رجال الحريم - 6
طريق العودة الى الموطن كان مشمسا طوال الوقت.
اثناء الركوب على الحصان، كل شيئ اصبح ضبابيا بالنسبة لـ لاتيل.
هل حقا قمت بتوديع هيسينت؟، هل كان الامر حلما؟، لقد شعرت اني سأتمكن من رؤية هيسينت مجددا لو عدت وسنضحك معا ونتظاهر ان ايا من هذا لم يحدث.
عندما وصلوا الى قرية واقعة على الحدود، الناس هناك كان يتكلمون عن زواج هيسينت.
“الانسة آيني هي الافضل فهي مشهورة بشخصيتها”
“هي ذكية وليس لديها اي فضائح ع عكس النبلاء الاخرين ذوي الفضائح المنتشرة”
“هي ستصبح امبراطورة جيدة”
“عائلتها قوية ايضا لذلك لن يكون هناك مجال للمشاكل”
لاتيل استوعب فقط زواج هيسينت عندما سمعت النسوة يتحدثن بأثارة حول الامر.
‘اللعنة انه حقيقي!’
هيسينت بالفعل متزوج ومن امراة اخرى في غضون ذلك سكان كاريسين كانوا يرحبون بالزواج بصورة ايجايبة.
في تلك الليلة لاتيل بكت في وقت متاخر، وابعدت الغطاء.
“هيسينت يا ابن العاهرة، ايها الخائن، فالترد لي صلواتي” (احس الي واجع الاخت في الموضوع الصلوات الي ضيعتهم عليه😭)
*
*
*
في الوقت ذاته كان هناك ايضا رجل لم يستطع النوم وابعد غطائه.
“انا بالتأكيد طلبت منكِ ان اراكِ مرة اخرى”
لقد كان الامير كلاين.
بدلا من الشرب، كلاين ضغط على الكأس الزجاجي بشدة حيث تحطم الى قطع بيده ومن ثم انتزع قطع الزجاج من يده، ومسح الدم ثم استدعى الخدم وامرهم بتنظيف الطاولة، متظاهرا بالهدوء.
ولكن عندما انتهى الخادمان من تنظيف الطاولة وخرجا، هو امسك بالغطاء مجددا وغرس اسنانه فيه.
“اللعنة!”
كلما فكرت في الامر كلما تألم كبريائي اكثر تلك المراة كانت في حالة سكر وقامت بمعانقتي من خصري وانا كنت مراعيا للغاية بغض النظر عن وجهها المليئ بالدموع وانفها الذي كان يسيل، انا ربت على ظهرها بينما التصقت بي، الامر كان سيكون عادلا لو اقتربت منكِ اولا ولكنه الان غير عادل لانكِ انتِ من اقتربتِ اولا وقلت انك تحبيني بفمك وطلبتي مني عدم المغادرة وفي الصباح اختفتي سرا حيث تم تجاهلي ولكن في المرة التالية التي التقينا فيها تظاهرتِ بعدم معرفتي! هل حان دوري لاقوم بملاحقتك؟.
كلاين فرك صدغه، الامر لم يكن بالمشكلة الكبيرة فهو قابل امراة غريبة فقط وقد كان بمزاج مستاء، ولكن ما زاد استياءه اكثر هو انه قد حضر مراسم الاستقبال التي تتلو حفل الزفاف فقط لمقابلتها.
كان محرجا من فكرة القيام بسؤالها عن متى وقعت بحبه وبما انها اميرة فهما قادرين على الزواج، ولكن لا يمكنهما فعل ذلك من دون التأكد من الامر.
كلاين تنهد واستدعى الخدم وحالما اتوا هو صر على اسنانه وكرر السؤال ذاته للمرة ال17.
“هل حقا عاد وفد تاريوم؟”
“نعم في الصباح قاموا بتحية جلالته ببساطة وعادوا الى بلدهم فورا”
الخادمة استجابت بانزعاج بسبب تكرار السؤال لمرات لا تحصى.
كلاين زفر واستلقى على سريره.
“ما حدث قد حدث، فالننسى الامر فهي التي تحبني ع اي حال، اذا ارادت انهاء الامور بهذه الطريقة فهذه خسارتها وانا لا اهتم”
*
*
*
نظرا لانها كانت ممثلة الوفد فهي لم تستطع البقاء حزينة لوقت طويل بالرغم من انتفاخ عينيها في اليوم التالي.
لاتيل قادت البعثة بعد ان تناولت وجبة دسمه وعبرت حدود كاريسين تماما وبعد ذلك هي شعرت بشعور افضل حيث لم تكن مضطرة الى الاهتمام بشأن قلبها المجروح بسبب ارهاقها تماما وحالما وضعت راسها ع الوسادة هي خلدت الى النوم واعتقدت ان هذا كان افضل، عندما وصلت اخيرا الى موطنها ولاحت انظارها المباني والملابس المألوفة، لاتيل شعرت بالارتياح وزفرت.
ولكن لازال الامر مؤلما عند التفكير هيسينت حيث كانت دواخلها تنقبض.
هي ارادت العودة الان الى القصر الامبراطور على الفور.
‘الن يكون الامر افضل حينما اتلقى حنان مربيتي واسرتي؟’
‘آمل الا تستمر هذه المشاعر لفترة طويلة لان ذلك سيكون مضيعة لوقتي’
ومع ذلك ما كان ينتظر لاتيل ليس عائلة دافئة بل خبرا صادما.
“ماذا؟ أتقول ان اخي سيتنحى عن منصب ولي العهد؟”
في غمضة عين، الامنية اصبحت حقيقة وحالما سمعت لاتيل الخبر، هيسينت تلاشى من ذهنها، لاتيل حدقت بفراغ بوالدها بعد سماعها لهذه الاخبار التي لا تصدق بأذنها.
اخيها ريان يرفض ان يكون ولي العهد؟.
“انا اسف لجعلك تسمعين هذه الاخبار بمجرد عودتكِ الى هنا لاتيل”
الامبراطور ابتسم بحرج امامها في هذه اللحظة هي كان عليها تقديم تقريرها حول زيارتها الى كاريسين كممثلة للوفد وكابنته ولكن قبل ان تتمكن من تقديم تقريرها هو شعر بالاسف لانها سمعت هذه الاخبار الصادمة.
“كيف سارت الامور في كاريسين؟”
“انا اوفيت بوعدي”
“قدمه؟ هل دستي عليها بقوة؟”
“نعم وزواج هيسينت سار بسلاسة ولكن هذا لا يهم، مالذي تعنيه بان ريان سيتنحى عن منصب ولي العهد؟”
كان هناك طفلان فقط للامبراطورة وهما الاميران ريسيان ولاتراسيل.
اذا تخلى اخي عن منصب ولي العهد حينها…..
“مستحيل هل سيكون تالا هو ولي العهد القادم؟”
لاتيل سالت بتوتر فقبل كل شيئ ابن الامبراطورة هو من يعتلي قائمة الخلافة فاذا لم يكن للامبراطورة ابن، حينها سيتلوه بالاحقية ابنة الامبراطورة او ابن المحظية وكما تعلم لاتيل ان ابن المحظية هو الشخص الذي سيكون مرجحا لياخذ منصب ولي العهد
اخيها غير الشقيق تارتالا كان ابن المحظية الثانية، وتمت الاشادة به لكونه ذكيا للغاية، هي تكره الاقرار بذلك ولكن اذا كان مقعد ولي العهد متاحا فهم على الاغلب سيفضلون ان يكون هو ولي العهد القادم.
“لاتيل انا لا اصدق انكِ نطقتي اسم اخيكِ هكذا”
الامبراطور عبس ولكن لاتيل زاد عبوسها اضعاف، ولكن لم تكن بيدها حيلة، لاتيل كانت تحب والدها كثيرا ولم تستطع الرد على كلمات هاته.
هي كانت ع علاقة سيئة مع تارتالا مثل معظم الاخوة الغير أشقاء في العوائل الملكية.
لم يكن هناك سبب لهذه المشاعر هي فقط كرهت وجوده.
والدة تارتالا كانت المحظية المفضلة للامبراطور ووجودها كان مصدر ازعاج لوالدة لاتيل في كل مرة يرسل الامبراطور الهدايا لها او يستمتع بالمشي معها او مشاهدة المسرحيات معها كانت والدة لاتيل تنزعج للغاية، لهذا السبب هي كرهت تالا والشيئ ذاته كان ينطبق على الاخر، فهو كان يستاء من تذمرات والدته حول الامبراطورة وبالتالي تحول غضبه بصورة طبيعية تجاه لاتيل وريان.
(الملخص البسيط، من لما كانو اطفال كل زوجة كانت تغار من التانية والاطفال ثأثرو بمشاعر أمهاتهم وكرهو بعض، لاتيل كانت شايفه ان ام تالا اخدت ابوها منهم، وان تالا اخد الاهتمام منها، وكذلك تالا شايف ان ام لاتيل هي الي سرقت ابوه منهم)
في العادة هم اخوة غير اشقاء تربطهم علاقة سيئة ولكن الان هي عليها مشاهدة ذلك اللعين يصعد الي منصب ولي العهد؟.
بالنسبة لـلاتيل فذلك كان كابوس.
“انا لا اريد ان يصبح تالا ولي العهد”
لاتيل عبرت عن الامر بصرامة وكانت مستعدة لسماع توبيخ والدها، بان مشاعرها كانت شخصية وغير موضوعية ومع ذلك الامبراطور لم يقل اي شيئ وفقط انحنت زوايا شفاهه لتشكل ابتسامة.
“لماذا لست غاضبا؟”
لاتيل نظرت الى والدها بعناية، بالرغم من تفضيل الامبراطور لوالدة تارتالا, المحظية اناكاشا، ولكن ريان ولاتيل كانا يعتبران اطفاله المفضلين، من الامبراطورة، ومع ذلك حتى الامبراطور لن يقوم بالابتسام هكذا بالعادة لو عبرت لاتيل عن استياءها تجاه تارتالا ولكن الان يضحك دون ان يعاقبها؟.
لاتيل اصيبت بالحيرة من ردة فعل الامبراطور الغير متوقعة والامبراطور بدوره اشار نحوها باصبعه.
“انها انتِ يا لاتيل”
لاتيل اغمضت وفتحت عينيها بحيرة.
“انتِ من ستصبحين خليفتي”
لاتيل تجمدت من الصدمة بعد تكرار الامبراطور كلامه.
طرح الامبراطور سؤاله حينما لاحظ خوفها وسأل بهدوء.
“ماذا، الستِ واثقة؟، اذا كنتِ كذلك فأعلميني بالامر مقدما”
بوضوح هو كان يحاول استفزازها، ولاتيل علمت بذلك حالما سمعته، وبالتالي هي هتفت وانتفضت فورا.
“يمكنني فعلها، استطيع ذلك، انا ساصبح خليفتك يا أبتي”
لم تكن هناك اي لمحة من التردد في صوتها ولكن بعد الاجابة هي تساءلت بصورة جادة، “هل يمكنني فعلها؟”، ولكن هي فورا عثرت على الاجابة.
‘لماذا لا يمكنني فعلها؟ اذا كان هيسينت يستطيع فعلها فأنا كذلك قادرة على فعلها’
في الماضي هي احبت هيسينت وكانت تحلم بالحكم بجانبه ولكن الان اصبح الامر مستحيلا،
السبب الذي جعلها غير طامعة في الحكم هو لانها كانت تحب اخيها الامير ريان ومع ذلك الان اخاها انسحب طواعية، والان ستهدف لشيئ جديد.
لم يكن منصب الإمبراطور يعتبر كحلم جديد ولكن حالما فكرت في انها تصبح امبراطورا، شعور عظيم غمرها.
“حتى لو ولدت كاميرة فانا يجب ان استمر بالسعي لاُصبح الإمبراطورة”
انفجر الامبراطور ضاحكا كما لو انه كان يعلم ان رد فعلها سيكون هكذا.
“انا علمت انك ستقولين ذلك”
عيناه كانت مليئة بالمودة تجاه ابنته، ومع ذلك الامبراطور الذي كان ينظر الى ابنته بوجه راضٍ اشاح وجهه فجأة.
“لكن الوزن الذي سيأتي مع هذه الاجابة سيكون ثقيلا يا لاتيل، انتِ ستتلقين جميع انواع التعليم منذ اليوم فصاعدا”
“مفهوم”
باعين لامعه، هي احكمت شد قبضتيها بقوة، لم تتحدث هكذا فقط بل كانت تعني ذلك،
‘انا حقا استطيع القيام بهذا الامر’
الامبراطورة… تلك الكلمة صبغت قلبها باللون الاحمر والذي كان مليئا بالاسى والالم والان كان ينبض لدرجة ان وجهها شعر بالدفئ، لاتيل ضحكت برضى بينما تضغط ع صدرها ومن ثم فجأة عبست.
“لماذا قرر ريان التنحي فجأة؟”
لقد نست الامر تقريبا منذ ان اعتلتها فرحة كونها ستصبح الامبراطورة ولكن هذه كانت اهم مشكلة.
الامبراطور تنهد بتعابير كئيبة.
“هو يريد ان يكون حكيما عظيما”
“المعذرة؟”
*
*
*
علمت لاحقا ان اخي ريان هو من اوصى بي بشدة لاكون الخليفة.
عندما تنحى ريان عن منصبهِ، الامبراطور اشار الى لاتيل كخليفته التالية.
لحسن حظ لاتيل العديد من الاشخاص الذين كانوا داعمين لريان وافقوا ع قرار الامبراطور.
حقيقة ان الاثنين تشاركا نفس الام جعل الامر اكثر سهولة حيث لم يكن من المهم اي منهما سيعتلي العرش ولكن القوة المعارضة كانت قوية مثل المؤيدين.
“مالذي تتحدث عنه؟ المنصب يجب ان يذهب الى الامير تارتالا”
“بالطبع فالاميرة لاتراسيل لم تكمل دراستها الملكية الرسمية الى ان تبلغ سن الرشد والان هي تتولى منصب ولي العهد”
“الامر ليس وكأني امتلك ضغينة تجاه الاميرة لاتراسيل، لكن لو نظرنا الى قضية الحكم، فيجب ان يتوج الامير تارتالا كولي للعهد”
“صحيح والامير تارتالا ذكي بصورة مدهشة حتى أساتذته يمدحون به وهو سيجعل امبراطورية تاريوم اقوى”
جميع اقارب واتباع المحظية اناكاشا والاشخاص الذين اعتادوا على اتباع الامير تارتالا جهروا باراءهم محاولين دحض قرار الامبراطور. (دي اخرة حرية الرأي)
لاتيل صرت على اسنانها بشدة حينما سمعت ذلك من خلال قائد الفرسان سونوت.
“اولئك الاوغاد، انا استطيع ايضا ان اكون كذلك لو درست الدراسات الملكية….انا ذات تعليم ذاتي” (لاتيل بتفكرني بالرسام النمساوي صراحه)
ولكن مالذي يهم بشان ذلك؟، بما ان والدي يتمتع بصحة جيدة وهو ليس عجوز، اليس من المقبول ان ابدأ التعلم الان؟ هناك وقت كافٍ علاوة على ذلك على الرغم من اقراري بأن تارتالا ذكي وشخص يُتطلع اليه، ولكنه ايضا لم يكن بالشخص الذي يتمرد.
“يالهم من اوغاد”
كلما فكرت في الامر كلما زاد غضبها اكثر، لاتيل ضربت المكتب بقبضتها.
عندما كان ريان ولي العهد، انصار تارتالا لم يستطيعوا فتح افواهم بغض النظر عن مدى معارضتهم للامبراطور.
“ستكون الامور ع ما يرام فانتِ يمكنكِ اخراسهم اليس كذلك؟”
في كل مرة يحدث ذلك، كان قائد الفرسان سونوت يبتسم بخفة وكأن الامر ليس بمشكلة كبيرة ويقوم بتهدئتها.
“بالطبع، بكل تأكيد، اذا قام اي شخص بإعاقة طريقي فانا ساتخلص منه”
لاتيل اغلقت شفتيها باحكام واومأت برأسها.