رجال الحريم - 7
خلال عامين، لاتيل اصبحت مشغولة بالتعلم لتصبح الخليفة والذي خضع له ريان قبل ان ينسحب.
معلموا لاتيل قاموا بضغط جدولها الزمني لانها لم تتلقى تعليم الخلافة رسميا منذ صغرها على عكس شقيقها ريان ومع ذلك هي اتبعت الجدول الزمني الصارم من دون اي شكوى.
لم تكن تريد الخسارة امام تالا وايضا أرادت ان تتجاوز توقعات المحظية اناكاشا، لذلك لا يمكنها تفويت هذه الفرصة.
بشكل غير متوقع، هيسينت ايضا كان مفيدا، بالرغم من انه لم يقم بالمساعدة بصورة مباشرة ولكنه كان كالدافع لها للتركيز على دراستها من اجل ان تنسى امره تماما، ومع ذلك المشاكل بدأت عندما تم اغتيال الامبراطور داخل القصر الامبراطور.
“ماذا تعني؟ ان والدي قتل؟”
“انتِ يجب ان تسرعي وتعودي الى القصر الامبراطوري سموك”
لاتيل التي كانت بعيدة عن القصر الامبراطوري لأشهر لاجل البقاء برفقة اخيها ريان، غادرت المعبد على عجل حالما سمعت بالاخبار برفقة قائد الفرسان سونوت وبقية الحرس، وعادت الى العاصمة بأسرع ما يمكنها.
‘والدي اغتيل؟’
الاخبار العاجلة التي سمعتها كانت غير متوقعة حيث جعلتها تشعر بالصدمة اكثر من الحزن، لاتيل لم تستطع الدخول الى العاصمة ناهيك عن القصر الامبراطور وبالتالي اضطرت ان تعود ادراجها.
“سموكِ انتِ يجب ان تهربي فورا فبعد استيلاء الامير تارتالا على القصر الامبراطوري، هو سيحاول القبض عليك”
بفضل الحارس الذي اشادت به لاتيل في السابق، هي تمكنت من الهروب دون ان يقبض عليها الامير تارتالا حيث تراجعت اولا الى ملكية ميلوسي القريبة والتي كان يديرها والد سونوت كـــ سيد لها وفقط بعد عدة ايام هي تمكنت من القاء نظرة فاحصة على الوضع.
“يبدو ان الامير تالا القى باللوم عليكِ لتشويه سمعتكِ وتزييف وصية الامبراطور لينال الدعم من أتباع الإمبراطور”
“انا ساقوم بأستدعاء اللوردات والنبلاء رفيعي المستوى من اجل ان يبايعوني”
“نعم، لا يجب ان يأخذ الامر وقتا طويلا، فلا يزال هناك الكثير من المحايدين الذين لم ينضموا لأي جانب بعد، لذلك يجب ان نقلب موازين الامور بأسرع وقت ممكن قبل ان يقوم الامير تالا باقناعهم”
الحرس الامبراطوري والجيش لا يمكن التحكم بهم من قبل اي شخص، بأستثناء القائد وعدد الجنود الذين يمكن لـ لاتيل حشدهم اعظم بكثير مما يمكن ان يحشده الامير تارتالا ولكن هو بحوزته وصية الامبراطور، علاوة ع ذلك فان شن حرب في العاصمة سيخفض من مصداقية العائلة الامبراطورية وصورتها امام العامة.
‘يا ابن العاهرة، انا علمت انك ستفعل ذلك في يوم ما’
تمتمت لاتيل بينما تقوم بالقسم والوعيد له بالويل.
“يجب ان اقنع الدوق أتراكسيل، اقوى نبيل في الامبراطورية”
*
*
*
الامبراطور الذي اعتقد انه يمتلك وقتا طويلا ليعيش قد تم اغتياله وبالتالي كان هناك اضطراب بين النبلاء.
اولئك الذين قاموا بدعم لاتيل كانوا غاضبين، بينما الذين دعموا تارتالا كانوا مبتهجين، ومع ذلك اغلب النبلاء الاقوياء والذين كانوا محايدين كانوا في حيرة كبيرة، اغتيال الامبراطور كان امرا صادما للغاية ولكن كان عليهم بسرعة اتخاذ قرارهم بجانب من يقفون، بالرغم من ان تقصي الحقائق والانتقام كان يجب ان يكونا الامران التاليان، ولكن البلد وشعبه كانا بحاجة الى امبراطور جديد يشغل مركز البلاد، الامبراطورية التي كانت تشاهد نمو ولية العهد ببطئ لم تتمكن بسهولة من اتخاذ القرار بسبب الاخبار المفاجئة.
هناك امير من محظية ولكنه جاهز لتولي العرش وهناك اميرة من الإمبراطورة ولكنها غير جاهزة لتولي العرش.
ايا منهما سينفع البلاد؟.
الشيئ نفسه كان ينطبق ع قصر الدوق أتراكسيل، حيث كان هو وزوجته يتناقشان بشأن الوضع لفترة طويلة.
“بالطبع يجب علينا دعم الاميرة لاتراسيل”
ولكن بشكل غير متوقع قرار الدوقة كان حازما وبسماع كلمات زوجته، الدوق أتراكسيل رد بصورة غير واثقة “حقا؟”
“بالطبع”
الدوق أتراكسيل تجول في الغرفة جيئة وايابا بقلق والقى نظرة خاطفة على زوجته ليثير انتباهها.
“ولكن عزيزتي الن يكون من الافضل ان ننتظر ونرى الوضع؟ البلاد لا تحتاج فحسب الى امبراطور قوي، وانا ايضا اريد ان اراها تعتلي العرش ولكن ايضا اريد ان اراها تتغلب على الصعوبات بمفردها”
الدوق طقت لسانها وانفعلت
“اذا اردت رؤيتها تتغلب ع هذه الصعوبات وحدها فماذا عن انضمامك للجانب الفائز هاه؟”
“لأكون صريحا….”
“عزيزي، فكر في الامر، حتى لو كانت قادرة على التغلب على هذه العقبات فنحن سنكون بحاجة الى كسب صالحها”
الدوق أتراكسيل بالكاد اعطى ردا، حينها رفعت الدوق حاجبيها.
“اذن انت حقا لا تمانع لو اعتلى الامير تارتالا العرش؟، لماذا تتصرف هكذا؟”
“الامير تارتالا شخص ذكي مثل الاميرة الا انه حالم للغاية ولكن انا اعتقد ان هذا العيب يمكن اصلاحه اذا واجه العالم الحقيقي”
“مالذي تتحدث عنه؟ الاميرة ايضا ذكية للغاية”
“اوه اعلم ولكنها تلقت تعليمها الرسمي لمدة عامين فقط، يا اللهي، كيف يمكنها ان تعتلي العرش وهي تلقت فقط ذلك التعليم القصير؟”
تنهدت الدوقة من موقف زوجها العنيد.
“يالعنادك! عزيزي فكر في الامر… نحن لدينا ثلاثة اولاد”
“وهل هذا مهم؟”
“بالطبع! انت لديك 3 ابناء وابنك الثاني بوكشو ذات مرة تقاتل مع الامير تالا وجره من شعره”
“لقد كانوا صغارا في ذلك الوقت….”
“صحيح ولكنهما لايزالان على علاقة سيئة”
الدوقة اقتربت من الدوق، وخفضت صوتها وفسرت له.
“اذا تولى الامير تارتالا العرش وسارت الامور على ما يرام حينها سيحافظ على الوضع الراهن ولكن اذا لم يحدث ذلك بسبب حادصة بوكشو، وأصبح الوضع بيننا مشقق، ولكن فكر في الامر, ماذا لو تولت الاميرة لاتيل السلطة؟”
“؟”
“اه حقا!! فالتفكر بأبننا الكبير رانامون، ليس لانه ابني ولكن لأنه اجمل رجل عازب في امبراطورية تاريوم”
“اه!”
حينها فقط صرخ الدوق.
“اذا استحوذت لاتيل على السلطة مازال بأمكاننا الحفاظ على وضعنا حتى ان لم تجري الامور جيدا ولكن اذا سارت بشكل جيد يمكن ان يصبح ابننا رانامون زوجها، الم تسمع الاخبار حول كاريسين؟ دوق داغا اعتاد ان يكون داعما للامير هيوم قبل ان يقوم بدعم الامبراطور هيسينت، وفي المقابل هو جعل ابنته الامبراطورة وبالتالي لماذا لا يمكن لابننا ان يحظى بمثل هذه الفرصة؟”
“حقا؟”
“بالطبع!، ابني سيصبح زوج ولية العهد ايضا”
*
*
*
والشيئ المفاجئ، الدوق أتراكسيل كان هو الشخص الذي بادر بالزيارة اولا الى ميلوسي، وعندما اتى، لاتيل كانت في منتصف نقاشها مع قائد الفرسان سونوت في كيفية اقناع الدوق لدعمها.
هو لم يقم بأرسال شخص بل جاء بنفسه اليها مما جعل لاتيل تتفاجئ اكثر، والاكثر من ذلك هو جلب معه شاب أنيق برداء رمادي معه حيث تعرفت عليه لاتيل على الفور لقد كان الابن الاكبر للدوق، رانامون.
بالرغم من شهرة ابنه ولكنه لم يكن يحضر الى معظم الحفلات بسبب انزعاجه من الحفلات الاجتماعيه ولكن في كل مرة يظهر فيها وجهه، سيتم وضعه على جميع صحف القيل والقال
بالاضافة الى وجود العديد من السيدات اللواتي كن يعانين ويناضلن من اجله، بسبب الحب غير المتبادل.
بملاحظة تعابيرها المحتارة، الدوق أتراكسيل قام بمواساة لاتيل بحرارة.
“لقد واجهتِ الكثير من المتاعب سموكِ”
“شكرا لمجيئك، ايها تلدوق”
“كل ما عليكِ فعله هو الثقة بدوقية أتراكسيل، ساحرص ع استعادة ماهو حق لكِ”
‘هل كان دائما بهذا الود تجاهي؟’ لاتيل اعربت عن امتنانها تجاه الدوق بأبتسامة لطيفة ولكنها كانت في حيرة من امرها.
‘لماذا هو يتصرف بلطف فجأة؟ ولكن مع ذلك انا بحاجة الى مساعدته حاليا’
الدوق نظر اليها بود كبير كما لو كانت زوجة إبنه المستقبلية ومن ثم هرع بدفع ابنه الى الامام.
‘هو يبدو خجولا قليلا ولكن لماذا يفعل ذلك؟’
“سموكِ، هذا ابني رانامون”
رانامون وقف بوجه خال من التعابير وخطى الى الامام ومن ثم نظر الى والدهِ بازدراء وقام بتحية لاتيل على مضض.
“…..انا رانامون، من الشرف لي لقاءك يا ولية العهد”
رانامون لم يكن بالشخص المهتم بالامور السياسية والاجتماعيه حيث لم تكن الحفلات الامور الوحيدة التي لم يحضرها وبالتالي لم تتح لـلاتيل فرصة لقاءه على الاطلاق.
الأبناء الاكبر للعائلة الأخرى كانوا يحضرون لاجل امور خلافتهم ولكن عكسهم لم يكن لديه مثل هذه النشاطات.
‘لماذا احضره الى هنا؟ علاوة على ذلك لماذا تعابيره تنم عن عدم الرضى؟’
لاتيل بدت في حيرة من امرها
“اه نعم، لقد واجهتِ الكثير من المتاعب للوصول الى هذا الحد”
الدوق أتراكسيل نظر بالتناوب بين لاتيل و رانامون المحرجان حيث بدا سعيدا.
“هاهاها، كلاكما تبدوان مقدران لبعضكما، ربما بسبب ان كلاكما يمتلك لون الشعر ذاته”
“المعذرة؟”
لاتيل فتحت عينيها على مصراعيها بينما رانامون نظر الى والده بوجه مرعوب.
‘ماذا؟ مالذي تعنيه؟’
*
*
*
ومع سونوت الذي كان من المفترض ان يظل محايدا، وقف الفرسان بجانب لاتيل، اما الدوق أتراكسيل، فقد قام بجمع انصار الامير تارتالا واولئك الذين دعموا لاتيل منذ البداية ايضا تجمعوا جميعا في ميلوسي.
الدوق قام باقناع فصيل الامبراطور، وانصار الامير تالا بالانضمام الى جانب لاتيل بينما هي امرت التجار بالذهاب الى العاصمة والقول: “الامير تارتالا يريد ان يعتلي العرش بالقوة بينما ولية العهد بعيدة عن هنا، هي يمكنها ان تقمعه ولكنها لا تريد الحاق الاذى بالمدنيين الذين يعيشون في العاصمة”
ولكن الامير تارتالا ايضا رد علي الامر وبالتالي استعادة القصر الامبراطوري لم يكن بالامر السهل.
بالرغم من ان الامبراطور كان ينوي في الاصل تسليم مقعده الى ولية العهد ولكن الامير تارتالا نشر شائعات كاذبة تفيد بأنه ترك وصية تفيد بأنه كان ينوي تسليم المنصب اليه لانه يمتلك مخاوف حول تعليم لاتيل ذو الفترة القصيرة جدا بعد حدوث الهجوم.
بالرغم من انها كانت مجرد “شائعات عمياء” الا انها اثارت تلك المخاوف بشأن تعليمها وبالتالي كلا الجانبين احبط رأي العامة الايجابي وبدأ الناس في الجدال حول الشخص الذي يجب ان يتولى العرش اثناء تجمعهم في الحانات او المطاعم حينها خطرت فكرة لــلاتيل
“نحن بحاجة الى استخدام دولة اخرى”
“الن يكون الامر خطيرا؟، اذا تم استخدام القوات الاجنبية بصورة خاطئة، يمكن ان تصبح سيفا ذو حدين”
“نحن فقط سنحصل ع توقيع الدعم منهم”
“لن يكون الامر سهلا…..”
“هناك طريقة لذلك”
لاتيل سافرت عمدا للبلدان المجاورة وناشدتهم مقدمة نفسها على انها حاكمة ضعيفة وعديمة الخبرة حيث استخدمت هذا الاسلوب لجذب الدعم الاجنبي، ومع دعم جميع الدول لها هي تمكنت اخيرا من استعادة العاصمة ودخول القصر وسجن الامير تارتالا.
المحظية أناكاشا والدة الامير تالا ركضت دون ان ترتدي حذائها وتوسلت لــلاتيل.
“سموكِ، من فضلكِ اعفي عن ابني فقط لهذه المرة، تالا هو ابن الامبراطور الراحل وهو أخاكِ، وكلاكما تتشاركان نفس الدم!، من فضلكِ اعفي عن حياة ابني حتى لو اخذتي حياتي مقابلها”
منظر وجهها الملطخ بالدموع كان مثير للشفقة للغاية.
الناس اعتقدوا في البداية انها حتى لو لم تسامح الامير تالا، لن تقوم بقتله وحتى الذين سجنوا مع الامير تالا قاموا بمواساته.
“الإمبراطورة لطيفة دائما وحتى لو عوقبت بشدة فسينتهي المطاف بحبسك فقط”
“صحيح، كن مطمئنا، اذا بقيت على قيد الحياة فنحن سنضع خطة في المستقبل من اجل الاطاحة بالامبراطورة، سموك”(توبي ما بتوب)
“حتى لو نفيت فأنت ع الاغلب سيتم ارسالك الى برج اروند او قلعة سوستار، وبالتالي نحن سنقوم بحشد رجالك ليساعدوك على الهرب، الفرصة ستأتي دائما لذلك لا تقلق”
“اذا كان هناك اي فجوة في السلطة فأنت ستتمكن من السيطرة والاستيلاء على الرأي العام على الفور”
عندما امرت لاتيل بهدوء بأعاد أناكاشا الى مكان اقامتها، انصاره ايضا اعتقدوا ان لاتيل لن تمنحه عقوبة قاسية ولكنهم كانوا مخطئين، حيث قامت بمفاجئة الجميع بأوامرها التي تنص على اعدام الامير تالا وحبس المحظية أناكاشا واولئك الذين كانت لهم يد في اغتيال الامبراطور تم اعدامهم والاشخاص الذين اشهروا بسيفوهم ضدها تم تخفيض رتبهم،
بالرغم من انها كانت حزينة قبل اعطاء هذه الاوامر ولكن نبرتها وسلوكها كانا حادين مثل السيف ومطلقين، حينها تذكر الناس نبوءة كبير الكهنة بشان الشقيقين لاتيل وريان.
“الاميرة تمتلك صفات ملك قوي ولكن اذا اعتلت العرش فستراق الكثير من الدماء ولكن الامبراطورية ستتطور اكثر”
وفي ربيع عام 517، بعد حل سلطة الامير تالا وجمع رفات الامبراطور، لاتيل اقامت جنازة والدها، ووضعت الاساس للسلطة باعتبارها الامبراطور التاسع عشر واقامت مراسم التتويج