب قلب الحقيقة مباشرة، ورغم أن كارلين لم يرد، إلا أن الثقة في صوت الإمبراطورة الزائفة جعلت الإجابة واضحة.
“أين هي لاتيل؟”
بدأت الإمبراطورة الزائفة تبحث بعينيها في أنحاء الغرفة، وهي تتحدث بنبرة ساخرة: “لا بد أنها هنا، أليس كذلك؟”
“…”.
“أخبرني، من الذي يمكن أن يخبرك بخلع حذائي؟ لا بد أنها هي، أليس كذلك؟”
حينها فقط، رد كارلين ببرود، وكأن شيئًا لم يحدث: “كنت أظن أن الحذاء يزعجك، لذا قمت بخلعه.”
“حقًا؟ وهل تحتاج إلى كل هذا الهدوء لتفعل ذلك، وكأنك تخطط لاغتيال؟”
“كنت قلقًا أن أوقظك.”
ابتسمت الإمبراطورة الزائفة ابتسامة واسعة وهي تهز رأسها: “أنا لست حمقاء، كارلين، أنت سمعت من لاتيل أن خلع الحذاء سيؤدي إلى شيء ما، أليس كذلك؟”
كارلين، الذي ظل محافظًا على صمته، لم يرد مرة أخرى، لكن الإمبراطورة الزائفة رفعت إصبعها فجأة، مشيرة مباشرة نحو المكان الذي كانت لاتيل مختبئة فيه.
تحرك كارلين بخفة ليقف أمام إصبعها الممتد، محاولًا حجب رؤيتها لكن لاتيل، التي أدركت أن الأمور خرجت عن السيطرة، قررت أن تظهر بنفسها.
‘لا فائدة من الاختباء بعد الآن.’
أزاحت الستارة وخرجت، متقدمة بخطوات واثقة.
كانت الإمبراطورة الزائفة قد جلست على السرير برشاقة، واضعة ساقًا فوق الأخرى، وحينما ظهرت لاتيل، رفعت الإمبراطورة الزائفة ذقنها قليلًا، وكأنها تنظر من الأعلى، ثم ارتسمت على وجهها ابتسامة متعجرفة.
“أخيرًا قررتِ الظهور.”
ذلك التعبير الذي ارتسم على وجه الإمبراطورة الزائفة، وكأنه مفعم بالانتصار، أشعل نار الكبرياء في صدر لاتيل.
‘أهذا هو شعوركِ بالنصر؟’ فكرت في نفسها، وهي تحدق بها بغضب.
بدأت لاتيل تزن الخيارات في رأسها بسرعة : هل تهاجم الزائفة الآن، تقيدها وتبدأ في تفتيش جسدها بحثًا عن الأدوات السحرية؟، أم أنها ستصرخ لجذب الحراس القريبين الذين جلبتهم الإمبراطورة الزائفة؟.
‘الصراخ سيكون أسرع بالطبع.’ فكرت، وهي تعلم جيدًا أن حراس الإمبراطورة الزائفة كانوا يقفون خارج الباب مباشرة، وعلى أهبة الاستعداد.
لكن الغريب أن الإمبراطورة الزائفة لم تصرخ، بدلًا من ذلك، نظرت مباشرة إلى وجه لاتيل، بابتسامة غامضة وكأنها تشفق عليها، وسألت بنبرة هادئة : “هل تتساءلين من أكون؟”
أجابت لاتيل من بين أسنانها المتيبسة : “أنتِ تعرفين أفضل من أي أحد آخر أنكِ مزيفة.”
قهقهت الزائفة بخفوت، ضحكة أشبه بصوت مفاتيح البيانو العميقة.
ثم فجأة، أدركت لاتيل أن هذا ليس وجه انتصار، لا، لم يكن كذلك أبدًا، كان ذلك تعبيرًا آخر، تعبيرًا لا تستطيع فك شفرته.
حدقت بها بشدة، محاولة فهم تلك الابتسامة الغامضة، بدا الأمر وكأنها تطوي داخلها شيئًا أكبر من الانتصار.
وبينما كانت لاتيل مشدوهة، رفعت الزائفة يدها فجأة.
ظنت لاتيل للحظة أنها على وشك إخراج سلاح، فمدت يدها بسرعة إلى خنجرها، لكن لم تكن هذه نية الزائفة.
بدلًا من الهجوم، وضعت الزائفة يدها خلف رقبتها، وتحسست شيئًا ما هناك.
‘قلادة؟’ فكرت لاتيل، وهي تراقب تحركاتها. ‘هل تفك قلادة؟ لماذا الآن؟’
ببطء، سحبت الزائفة شيئًا من رقبتها، ورفعته للأعلى، كان خيطًا لامعًا يتدلى منه شيء مجهول.
في البداية، لم تفهم لاتيل، نظرت إلى ما تحمله الزائفة في يدها، ثم إلى وجهها، شيء في عقلها توقف عن العمل.
شعرت وكأن حجرًا ضخمًا علق في حلقها، يمنعها من التنفس أو التفكير.
وأخيرًا، بصوت متحشرج أشبه بصوت معدن متآكل، تمكنت من لفظ كلمة واحدة: “أمّـ… أمي؟”