رجال الحريم - 54
كيف يجب أن أتعامل مع هذا الوضع؟، حدقت لاتيل لفترة وجيزة بعين حادة نحو جماعة النبيذ الأبيض، بدا لها أن هؤلاء كانوا يلهون.
لقد بذلت جهدها لإخفاء عظيم الكهنة داخل الحريم، ولكن الآن يبدو أن موقعه سينكشف فورًا، مما أثار غضبها.
لكن من غير الممكن أن تقوم باضطهاد فرسان المعبد لمجرد عدم وجود دين رسمي للدولة.
‘بدا أنه لا يعلم حتى الآن أني تزوجت عظيم الكهنة بالفعل… أو ربما يعلم ولكنه يتظاهر بعدم المعرفة’
حتى أن لاتيل سمعت الناس يتهامسون قائلين : “يبدو أن جلالتها تنوي وضع المعبد و الدين تحت سيطرتها”
قاومت لاتيل غضبها وأخذت تفكر بسرعة.
الخيار الأول : تصرخ اخرُجوا، وتقوم بإخراجهم.
‘لا، لن يصلح ذلك، سيعتقد الجميع أن هناك سببًا وراء طردهم المفاجئ’
الخيار الثاني : جيد، نرحب بكم.
‘مستحيل بالتأكيد’
الخيار الثالث : دعنا نستمع لما لديهم، متظاهرة بعدم المعرفة.
‘حسنًا، لنفعل هذا’
بعد أن اتخذت قرارها، أشارت لاتيل إلى الباب الموجود خلف قاعة الاستقبال بابتسامة.
“لنستمع أولاً لما لديهم ليقولوه، اتبعوني”
خرجت لاتيل، وتبعتها جماعة النبيذ الأبيض بصفين، وعندما خرجوا، تبادل النبلاء والمسؤولون الذين كانوا يحبسون أنفاسهم نظراتهم بدهشة وبدأوا يتهامسون.
“هل سمعتم؟، عظيم الكهنة؟، ألم يقل بوضوح عظيم الكهنة؟”
“يا إلهي، تحاول جلالتها السيطرة علي عظيم الكهنة عن طريق الزواج، كم خطوة تحتسب جلالتها قبل أن تتحرك؟”
“يبدو أنها تخطط لسياسة الزواج الملكي”
“ليس لدينا ما نخسره، فالمؤمنون المتدينون شديدو الإخلاص”
“أولئك الذين تبقوا من أصحاب السلطة هم جميعاً من دعموا آخرين قبل أن ينتقلوا لجانب جلالتها، ربما تحاول جلالتها بناء قاعدتها الخاصة لهذا السبب”
كان هذا صحيحًا، في الواقع، كان الوزراء الحاليين من أتباع الإمبراطور السابق، ومن أنصار الأمير وريث العرش، ومن الذين دعموا تالا في قلوبهم وإن لم يُظهروا ذلك.
لأن فترة وجود لاتيل كوليّة للعهد كانت قصيرة، ولأن الإمبراطور السابق كان لا يزال شابًا وفي صحة جيدة حتى قبل محاولة اغتياله، لم يكن لديها الوقت الكافي لتكوين قاعدتها الخاصة، لذا اضطرت إلى الاحتفاظ بهؤلاء كوزراء.
بالنظر إلى قدرات وخبرات كل شخص، تم اختيار هؤلاء بعناية، ولكن قد تكون الإمبراطورة غير راضة عن هذا الترتيب.
لذا، بدأ الناس بتفسير الأحداث بشكلٍ مفرط، معتبرين أن الإمبراطورة ربما تستخدم المعبد وعظيم الكهنة لبناء قاعدتها الخاصة.
* * *
“أرسلوا فرسان المعبد إلى قاعة الطعام، لا بد أنهم جائعون بعد السفر الطويل، لذا دعوهم يتناولون الطعام أولاً”
أعطت لاتيل تعليماتها بينما كانت تمشي بسرعة نحو غرفتها، غير مدركة لما يتناقله الناس عن هذا الأمر.
“حسنًا، جلالتكِ”
“سيكون من الجيد تناول الطعام معهم، لكن وجودي قد يجعلهم يشعرون بعدم الراحة، لذا أخبروهم أنني سأتحدث معهم بعد الطعام.”
“حسنًا.”
“اختاروا من شخص إلى ثلاثة أشخاص لمقابلتي”
“حسنًا”
بعد أن تلقى السكرتير التعليمات وانسحب للذهاب إلى فرسان المعبد، أسرعت لاتيل خطاها أكثر، كانت تنوي تغيير ملابسها والذهاب إلى الحريم لمقابلة جايسين.
في هذا الوقت، إذا استدعت جايسين مباشرة، قد يظن الناس : “ربما جايسين هو عظيم الكهنة!”
لذا، لم تكن تعتزم الكشف عن أن جايسين هو عظيم الكهنة حتى تتخذ قرارًا حول كيفية التعامل مع هذه الوضعية.
ومع ذلك، عند باب غرفتها، كان جايسين قد وصل بالفعل وينتظرها.
“جايسين؟، كيف وصلت إلى هنا؟”
“هل يمكنني التحدث مع جلالتكِ للحظة؟”
عندما أدخلت لاتيل جايسين إلى الداخل وأغلقت الباب، أوضح جايسين سبب وجوده هنا.
“بمجرد أن سمعت أن جماعة النبيذ الأبيض قد وصلوا، جئت فوراً، خشيت أن تبحثي عني يا جلالتكِ.”
‘يبدو أن لديه حدسًا جيدًا بشكل غير متوقع.’
أعجبت لاتيل بقدرة جايسين على اتخاذ القرار الفوري وسألته.
“كيف عرف هؤلاء أنك أصبحت من المحظيين؟”
“لأنني قلت لهم ‘سأدخل كأحد المحظيين’.”
“ماذا؟، حقاً؟”
‘كنت أظن أن أحدهم قد سرّب السر، لكن كان هو نفسه؟’
“أعتذر يا جلالتكِ، لكن جماعة النبيذ الأبيض يحمونني، لذا كان علي أن أخبرهم بمكاني، عادةً ما يراقبون من بعيد فقط… لكن يبدو أنهم تفاجؤوا هذه المرة.”
“……”
عندما لم ترد لاتيل، نظر جايسين بحذر وسأل.
“هل تريدين مني أن أطلب منهم المغادرة؟”
كان يبدو أنه يعتقد أن لاتيل غاضبة لأنه أخبر جماعة النبيذ الأبيض عن هذا الأمر.
لم تكن لاتيل غاضبة، لكن الوضع المتعقد لم يكن يروق لها، لذا تنهدت وسألت :
“وإذا أعدتهم؟، ماذا ستفعل؟، الناس بالفعل رأوا أنهم جاؤوا إلى هنا يتحدثون عن عظيم الكهنة.”
على الرغم من أنها كانت تسأل، إلا أن نبرة صوتها كانت تشوبها لهجة من التوبيخ.
“أفهم ذلك.”
اعترف جايسين بوجه حزين، ثم سأل بحذر:
“إذن، جلالتكِ، هل يجب أن نكشف الأمر بدلاً من ذلك؟”
في الواقع، كان هذا هو الاقتراح الذي أرادت لاتيل أن تقدمه له عند زيارته، لكنها…
“هل ستكون بخير؟، هناك الكثير من الأشخاص الذين يستهدفونك، ولهذا السبب كنت مختبئًا هنا”
كان هذا هو السبب وراء ترددها في كيفية طرح الفكرة عليه، لحسن الحظ، هز جايسين رأسه موافقًا بكل سعادة.
“لقد استهدفتني بالفعل قوى شريرة داخل الحريم، مثلما حدث مع جماعة النبيذ الأبيض، من المحتمل أن يكون كشف مكاني مسألة وقت فقط، لذلك، أعتقد أن من الأفضل أن أكون تحت حمايتهم”
* * *
عندما انتهت لاتيل من الحديث مع جايسين، أرسلت سكرتيرها مرة أخرى ليطلب من بعض أفراد جماعة النبيذ الأبيض أن يحضروا إلى مكتبها الشخصي للتحدث معها.
وعندما وصلت إلى المكتب وانتظرت، لم يمض وقت طويل حتى فتح الباب ودخل أحد فرسان المعبد مرتديًا الزي الأبيض لجماعة النبيذ الأبيض.
كان هو الشخص الذي خرج أمام لاتيل في قاعة الاستقبال وطلب منها السماح لهم بحماية عظيم الكهنة.
“لقد فكرت مليًا في ما ذكرتموه، وتحدثت مع عظيم الكهنة أيضًا”
“هل وصل عظيم الكهنة بالفعل؟”
“لقد أصبح من المحظيين الآن”
“!”
“يمكنكم الانضمام كحراس، وللتفاصيل الأخرى، تحدثوا مع جايسين مباشرة…”
“حسنًا”
“في الواقع، هناك أمر آخر أريد أن أسألك عنه، بخلاف قضية جايسين”
“حسنًا”
“ما هو اسمك؟”
“ليس اسمي الحقيقي، لكن الآخرين ينادونني ‘بايك هوا”
‘هل لا يريد أن يكشف عن اسمه الحقيقي؟’
عندما أعطى بايك هوا إجابة غير متوقعة على سؤالها عن اسمه، عبست لاتيل قليلاً، لكنها تذكرت أن الكهنة عادة ما يتخلون عن أسمائهم الأصلية عند انضمامهم إلى الكهنوت، لذا تجاهلت الأمر وطرحت سؤالاً آخر.
“حسنًا، بايك هوا، أريد أن أسألك شيئًا : هل تعرف شيئًا عن السحر الأسود؟”
فتح بايك خوا عينيه على مصراعيها، وكأنما يقول “اسألني عن أي شيء اخر”، ثم أجاب بوجه جاد :
“هذا ليس موضوعًا يجب أن تهتم به جلالة الإمبراطورة، السحر الأسود قد يبدو قويًا ومفيدًا، لكنه يترك آثارًا جانبية كبيرة وهو ضار بالبشر”
“لست أنوي تعلمه”
“إذن…؟”
“لقد رأيت آثارًا للسحر الأسود”
“أين رأيت ذلك؟ إذا كان هناك شيء كهذا، يجب أن نطهره بالكامل”
أجاب بهدوء، لكن عينيه بدتا أكثر شراسة مع كل كلمة، وبينما كانت لاتيل على وشك أن تقول “جيد”، تذكرت شيئًا فجأة وعبست.
“إن كنت قد قلت شيئًا غير لائق، فأنا أعتذر يا جلالتك”
قال بايك هوا، محاولًا التهدئة بعد أن لاحظ تعبير لاتيل، ولكنها هزت رأسها.
“لا، ليس ذلك… بل أنت”
“نعم؟”
حدق بايك هوا بحيرة، بينما حركت لاتيل أصابعها عدة مرات ثم ابتسمت بهدوء.
“لا، لا شيء.”
في الواقع، كان لديها شعور غامض، وكأن شيئًا ما كان على وشك الظهور في ذهنها، لكنه لم يكن يبدو مهمًا للغاية، لذا قررت تجاوز الأمر.
ما يهم حقًا هو رد فعل بايك هوا عندما سمع عن السحر الأسود.
أعجبت لاتيل برد الفعل العدائي الذي أظهره عندما تم ذكر السحر الأسود، إذا كان تالا قد عاد حقًا إلى الحياة كشيء غير بشري وأصبح “اللورد” ويستخدم السحرة السود لاستعادة العرش…
‘ربما أتمكن من استخدام فرسان المعبد’
بالتأكيد، هكذا سيكون الأمر، بعد أن أنهت لاتيل حساباتها، ابتسمت ابتسامة لطيفة، وهو شيء تتقنه، وبدأت بالحديث قائلة : “هل تعرف شيئًا؟”
“إيماني عميق جدًا”
ثم ابتسمت مرة أخرى، فسأل بايك هوا بدهشة، “حقًا؟”
“بالطبع، بالنسبة لي، الإيمان… هو، كما تعلم… شيء جيد”
في الحقيقة، كانت لاتيل شخصًا قليل الإيمان تقريبًا، لذا تحدثت بعموميات، لكن بايك هوا نظر إليها بوجه مليء بالإعجاب.
عندما كان السحر الأسود في أوجه، كان تأثير جماعة النبيذ الأبيض قويًا، وكان الناس متدينين جدًا، لكن بعد التخلص من السحرة السود وكل من ينتمي إلى الظلام، وبطريقة ساخرة، بدأ تأثير الجماعة يتضاءل وتراجع إيمان الناس.
ضعف تأثير المعبد بشكل طبيعي، وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك محاولات من أفراد العائلات المالكة والنبيلة لوضع المعبد تحت سيطرتهم.
باختصار، في وسط كل هذه التحديات والمصاعب، كانت لاتيل، الإمبراطورة القوية لدولة كبيرة، تبادر بتقديم هذه الكلمات، مما أشعر بايك هوا بشيء من التأثر.
لدرجة أنه شعر أن عظيم الكهنة قد أحب الإمبراطورة.
ورأت لاتيل تعبير بايك هوا هذا، فشعرت بالارتياح، يبدو أنها تمكنت من تجاوز الموقف بطريقة أو بأخرى.
في البداية، أرادت تشبيه الإيمان بشيء رائع، لكنها لم تتمكن من العثور على التشبيه المناسب، مما أزعجها قليلاً.
“في الواقع، يا جلالتكِ، عندما رأيتك لأول مرة في قاعة الاستقبال، شعرت بالدهشة”
“أوه؟، مما دهشت؟”
“لقد كان لديك هالة مشرقة ونقية جدًا”
“لدي؟”
“نعم، قبل بضع سنوات، تلقيت نبوءة تتعلق بشخص في مثل عمرك… أوه.”
“شخص في مثل عمري ماذا؟”
“هاها، لا أعتقد أن هذه الأمور تهمك، على أية حال، لقد مضت”
“إنه أمر يثير اهتمامي أكثر عندما تتوقف فجأة عن الحديث”
“هاها، لا شيء مهم، على أي حال، جلالتكِ تبدين نقية حقًا، ويبدو أن عظيم الكهنة يحبك لأجل ذلك”
رغم فضولها الشديد لمعرفة ما كان بايك هوا على وشك أن يقوله، اضطرت لاتيل إلى كبت فضولها عندما بدا أنه لن يقدم المزيد من التفاصيل.
بالإضافة إلى ذلك، بينما كانت تستمع إلى كلام بايك هوا، شعرت أن القلق الذي انتابها بعد لقائها بقناع الثعلب قد تلاشى تمامًا، كان الأمر يتعلق بالطريقة التي ناداها بها قناع الثعلب بـ “اللورد”.
ما زالت لاتيل لا تعرف لماذا قال هذا، لكن الآن بدا من المرجح أن كلامه كان مجرد هراء.
حتى عظيم الكهنة، وكذلك فرسان المعبد الذين يتبعون فقط إرادة الرب، لم يشعروا بأي شيء مريب تجاه لاتيل، بل على العكس، قالوا إنهم شعروا بـ”نقاء” من حولها.
يبدو أن قناع الثعلب كان يحاول إرباك لاتيل لا أكثر.
***
انتشر هذا الخبر بسرعة : الإمبراطورة لاتراسيل تزوجت للمرة السادس من فتي ملهي قمار، وتبين أنه في الحقيقة عظيم الكهنة!
عندما انتشرت هذه الشائعة، بدأ الناس يعتقدون أن الإمبراطورة لاتراسيل قد أنشأت حريمها كاستراتيجية، سياسية ذكية.
رأوا في ذلك محاولة لتعزيز قوتها من خلال زيجات مع شخصيات مؤثرة، وتحليل نوايا لاتيل على أنها خطوة محسوبة.
“هممم، هكذا إذن، كنت أتساءل لماذا كانت تهتم بذلك الرجل الذي لا يملك سوى العضلات، كان يبدو أن هناك سببًا وراء ذلك”
حتى دوق أتراكسيل الذي سمع القصة في قاعة الاحتفالات عن موزع الاوراق بالملهي الذي تركت لاتيل من أجله رانامون، تبين له الآن أنه كان في الواقع عظيم الكهنة، فبدأ غضبه يتلاشى ببطء.
ومع ذلك، كان الشخص الأكثر تأثرًا بهذه الشائعة هو عظيم الكهنة نفسه، الذي كان يُحتقر من قبل الجميع بوصفه علي انه من ملهي قمار من عامة الشعب أصبح في الحريم بفضل إغرائه الإمبراطورة.
“ذلك الشخص… أليس هو عظيم الكهنة؟”
“كنت أشعر بذلك، منذ أول نظرة، بدا لي نبيلًا جدًا”
“وأنا كذلك، لكنكم جميعًا كنتم تسخرون منه كثيرًا، لذا فضلت أن أصمت”
وعندما غير خدم الحريم الذين كانوا يتجاهلون جايسين مواقفهم فجأة، تأفف الكاهن التابع وهو يدفع كرسي جايسين المتحرك.
“الناس حقًا ماكرون”
“لا يمكننا تغيير ذلك، من الصعب فهم دواخل الناس، لذلك يحكمون بناءً على المظاهر فقط، لا يمكننا لومهم على ذلك”
“لكن التغير مفاجئ للغاية، إنه مزعج.”
“يعني ذلك أنهم في موقف حساس للغاية تجاه التغيرات الخارجية، لا تكره الناس كثيرًا”
“لأنني لا أزال غير متعلم بما يكفي …”
وعندما كان على وشك أن يقول إنه لا يستطيع التخلص من ذلك الشعور، التقى الكاهن التابع بعيون كلاين ورفاقه.
تذكر الكاهن كيف كان كلاين ينظر إلى عظيم الكهنة من قبل كما لو كان حشرة، فشعر الآن بالفخر وتوقع أن يكون كلاين قد غير موقفه وأصبح يحترم عظيم الكهنة.
“أنت عظيم الكهنة، أليس كذلك؟، لماذا تأتي إلى هنا؟ اغرب عن وجهي”
ومع ذلك، ألقى كلاين كلماته الصارمة ومضى، تاركًا الكاهن التابع في حالة من الصدمة، ففتح فمه غير مصدق.
“أجل. من الأفضل أن تكون ماكرًا من أن تكون شخصًا سيئًا باستمرار.”
***
لكن كلاين، بغض النظر عن الشتائم التي كان الكاهن التابع يتفوه بها خلفه، كان منشغلًا في التفكير العميق.
“ذاك الموزع تظاهر بالمرض ليحصل على رعاية جلالتها طوال اليوم…”
“ليس موزع ورق، بل عظيم الكهنة، يا أمير، ولم يكن يتظاهر بالمرض.”
“نفس الشيء.”
“الأمر مختلف تمامًا…”
وبينما تجاهل كلاين همسات خادمه المتذمرة، عاد إلى غرفته وأخذ ينظر حوله، ثم بدأ يضرب ظهر الخادم بنفاد صبر، ثم فجأة ارتمى على الأرض.
“توقف عن التذمر، اذهب بسرعة إلى جلالتها وأخبرها أنني مريض”
“ماذا؟ هل أنت مريض، يا سيدي؟”
“لا، لكن أخبرها أنني مريض، بسرعة!”
نظر الخادم بدهشة، متسائلًا عما إذا كان الأمير يتظاهر بالمرض، فأشار كلاين بيديه ليحثه على الإسراع.
“ألن تذهب بسرعة؟”
“عن ماذا يجب أن أقول إنك مريض؟”
“قل إنني سقطت وكدت افقد الوعي بسبب ألم في الرأس، بسرعة!”
***
كانت لاتيل تفكر بعمق في كيفية استغلال جماعة النبيذ الأبيض عندما جاءها الخادم فانيل ليبلغها بأن كلاين مريض، ففزعت وركضت نحو الحريم.
‘هل يمكن أن يكون ذلك الشخص الشرير الذي يحمل طاقة مظلمة قد استهدف ازواجي مرة أخرى؟’
“كلاين!”
كانت لاتيل قلقة للغاية، خاصة وأن حادثة دفع عظيم الكهنة حدثت منذ أيام قليلة فقط.
لكنها عندما وصلت إلى غرفته وفتحت الباب ودخلت… رأت كلاين مستلقيًا على الأرض بقميصه مفتوحًا، ويبدو أنه ليس مريضًا على الإطلاق.
‘كلاين، أيها ال!’
“جلالتكِ، أشعر بأن جسدي حار، أعتقد أنني مصاب بالحمى… هل يمكنكِ التحقق؟”